ما أنتِ من تراب

١

أَلْجَفْنُ أَمِ الْخَدُّ الْقَانِي؟
لَا أَعْلَمُ أَيَّهُمَا الْجَانِي
فَعَلَى الْحَالَيْنِ الْإِثْنَانِ
هَدَمَا فِي صَدْرِي بُنْيَانِي
وَشَرَعْتِ عَلَيْهِ تَبْنِينَا

٢

بُنْيَانُكِ رَاسِخُ آسَاسِ
يَا سَلْمَى فِي صَدْرِ الْيَاسِ
شَدَّتْهُ الْجِنُّ بِأَمْرَاسٍ
فَغَدَا بُنْيَانُ الْأَتْعَاسِ
جَبَلًا قَدْ ضَارَعَ صِنِّينَا

٣

لَكِ خَدٌّ مِثْلُ الْوَرْدِ نَدِي
مَا مَرَّ عَلَيْهِ غَيْرُ يَدِي
لَكِنْ لَا أَعْلَمُ بَعْدَ غَدِ
إِنْ كَانَ سَيَأْتِي مِنْ جُدَدِ
لِيَقُولُوا لِي: «شَرَّفْتُونَا.»

٤

فَهَوَاكِ لَقَدْ نَالَ السَّبْقَا
بِسِوَاهُ لِسَانِيَ مَا انْطَلَقَا
وَفُؤَادِيَ قَبْلًا مَا عَشِقَا
لَكِنْ مُذْ مَرَّ بِهِ عَلِقَا
فَكَأَنَّ هَوَاكِ «كَرَنْتِينَا»

٥

لَا أَبْرَحُ أَذْكُرُ مَا قُلْتِ
مِنْ حَفْنَةِ تُرْبٍ مَا أَنْتِ
أَنْصَفْتِ بِقَوْلِكِ أَنْصَفْتِ
فَمِنَ الْأَزْهَارِ لَقَدْ جِئْتِ
وَإِلَى الْأَزْهَارِ تَعُودِينَا
في ٢٠ شباط سنة ١٩٢٣

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤