أساطير

وقف اختلافهما في المذهب حائلًا بينهما وبين السعادة … فآلى هو أن يلعن الأوثان!

[قصة حب في اليونان الوثنية]
أساطيرُ مِنْ حَشرجاتِ الزمان
نسيجُ اليد البالية،
رواها ظلامٌ من الهاوية
وغنَّى بها ميِّتَان.
أساطيرُ كالبِيد، ماجَ السراب
عليها، وشقَّتْ بقايا شِهاب،
وأبصرتُ فيها بريقَ النُّضَار
يُلاقي سدًى مِن ظِلال الرغيف،
وأبصرتُني والستارُ الكثيفُ
يُواريكِ عني فضاع انتظار،
وخابت مُنًى، وانتهى عاشقان.

•••

أساطيرُ مثل المُدى القاسيات
تَلاوينُها من دم البائسين،
فكمْ أَومضَت في عيون الطغاة
بما حُمِّلَتْ من غبار السنين،
يقولون: وحيُ السماء؛
فلو يسمعُ الأنبياء
لما قَهقَهَتْ ظُلمة الهاوية
بأسطورةٍ بالية،
تجرُّ القرون
بمركبةٍ من لظًى، في جنون
لظًى كالجنون!

•••

وهذا الغرامُ اللَّجوج
أيرتدُّ من لمسةٍ باردة …
على إصبعٍ من خيال الثلوج
وأسطورةٍ بائدة؟
وعرَّافةٍ أَطلَقَت في الرمال
بقايا سؤال،
وعينَين تستطلعان الغيوب،
وتستشرفان الدروب،
فكان ابتهالٌ … وكانت صلاة
تُعَفِّرُ وجهَ الإله،
وتحثو عليه انطباق الشفاه.

•••

تعالَيْ فما زال نجم المساء
يُذيب السنا في النهار الغريق،
ويغشى سكونَ الطريق
بِلونَين من ومضةٍ وانطفاء.
وهمسُ الهواءِ الثقيل
بِدفءِ الشذى واكتئاب الغروب،
يُذكِّرني بالرحيل:
شراعٌ خلال التحايا يذوب،
وكفٌّ تُلوِّحُ. يَا للعذاب!

•••

تعالَيْ فما زال لون السحاب
حزينًا … يُذكِّرني بالرحيل
رحيل؟!
تعالَي، تعالَي … نُذيب الزمان،
وساعاته، في عناقٍ طويل،
ونصبغ بالأرجوان
شراعًا وراء المدى،
وننسى الغدا
على صدركِ الدافئِ العاطر
كتهويمة الشاعرِ.
تعالَيْ؛ فملء الفضاء
صدًى هامسٌ باللقاء،
يوسوسُ دون انتهاء.

•••

على مُقلتَيكِ انتظارٌ بعيد
وشيءٌ يريد:
ظلال
يُغمغم في جانبيها سؤال،
وشوقٌ حزين
يريد اعتصار السراب،
وتمزيق أسطورة الأَوَّلِين
فيا للعذاب!
جناحان خلف الحجاب.
شِراعٌ …
وغَمغمةٌ بالوداع!
٢٤ / ٣ / ١٩٤٨

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤