رسالة خطيرة

اجتمع الأصدقاء فورًا، ليبحثوا الأدلَّة التي توافرت لهم، كانت معهم سيجارة لا يعرفون سرَّها، ولكنهم كانوا متأكدين أن الرجل ذا الأذن المثقوبة الذي صدم «لوزة» هو نفس الرجل الذي أعطى «تختخ» السيجارة؛ فقد لاحظ «تختخ» أذنه المثقوبة، ولاحظ النفير الذي في دراجته.

أخرج «تختخ» السيجارة وأخذ يختبرها، كانت مملوءة بالدخان من الناحيتين، ولكنه أحسَّ أن في وسطها شيئًا غريبًا، فأخذ يخرج منها الدخان برفق، وفجأة سقطت منها ورقة رفيعة جدًّا فصاحت «لوزة»: ياه، لا بد أنها رسالة سرية.

والتف المغامرون الخمسة حول الرسالة يقرءونها، ولكن ما وجدوه مكتوبًا فيها أثار خيبة أملهم، كان مكتوبًا عليها كالآتي:

١ / ٢ كيلو طماطم.
١ / ٢ كيلو أرز.
٢ كيلو سكر.
١ كيلو دقيق.

قالت «نوسة» في أسف: ما هذا؟ إنها قائمة مشتريات مثل التي تعطيها لي ماما لأحضرها لها من السوق، هل تفهم منها شيئًا آخر يا «تختخ»؟

هرش «تختخ» رأسه ثم قال: لا بد أن هناك سرًّا في هذه الرسالة، وأعتقد أنها مكتوبة بطريقة سرية.

قال «عاطف»: ربما كان بها رسالة أخرى مكتوبة بحبر سريٍّ، إنك علمتنا يا «تختخ» كيف نكتب بحبر سريٍّ، لا يظهر بين سطور الرسائل العادية.

قال «تختخ»: ربما، هل تستطيع يا «عاطف» أن تحضر لي مكواة ساخنة من منزلكم؟

وأسرع «عاطف» إلى داخل المنزل، ولحسن الحظ كانت الشغَّالة تكوي بعض الملابس، فطلب منها المكواة لدقيقة واحدة، وعاد مسرعًا إلى الأصدقاء.

أمسك «تختخ» بالمكواة، ثم مرَّ بها على الورقة، ثم رفعها ونظر الجميع فصاحت «لوزة»: لقد ظهرت رسالة أخرى واضحة، إنها مكتوبة بحبر سريٍّ يظهر عندما يتعرض للسخونة.

وقرأ الأصدقاء الرسالة: «أخبر نمرة ٣ … متحف الشمع … ٩ مساء … نمرة ٥.»

قال «عاطف»: لا بد أن نمرة ٣ أحد أفراد العصابة، ونمرة ٥ فرد آخر، أليس كذلك؟

ورد «تختخ» وقد لمعت عيناه: هذا صحيح، لقد بدأنا ندخل المغامرة، ونكشف سرَّ العصابة.

قالت «لوزة»: ولكن ماذا سنفعل يا «تختخ»؟

تختخ: سأذهب إلى هناك، وسأحضر اجتماع العصابة في متحف الشمع.

مُحب: ولكن يا «تختخ»، هذه مخاطرة رهيبة، وسوف يكتشفون وجودك ويفتكون بك.

تختخ: إنها الطريقة الوحيدة لمعرفة العصابة كلها، إنها ضربة حظ ولن أتخلَّى عنها.

نوسة: إن هذه السيجارة هي مفتاح الموقف كله، ولا عجب أن حاول الشاويش الحصول عليها من العجوز الحقيقي، إنه على استعداد لدفع أي ثمن للحصول على هذه الرسالة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤