الطريق الآخر!

انتهت مغامرة اللص الإلكتروني بحصول الشياطين اﻟ «١٣» على جهاز الكمبيوتر … وعلى الشاب الذي اخترعه … هذا الجهاز العجيب الذي استطاع أن يدخل على أجهزة الكمبيوتر في البنوك، ويأمرها بتحويل الملايين من حسابات بعض الشخصيات العربية والحسابات العربية إلى حسابات لأشخاصٍ مجهولين … واستطاع بهذا أن يختلس مبلغ ٣٠٠ مليون دولار قبل أن تكشف البنوك الحقيقة.

وبقيت مشكلة إعادة هذه الملايين … لقد فشل البوليس الأمريكي في الوصول إلى أي شيء يوصله إلى العصابة التي استخدمت هذا الجهاز …

وتم الاتفاق مع رقم «صفر» على أن يذهب عدد من الشياطين اﻟ «١٣» إلى نيويورك حيث تم الاختلاس … لمحاولة الوصول إلى العصابة …

وقد اختير «أحمد» و«إلهام» و«عثمان» و«زبيدة» للذهاب إلى هناك … لأنهم سبق أن قاموا بعمليات في نيويورك … بالإضافة إلى صديقهم «فرانك» الذي ساعدهم في إحدى المغامرات في إيطاليا … ثم ساعدوه بعد ذلك على التغلب على عصابة كانت تهدده …

كان الشاب الذي اخترع جهاز الكمبيوتر معهم … لقد استطاعوا استعادته بعد أن اختطفته العصابة.

وذات مساء في لندن، جلس الشياطين الأربعة ومعهم الشاب العبقري الذي أطلقوا عليه اسم «جيني» اختصارًا لكلمة «جينيس» الإنجليزية بمعنى عبقري …

كان «جيني» مستعدًّا لأن يقوم بأي شيء لاستعادة الملايين التي ساعد على اختلاسها تحت ضغط العصابة … لقد عامله الشياطين اﻟ «١٣» على أنه كان أداة في يد العصابة واستيقظ ضميره … وقرر أن يساعد الشياطين اﻟ «١٣» بأية طريقة … فقد أحبَّ هذه المجموعة من الشباب التي تسعى إلى إقرار العدالة.

جلس «جيني» يستمع إلى خطة الشياطين الأربعة … كانت الخطة تجعله محورًا هامًّا للعمل … رغم تعرضه للمخاطر …

وقالت «إلهام»: ملخص الخطة يا «جيني» أن نعود إلى نيويورك فإذا علمت العصابة بعودتك، فسوف تحاول بالتأكيد اختطافك لسببين واضحين.

  • أولًا: أن يخفوا الشخص الوحيد الذي يمكن أن يكشف الحقيقة.
  • ثانيًا: أن يحاولوا مرةً أخرى الاستيلاء على أرصدة العملاء في البنوك، وفي الغالب لن يكون ذلك في نيويورك … وربما ليس في أمريكا كلها … حيث تتكدس الملايين بل المليارات في الحسابات السرية في بنوكها الكثيرة …

وصمتت «إلهام» لحظات ثم مضت تقول المهم … هل أنت على استعداد لدخول هذه المغامرة مرةً أخرى؟! إنك بهذا تعرض حياتك للخطر … فإذا أردت ألَّا تشترك في هذه المغامرة المحفوفة بالمخاطر … فسوف نبحث عن خطةٍ أخرى.

ردَّ «جيني» على الفور: على العكس … إنني على استعداد لعمل أي شيء لأصلح الخطأ الذي ارتكبته … لا تتصوري يا آنسة «إلهام» إلى أي حدٍّ قد تغيرتُ … لقد عرفت الصواب من الخطأ … وفي الواقع إنني لم أخترع هذا الكمبيوتر للاختلاس … لقد كنت أريد أن أثبت أنه في الإمكان خداع الكمبيوتر … ولكن العصابة استغلتني!

إلهام: هذا كلامٌ جميل جدًّا يا «جيني» … ولا تنادني بالآنسة «إلهام» بعد ذلك … فنحن أصدقاء … نادني «إلهام» فقط!

تردد «جيني» قليلًا ثم قال: صدقيني يا «إلهام» إنه ليس كلامًا جميلًا فقط … إنه أكثر من ذلك … إنه محاولة لإصلاح خطأٍ شنيع!

إلهام: إذن اتفقنا!

جيني: هناك نقطةٌ هامة لا أدري إذا كنتم فكرتم فيها أم لا … قد لا تلتفت العصابة لعودتي!

إلهام: لقد بحثنا هنا أيضًا هذه النقطة … وسوف نقوم بالإعلان عن شخص خبير متخصص في الإلكترونيات يحتاج إلى عمل، وسوف نكتب اسمك … وبالتأكيد ستقوم العصابة بالاتصال بك، وبقية الخطوات ستعرفها أولًا بأول.

جيني: إنني موافق على كل خطة تضعونها، مهما كانت مخاطرها!

إلهام: إنك ستتعرض لمخاطر بالتأكيد، ولكننا سنحاول أن نحميك، فإن زعيمنا يعلم بخطتنا وهو رجلٌ قوي جدًّا!

وانفضَّ الاجتماع … وتقرر أن يسافروا في مساء اليوم التالي إلى نيويورك … وفي ذلك المساء وصلتهم برقية من رقم «صفر»، تلقَّتها «زبيدة» بالشفرة، ثم قامت بحلِّها … وبعد العشاء جلسوا جميعًا في المقر السري في «أبي رود» يناقشون البرقية …

من رقم «صفر» إلى «ش. ك. س»

إن العصابة التي تواجهونها تتخفى وراء وجهاتٍ عديدة لشركاتٍ محترمة تعمل في مجالاتٍ متعددة، مثل الأدوات الكهربائية والسيارات والاستثمارات العقارية، وسيكون من الصعب عليكم اكتشاف حقيقة نشاط هذه العصابات … ومن المهم أن تصلني معلوماتٌ دقيقة ومفصَّلة عن كل شركة تطلب «جيني»؛ فقد تكون بعض الشركات حقيقية وقد تكون مزيفة … إن الإجرام الآن يتخفَّى وراء الشركات المحترمة ليُبعد عنه الشبهات … ولكن العملاء الذين نتعامل معهم عندهم معلومات عن الشركات المشبوهة، وبدلًا من إضاعة الوقت، من الأفضل أن أعلم أولًا بأول أسماء الشركات التي ستطلب «جيني» ليعمل بها …

قال عثمان: إن هذا يختصر وقتًا مهمًّا!

أحمد: إنني أريد أن أضيف شيئًا هامًّا … فإذا عرفنا أن عصابة ما طلبت «جيني» … وبعد أن يلتحق للعمل بها فترة، عليه أن يطلب مساعدًا له، وسنرسل له «عثمان» لأن لديه فكرةً طيبة عن الإلكترونيات، وسيكون أقدر من «جيني» … على تقدير الموقف!

جيني: إن هذا سيشجعني كثيرًا!

وفي صباح اليوم التالي، وهم يستعدون للسفر، وصلت برقية من عميل رقم «صفر» في نيويورك يقول فيها:

أرجو تأجيل وصولكم إلى نيويورك … لقد علمت حالًا أن العصابة في انتظاركم، وأن عددًا من القتلة المأجورين سيتدخلون للقضاء عليكم بمجرد وصولكم إلى نيويورك …

كانت مفاجأة للشياطين أحدثت ارتباكًا في الخطة التي وضعوها … ولكن «أحمد» قال: سنمضي في خطتنا … إن الصراع مع القتلة لا يخيفنا!

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤