ورُبَّ كبيرٍ بلبنانه

لَقَدْ بَلَغَتْ بِهِمُ الْحِدَّهْ
فَمِنْ أَيِّنَا نَطْلُبُ النَّجْدَةْ
أَلَسْتَ تَرَاهُمْ أُولِي غَضْبَةٍ
يَعِيثُونَ بِالْوَيْلِ فِي الْبَلْدَةْ
فَكُلٌّ يَرَى نَفْسَهُ سَيِّدًا
وَكُلٌّ يَرَى نَفْسَهُ عُمْدَةْ
إِذَا مَا تَرَبَّعَ فِي جَهْلِهِ
عَلَى مَقْعَدٍ خَالَهُ سُدَّةْ
كَرِيمُهُمُ كَاللَّئِيمِ بِهِمْ
فَمَا فَاضِلٌ سَيِّدٌ عَبْدَهْ
أَضَاعُوا الرَّشَادَ وَمَا نَفْعُ مَنْ
أَضَاعَ بِثَوْرَتِهِ رُشْدَهْ؟
يَقُولُونَ نَحْنُ عِمَادُ الْبِلَادِ
وَمَا هَيَّئُوا لِلْوَفَا عُدَّةْ
كَأَنَّ الْبِلَادَ لَدَى حَاجَةٍ
إِلَى كَذِبٍ وَإِلَى إِدَّةْ
وَرُبَّ كَبِيرٍ بِلُبْنَانِهِ
يُعَفِّرُ فِي حَمْأَةٍ خَدَّهْ
تَرَى عِنْدَهُ خَدَمًا وَقُصُورًا
وَلَسْتَ تَرَى شَرَفًا عِنْدَهْ
يَتِيهُ افْتِخَارًا بِأَجْدَادِهِ
كَأَنَّ الْوَرَى جَهِلُوا جَدَّهْ
يُحَاوِلُ إِخْفَاءَ مَا يَنْطَوِي
عَلَيْهِ فَتَفْضَحُهُ السَّجْدَةْ
ذَلِيلٌ وَفِي بُرْدِهِ الْكِبْرِيَاءُ
فَيَا لَيْتَ مَا لَبِسَ الْبُرْدَةْ
وَيَا لَيْتَ مَنْ وَلَدَتْ طَرَحَتْهُ
وَلَمَّا تُدَنِّسْ بِهِ مَهْدَهْ
وَلَكِنَّهَا قِرْدَةٌ وَلَدَتْهُ
أَلَا تَلِدُ الْقِرَدَ الْقِرْدَةْ؟

•••

بَنِي وَطَنِي نَحْنُ فِي حَاجَةٍ
إِلَى نُصَرَاءَ أُولِي شِدَّةْ
يُضَحُّونَ بِالْأَنْفُسِ الْغَالِيَاتِ
لِأَجْلِ التَّضَامُنِ وَالْوَحْدَةْ
وَفِي سُبُلِ الْحَقِّ يَأْتَلِفُونَ
وَيَعْتَنِقُونَ الْحِجَى وَحْدَهْ
إِذَا أُشْكِلَتْ عُقْدَةٌ فِي الْبِلَادِ
خَفُّوا لِحَلِّ هَذِهِ الْعُقْدَةْ
إِلَامَ تَظَلُّونَ فِي رَقْدَةٍ
وَلَا تُبْعَثُونَ مِنَ الرَّقْدَةْ؟
إِذَا قَامَ بَيْنَكُمُ مُصْلِحٌ
يَقُومُ جَمِيعُكُمُ ضِدَّهْ
فَلَا تَدَعُوا ظُفُرَ الْمُسْتَبِدِّ
يَحُكُّ لِلُبْنَانِكُمْ جِلْدَهْ
وَصِيحُوا بِهِ رُدَّ مَا قَدْ سَرَقْتَ
سَرَقْتَ لَنَا خُلُقًا رُدَّهْ
هَدَمْتَ لَنَا صَرْحَ أَخْلَاقِنَا
فَأَيْنَ تَبِيتُ تُرَى بَعْدَهْ؟
وَشَيَّدْتَ مَعْبَدَ إِفْكٍ فَهُدَّ
أَسَاسَ مُشَيِّدِهِ هُدَّهْ
لَقَدْ رَثَّ ثَوْبٌ خَلَعْتَ عَلَيْنَا
وَنَحْنُ نَمِيلُ إِلَى الْجِدَّةْ
فَعَهْدُ الْغُمُوضِ مَضَى وَتَصَدَّى
لَهُ عَهْدُنَا نَاقِضًا عَهْدَهْ
لَقَدْ حَانَ أَنْ يُصْلِتَ النُّورُ حَدًّا
كَمَا اسْتَلَّ سَيْفُ الدُّجَى حَدَّهْ
لَقَدْ كَادَ يَصْدَأُ فِي غِمْدِهِ
حُسَامٌ يَرَى قَبْرَهُ غِمْدَهْ
هَدَيْتُ رِفَاقِي إِلَى مَوْرِدِي
فَضَلُّوا وَمَا طَلَبُوا وِرْدَهْ
وَمَا مَوْرِدِي الْعَذْبُ إِلَّا السَّلَامُ
يُذِيبُ لِشَارِبِهِ كِبْدَهْ
رِفَاقِي وَإِنْ فَرَّقَتْنَا الْخُطُوبُ
سَيَحْفَظُ قَلْبِي لَكُمْ حَمْدَهْ
سَيَرْشُقُكُمْ بِالْأَزَاهِرِ مَهْمَا
نَكَرْتُمْ عَلَى وُدِّهِ وُدَّهْ
سَيَذْكُرُكُمْ بِالْجَمِيلِ إِذَا مَا
نَأَى وَأَرَادَ الْقَضَا بُعْدَهْ
سَيَصْفَحُ عَنْ كُلِّ أَشْوَاكِكُمْ
فَشَوْكَتُكُمْ عِنْدَهُ وَرْدَةْ

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤