التهانئ السلطانية

هذا ابن إسماعيل نجم طالع

اليوم آن لشاكر أن يجهرا
بالشكر مرتفع العقيرة في الورى
إن الإمارة لم تزل في أهلها
شماء عالية القواعد والذرى
والتاج مقصور عليهم ينتقي
منهم كبيرًا للعلاء فأكبرا
والعرش إن أخلاه منهم ماجد
ذكر الأماجد بينهم وتخيرا
أحسين حبك في القلوب محقق
قد أظهر الإخلاص منه المضمرا
فاحرص عليه فهو ملك آخر
إن شئت ملكًا جنب ملك أنضرا
والملك آل إليك يحدو خطوه
شوق إليك وإن أتى متأخرا
لم يعد في ما فات بابك ناسيا
بل وانيًا حتى يشب ويكبرا
عزى عن العباس أنك عمه
وأجل من ساس الأمور ودبرا
وأزال لوعة كل قلب بعده
أن الدواء لما به بك قدرا
يا ناظر الماضي وشاكر عهده
والحال بين يديه أجمل منظرا
هذي الحقائق باهرات فانتبه
لا يلهينك طيف ماض في الكرى
هذا ابن إسماعيل نجم طالع
لهداية الساري فحيّ على السرى
الملك من يمناه في يد حازم
إن أورد الأقوام وردًا صدرا
والنيل لم يبرح على العهد الذي
أخذته قبل عليه ناضرة القرى
متهاديًا بين البقاع مناجيا
أرجاءها بالخصب يكتنف الثرى
والشرع بين الناس ناه آمر
ما زال حكم الله فيه موقرا
والبيت بيت محمد قد شاده
لبنيه لم يستثن منهم معشرا
والعم أكبر حكمة ودراية
بالأمر لو أن المكابر فكرا
حال إذا نظر الأديب جمالها
شكر الإله وحقه أن يشكرا
إسماعيل صبري

ملكًا عليها صالحًا مأمولًا

الملك فيكم آل إسماعيلا
لا زال بيتكم يظل النيلا
لطف القضاء فلم يمل لوليكم
ركن ولم يشف الحسود غليلا
هذي أصولكم وتلك فروعكم
جاء الصميم من الصميم بديلا
الملك بين قصوركم في داره
من ذا يريد عن الديار رحيلا
(عابدين) شرف بابن رافع ركنه
عزا على النجم الرفيع وطولا
ما دام مغناكم فليس بسائل
أحوى فروعًا أم أقل أصولا
أنتم بنو المجد المؤثل والندى
لكم السيادة صبية وكهولا
النيل إن أحصى لكم حسناتكم
ملأ الزمان محاسنًا والجيلا
أحيى أبوكم شاطئيه وابتنى
مجدًا لمصر على الزمان أثيلا
نشر الحضارة فوق مصر وسوريا
وامتد ظلا للحجاز ظليلا
وأعاد للعرب الكرام بيانهم
وحمى إلى البيت الحرام سبيلا

•••

حفظ الإله على الكنانة عرشها
وأدام منكم للهلال كفيلا
بنيان (عمرو) أمنته عناية
من أن يزعزغ ركنه ويميلا
وتدارك الباري لواء (محمد)
فرعى له غررًا وصان حجولا
في برهة يذر الأسرة نحسها
مثل النجوم طوالعًا وأفولا
الله أدركه بكم وبأمة
كالمسلمين الأولين عقولا
حلفاؤنا الأحرار إلا أنهم
أرقى الشعوب عواطفًا وميولا
أعلى من الرومان ذكرًا في الورى
وأعز سلطانًا وأمنع غيلا
لما خلا وجه البلاد لسيفهم
ساروا سماحًا في البلاد عدولا
وأتوا بكابرها وشيخ ملوكها
ملكًا عليها صالحًا مأمولا
تاجان زانهما المشيب بثالث
وجد الهدى والحق فيه مقيلا

•••

سبحان من لا عز إلا عزه
يبقى ولم يك ملكه ليزولا
لا تستطيع النفس في ملكوته
إلا رضى بقضائه وقبولا
الخير فيما اختاره لعباده
لا يظلم الله العباد فتيلا
يا ليت شعري هل يحطم سيفه
للبغي سيفًا في الورى مسلولا
سلب البرية سلمها وهناءها
ورمى النفوس بألف عزرائيلا
زال الشباب عن الديار وخلفوا
للباكيات الثكل والترميلا
طاحوا فطاح العلم تحت لوائهم
وغدا التفوق والنبوغ قتيلا
الله يشهد ما كفرت صنيعة
في ذا المقام ولا جحدت جميلا
وهو العليم بأن قلبي موجع
وجعًا كداء الثاكلات دخيلا
مما أصاب الخلق في أبنائهم
ودها الهلال ممالكًا وقبيلا
أأخون إسماعيل في أبنائه
ولقد ولدت بباب إسماعيلا
ولبست نعمته ونعمة بيته
فلبست جزلًا وارتديت جميلا
ووجدت آبائي على صدق الهوى
وكفى بآباء الرجال دليلا
رؤيا (عليّ) يا (حسين) تأولت
ما أصدق الأحلام والتأويلا
وإذا بناة المجد راموا خطة
جعلوا الزمان محققًا ومنيلا
القوم حين دها القضاء عقولهم
كسروا بأيديهم لمصر غلولا
هدموا بوادي النيل ركن سيادة
لهم كركن العنكبوت ضئيلا
ارفأ سرير أبيك والبس تاجه
وأكرم على (القصر المشيد) نزيلا
مرت أويقات عليه موحشا
كالرمس لا خلوًا ولا مأهولا
ليست معالي الأمر شيئًا غائبا
عنكم وليس مكانكم مجهولا
كم سستموه في الشبيبة مضلعا
وحملتموه في المشيب ثقيلا
وحميتم زرع البلاد وضرعها
وهززتم للمكرمات بخيلا
يا أكرم الأعمام حسبك أن نرى
للعبرتين بوجنتيك مثيلا
من عثرة ابن أخيك تبكي رحمة
ومن الخشوع لمن حباك جزيلا
ولو استطعت إقالة لعثاره
من صدمة الأقدار كنت مقيلا
يا أهل مصر كلوا الأمور لربكم
فالله خير موئلًا ووكيلا
جرت الأمور مع القضاء لغاية
وأقرها من يملك التحويلا
أخذت عنانًا منه غير عنانها
سبحانه متصرفًا ومديلا
هل كان ذاك العهد إلا موقفا
للسلطتين وللبلاد وبيلا
يعتز كل ذليل أقوام به
وعزيزكم يلقى القياد ذليلا
دفعت بنا فيه الحوادث وانقضت
إلا نتائج بعدها وذيولا
وانقض ملعبها وشاهده على
أن الرواية لم تتم فصولا
فأدمتموا الشحناء فيما بينكم
ولبثتمو في المضحكات طويلا
كل يؤيد حزبه وفريقه
ويرى وجود الآخرين فضولا
حتى انطوت تلك السنون كملعب
وفرغتم من أهلها تمثيلا
وإذا أراد الله أمرًا لم تجد
لقضائه ردًّا ولا تبديلا
شوقي

قد عاد مصر زمان سؤددها

في مثل عهدك يزهر الأمل
يا دولة شخصت لها الدول
الآن أبدى الغيب أحسن ما
فيه وأنجز وعده الأزل
قد عاد مصر زمان سؤددها
وتجددت أيامها الأول
راقت فسامع طيرها طرب
وصفت فوارد نيلها ثمل
فلينشد الشعراء ما نظموا
أما أنا فاليوم أرتجل

•••

يا مصر جاد لك الزمان بما
قد صده عن بذله البخل
هذا الربيع وأنت روضته
فتآلفا فكلاكما خضل
إن ينتقل عنك الهلال فلا
عجب فإن أخاه ينتقل
أو ترتضي من بعده بدلا
فاليوم شمسك بعده بدل
أدنى العلاء إليك غايته
وتمهدت منه لك السبل
نهج كحد السيف مطرد
ومدى كعود الرمح معتدل
لو أن نسل الشمس قد بعثوا
ورأوا مكانك في العلى ذهلوا
هذا الذي راموا فما قدروا
وسعوا لغايته فما وصلوا
ملك أقام على قواعده
كالدهر لا وهن ولا ميل

•••

الشرق بعد بكاه مبتسم
قد ناب عن جزع به الجذل
لما أماد الظلم دولته
وتبينت في جسمها العلل
وتكاثرت فتن على فتن
وغدت بها كالنار تأتكل
وجفت من الأبناء من علموا
ورعت من الأبناء من جهلوا
وغدا بناء الملك منهدما
وأقام عنه ذلك الطلل
بعث الزمان لها حوادثه
فأصابهم وأصابها الأجل
ما كان خالقهم ليظلمهم
لو أنهم في حكمهم عدلوا

•••

أزكى السلام على الحسين إذا
دعت البلاد ولبت الملل
ملك جميل الرأي يصحبه
فكلاهما بأخيه متصل
الناس تحسب أنه ملك
والله يعلم أنه رجل
تملي مدائحه مناقبه
ما تصنع الألفاظ والجمل
تقع العيون على أنامله
فكأنها من أهلها قبل
مولاي مصرك روضة أنف
وقطوفها للمجتني ذلل
فانهض بها بين الحوادث لا
وان إذا جدت ولا وكل
إن كنت كهل السن لا حرج
إن العزائم ليس تكتهل
والرأي تنميه تجاربه
ويبين في رأي الفتى الخطل
أنت المملك حكمه حكم
فاحكم فإن الدهر ممتثل

الأمر يا حسين ونحن نتلو

هنيئًا أيها الملك الأجل
لك العرش الجديد وما يظل
تسنم عرش إسماعيل رحبًا
فأنت لصولجان الملك أهل
وحصنًا بإحسان وعدل
فحصن الملك إحسان وعدل
وجدد سيرة العمرين فينا
فإنك بيننا لله ظل
لقد عز السرير وناه لما
تبوأه المليك المستقل
وهش التاج حين علا جبينا
عليه مهابة وعليه نبل
تمنى لو يقر على أبي
تذل له الخطوب ولا يذل
وقد نال المرام وطاب نفسا
فها هو ذا بلابسه يدل
وما كنت الغريب عن المعالي
ولا التاج الذي بك بات يعلو
فإنك منذ كنت ولا أغالي
حسام للأريكة لا يفل
فكم نهنهت من غرب العوادي
وكم لك في ربوع النيل فضل
وما من مجمع للخير إلا
ومن كفيك سح عليه وبل
فقد عرف الفقير نداك قدما
وقد عرف الكبير علاك قبل
لك العرشان هذا عرش مصر
وهذا في القلوب له محل
فآلف ذات بينهما برأي
وعزم لا يكل ولا يمل
فعرش لا تحف به قلوب
تحف به الخطوب ويضمحل

•••

أبا الفلاح كم لك من أياد
على ما فيك من كرم تدل
وآلاء وإن أطنبت فيها
وفي أوصافها فأنا المقل
عنيت بحالة الفلاح حتى
تهيب أن يزور الأرض محل
وكيف يزور أرضًا سرت فيها
وأنت الغيث لم يمسكه بخل
وكم أحييت من أرض موات
فأضحت تستراد وتستغل
وأخصب أهلها من بعد جدب
وفاض عليهم رغد ونفل
وكم أسعفت في مصر جريحا
عليه الموت من كثب يطل
وكنت لكل مسكين وقاء
وأهلًا حين لم تنفعه أهل
وكنت فتى بعهد أبيك ندبا
له رأي يسدده وفعل
لكل عظيمة تدعى فتبلي
بلاء مجرب يحدوه عقل
توليت الأمور فتى وكهلا
فلم يبلغ مداك فتى وكهل
وجربت الحوادث من قديم
ومثلك من يجربها ويبلو
وكنت لمجلس الشورى حياة
ونبراسًا إذا ما القوم ضلوا
فلم يلمم بساحته جمود
ولم يجلس به عضو أشل
وما غادرته حتى أفاقوا
ومن أمراض غشيتهم أبلوا
فعش للنيل سلطانًا أبيًّا
له في ملكه عقد وحل
ووال القوم إنهم كرام
ميامين النقيبة أين حلوا
لهم ملك على التاميز أضحت
ذراه على المعالي تستهل
وليس كقومهم في الغرب قوم
من الأخلاق قد نهلوا وعلوا
فإن صادقتهم صدقوك ودًّا
وليس لهم إذا فتشت مثل
وإن شاورتهم والأمر جد
ظفرت لهم برأي لا يزل
وإن ناديتهم لباك منهم
أساطيل وأسياف تسل
فماددهم حبال الود وانهض
بنا فقيادنا للخير سهل
وخفف من مصاب الشرق فينا
فنحن على رجال الغرب ثقل
إذا نزلت هناك بهم خطوب
ألم بنا هنا قلق وشغل
حيارى لا يقر لنا قرار
تنازلنا الخطوب ونحن عزل
فأهلًا بالدليل على المعالي
ألا سر يا حسين ونحن نتلو
وأسعدنا بعهدك خير عهد
به أيامنا تصبو وتحلو
فأمرك طاعة ورضاك غنم
وسيفك قاطع ونداك جزل
حافظ إبراهيم

صدى الإخلاص

يا مصر دوسي هامة الأمصار
وتزيني بثياب الاستبشار
قد كنت قبل اليوم تحت سيادة
مملوءة بغوامض الأسرار
والآن تم لك المراد ونلت ما
تبغين من شرف وكل فخار
بسطت بريطانيا عليك حماية
تحميك شر طوارئ الأخطار
وتذود عنك بقوة ملكت بها
سبل البحار وشاسع الأقطار
ولت عليك (حسين) سلطانًا ولا
عجب فهذا خيرة الأخيار
هذا ابن من نشر المعارف وابتنى
من أجلها دارًا تضاف لدار
هذا ابن من أولى البلاد مفاخرًا
بقيت له ذكرى مدى الأعصار
هذا ابن إسماعيل من ضربت به الأمـ
ـثال في الإحسان والإيثار
هذا أبو الفلاح مصلح أرضه
هذا له من أكبر الأنصار
هذا دواء البائسين وسرهم
لجراح أهل الفقر والإعسار
قد كان في الشورى منار هداية
لنتائج الآراء والأفكار
بالله سل جمعية خيرية
عما أتى فيها من الآثار
سلها تنبئك الحديث فإنها
في ذا المقام جهينة الأخبار
سلطان مصر ألبس بعز ذلك التـ
ـاج الذي يزري بشمس نهار
وبعابدين أصعد سرير الملك محـ
ـفوفًا بكل مهابة ووقار
واحكم رعيتك المطيعة بالهدى
واعدل فإن العدل خير شعار
لا زلت محفوظًا بعين عناية
ما غنت الأطيار بالأشجار
عبد الفتاح الصواف
خادم العلم بسمنود

حال الملوك دليل أمتهم

بك مصر عزت وانتفى الكدر
وفتحت عصرًا كله غرر
فتهلل العرب الأولى وجدوا
في ملكك المولى الذي انتظروا
ملك عظيم الشأن أسسه
أباؤك الأقيال والقدر
الصولجان هم الأولى غرسوا
لبلادهم والتاج هم ضفروا
ما زالت الأيام عاملة
حتى تمثل فيك ما فَكروا
فعلوت عرشًا محييًا أمل اﻟ
ـعرب الأولى نابتهم العبر
وسينضوي حوليك شملهم
وكأنك المأمون أو عمر
فيعود فيهم مجد أمتهم
والفضل والعلم الذي نشروا
سعديك مصر فأنت منبعث اﻟ
آمال يوم الجو معتكر
عم الردى والهول حولك في اﻟ
ـدنيا وفيك الأمن منتشر
تتمتعين بكل طيبة
خيرًا ويخزي حولك الخطر
أكرم به فألًا وفاتحة
غرّا لملك كله ظفر
حال الملوك دليل أمتهم
تشقى به أو تسعد البشر
فارقي إذن يا مصر آمنة اﻟ
ـعثرات إن مليكك القمر
ملك جليل هيب عزك اﻟ
ـأيام لا وان ولا ضجر
في الهول يوري كالزناد وعنـ
ـد المشكلات مفكر حذر
ولي الأمور فتى فكان أجل
وخير من ولوا ومن أمروا
ماذا يكون وفوق هامته
تاج حكاه النور والزهر
أورى المشيب مضاء همته
ونهاه فهو الصارم الذكر
ملك كريم كم سعى ليرى
مصرًا تعز وقومه يسروا
هو روح مصر له بكل ثرى
منها وكل فضيلة أثر
النيل فيه رأى مساجله
محيي الثرى فكأنه المطر
فاض النماء بفضل همته
وكسا الموات الزرع والشجر
وتيمن الفلاح منتعشًا
يجني الحياة وكان يحتضر
زهت الصناعة والزراعة والشـ
ـركات وهي لسعيه ثمر
سعدت به مصر وقاطنها
وسريرها والبدو والحضر
أعظم به ملكًا يمثل من
يرعى جميعًا وهو مختبر
فرد حوى الشورى بخبرته
ووفاه لا يلوي ولا يذر
مالي أعدد من مناقبه
فحسين يوصف حين يذدكر
مولاي عفوًا لست أقصد أن
أحصي شمائل فيك تزدهر
ما ذاك بالأمر اليسير وهل
تحصى النجوم وتجمع الدرر
لكن إذا بكر الرياض ربيـ
ـع المزن فاح أريجها العطر
أوليتني نعمًا أنوء بها
أفلا أكون أبر من شكروا
ما عشت لن أنسى صنيعة مو
لاي الذي برضاه أفتخر
حبيب زين بك المحامي

إن الرعايا بالملوك تسود

الله يعلم والأنام شهود
إن الرعايا بالملوك تسود
واليوم عرش النيل أصبح ربه
ملكًا له كل القلوب عبيد
واليوم ثغر القطر أصبح باسما
والطالعات بأفق مصر سعود
لك يا ابن إسماعيل من إخلاصنا
ومن العناية والجلال جنود
العرش قبلتنا وإن قلوبنا
من حول عرشك ركع وسجود
إن الملوك قصيدة منظومة
ولأنت بيت في القصيد فريد
كم من يد أسديتها ومآثر
في كل آونة لها تجديد
العلم أنت نصيره وظهيره
وعليه بالذهب النضار تجود
والبائسون على الزمان أعنتهم
فشدا بحمدك أشيب ووليد
ونهجت للزرع نهج فلاحهم
فاخضر عيشهم وأورق عود
والرأي في الشورى التي قلدتها
رأي يحل المعضلات سديد
حزت الفضائل كابرًا عن كابر
فالفضل عندك طارف وتليد
الجد أسس في الكنانة ملكه
وبنى أبوك وجئت أنت تشيد
تزجي الوفود لعابدين مطيها
ومن العواطف والولاء وفود
ويقبلون يدًا وفي تقبيلها
شرف على الشرف التليد يزيد
والجيش يهتف بالدعا فيجيبه
نصر على رغم العداة عتيد
يا ابن الألى قادوا الفيالق للوغى
فوق الجياد بهم تموج البيد
يتفيأون من السيوف ظلالها
وتظلهم فوق السيوف بنود
أرج الذي ترجو تنل ما تبتغي
ومر الزمان بما ترى وتريد
فالله عونك والنفوس لك الفدا
ولملكك التوطيد والتأييد
العبد المخلص الأمين
سليم قبعين

قلادة العقبان في تهنئة عظمة السلطان

تهادى الموكب الملكي دلا
يحف جلاله الملك الأجلا
مشى بالكامل السلطان ترنو
إلى إقباله (عابدين) جذلى
إلى حيث ارتقى العرش المفدى
ككسرى العدل في الإيوان حلا
فظلت مصر تسأل ما تؤدي
وأي مراسم بالسبق أولى
تزف له التهاني أم تهني
بنور جبينه التاج المحلى
لئن ضاعفت مصر التهاني
لقد هنئت بالسلطان مثلا
ظفرت بمشبه العمرين عدلا
ومرحمة وإحسانًا وفضلا
خلصت من القيود على يديه
فلم يترك بك التحرير كبلا
فسيرى في التقدم سير هاد
مجد لا يرى في السير مهلا
فيقفو الشرق خطوك في المعالي
فما زلت الدليل له الأدلا

•••

أمولاي الحسين لأنت مولى
خلقت موفقًا رأيًا وعقلا
حفظت لمصر عرشًا كاد يكبو
وزدت بأن تأيد مستقلا
وكان له من السودان بعض
فقد أحرزت بعد البعض كلا
فرتب ملكك الغالي ونظم
وباشر أمره عقدًا وحلا
وأول الأرض عمرانًا وخصبًا
وأهليها مساواة وعدلا
وعدت بنظرة نحو الرعايا
تخفف من أذى الأزمات ثقلا
فأضحى الناس يرتقبون وقتا
به ذات المليك لهم تجلى
إذا ما البدر حان له طلوع
غدا شغل النواظر أن يطلا

•••

أبا الفلاح أسعده ببر
يراك لفعله كفوًا وأهلا
وداو شؤونه من كل داء
بفضل تجارب حصلت قبلا
فما يدري عنا الفلاح ملك
إذا لم يخبر الفلاح فعلا
مر النيل السعيد يعد سخيا
فكم أصلاه وقت الجود بخلا
وخذ عهدًا عليه الدهر أن لا
يحيد عن الوفاء ولا يخلا
لنأمن غدره الماضي وحاشا
نرى في عهدك الميمون محلا
أقامت مصر حبنا لم تشاهد
لهذا المهرجان الفخم مثلا
فقد وهب القلوب وضى وأنا
كما بهر العيون سنى وشكلا
وهز قرائح الشعراء هزًّا
فأرسلت القريض المستهلا
إذا وجدوا محل القول رحبًا
فما عذر الذي يذر المحلا
لئن سلكوا لوصفك كل معنى
فما ذكروا القليل ولا الأقلا
وكيف ينال كنه الوصف شعر
علا الموصوف غايته وجلا
فدم للتاج والفلاح ذخرًا
وللعرش الظليل ومن أظلا
ولا زلت المعظم طول عمر
ولا زالت لك الدعوات تتلى
بسطا بشاي
رئيس قسم رابع بمديرية جرجا

وقد نظم أخيرًا حضرة الفاضل قسطنطين بك داوود ما يأتي مؤرخًا وسينظم أيضًا قصيدتين فرنسية وإنكليزية في هذا المعنى.

الحمد لله سعد الله قد كملا
بالكامل اليوم إذ قد نال ما أملا
لم لا يتم سعود القطر قاطبة
والعدل أشرق في الآفاق مكتملا
فالعدل حقًّا أساس الملك في أمم
والملك ما دام إلا للذي عدلا
لذاك حين استوى فينا الحسين على
عرش البلاد رأينا البشر قد شملا
كيف الهنا لا يعم الناس أجمعهم
أم كيف لا تمتلي أرواحنا جذلا
وهو المليك الذي فاضت مراحمه
وعدله في البرايا قد جرى مثلا
سلطاننا ذو الأيادي البيض من قدم
فكم لأمته أجرى وكم فعلا
محيي العلوم معين مجدها فيه
لقد زها روضها من بعد أن ذبلا
أبقاه رب السما في ظله أبدا
وفي سناء رفيع طلول الحملا
إن كان بين سلاطين الورى رجل
بالفعل كان حسين ذلك الرجلا
أو كان في قلبهم حب إلى وطن
يفدونه كان حقًّا بينهم بطلا
إذا دعوه أبا الفلاح لا عجب
فإن مجهوده من أجله بذلا
بل إنه لجميع الناس خير أب
ودونه أبدًا لا نبتغي بدلا
فكلنا أمل أن البلاد به
ترقى ويهمي عليها الخير منهملا
لا زال مع أسرة في العز مرتفعًا
ومدّ في نعم ربي له الأجلا
قد قلت للقوم إذا ولى الحسين نصـ
ـر العلم والعلما والفضل والفضلا
يا قوم ما لك مسرورًا فقال لنا
بيتًا من الشعر تاريخاه قد فصلا
الخير فاض لنا منه وآب به
بالكامل الخير والإسعاد قد كملا
٨٤١ ٨٨١ ٨١ ٩٥ ٩ ٧
١٢٤ ٨٤١ ١٧٣ ١٠٤ ٩١
سنة ١٩١٤
سنة ١٣٣٣
بشرى لمصر فإن المجد عادلها
بل أدركت بحسين أوج كل علا
لذاك قد أصبحت في السعد رافلة
تقول لاح فلاحي والسرور حلا
وأرخت لي الصفا أنواره بزعت
مع كامل القطر صفوي عاد مكتملا
٤٠ ٢٠٢ ٢٦٣ ١٤٠٩
١١٠ ٩١ ٣٤٠ ٨٦ ٧٥ ٥٣١
سنة ١٩١٤
سنة ١٣٣٣

نظم حضرة الفاضل الشدياق منصور اسطفان من أساتذة مدرسة الآباء اليسوعيين في القاهرة معجزة شعرية رفعها إلى أعتاب صاحب العظمة السلطان الكامل حسين الأول سلطان مصر، وهي تتضمن اثنين وسبعين تاريخًا لعام ١٣٣٣ هجريًّا تؤخذ من كل من الأشطر الثمانية ومن ضم معجم أي صدر إلى مهمل أي عجز ومن معجم أي عجز إلى مهمل أي صدر.

وتتضمن أيضًا أربعة وستين تاريخًا لعام ١٩١٤ مسيحيًّا، تؤخذ من ضم كل من الصدور إلى معجم كل من الأعجاز بعد حذف ٨٥ من أعدادها، وإلى مهمل كل من الأعجاز بعد حذف ٨٦، ثم من ضم كل من الأعجاز إلى معجم كل من الصدور بعد حذف ٨٦ وإلى مهمل كل من الصدور بعد حذف ٨٥.

وقد افتتحت صدور الأبيات بحروف إذا جمعت كان منها اسم حسين:

حسين شد له عرشًا رسا وزكا
بفرع بيت رفيع بادعًا فلكا
سامي الخصال سرى أصلا لزان هدى
ابنًا بخير أب رام العلا ملكا
بالأمس العزم نصر الله خولكا
تاجًا وريق القنى والرسل جملكا
نصل الكنانة صدر العز يقصده
مصرا خصيبًا بمن أسموا بها ملكا

هذا المليك حسين شرف ملكه

اليوم يوم الفوز والآمال
ومطالع الإسعاد والإقبال
ومسرة قد أينعت أغصانها
في روضة العلياء بالإجلال
وبدور أنس أسفرت عن صفوها
بين الورى بمقاصد ونوال
والدهر في شرف بها يزهو كما
تزهو الكنوز بجوهر ولآلي
والكون بالبشرى تجلى بالبهى
في موكب الحسنى بحسن كمال
والناس في فرح وفي مرح وفي
أنس يدوم لها مدى الأجيال
وبلاد مصر بمثل هذا اليوم قد
يأتي الهناء لها بغير مثال
يوم الجلوس بدا ليمن زاهر
من فوق عرش أريكة بمعالي
الله أكبر فهو عيد أكبر
أضحت به الأعداء في الأغلال
لو قلت ليس كمثله في صفوه
أقسمت أنك لم تكن متغال
هذا المليك حسين شرف ملكه
حاز العلا باليمن والأفضال
ملك له في كل جارحة هوى
ملك القلوب جميعها بجلال
بالعز يا مولاي دمت وبالهنا
متمتعًا بالآل والأنجال
يا خير مولى للبلاد وعزها
وأعز من يرجى لأمر عالي
يا مالكًا مهج الجميع بعدلهـ
ـا غاية المقصود والآمال
كل البلاد وأهلها يا سيدي
تفديك بالأرواح والأموال
أنت الكريم بن الكرام حقيقة
وأقل مدح في صفاتك غالي
أوليت مصر محامدًا ومنحتها
سعدًا يزف لها المنى بنوال
فاقبل نشيد المغربي محمد
وكفى قبولك فهو خير نوال
واهنأ بيوم قلت فيه مهنئًا
اليوم يوم الفوز والآمال
محمد محمد المغربي
مدير الجوق الإسكندري العربي

وقد هنأ عظمته في يوم جلوسه بالبيتين الآتيين حضرة المحامي نجيب بك هواويني خطاط الحضرة السلطانية والخبير في مضاهاة الخطوط.

بشرى لوادي النيل في سلطانه
ملك المفاخر والمعالي الأكبر
فلقد زهت مصر بيوم جلوسه
وغدت مؤرخة «بكامل تفخر»

ولما شبت النار في إحدى غرف سراي عابدين وأطفئت في الحال، قال صاحب العزة الناثر الناظم إبراهيم بك رمزي رئيس قلم الترجمة بالديوان السلطاني:

لا تفزعنك النار سلطاننا
إن لم تكن نار القرى فالهدى
حفظت بيت الملك من نكبة
يحفظك الله ويردي العدا
لو تفتدي الأنفس مختارة
سلطانها الشهم فنحن الفدا

قال حضرة الكاتب الفاضل صاحب التوقيع تحت العنوان الآتي:

الحمد لله

قد حفظ الله سلطاننا
فالحمد لله على فضله
أجبت يا رب دعا أمة
نالت جزيل الخير في ظله
يوسف حمدي يكن
بالديوان العالي السلطاني

عظمة السلطان في المعاهد العلمية

أنعم بعهدك يا ابن إسماعيلا
أبلغت مصر مرادها المأمولا
تالله ما في القوم غير محبذ
لعطاك أو محص لديك جميلا
ما كنت للفلاح إلا موثلا
ولذي العثار مواسيًا ومقيلا
حسب الرعية منك عطف مؤازر
يهب النضار ولا يرد نزيلا
لو كان للعليا لسان ناطق
نشدت بمدحك بكرة وأصيلا
يممت دور العلم فانتعشت بها
أرواح طلاب رأوك دليلا
فالفضل كل الفضل ما غرست لهم
أيديك من جود غدًا مبذولا
رب الأريكة كم بمصر معالما
أحييتها غرًّا وكن طلولا
كل المكارم قد ملكت زمامها
والمجد أصبح في يديك ذلولا
فلتحي سلطان البلاد معززا
في عهدك الأسمى تسوس النيلا
بديع خيري
مدير مدرسة السلطان حسين الأول

تهنئة ودعاء

لما تشرف حضرات المحامين الفضلاء بتناول طعام العشاء على المائدة السلطانية قدم صاحب العزة الناثر الناظم إسماعيل عاصم بك المحامي الشهير إلى عظمته قصيدة ضمنها تاريخ جلوسه السعيد على أريكة السلطنة، فتقبلها عظمته قبولًا حسنًا وأثنى على حضرة إسماعيل بك وشكر له ولاءه وإخلاصه، وهذه هي القصيدة التي أجعلها حسن الختام:

العدل للملك تشييد وعمرانُ
والعلم والفضل للعمران أركان
والصدق والحلم والإقدام إن وجدت
هناك يوجد للإصلاح إمكان
هذي السجايا لدى السلطان كاملها
يزينها منه إخلاص وإحسان
شهم عرفناه من عهد الشبيبة في
مجد وفضل به الأمصار تزدان
وافى له ملك مصر وهو زاهده
لولا رعايا تناديه وأوطان
ومالك الملك يؤتي الملك منه لمن
يشاء وهو له في خلقه شان
فاهنأ بما نلت يا سلطان وابق على
عرش الأولى بحجاهم ملكهم زانوا
فسعد ملكك لما أرخوه زها
في مصر كامل زان العرش سلطان
واحفظ بهمتك الشماء مصر وصن
وزارة كلها رشد وإمعان
قامت بأعباء هذا القطر وهو على
ما يعلم الله فاعتزوا وما هانوا
وزان ديوانك العالي جهابذة
عن الفضيلة ما حادوا ولا مانوا
في ظل راية قوم أينما وجدت
في الأرض كان لها في النجم ميدان
قوم كرام عزيز الجار عاهلهم
والمحتمي بحماهم حقه صانوا
واجعل لنا مجلس النواب نافذة
آراؤهم إنهم للحق معوان
والناس من جهة الشورى مشاربهم
تزاحمت واحتكاك الرأي تبيان
وقامت الخلفاء الراشدون بها
فقام في ملكهم للعدل بنيان
حتى أتت أمم والجهل رائدهم
قد استبدوا فباد العز والشان
فافتح بعصرك عصر الراشدين تكن
كأهل (لندن) عن الكل إنسان
والفرق ما بيننا علم وتربية
فامنحهما للورى فالشعب يقظان
وانشر بيمناك أعلام المعارف في
ربوع مصر فروح الملك عرفان
واقبل بشير الهنا فيما يؤرخه
حسين كامل زاهي الفضل سلطان
إسماعيل عاصم
المحامي

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤