ثوب المخمل

إلى: ن …

فديتكِ خاطرةً عِندما
تمايل قدُّك غُصنًا نضيرا
وأُقبل مُرتديًا مَخملًا
فكانَ الحرير تردَّى حَريرا
كأنكِ في ظُلمة قد أطلَّ
عليها مُحياك بدرًا مُنيرا
وعيناك نجمان للسَّعد في
سَماءِ الجمال يَفيضان نُورا
يضمُّ قوامَكِ هذا الرداءُ
هُيامًا كما ضَمَّ كمٌّ عَبيرا
ولله مما يَضمُّ وإني
بذلِك قد صرتُ منه غَيورا
ألَّا فاعذري يأسَ صبٍّ يَغار
وخيرُ الورَى من يَكون عَذيرا
كأَنَّ تموُّجَ ذاك الحَريـ
رِ سِحر يضلِّل طَرفًا بَصيرا
وقد زانَه ما به من بريقٍ
كما زَانتِ البسَماتُ الثُّغُورا
وهيهاتَ ذاك له إنَّما
غدَا منكِ بعضُ السَّنا مُستَعيرا
ومهما تكاثَف نَسجًا فنُورُ
كِ أزهى صفاءً وأجلَى ظُهورا
كما وهَج الليلُ والبدرُ ثاوٍ
وراءَ الغَمائم يأبى السُّفورا

•••

تولَّى الشتاءُ وهذا الربيعُ
فألقِيه يجلُ سَناك ظُهورا
ويُبرزْ جَمالًا أقلُّ معانيـ
ـهِ يفْتن وُلْدًا ويفضَح حُورا
ويأخذُ باللُّبِّ حتى يكادَ الـ
ـفؤادُ بحُكم الهوَى أن يَطيرا
كذاك يفتح كم الرياضِ
إذا ما الرَّبيع أتاه بَشيرا
فينفح طِيب الشَّذا وينوِّ
رُ بَين الغُصون ويُغري الطُّيورا
وأنتِ الرياض وأنتِ الربيعُ
وأنت الحياة مُنًى وسُرورا
أَزيلِيه واطْوِيه حتى يصحَّ
شماتي به فأَكُون شَكورا
ولكنَّه بعد عام يعو
دُ سِيرته وأعودُ غيورا
٥ أبريل سنة ١٩٢٠

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤