النهاية

دخل «تختخ» الجراج، فلم يجد سوى سيارة «هاني»، فكَّر: لا بد أنَّ سيارة «حمدي» في الخارج.

بدأ في تنظيف سيارة «هاني»، وهو يقول لنفسه: لم تدخل سيارة «حمدي» الجراج لأنَّ سيارة النقل واقفة في المدخل، ولا بد أنَّها في الفيلَّا. جاء صوت «عثمان» يقول:

عثمان: مَن بالداخل … هل جئتَ يا «رجب»؟

أسرع إلى «عثمان»، الذي كان يتثاءب … ابتسم وقال: صباح الخير يا معلم!

عثمان: متى جئت؟

تختخ: من نصف ساعة.

عثمان: آه … لقد سهرت كثيرًا الليلة، هل نظفت سيارة «هاني بيه»؟

تختخ: نعم … لكن سيارة «الباشا» ليست موجودة.

عثمان: في الفيلا … وسوف تأتيك حالًا … هات لي الشاي من المقهى.

انصرف «تختخ» إلى المقهى حيث قابله «فاروق»، همس له «تختخ»: لن أبيت الليلة معك يا «روقة»، فسوف أذهب إلى «المغامرين».

ابتسم «فاروق»، وقال: أتمنى أن أراهم وأن أتحدث إليهم.

تختخ: أعطني شاي المعلم «عثمان» أولًا … وقد أنصرفُ مبكرًا، فلن أمرَّ عليك، لكن فجأة ستجدني أمامك مع «المغامرين الخمسة»!

لمح «تختخ» سيارة النقل وهي تتحرك بعيدًا عن «الجراج»، ولم يمرَّ وقت حتى كانت سيارة «حمدي» تخرج من الفيلا … وتدخل «الجراج»، أسرع بحمل الشاي، واتجه إلى حيث يجلس «عثمان»، الذي ما إن رآه حتى قال له:

عثمان: هيَّا، اغسل سيارة «الباشا» قبل أن يطلبها.

دخل «تختخ» الجراج، وبدأ يغسل سيارة «حمدي» بنشاط، وهو يفكر: إنَّه يراقبني الآن من خلال الكاميرا السرية. وعندما كان يغسل لوحة الأرقام، قرأ الرقم وكان ٤٩٧٨، قال في نفسه: إنَّه يغير الأرقام عندما تكون هناك عملية من عملياته المشبوهة فقط، حتى لا يصلَ إليه أحد إذا التقط أرقام السيارة … انتهى من تنظيف السيارة، ثم خرج إلى «عثمان»!

تختخ: كلُّه تمام يا «معلم».

بقي «تختخ» حتى آخر النهار، ثم انصرف، أخذ طريقه إلى «المعمورة»، وعندما وصل كان «زنجر» يستقبله كالعادة عند مدخل الفيلا … احتضنه وهو يقول له:

تختخ: سوف تُثبت لهم أنَّه ليس هناك «عفاريت».

تركه «تختخ»، فأسرع «زنجر» إلى حيث كان «المغامرون» يجلسون، ما إن رأته «لوزة» حتى قالت: لقد وصل «تختخ».

ظهر «تختخ» أمام «المغامرين» وهو يبتسم ابتسامة عريضة، فقالت «لوزة»: هناك أخبار طيبة!

تساءل «عاطف»: هل الأخبار طيبة فعلًا؟

جلس «تختخ» وهو يقول: أعطوني التليفون المحمول.

ظهرت الدهشة على وجوه «المغامرين»، فقال «تختخ»: لا أستطيع الانتظار … سوف أتصل بالمفتش «سامي» وسوف يحتاج لوقت حتى يصل إلينا.

قدَّم له «محب» التليفون المحمول، وهو يقول: ألن تُخبرنا بما توصلت إليه؟

طلب «تختخ» المفتش «سامي» الذي جاء صوته يقول: أهلًا يا «محب» … أعرف أنَّكم في «الإسكندرية».

قال «تختخ»: أنا «توفيق» … نحتاج للقائك سريعًا.

سامي: ولماذا لم تتحدث من تليفونك؟ وعلى فكرة إنني في مأمورية في «الإسكندرية».

تختخ: إذن نراك الليلة.

سامي: أين تقيمون؟

تختخ: في «المعمورة».

سامي: إذن نلتقي في كازينو «المعمورة» بعد ساعة … إلى اللقاء!

أغلق «تختخ» التليفون، وأعاده ﻟ «محب» … ثم وقف وهو يقول: أُبدل ثيابي … فسوف نلتقي بالمفتش «سامي» بعد ساعة، فهو في «الإسكندرية» لحسن الحظ.

أخذ «تختخ» طريقَه إلى داخل الفيلا … ليُغيِّر ملابسه التنكرية، فقالت «نوسة»: يبدو أنَّ «تختخ» وضع يده على شيء مهم.

هتفت «لوزة» بحماس: إذن لقد وصلنا إلى حلِّ لغز «عمارة العفاريت».

نبح «زنجر» نباحًا هادئًا، فعرف «المغامرون» أنَّ «تختخ» قد عاد، عندما ظهر، ضحكت «لوزة» وهي تقول: لقد عدتَ «تختخ» ولم تَعُد «رجب».

ابتسم «تختخ» وجلس، فسألت «نوسة»: لماذا اتصلتَ بالمفتش «سامي»؟!

تختخ: لأنني توصلتُ إلى ما يُدين «حمدي» … فقد اكتشفتُ وجود الكاميرا السرية في سقف «الجراج» بالإضافة إلى أنني اكتشفتُ أنَّه يُغيِّر رقم السيارة.

ظهرت الدهشة على وجوه «المغامرين»، وسأل «محب»: كيف يُغيِّر رقم السيارة؟!

تختخ: في الأيام العادية يكون رقم السيارة ٤٩٧٨، لكن عندما تكون هناك عملية تصبح ٤٩٨٧، فهو يُغيِّر رقمًا واحدًا، فيضع رقم ٧ مكان رقم ٨.

سألت «لوزة»: ولماذا يُغير رقم السيارة؟!

ردَّت «نوسة»: حتى لا يتوصَّل أحد لرقم السيارة الأصلي.

قال «عاطف»: إذن عندنا ثلاثة أدلة تؤكد أنَّه المستفيد الوحيد من إشاعة أنَّ العمارة مسكونة «بالعفاريت»، أوَّلها الباب الحديدي الذي يُفتح إلكترونيًّا … وثانيها عدسة المراقبة التي في «الجراج»، وثالثها تغيير رقم السيارة.

نظر «تختخ» في ساعته، ثم وقف وهو يقول: هيَّا بنا الآن، وكازينو «المعمورة» ليس بعيدًا.

كان الليل قد هبط، ولمعت الأضواء في أنحاء «المعمورة»، بينما كان «المغامرون الخمسة» في طريقهم إلى الكازينو … و«زنجر» يتقدمهم، قالت «نوسة»: أرجو ألَّا يكون الكازينو مزدحمًا … وممتلئًا بالضوضاء.

وصلوا إلى الكازينو، وكان فعلًا مزدحمًا بالشباب، بجوار موسيقى عالية تجعل التفاهم صعبًا … وقفوا يبحثون عن مكانٍ خالٍ، لكنهم لم يجدوه … قال «محب»: نجلس في الخارج، فهناك أماكن خالية.

خرجوا واختاروا مكانًا بعيدًا، حيث وجدوا «ترابيزة» وحولها خمسة مقاعد … ذهب «عاطف» إلى «ترابيزة» أخرى خالية، وأخذ كرسيًّا إضافيًّا إلى المقاعد الخمسة … كان بعض الشباب يداعب «زنجر»، الذي بدَا عليه أنَّه يرفض هذه المداعبات، جاءهم الجرسون، الذي ظهر عليه التردد عندما رأى «زنجر» يقف عند قدمي «تختخ»، لاحظَ «تختخ» ذلك، فقال للجرسون: لا تخف … فهو لن يفعل شيئًا.

اقترب «الجرسون» أكثر وهو يغتصب ابتسامة، فقال «محب»: خمسة جيلاتي.

ثم نظر إلى «المغامرين» وسأل إن كان أحد يريد شيئًا آخر … لكنهم جميعًا وافقوا على ما طلبه. انصرف الجرسون، فابتسم «محب» وهو يقول: هذه الدعوة على حسابي، فقد حققت بعض الأرباح من بيع الجرائد … يبدو أنني سوف أواظب على الشغلانة.

ضحك «المغامرون». فجأةً رنَّ تليفون «محب»، وجاء صوت المفتش «سامي» يسأل: أين تجلسون، فالمكان زحمة.

ردَّ «محب»: نحن نجلس في الخارج، على الشمال قليلًا.

فجأة وقف «زنجر»، ونبح نباحًا قصيرًا، وكأنَّه يُعلن عن مكان «المغامرين».

ظهر المفتش «سامي»، فرحَّب به «المغامرون الخمسة»، جلس وهو يبتسم.

سامي: هل هناك لغز جديد؟

حكى له «تختخ» حكاية «عمارة العفاريت»، وكيف تنكَّر واشتغل في «جراج» العمارة الذي يستأجره «حمدي»، وما اكتشفه داخل «الجراج»، وشكَّهم في أنَّ «حمدي» هو الذي يقف خلف إشاعة العمارة بأنَّها مسكونة، وعندما قال «تختخ» إنَّه اكتشف أنَّ «حمدي» يُغيِّر أرقام سيارته، ظهر الاهتمام على وجه المفتش «سامي»، وسأله:

سامي: كم كان رقم السيارة؟

تختخ: ٤٩٧٨ ويتغير إلى رقم ٤٩٨٧!

سامي: هل رأيت ذلك بنفسك؟

تختخ: نعم … وهذا ما جعلني أتَّصل بك.

تنفَّس «سامي» بعمق، ثم قال: إنَّني هنا بسبب عملية تهريب … ولقد التقط أحدُ الضباط رقم السيارة وكان ٤٩٨٧، وبالكشف عنه اتضح أنَّها سيارة طبيب … لقد كشفت اللغز يا عزيزي «توفيق».

تحدث «تختخ» عن مواعيد خروج «حمدي» في الصباح … وكيف تبيت سيارته في «الجراج» … وتذهب إليه في الفيلا … في حدود العاشرة والنصف، ثم قال:

تختخ: وأعتقد أنَّ هذا هو الوقت المناسب للقبض عليه.

سامي: عليك بالوجود في «الجراج» كالعادة، وأنا أعرف هذه العمارة.

في الصباح أخذ «تختخ» طريقه إلى حيث «عمارة العفاريت» … وقام بتنظيف سيارة «حمدي»، وعندما دقَّت الساعة العاشرة، جاء السائق، وأخذ السيارة … وخرج بها إلى فيلا «حمدي»، وما إن دخلت الفيلا، حتى أسرع «تختخ» إلى باب «الجراج»، فرأى المفتش «سامي» ينزل من سيارة ملاكي … ومعه اثنان من ضباط الشرطة السريِّين، ودخلوا الفيلا … بعد لحظات وصلَت سيارة شرطة محملة بالجنود … بعضهم حاصر الفيلا … والبعض الآخر اتَّجه إلى «الجراج»، حيث يقودهم أحد الضباط … ما إن رآهم «عثمان» حتى اصفرَّ وجهه، وقال بصوت مرتعش: ماذا هناك؟

سأله الضابط: أنت حارس «الجراج»؟

هزَّ رأسه بنعم، دون أن ينطق … فأمر الضابط بالقبض عليه، ثم نظر إلى «تختخ»، وسأله: هل أنت ابنه؟

كان «تختخ» يُخفي ابتسامة، لكنَّه أجاب: إنَّني أعمل في «الجراج».

قال الضابط: اقبضوا عليه.

ظهر المفتش «سامي» وهو يقود «حمدي»، وخلفه الضابطان … ودخلوا «الجراج» … مرَّ وقت، ثم عاد المفتش «سامي» يقود «حمدي» وقد وضع يدَيه في «الكلبشات»، ثم ركب بين الضابطَين، بينما اقتاد أحد الجنود «عثمان» إلى سيارة الشرطة ومعه «تختخ»، إلا أنَّ المفتش «سامي» أمره بتركه … وانصرفت السيارة وفيها «حمدي» مقبوضًا عليه … وكان الناس قد تجمَّعوا يراقبون ما يحدث في دهشة.

في المساء، جاء «المغامرون الخمسة» إلى المقهى، والتقَوا «فاروق»، الذي احتفى بهم، وجاءهم المعلم «حسين» صاحب المقهى، يسأل ماذا هناك؟ … فأخبره «فاروق» بأنَّ هؤلاء هم «المغامرون الخمسة» وأنَّهم كشفوا أنَّ «حمدي باشا» كان يقوم بالتهريب، وهو الذي دبَّر حكاية «العفاريت» التي تسكن العمارة … حتى يستغلَّها في عمليات التهريب … فهي خالية ولا يسكنها أحد. لم يكن المعلم «حسين» يُصدِّق، لكنَّه أرسل مَن يستدعي المعلم «فرج» صاحب العمارة، الذي جاء مسرعًا، وعندما رأى «تختخ» و«محب» صاح:

فرج: هل صحيح ما سمعتُه؟ … إنَّني لم أكن أصدِّق عندما قلتما لي.

ابتسم «تختخ» وقال: الآن تستطيع أن تؤجر العمارة، وسوف نبيت فيها الليلة حتى تطمئن.

فرج: وسوف أبيت معكم … وسوف أُزيل ما يسدُّ باب العمارة.

جاء المعلم «فرج» بسجادتَين كبيرتَين، وفرشهما في أحد طوابق العمارة، وظلَّ «المغامرون الخمسة» ساهرين، ومعهم «زنجر»، وقد انضم إليهم «فاروق»، الذي كان سعيدًا بوجوده بين «المغامرين»، أمَّا المعلم «فرج» فكان يضرب كفًّا بكف، وهو يقول: الباشا «حمدي» هو السبب! لا أعرف كيف أشكركم … وأنا الآن أُعلن لكم أنني متنازل عن إحدى شقق العمارة لتكون مقرًّا لجمعيتكم السرية.

ظلَّ «المغامرون الخمسة» ساهرين حتى الصباح.

فقال المعلم «فرج»: أين العفاريت؟!

ضحك «المغامرون»، وقال «تختخ»: لقد قبضَت عليهم الشرطة.

وعندما انصرف «المغامرون الخمسة» كان المكان قد ازدحم بالناس يحيونهم، وهم يُعلنون تعجُّبَهم من أنَّ هؤلاء الصغار هم الذين اكتشفوا الخدعة.

أمَّا «فاروق» فقد ودَّعهم وهو يقول: سوف أنتظركم … وأُعِدُّ لكم الليمون المثلج الذي تفضِّلونه.

فقالت «لوزة»: الآن تأكدتُ أنَّه لا توجد «عفاريت».

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤