السابلة

إلامَ هذي المُقلة السَّائلة
تجولُ فيها الدَّمعةُ السائِلة
مطروفةٌ في الليل ترعَى السُّها
وهي بها مشغولةٌ شاغِلة
تُتعِبُ نفسًا هي مِرآتُها
واجمةً في بُؤسها ذاهِلة
تمرَّدت في الجسم لكنَّه
شدَّ عليها فثَوتْ ماثِلَة١
كانت تصبَّاها جمالٌ بدَت
أنوارُه واضحةً حافِلة
تقلَّدتْ منه المنى حِليةً
صارت بها حالِيةً عاطلَة
لكنه عادَ حليفَ الأسَى
وانحرفت أوضاعُه مائلَة
وعاث فيه كلُّ ذي منيةٍ
نافرةٍ أو غايةٍ سافِلة
فارتجعَت مِنه أمانُاتها
واستدرجَت عنه المنى قافلَة
وهي عليه اليومَ قد أسبلَت
عبرتَها تستوقفُ السَّابِلة
٢١ مارس سنة ١٩١٦

هوامش

(١) الضمير في تمرَّدت للنفس. وماثلة من قولهم مثل؛ أي: قام منتصبًا، والماثل من الرُّسوم ما ذهَب أثره.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤