رواية نصيحة عالهامش

كوميدي أوبريت ذات ثلاثة فصول، تأليف حامد أفندي السيد، العرض الأول بتاريخ ٨ / ٥ / ١٩٢٨

لحن

سبحان من جعل التلابيخ
يا فلاسفة من قسمتنا
إحنا اللي بننشئ التواريخ
ونفننها بواسطتنا
ونؤلفها ونصنفها
وندونها ونمونها
ونحقق وندقق
ونترجم بالسورياني لهيلوغريفي لرُماني
ونحوس وندوس ونلوص
بالشهر وبالشهرين
علشان نبحث مخصوص
توت عنخ ده مولود فين
وفي سنة كام وفي أي عام
عمل كذا في يوم كذا
علشان كذا وهكذا
فيه خدمة يا أسيادنا الزملاء
فيه بحث يا سيد الكملاء
هل غمتنا ابن انتا
خلف سبعة ولا ستة
تعبان عدمان عندي شوية دوخان
أبوه الظاهر ضعفان
بده الروحان حنوسع لك أهه
نرجع لك من مسافة ساعة كان
يا بحاثة يا علامة يا نهامة

الفصل الأول

(في منزل الكونت.)

أجار (داخلة بعد اللحن) : أيوه، أنا راجعة لكِ تاني.
الكونت : مين! أجار؟
أجار : أيوه يا سيدي الكونت.
الكونت : إيه، وبتعملي إيه هنا؟
أجار : أنا كنت رايحة أودة جناب الكونتيس.
الكونت : الكونتيس! هي الكونتيس تصحى دلوقت؟!
أجار : هيه بقى لسة نايمة؟
الكونت : طبعًا، سهر بالليل ونوم بالنهار.
أجار (تضحك) : مسكين، والله صعبان عليَّ يا سيدي الكونت.
الكونت : لا، أنا ضروري لازم أشوف لي ويَّاها طريقة. اسمعي، فين أمال المدموازيل لويز بنت أخوي.
أجار : فُتَّها جوه في أودة التواليت. عن إذنك لما أروح أخليهم يقدمولها الشاي.
الكونت : أيوه أيوه، روحي وخلي بالك منها طيب (تخرج).
البنات (يدخلن) : بونجور جناب الفيكونت.
الكونت : بونجور يا حضرات.
المركيزة : هي فين الكونتيس يا جناب الكونت؟ إحنا جينا مخصوص علشان نسلِّم عليها.
الكونت : أهلًا وسهلًا. الكونتيس في أودتها، وأظن لسة ماصحيتش.
الجميع : يا سلام!
الكونت : أي. معذورة، الله يكون في عونها؛ لأنها إمبارح طول الليل كانت سهرانة، وعينها كده محلقة للسماء وبترصد الكواكب والنجوم في الرصدخانة. ده شيء يقرف.
المركيزة : إيه، يقرف إزاي؟ واحنا دلوقت كلنا زيها بنسهر طول الليل حبًّا في العلم ده. وأظن جنابك ما تقصدش بكلامك ده إنك تطعن على علم الفلك واحنا موجودين.
الكونت : اسمحي لي أقول لك يا جناب المركيزة، إن ده شيء موش لطيف أبدًا.
الجميع : إيه، موش لطيف إزاي؟
الكونت : بالطبع موش لطيف، أديني اتجوزت مثلًا شابة جميلة زي أوديت مراتي، وتلاقيني زي واحد محكوم عليه بالوحدة الليلية، يعني أبقى مزروع هنا في البيت لوحدي، ومراتي بسلامتها بتمضي الليل بطوله في الرصدخانة، ورصد الأفلاك.
المركيزة : وحانعمل إيه بس يا جناب الكونت، ما دام علم الفلك دلوقت بقى مودة.
الكونت : العلوم اللي زي دي خُلِقت للرجال بس يا جناب المركيزة، أما انتم بزيادة عليكم علم التواليت، هو ده شوية!
المركيزة : وزعلان ليه بس جنابك؟ حضرتك واحد مؤرخ مشهور، ومشغول ليل ونهار بعلم التاريخ، ولا تكرهش إن المدام مراتك تكون واحدة فلكية عظيمة، ولازم تكون مبسوط.
الكونت : لا ما هو أنا مبسوط برضه، بس متضايق قوي من وحدتي بالليل.
البنات (يضحكن) : هئ هئ هئ.
الكونت : غريبة! وكمان بتضحكوا، يعني موش الأحسن كده إن ربنا يهديكم، وتدوروا لكم على علم تاني تشتغلوا فيه بالنهار، وبلاش الليل ده اللي مضايقني.
المركيزة : لا لأ، إحنا يا ستات من فصيلة الملايكة، ولا نحبش إلَّا العلوم السماوية.
البنات : أيوه.
الكونت : لا، دي شوطة أعوذ بالله.
المركيزة : بس من فضل جنابك تصحِّي لنا أوديت، عشان نسلم عليها ونروح.
الكونت : طيب اتفضلوا (يخرجون).
لويز (تدخل) : آه يا ربي، أنا بس كان مالي ومال الحب، ما كانت أفكاري رايقة والقلب خالي. آه من الحب آه. هجم عليَّ كده بقه، ورميت نفسي بين أحضان المجهول، وشغلت نفسي بعذابه اللي فيه اللذة، ولذته اللي فيها العذاب، وخلَّاني كده غرقانة في أوهامي، أدور على السعادة دي اللي بالمحها من خلال تأوُّهاتي وعذابي. آه م الحب آه.
أجار (تدخل) : هيه، كلمتِ عمك يا مدموازيل؟
لويز : لا لسة.
أجار : طيب ما تكلميه أحسن البرنس خطيبك حيكون هنا بعد لحظة.
لويز : طيب حاضر، بس إياك عمي يقبل.
أجار : غريبة، وما يقبلش ليه؟! هو حيلاقي لك واحد أحسن من برنس زي ده تعيشي ويَّاه مبسوطة، أمال يا عيني عليَّ أنا. آه (تتنهد).
لويز : غريبة، طيب وانت بتتنهدي ليه يا مس أجار؟
أجار : لا، بس افتكرت الملعون كابين ده اللي كنت بحبه. آه يا كابين آه.
لويز : ويبقى مين كابين ده راخر؟
أجار : ده واحد من سود أمريكا ومستوطن هنا في باريس، ولكن دمه خفيف أوي المضروب، وكنت تعرَّفت به من مدة خمس سنين في دكان الموديست اللي كنت فاتحاها. وأوعدني بالجواز، وفضل يضحك عليَّ وياخد مني الفلوس اللي بأبيع بها أول بأول، والآخر زاغ مني واضطريت أبيع الدكان من قلة البضاعة، وخدمت عندكم بصفتي الكمريرة الخصوصية لك. يعني الملعون ده هو اللي كان سبب خرابي.
لويز : مسكينة.
أجار : بس لو إسود الوش ده يقع في إيدي، آه يا ناري آه.
لويز : مسكينة، بس بس. أحسن عمي جاي.
أجار : آه كلميه قوام في حكاية البرنس.
الكونت (يدخل) : آه، لويز.
لويز : بونجور يا عمي، إزاي صحتك؟
الكونت : الله يحفظك يا بنتي.
أجار : الله، ما تكلمي عمك، إنت مختشية من إيه؟!
الكونت : إيه فيه إيه؟
لويز : لا مافيش، أنا بس يا عمي عايزة … عايزة …
الكونت : الله ما تتكلمي، إيه اللي عايزاه؟
لويز : لا، أنا مختشية قوي.
أجار : وتختشي من إيه؟ هو ده فيه خشا، أنا أقول له أنا.
الكونت : إيه المسألة يا أجار؟
أجار : لا، المسألة بسيطة، بس المدموازيل لويز عايزة تتجوز.
الكونت : يا سلام! تتجوز وهي في السن ده؟
أجار : أمال حتتجوز إمتى، لما تربي دقنها؟
الكونت : وغرضك يعني أدور لك على عريس؟
لويز : لا يا عمي ما تتعبش نفسك، العريس لقيته أنا بنفسي.
الكونت : كويس خالص، ومين العريس ده بقى؟
أجار : ده واحد من البرنسات العظام، واسمه البرنس فرناندو جرانادوس.
الكونت : إيه، هو إسبانيولي؟
لويز : أيوه يا عمي، إسبانيولي، ولكن في غاية الجمال.
الكونت : موش بطال، ولكن أنا ما أعرفش العريس ده يا بنتي.
لويز : معلهش، أنا أعرفه.
الكونت : عال، ولكن إنت تعرفتِ بالعريس ده فين يا لويز؟
لويز : في الفسحة.
الكونت : في الفسحة؟
أجار : أيوه، وأنا اللي كنت الواسطة.
الكونت : كويس خالص، بقى حضرتك بدال ما تخلي بالك منها بتعملي لها واسطة وتعرَّفيها بالناس اللي ما نعرفهمش، إخص داهية تخيبك.
أجار : غريبة، طيب وماله ده واحد من الأشراف، ونواياه شريفة يا جناب الكونت، داهه جاي لك النهارده وحايطلب منك إيد لويز.
الكونت : أما غريبة دي! وازاي بس حاجوز بنت أخوي لواحد ماتعرفهوش ولاعرفش سيرة جنسه إيه!
لويز : معلهش يا عمي علشان خاطري، أهه برضه تقدر تستعلم عنه. ده شاب في غاية الرقة واللطافة.
الكونت : رقة ولطافة، يا سلام من بنات الأيام دي يا سلام!
خادم (يدخل) : مولاي.
الكونت : إيه فيه إيه؟
الخادم : فيه واحد بيطلب مقابلة جنابك.
الكونت : قول له يتفضل (يخرج الخادم).
لويز : لازم هو البرنس.
أجار : أيوه لازم، تعالي نخش جوه ونسيبهم لوحدهم.
لويز : عن إذنك يا عمي، بس ماوصكش بقي، خليك كده لطيف ويَّاه (تخرجان).
الكونت : علي عيني، في الحقيقة إن جواز لويز بنت أخوي، ده شيء يهمني خالص، بس أما أشوف البرنس الإسبانيولي ده جنسه إيه.
بيبيرون (من الخارج) : أوه مرسي، أنا بس حاكلمه كلمتين صغيرين (يدخل).
الكونت : يا خبر! إيه ده؟
بيبيرون (يحيي) : موسيى.
الكونت : موسيى.
بيبيرون : موش جنابك الكونت سين كوكو؟
الكونت : أيوه أنا.
بيبيرون : لي الشرف يا جناب الكونت.
الكونت : أنشانتيه موسيى … أما غريبة، بقى لويز تحب واحد زي ده وعايزة تتجوزه!
بيبيرون : أنا جيت هنا علشان … علشان …
الكونت : أيوه أنا عارف اللي انت جاي علشانه يا حضرة، اتفضل جنابك استريح (يجلسان).
بيبيرون : مرسي، الظاهر عليه إنه راجل طيب.
الكونت : يعني جنابك عايز تحسن في الفاميليا بتاعتنا، موش كده؟
بيبيرون : أيوه، أنا عايز نخش بيتكم.
الكونت : صدقني يا حضرة! إني أنا واحد من المعجبين بإسبانيا قوي، ولكن …
بيبيرون : إسبانيا! وإيش حشر إسبانيا هنا ياخوي؟
الكونت : ولكن أنا دلوقت يلزمني أستعلم عن جنابك.
بيبيرون : هوهو استعلم زي ما انت عايز، أنا واحد مفهوم عند العظماء وجناب البارون بلانتجراد يعرفني كويس، وتقدر جنابك تستعلم منه.
الكونت : بقى البارون يعرف جنابك؟
بيبيرون : حقيقة المعرفة.
الكونت : ولكن أظن ده موش كفاية، صحيح إن لقب برنس قيمة عظيمة، ولكن أنا بدي أعرف قيمة ثروتك.
بيبيرون : برنس إيه وثروة إيه يا جناب الفيكونت! جنابك عايز تهزر؟
الكونت : أهزر يعني إيه؟ هو ده شيء فيه هزار؟ أنا غايته عايز أعرف إيه اللي تمتلكه حضرتك؟
بيبيرون : شيء بسيط. أنا كل اللي امتلكه مبلغ ١١ فرنك و١٢ سنتيم لا فوقهم ولا تحتهم.
الكونت : إيه! بقى واحد مفلس زيك انت عايزني أقدم دوطه نص مليون فرنك، وبنت جميلة فوق البيعة؟
بيبيرون : نص مليون وبنت جميلة؟!
الكونت : أيوه.
بيبيرون : ولكن أنا ما طلبتش ده كله يا جناب الكونت.
الكونت : أمَّال إيه اللي انت عايزه؟
بيبيرون : كل اللي أنا طالبه وظيفة المحرر دي اللي خالية عند جنابك.
الكونت : غريبة بقى جنابك موش البرنس؟
بيبيرون : برنس! ده حايجيب لي مصيبة، أنا بيبيرون المحرر بجريدة البيتي جورنال سابقًا، ولانيش برنس زي ما بتفتكر جنابك.
الكونت : عظيم خالص، وحيث إني أنا مشغول بتأليف كتاب في التاريخ ونظري ضعيف، أنا يلزمني واحد مساعد خلقته مشقلبة زيك يساعدني في أشغالي.
بيبيرون : طيب وإيش دخل خلقتي المشقلبة في الشغل اللي زي ده؟
الكونت : لا، ماهو أنا عندي هنا اتنين ستات لكن في غاية الجمال، وطبعًا ماخافش عليهم من واحد زيك.
بيبيرون : لا كون مطمئن، أنا واحد من الجماعة اللي يهربوا من الجنس الناعم ده، ولا أقبل لون زفره أبدًا.
الكونت : كويس خالص وعلشان كده أنا عينتك من دلوقت المساعد بتاعي.
بيبيرون : مبروك عليك إن شا الله.
الكونت : ولكن تحلف لي بحياة غامبيتا إنك تكون أمين لي؟
بيبيرون : غامبيتا؟ غامبيتا مين؟
الكونت : إيه إنت ما تعرفش غامبيتا اللي كان رئيس …
بيبيرون : آه افتكرت، غامبيتا اللي كان رئيس السماكين موش كده؟
الكونت : يا سلام ده فيهم قوي، ولكن إزاي تبقى صحافي ولا تعرفش تاريخ غامبيتا؟ إنت موش أديب؟
بيبيرون : أديب وبس، أديب وأدباتي وشاعر وزجال وكل حاجة.
لويز (تدخل مع أجار) : آه ده موش البرنس!
بيبيرون (يرى أجار) : إخص اللزقة الأمريكاني هنا؟ مااحناش شغَّالين ولا متوظفين وها تبقى خناقه زي الطين.
الكونت : لا يا بنتي ده المساعد بتاعي الجديد اللي عينته النهارده.
أجار : آه دا هو بعينه اللي كان خطيبي، تعالى هنا يا دون فين فلوسي فين؟
بيبيرون : إيه إنت بتشبهي يا مدام؟
أجار : أشبِّه؟ أشبه إزاي يا نصاب! يعني كويس كده يا كابين توعدني بالجواز وتضحك عليَّ وتاخد فلوسي؟ أنا يستحيل أسيبك النهارده أبدًا يا كابين الكلب انت.
الكونت : كابين مين يا مدموازيل دا اسمه بيبيرون.
أجار : بيبيرون؟
بيبيرون : أيوه بيبيرون وجناب الكونت شاهد وكابين اللي بتدوري عليه ده يبقى أخوي وشبهه زي شبهي تمام.
أجار : يا سلام ده اللي يشوفك يقول عليك كابين ولافيش فرق بينكم أبدًا بردون يا حضرة.
بيبيرون : لا دانت معذورة يا مدام لأن اللي يشوف كابين ويشوفني يقول أنا كابين وكابين أنا.
الكونت : الغاية خلينا في شغلنا اتفضل بنا على المكتب يا حضرة المساعد (يخرجان).
أجار : الفرق إنه يشبه أخوه تمام. آه، بس كان لازم أسأله عن عنوان أخوه، ولكن معلهش بعدين أستفهم منه عن محله وأطلع عينه كابين الكلب ده.
خادم (يدخل) : سمو البرنس جرانادوس.
لويز : آه خليه يتفضل.
أجار : ربنا يهدي لك عمك يا بنتي.
البرنس (يدخل) : آه لويز حبيبتي.
لويز : أهلًا وسهلًا.
البرنس : إزيك يا مس أجار.
أجار : ربنا ينولك مطلوبك يا برنس.
البرنس : أمال فين عمك يا لويز؟
لويز : عمي هنا بس مشغول شوية في المكتب ويَّا المساعد بتاعه اتفضل انتظره لحظة.
البرنس : آه يا لويز لوعرفت قد إيه أنا خايف، وموش عارف عمك حيقابلني دلوقت بأي شكل.
لويز : لا ما تفتكرش، عمي راجل طيب ويحب هناي وسعادتي.
البرنس : ويعني انت تعتبري نفسك سعيدة لمَّا تكون زوجتي يا لويز؟
لويز : أيوه يا فرناندو، وخصوصًا إذا كنت حتكون جوزي بمعنى الكلمة.
البرنس : أوه، دانا حاقدسك، دانا حاعبدك يا أملي كله.
أجار : آه من الحب آه، أنا حاسة دلوقت زي حاجة بتزغزغني قوي. لا لا، أنا ما أقدرش أشوف منظر زي ده اتحرمت منه من زمان آه يا كابين آه (تخرج).
لويز : ولكن مين عارف يا فرناندو كام ست حبيتها قبل مني؟
البرنس : لا لا سيبك م اللي فات، إنت حبك دلوقت نار ما تنطيفيش أبدًا، ولما أتجوزك حاخدك معايا إسبانيا، ونعيش في قصر أجدادي في وسط البساتين الجميلة، ونتفسح في الغابات الأثرية. يعني حتكوني ملاك في وسط جنة، ونعيش كده في المحبة الطاهرة، متمتعين بعيشة الزوجية يا حياتي.
من إمتى وأنا باتمناها
محبوبة تخلص في غرامي
وانت الحورية اللي معاها
اتحققت لي أحلامي
الحب أنصفني وهو كده عرفني
إيه الهنا ده بمعناها
لو ربي يوعدني بجوازنا ليسعدني
ويقرب الساعة إياها
لويز :
ساعة ما ننوي ونتعاهد
لم تفرق الأيام بيننا
ونفادي بعضنا ونجاهد
ونعيش ولا اللي في الجنة
البرنس :
آدي السعادة أهي المنشودة
آدي النعيم بتامه خلاص
الدنيا دنيا ما دام موجودة
حاجة اسمها عفة وإخلاص
أجار (من الخارج) : أيوه هو بره.
الكونت (من الخارج) : طيب أديني حاقابله.
لويز : آه عمي جاي عن إذنك يا برنس جمد قلبك (تخرج).
الكونت (يدخل) : أهلًا وسهلًا.
البرنس : جناب الكونت.
الكونت : أيوه يا برنس أنا الكونت دي سين كوكو.
البرنس : موسيى.
الكونت : اتفضل يا برنس اتفضل (يجلسان).
البرنس : أنا يا جناب الكونت حصل لي عظيم الشرف اللي تعرفت بواحد مؤرخ شهير زي حضرتك.
الكونت : مرسي يا سمو البرنس، يا سلام! ده شكله جذاب قوي.
البرنس : وبدي أقول لجنابك إن جدي اللي كان قنصل إسبانيا في باريز ترك لي في مخلفاته جملة خطابات بخط غامبيتا، والجوابات دي في غاية الأهمية وضروري حتنفعك، وعلشان كده أنا مستعد أوضع الخطابات دي تحت تصرُّف جنابك.
الكونت : أوه أنا ممنون جدًّا يا برنس، ولكن أظن مجيء سموك هنا دلوقت موش علشان الخطابات بس، موش كده؟
البرنس : في الحقيقه أنا جيت هنا لغرض تاني، وافتكر إن المدموازيل بنت أخوك عرَّفتك عن غرضي.
الكونت : أيوه أنا فاهم كل شيء، ولكن ما يخفاش على سموك إني ما أقدرش أوعدك بإيد لويز وجوازها، إلا بعد ما اتحصل على المعلومات اللازمة، وأتحقق من سير سموك.
البرنس : ده شيء من حقوقك يا جناب الكونت ولأقدرش أعارض في كده.
الكونت : وغير كده كمان لازم أستشير الكونتيس زوجتي وآخد رأيها.
البرنس : إزاي ده، جناب الكونت متجوز؟
الكونت : أيوه ولازم أستشير مراتي.
البرنس : أمر جنابك، وأنا حانتظر نتيجة رأيكم بفارغ الصبر؛ لأن المسألة دي فيها كل سعادتي وهنائي.
الكونت : صدقني إن سموك عاجبني قوي قوي، وعلشان كده أنا حاقابلك بخطيبتك دلوقت حالًا اتفضل.
البرنس : وليه بس كده يا جناب الكونت، ما تتعبش نفسك، أنا ما احبش تعبك.
الكونت : لا لا ده واجب، يا سلام على خفة دمه، معذورة بنت أخوي، دانا نفسي قربت أقع فيه. اتفضل يا برنس اتفضل (يخرجان).
الكونتيس (تدخل على البنات) : أدحنا اتفقنا يا جماعة وابقوا فوتوا عليَّ باليل نروح كلنا سوا.
المركيزة : أيوه نروح الرصدخانة.

(الجميع يضحكون.)

المركيزة : أما صحيح مجانين أجوازنا دول.
الكونتيس : مجانين وبس، هم بيفتكروا إنهم يتجوزوا ستات لسة شباب زينا وندفن نفسنا ويا العواجيز دول كده بالحيا!
المركيزة : وأدحنا روخرين اخترعنا لهم علم الفلك ده، اللي بيخلينا نبعد عن وشهم طول الليل وبنروح نسلي نفسنا في صالة الدانس دي اللي اسمها صاله المنتزة. واهم فاكرين من تغفيلهم إننا بنسهر في الرصدخانة علشان رصد الكواكب.
الكونتيس : لكن الحق موش عليهم، الحق على أهالينا اللي ظلمونا ولاعندهم شفقة ولا رحمة وجوزونا لناس عواجيز زي دول كلْ عليهم الدهر وشِرب، وده كله من طمعهم وحبهم في الفلوس. ياخي قطعوا وفلوسهم سوا.
من يلومنا في همومنا
ده الشباب من طبعه عزيز
إن حزنا غصب عنا
لما نتجوز عواجيز
أبهاتنا باعونا للي عنده فلوس
هم دول ظننونا في البلد دي جاموس
المال هو اللي عماهم
واحنا اللي أضرينا معاهم
والقلب يحب إزاي
من غير عاطفة ولا ميل
يبقى البيت سجن يا باي
لا نهار نرتاح ولا ليل
عيشة الشايب مع بنت اليوم
دي ظلومة يا ويل اللي جنوها
إن عابت عيبها زحف اللوم
والحق على أمها وأبوها
الكونتيس : أهه الليلة دي حاقابل فيها حبيبي البرنس فرناندو، اللي باحبه وباعبده عبادة، ولكن في الحقيقة أنا ضميري بيوبخني اللي باروح لوحدي في محل عمومي زي ده، وكان السبب في معرفتي بالبرنس، ولكن أنا برضه أحمد ربنا لأني مع الحب الشديد ده اللي بأحبه له، محافظة على شرفي لحد دلوقت. أهه كل أملي إن الكونت العجوز ده يتضايق مني ومن سهري، ويطلب الفراق ويطلقني، والَّا يموت ويروح في داهية، وأتجوز البرنس ده اللي لسة شباب، وأعيش ويَّاه سعيدة متمتعة زي غيري.
بيبيرون (يدخل) : والله البيت موش بطال، وشغلتي سهلة خالص، بس المصيبة اللي هنا دي.
الكونتيس (تراه) : يا خبر كابين هنا آه يا ربي.
بيبيرون : إيه توتا مبولينا!
كونتيس : هس أوعي تنده لي هنا بالاسم ده، وكأنك لا تعرفني ولا أعرفك.
بيبيرون : غريبة وإيه السبب؟
كونتيس : بعدين أقول لك على السبب، ودلوقت لازم تتفضل حضرتك ولا تستناش هنا أبدًا، فاهم؟
بيبيرون : على عيني (يهمُّ بالخروج).
الكونتيس : لا لا استنَّى هنا.
بيبيرون : الله جرى إيه تاني؟
الكونتيس : إنت إيش جابك هنا؟ يعني بتعمل إيه هنا؟
بيبيرون : أنا هنا مساعد جناب الكونت في أشغاله.
كونتيس : يادي الداهية، ولكن أنا أعرف إنك راجل طيب وموش حاتبوح بسري أبدًا للكونت، موش كده يا كابين؟
بيبيرون : لا لا، أنا في عرضك يا تونا مبولينا.
كونتيس : إيه، أنا موش قلت لك ما تندهليش هنا بالاسم ده أبدًا.
بيبيرون : إذا كنت عايزة ما اندهلكيش بالاسم ده، لازم ما تقوليش هنا يا كابين أبدًا قولي لي يا كابين في صالة المنتزة معلهش، ولكن أنا هنا بيبيرون فقط.
كونتيس : وهو كذلك، وأنا لازم يكون اسمي هنا الكونتيس أوديت دي سين كوكو.
بيبيرون : يا خبر إسود! بقى جنابك تبقى مراة الفيكونت؟
كونتيس : أيوه يا كابين.
بيبيرون : إيه، إحنا حانلبخ ويا بعضنا تاني؟
كونتيس : لا لا، يا بيبيرون.
بيبيرون : أيوه كده أمال اتعدلي، والليلة كده من غير شر، موش حاتيجي صالة المنتزة علشان تقابلي حبيبك البرنس فرناندو زي العادة؟
كونتيس : أيوه، بس أرجوك أوعى تقول للبرنس على حقيقتي أبدًا.
بيبيرون : لا ما تفتكريش، أنا حاكون أخرس من سمكة.
الكونت (من الخارج) : أيوه يا بنتي، ده شيء ضروري.
الكونتيس : يا خبر جوزي!
بيبيرون : لا لا ما تخافيش. أيوه يا جناب الكونتيس، الستات الشريفات اللي زي حضرتك، واجب عليها الانتصار على الرذيلة ويزدروها، والمدنية الكاذبة ينعلوا أبوها، ويؤيدوا تعاليم الكنيسة المقدسة ويخدموها، ويسمعوا مواعظ القسس ويحفظوها، واللي يقول لك غير كده، قولي له بيضوها.
الكونت (يدخل) : ما شاء الله ما شاء الله! إيه الفصاحة دي يا مسيو بيبيرون!
بيبيرون : العفو يا جناب الكونت، ما هو أنا خطيب على كيفك.
الكونت : ولكن جنابك سبق لك معرفه بالكونتيس؟
بيبيرون : أيوه في الكنيسة يا جناب الكونت.
الكونت : في الكنيسة؟
الكونتيس : أيوه في كنيسة نوتردام.
الكونت : غريبه! طيب وازَّاي اتعرفت بها هناك؟
بيبيرون : لا ما هو أنا … أنا ابن بوابة الكنيسة يا جناب الكونت.
أجار : كويس خالص، بكرة أنا رايحة الكنيسة، علشان اسأل أمك عن كابين.
بيبيرون : أخ، ودي لبخة إيه دي بقى! لا يا مدام، ده أمه متبرية منه علشان سيره البطَّال، ولا بيروحش الكنيسة أبدًا. ده تلاقيه في محلات التهجيص، اللي ما يصح إن واحدة شريفة زيك تخطي عتبتها.
الكونت : يا جناب الكونتيس، أنا عايز أكلمك في مسألة مهمة.
بيبيرون : أمَّال عن إذنكم (يهمُّ بالخروج).
الكونت : لا يا بيبيرون، إنت دلوقت بقيت واحد من الفاميليا.
كونتيس : وإيه المسألة دي يا جناب الكونت؟
الكونت : بقى بنت أخوي خطبها واحد من الأشراف.
كونتيس : طيب وأنا مالي، إنت حر في جواز بنت أخوك، وتجوزها للي يعجبك.
الكونت : ولكن لازم آخد رأيك، وخصوصًا إن عريسها ده واحد برنس إسبانيولي، واسمه فرناندو.
كونتيس : إيه، البرنس فرناندو؟
بيبيرون (على حدة) : يا خبر إسود!
كونتيس : لا لا، أنا يستحيل أوافق على الجوازة دي أبدًا.
لويز : إيه؟
الكونت : أما غريبة دي! إنت من لحظة كنت بتقول لي إني حر في جوازها؟!
كونتيس : أيوه إنت حر في الجواز اللي يكون فيه سعادتها، ولكن جوازها بالإسبانيولي ده حيكون فيه أكبر مصيبة.
الكونت : إيه، إنت تعرفيه؟
الكونتيس : أيوه … لأ …
بيبيرون : لا لا … حاتعرفه منين يا جناب الكونت. دي عمرها ما شافتوش، ولكن كل الناس هنا في باريز بتتكلم عن حوادثه، ولازم سمعت شيء عن سيره البطال؟
كونتيس : أيوه أيوه، كل الناس بتعرف إن البرنس ده خبَّاص، حتى بيبيرون.
لويز : آه يا ربي (تبكي).
الكونت : بقى جنابك تعرف البرنس جرانادوس؟
بيبيرون : أيوه، لا. أنا أعرفه ولاعرفوش.
الكونتيس : إنت خايف ليه؟ اتكلم بصراحة ماتخافش.
لويز : أيوه اتكلم ماتخافش. هو البرنس له معشوقة؟
بيبيرون : طبعًا.
الكونت : واسمها إيه؟
بيبيرون : اسمها توتا مبولينا.
لويز : وجميلة المدموازيل دي؟
بيبيرون : أي، بخاطرك بقى.
الكونت : ودي واحدة كوكوت طبعًا؟
بيبيرون : كوكوت وبس، دي بنت كلب خالص (تقرصه الكونتيس) أي أي.
الكونت : الله! إنت بتصرخ كده ليه؟
بيبيرون : لا، ده بس برغوتة قرصتني.
الكونت : والمدموازيل دي ساكنة فين يا بيبيرون؟
بيبيرون : أنا ما نعرفش محل سكنها، وكل اللي أعرفه عنها إنها بتتردد على صالة الدانس دي اللي اسمه صالة المنتزة.
الكونت : إيه، صالة المنتزة دي اللي بيروحوها الناس اللي من الأوساط الراقية؟
بيبيرون : أيوه.
الكونت : ولكن إزاي عرفت محل زي ده، وانت بتدعي الصلاح والتقوى؟
بيبيرون : لا بردون، ما هو اللي عرفني المحل ده أخوي كابين.
أجار : إيه، كابين بيروح هناك، أنا لازم أروح له الليلة وأسوِّد عيشته.
بيبيرون : الله الله الله، نخلص من هنا نوحل هنا.
لويز : آه يا ربي، آه يا قلة بختي ياني، بقى فرناندو اللي كنت باعتقد فيه الإخلاص يكون بالشكل ده!
الكونتيس : يا سلام، ده لازم بيحبها وبتحبه، ولكن أنا يستحيل أخليه يتجوزها (تخرج).
الكونت : طوِّلي بالك يا بنتي موش كده.
لويز : لا، أنا موش قادرة أبدًا أحكم على قلبي، وحاسة إني حاقضي حياتي في حبه.
أجار : إلهي تنشك في قلبك يا اللي اسمك الحب، زي ما بتعذب قلوب الناس المغرمين.
لويز : داهيه تلعن الحب وأيامه، يا حفيظ يا حفيظ (تخرجان).
بيبيرون : والله صعبان عليَّ المدموازيل.
الكونت : ليه يعني؟
بيبيرون : أيوه، لأنها استوت قوي وقشرت.
الكونت : ودلوقت يا مسيو بيرون، حيث إن شغل النهارده خلص، إنت الليلة دي حر، وابقى تعالى لي بكره في الميعاد.
بيبيرون : مرسي. عن إذنك. أعوذ بالله ده البيت ده كله حبيبه يا حفيظ (يخرج).
الكونت : اتفضل. أنا بس صعبان عليَّ لويز دي اللي حتموِّت روحها من العياط، ومن جهة تانية صعبان عليَّ خطابات غامبيتا اللي عند البرنس. آه فكرة، أحسن شيء أروح الليلة صالة الدانس وأقابل تونا مبولينا دي اللي بتحبه، وأراضيها بالفلوس وأخليها تفوته، وبكره أقدر أجوزه بنت أخوي، أيوه مافيش غير كده.
الكونتيس (تدخل) : من فضلك يا جناب الكونت تصرف نظر عن الحكاية دي، اللي ما فيها من فايدة.
الكونت : حيث كده أمَّال نتكلم إحنا في مسألتنا الخصوصية.
الكونتيس : مسألة إيه؟
الكونت : بس أنا عايز الليلة دي، آجي الأودة بتاعتك ونشرب الشاي سوا.
الكونتيس : لا لا، الليلة دي أنا موش فاضية، علشان نجم عطارد حيتقابل بنجمته الزهرة.
الكونت : إيه! بقى تملي عطارد ده يتقابل ويَّا الزهرة كل ليلة، وأنا ما اتقابلش ويَّا مراتي أبدًا ولا ليلة (ضجة) الله! إيه ده؟
الكونتيس : دول الستات زملاتي جايين ياخدوني علشان نروح المرصد سوا.
الكونت : لا لا، ده شيء وحش، شيء موش لطيف أبدًا.
البنات (يدخلن) : أدحنا ياختي … يالَّه بينا.
الكونتيس : طيب استنوا أما أغيَّر هدومي (تخرج).
بيبيرون (يدخل) : يا ترى الكونت خرج؟
الجميع : أهو بيبيرون!
بيبيرون : إنتو هنا يا جماعة؟
الجميع : أيوه.
بيبيرون : وأظن رايحين على صالة المنتزة؟
بنت : أيوه، وانت إيش عرفك؟
بيبيرون : البركة في الكونتيس اللي قالت على كل حاجة.
بنت : وحانعمل إيه يا بيبيرون، ما دام أجوازنا عجايز، واحنا لسة شباب؟
بيبيرون : لا، هيصوا وفرفشوا على كيفكم. وأنا الليلة دي حاكون لكم في صالة الدانس الدش الأعظم.
الجميع :
الفلك أهه مجرد حاجة
للدوارة اللي بندورها
رقاصين مع كل خواجة
دالأوانطه سبكنا أمورها
لولا المريخ والزهرة
وعطارد وأبصر مين
كنا إزاي نقضي السهرة
وأجوازنا يا روحي، نايمين كام اسم كام اسم حفضناهم ولا عارفين معناهم. هي هي برج السرطان هي هي برج الميزان. الحيرة ياهو من دي الحريمات المبخشرات المدعيات. الدنيا انقلبت يا اخواننا. من إيه بس ياما هي رزالة لما انتوا رانذه يا نسواننا. نعمل إيه إحنا يا رجالة يطبخوا وتفتوا وإحم يا عطارد واسم الله يا سته عالجوز البارد. يا أبالسه يا عفاريت الليل يا حلاوة. النجمة أم ديل يا أبالسه يا عفاريت الليل. نفضل نكيل بالكيل.

الفصل الثاني

(في صالة المنتزة رجال وسيدات يقولون لحنًا.)

رجال :
الدنيا الفانية انسوها ودوسوها
واملوا الشمبانيا واسقوها وزيدوها
صالة الدانس ياما هي جميلة
ستر وغطا عالكل كليلة
نساء :
الليل هنا بيلم جوقتنا
وأجوازنا لا تعلم ولا تدري
وما دام خبينا شخصيتنا
أهه يجرى خلاص زي ما يجرى
افرحوا سيبكم ولا تفتكروا
أدي محاسيبكم روخرين سكروا
واتعززوا واتحرروا وارقصوا يالَّه
وخلوها ليلة مورستاني وأبوها
رجال :
ياما ناس بتموت بكدرها
وازاي العمر يهون
زي الدنيا اللي يعبرها
يبقى تلاتين مجنون
البرنس (يدخل) : بونسوار مدموازيلات.
بنت ١ : بنسوار برنس، جنابك لوحدك الليلة يا برنس؟ أمَّال فين توتا مبولينا؟ يعني موش باينة!
البرنس : دلوقت تجي، هي تقدر تتأخر ليلة عن مجيها هنا.
بنت ٢ : بالطبع لا؛ لأنها بتحبك قوي.
البرنس : أيوه صحيح بتحبني، ولكن أنا خلاص نويت أقطع علاقتي ويَّاها؛ لأني تعبت من حب الستات دول اللي بيجوا هنا في صالة المنتزة، ولا لقيتش فيه فايدة أبدًا.
الجميع (من الخارج) : برافو.
بنت ١ : آه الدانس ابتدا. اتفضل يا برنس واحنا نجانسك على بال ما تيجي حبيبتك.
البرنس : طيب اتفضلوا (يخرجون).
بيبيرون (يدخل) : آه، أدحنا بقينا في صالة المنتزة اللي فيها النعنشة والرقص والبهجة والفرفشة.
الكونتيس (تدخل) : آه، إنت هنا يا كابين؟
بيبيرون : إيه، إنت لسة حتقولي يا كابين.
الكونتيس : أمَّال حاقول لك إيه؟
بيبيرون : الأحسن تقولي يا بيبيرون على طول علشان لسانك ما يتعود على كده.
كونتيس : برضه أحسن، آه.
بيبيرون : الله، إيه مالك فيه إيه؟
كونتيس : أنا موش عارفة اللي حاصل لى الليلة دي، وحاسة بأن نفسي حزينة، والغضب راكبني قوي.
المركيز : غريبة، وإيه السبب يا مدام؟
كونتيس : علشان تحقق لي النهارده إن البرنس خلاص مابقاش يحبني.
المركيز : إزاي ده؟
كونتيس : أيوه، وجنابه قال إيه عايز يتجوز.
بيبيرون : بقى على كده إنت بتحبي البرنس ده قوي؟
الكونتيس : والله مانا عارفة يا بيبيرون، إن كان ده حب والَّا غيَّة، والَّا من ضيقتي، ولكن أنا لازم أمنعه عن الجوازة دي بأي طريقة.
المركيزة : والله معذورة يا مدام؛ لأننا إحنا يا اللي متجوزين الرجالة العجايز، قلبنا مسكين وزي بيت فاضي، عايز اللي يسكن فيه ويشغله، آه من ظلم أهالينا آه.
بيبيرون : معلهش ما تزعليش، إذا كان لازمك ساكن ضروري، أنا مستعد أكتب الكونتراتو دلوقت حالًا.
المركيزة : بس يا شيخ انت كمان، مابقاش الَّا الوحشين اللي زيك انت!
بيبيرون : وحشين! طيب خليه فاضي كده لما تسكنه العفاريت.
الكونتيس : هس. أهه جه أهه.
البرنس (يدخل) : أوه، إنت جيت يا توتا مبولينا؟
الكونتيس : بنسوار برنس.
البرنس : أنا عايزك في كلمة ضروري.
الكونتيس : بيبيرون موش دلوقت.
البرنس : لحسن أنا دلوقت لسة عطشان … جرسون، حضر الشمبانيا.
المركيزة : شمبانيا علشان توتا مبولينا (تخرج).
بيبيرون : إزيك كده يا جناب البرنس؟
البرنس : الله يحفظك يا مسيو كابين.
بيبيرون : اسمح لي أقول لك يا برنس، إنك سعيد الحظ. عرفت تتحصل على قلب واحدة جميلة زي دي.
البرنس : ياخي لا مافيش فايدة. وخصوصًا إن توتا مبولينا دي مخلوقة في غاية الغرابة.
بيبيرون : إزاي ده؟
البرنس : بالطبع، لأني لحد دلوقت ما اعرفش اسمها الحقيقي، ولا صنعتها إيه وزي الوطاويط مابشوفهاش إلَّا بالليل بس، تكونش بتشتغل موديست والَّا خياطة؟
بيبيرون : أيوه نظرك في محله، دي لازم خيَّاطه بنطلونات رجالي، وبتيجي هنا تتدبق ع الزباين.
البرنس : يكونش لها عاشق تاني يا مسيو كابين؟
بيبيرون : أما سؤال بارد!
البرنس : إيه؟
بيبيرون : معلوم، هو أنا هنا في وظيفة عداد للعشاق، وأنا زيك عضو عامل يا برنس.
البرنس : لا لا، موش قصدي، أنا بس لو تحقق لي أن لها عاشق تاني، كان يبقى لي حجة واتخلص منها.
بيبيرون : وعلشان إيه عاوز تتخلص منها؟ جنابك حبيت غيرها؟
البرنس : أيوه، أنا باحب بنت في غاية الجمال، وزي ملاك تمام.
بيبيرون : بخاطرك بقى، لا ولطافة إيه، ورقة إيه، وفي الحقيقة يا برنس إن المدموازيل دي في غاية الأدب.
البرنس : إيه، إنت تعرفها؟
بيبيرون : لا بس أنا قصدي أقول إن البنات اللي بيتجوزوا، عادة بيكونوا في غاية الأدب.
البرنس : أيوه يا كابين، المدموازيل دي مافيش زيها أبدًا، ومن عائلة عظيمة، ولها عم زي …
بيبيرون : زي الحمار.
البرنس : إيه، وإيش عرفك إنه زي الحمار؟
بيبيرون : لأن دي قاعدة عمومية، واللي يكون عنده بنت حلوة ولا يجوزهاش قوام يبقى زي وأكتر من الحمار كمان.
البرنس : الغاية، أنا عايز الليلة دي نفسها أقطع كل علاقة ويَّا توتا مبولينا دي بأي طريقة، وندر عليَّ إن خلصت منها، أنا حاهاديك بألفين فرنك حلاوة خلاصي منها.
بيبيرون : ألفين فرنك؟! لا حيث كده تعالى ويَّاي أخلصك وأبوك كمان (يخرجان).
لويز (تدخل مع أجار) : آه يا ربي، أنا خايفة قوي يا مس أجار، والأحسن يالَّه بينا نروح.
أجار : بقى بعد ما تعبنا نفسنا وجينا المشوار ده كله، نرجع تاني من غير فايدة.
لويز : لكن أنا خايفة قوي وقلبي مخطوف خالص.
أجار : بس بس بقى ما تبقيش عيلة أمَّال. أنا موش قلت لك خليك في البيت ومارضيتيش ومسكتي فيَّ زي العَلقة. ماهو الحق عليك يا مدموزيل.
لويز : وأنا أعمل إيه بس يا أجار، أنا لما عرفت إنك جاية هنا، ماقدرتش أحوش نفسي أبدًا وجيت ويَّاك.
أجار : طيب أنا جيت مخصوص علشان أفقس الملعون كابين هنا، ولكن انت كان إيه بس لازمة مجيك معاي؟
لويز : أنا جيت هنا علشان أتحقق بنفسي، إذا كان الكلام ده اللي بيقولوه عن البرنس صدق والَّا بيكدبوا عليَّ. وأهه إذا شفته هنا بنفسي ويا معشوقته دي اللي اسمها توتا مبولينا، ضروري حايتبدل حبي له بكراهة، ولا أبقاش أفكر فيه ولا اتألم علشانه.
أجار : لا يا بنتي بالعكس، دي الغيرة تزيد النار، أنا مجربة.
لويز : طيب استني كده، أما أشوفه هنا (تخرج).
أجار : آه يا كابين آه يا ناري ما إيدي تمسكك، وضروري لازم أظبطه هنا الليلة.
بيبيرون : يا خبر إسود.
أجار : تعالى هنا يا خاين.
بيبيرون : إيه، إنت مجنونة؟
أجار : إخرس، جن لما يلخبطك يا حرامي يا نصاب.
بيبيرون : إخرسي، نصاب في عين أبوك، إنت برضه حاتغلطي ويَّاي زي ما عملت النهارده في بيت الكونت، وتفتكريني كابين أخويا؟
أجار : غريبة! هو انت موش كابين؟
بيبيرون : كابين مين، جاك كابينة تاخدك.
أجار : يادي الداهية، بقى أنا غلطت غلطة تانية. سامحيني بردون.
بيبيرون : طيب أنا النوبة دي سامحتك، ولكن أحذرك تاني مرة، أوعى تغلطي ويَّاي أحسن ما يحصلكيش طيب.
أجار : ما يحصليش طيب! إيه حاتعمل فيَّ إيه؟
بيبيرون : أقول لجناب الكونت إنك وليَّة خبَّاصة، وبتيجي هنا تهجصي، وأخليه يطردك أشنع طردة يا ملعونة.
أجار : لا لا، أنا في عرضك يا مسيو بيبيرون، أنا ماجيتش هنا أبدًا إلَّا الليلة دي، علشان أدور على أخوك كابين.
بيبيرون : آه، بقى انت جيت هنا علشان كده بس؟
أجار : أيوه، وانت إيش جابك هنا؟
بيبيرون : أنا راخر جيت هنا علشان أقابل أخوي كابين، وأوبخه على سيره البطال، وأمنعه عن مشيه الهلس علشان يستقيم.
أجار : طيب وهو فين أخوك دلوقت؟
بيبيرون : هنا جوه بيرقص رقصة الكانكان.
أجار : طيب تعالى وديني عنده.
بيبيرون : لا يا مداموازيل، دي رقصة ما يصحش تحضريها.
أجار : ماهو أنا موش حاتنقل من هنا إلَّا لما أشوف الوحش ده، اتفضل وديني عنده عشان أكلمه.
بيبيرون (لنفسه) : حاجيب لها كابين ده منين بقى، الغاية أبقى أزوغ منها في الزحمة والسلام (يخرجان).

لحن ورقصة

يا سلام يا سلام
ها ليلة تمام
حليت جوه يا حتى
سكروا بقوه على رقصتنا
إتلوينا واتنطاطنا
وانشدينا إتعفرتنا
لما اتكهربت الرجالة
سيبناهم ولايمنا الحالة
لسة البرتيتة التانية
الأوركستر شغال
بزيادة قلبنا الدنيا
بس لغاية كده عال
بالذمة شوية
لا بردون سيبنا
أبدًا يا ماريا
يا نقولا تعتبنا
ارقصوا يالَّه ووحلوها
ليلة مرستاني وأبوها
بعد الراحة ارجعوا تاني
زيطة كبرا أهه بدنجاني
السخط يرد الروح
الله على الحظ
والإنسان لو كان لوح
ما بلقيش بكل هناه
لويز (تدخل) : أما غريبة دي، بيقولوا على البرنس إنه بيجي هنا، ولحد دلوقت مانيش لاقياه. لا لا، ضروري إنهم بيكدبوا عليه المسكين … آه.
البرنس (يدخل) : يا خبر! إنت هنا يا لويز؟!
لويز : أيوه يا برنس.
البرنس : إزاي ده؟ ومين اللي وراك المحل ده؟!
لويز : جابتني هنا المس أجار.
البرنس : إخص الله يخيبها، ولكن هو ده يصح إنك تتوجدي في ملهى زي ده، ولا تخافيش على نفسك من كلام الناس.
لويز : لا لا، أنا جيت هنا مخصوص علشان أشوف عشيقتك دي اللي اسمها توتا مولينا، من فضلك اندهالي هنا علشان أشوفها.
البرنس : آه فهمت، بقى الغيرة هي اللي جابتك هنا يا حياتي. أهه أنا دلوقت بس تأكدت إنك بتحبيني صحيح؛ لأن الغيرة هي أكبر دليل على الحب.
لويز : أيوه، أنا باحبك وأعترف بكده، ولكن أنا دلوقت جيت هنا مخصوص، علشان أعالج الحب ده وأكرهك لما أشوف حبيبتك دي ويَّاك. يالَّه من فضلك إنده لي توتا مبولينا هنا حالًا.
البرنس : ولكن يا حبيبتي، أنا قبل ما أتجوزك حاكون قطعت كل علاقة بالماضي، وأنا جيت الليلة دي هنا مخصوص علشان أودَّع توتا مبولينا الوداع الأخير، وأخلَّص نفسي منها.
لويز : غريبة! بقى صحيح الكلام ده يا برنس؟
البرنس : أيوه وحياة حبك، ودلوقت واجب عليك تنصرفي من المحل ده اللي ما بيلقش بكرامتك.
لويز : لا معلهش. أهه اللي حيشوفني ويَّاك برضه حايحترمني يا سلام، ده محل جميل قوي (ضحك) يا سلام! إيه الستات اللي بيضحكوا دول كلهم؟!
البرنس : دول جماعه بيتمشوا برة على الشاطيء وبيضحكوا.
لويز : يا سلام، فين هم دول؟ أنا نفسي أشوفهم (تهمُّ بالخروج).
البرنس : لا لا، أنا يستحيل أسمح لك بكده.
لويز : إيه بتمنعني، لازم توتا مبولينا بتاعتك دي فيهم؟
البرنس : لا لا أبدًا يا عزيزتي صدقيني.
لويز : لا يستحيل أصدقك إلَّا إذا شفتهم بعيني، وهم كمان يشوفوني معاك. وقتها أتأكد طيب إن حبيبتك دي موش موجودة معاهم.
البرنس : ولكن بعد كده تحلفي إنك تروَّحي على طول.
لويز : أيوه، وحياتك.
البرنس : طيب اتفضلي (يخرجان).
الكونت (داخلًا ومعه بنتين) : لا لا يا مدمازيلات موش كده، اعملوا معروف سيبوني.
البنتين : يا سلام!
بنت ١ : إيه الكلام ده يا مسيو، هو احنا بنخوفك ولا إيه؟
الكونت : لا موش القصد، المدموازيلات الحلوة اللي زيكم ما يخوفوني.
البنتين : صحيح؟
الكونت : أيوه، بس أنا جيت هنا لغرض تاني يا مدموازيلات.
بنت ٢ : والغرض ده إيه يا مسيو؟
الكونت : أنا جيت هنا مخصوص علشان أتعرف بالمدموازيل دي اللي اسمها توتا مبولينا.
بنت ١ : غريبة! بقى كل من جه هنا يسأل على توتا مبولينا داحنا نساوي ميت واحدة زي دي (تخرج).
الكونت : أعوذ بالله، دول زي الدبابير، داهيه تلعنكم، ولكن إيه دلوقت اللي حايدلني على توتا مبولينا اللي بيقولوا عليها دي؟!
بيبيرون (يدخل) : برافو عليَّ أديني زغت منها.
الكونت : إيه بيبيرون؟
بيبيرون : الكونت؟ يا خبر إسود!
الكونت : إنت بتعمل إيه هنا يا مسيو بيبيرون؟
بيبيرون (لنفسه) : آه مافيش غير التهويش. بردون يا حضرة مين جنابك؟
الكونت : غريبة! إنت ماتعرفنيش؟
بيبيرون : لا ماسبقليش معرفة بحضرتك.
الكونت : غريبة! إنت موش بيبيرون؟
بيبيرون : لا يا مسيو. بيبيرون …
الكونت : آه افتكرت، لازم جنابك تبقى أخوه؟
بيبيرون : مظبوط، نظرك في محله، أنا أخوه كابين.
الكونت : يا سلام، دانتو شبه واحد تمام!
بيبيرون : أيوه، كأننا في الحقيقة شخص واحد.
الكونت : ولكن الظاهر عليك إنك نبيه، وكلام في سرك أخوك ده واحد مغفل خالص.
بيبيرون : الله يحفظك، ولكن شوف أخوي ده من حمريته قال إيه بيشتغل دلوقت عند واحد كونت عجوز وفي التغفيل أغفل منه.
الكونت : إيه؟
بيبيرون : والكونت ده اسمه الكونت …
الكونت : الكونت سين كوكو، موش كده؟
بيبيرون : مظبوط، هو كده واحد عجوز وزي الحمار.
الكونت : إخرس، الكونت ده يبقى أنا يا مسيو.
بيبيرون : أوه بردون، أزايك كده يا جناب الكونت؟
الكونت : زي ما يكون واحد عجوز وزي الحمار.
بيبيرون : لا لا ما دام شفتك دلوقت، أنا حاسحب كلمة عجوز دي، ومعلهش أسيب لك الباقي.
الكونت : مرسي.
بيبيرون : ولكن جنابك بتتردد على المحل ده من زمان يا جناب الكونت؟
الكونت : لا يا مسيو، دي أول مرة جيت فيها هنا، وقصدي بس اتكلم كلمتين مع المدموازيل توتا مبولينا.
بيبيرون : آه توتا مبولينا … ده موش عارف إن توتا مبولينا تبقى مراته المغفل … وضروري يعني عايز تكلمها؟
الكونت : أيوه، عايز أكلمها في شئون عائلية.
بيبيرون : عائلية؟ بقى حضرتك عندك علم إن توتا مبولينا دي تبقى …
الكونت : تبقى إيه؟
بيبيرون : الغاية. تبقى اللي تبقاه، بس أنا موش فاهم الشئون العائلية دي، تبقى إيه معناها في محل زي ده! ما بيتكلموش فيه إلا عن الشئون الغرامية.
الكونت : موش شغلك، بس من فضلك قدمني لها، ولا لكش دعوى.
بيبيرون : من الأسف، هي موش هنا دلوقت.
الكونت : موش هنا إزاي، هي لسة ما جاتش؟
بيبيرون : لا، بس كانت هنا وخرجت.
الكونت : يا ميت خسارة، على كده معاك حق ولازم انصرف.
بيبيرون : أيوه روَّح أحسن لك واقصر الشر … إخص. وآدي صاحبتنا المجنونة جاية على هنا أهه (يخرج مسرعًا).
الكونت : الله! هو جرى له إيه ياخوي؟!
أجار (تدخل) : هو راح فين؟ يا خبر الكونت!
الكونت : إيه، إنت هنا يا أجار؟
أجار : لا، أيوه … بردون يا جناب الكونت، أرجوك السماح.
الكونت : سماح مين وعفريت مين! إنت إيه اللي جابك هنا؟
أجار : لا، أنا اللي جابني هنا … جابني هنا …
الكونت : هيه قولي. اتكلمي.
أجار : لا، ماهو أنا جيت هنا علشان أبحث عن كابين.
الكونت : لا لا، واحدة زيك تعرف تيجي في محلات زي دي، يستحيل آتمنها على بنت أخوي. ومن النهارده تاخدي حسابك وتروحي في ستين داهية. خبَّاصة ملعونة.
أجار : أي طيب، أنا حاخد حسابي، ولكن حاقول للكونتيس إنك داير تتفسح وبتيجي هنا، في صالة المنتزة، وظبطت معاك ستات كمان.
الكونت : لا لا، أنا في عرضك يا أجار، أوعى تعملي كده.
أجار : يستحيل.
الكونت : اعملي معروف، أحسن مراتي دي واحدة ست مستقيمة، ولا لهاش شغلة إلا الرصدخانة دي اللي هي موجودة فيها دلوقت، وإذا عرفت كده حاتسود عيشتي خالص.
أجار : طيب أنا موش حاقول لها، ولا تطردنيش بقى؟
الكونت : لا لا، أطردك إزاي. دانا حازودلك ماهيتك كمان، بس ما تجيبلهاش سيرة اعملي معروف.
أجار : لا ما تفتكرش.
الكونت : ودلوقت عن إذنك، واتفسحي انت على كيفك مالكيش دعوى. يا خفيف من التهم الباطلة يا خفيف (يخرج).
أجار : هاهاها، الحمد لله. أما إذا كان عرف إني جبت لويز بنت أخوه هنا، دا حقه كان اتجنن، يا ترى هي راحت فين؟ لازم أدور عليها واخدها ونخرج من هنا حالًا (تخرج).
المركيزة (تدخل مع الكونتيس) : الغريبة إني أنا مانيش فاهمة السبب اللي مخليكي الليلة دي كده قلقانة وموش زي عادتك، تقدري يا أختي تقولي لي إيه السبب؟
الكونتيس : أيوه يصح إني أقول لك، بصفتك أعز صديقة لي وعارفة كل أسراري، بقى الليلة دي فيها فصل الخطاب بيني وبين البرنس؛ لأنه قال لي إنه عايز يكلمني على انفراد، ولازم عايز يقطع علاقته معاي ويفوتني.
مركيزة : يفوتك؟
الكونتيس : أيوه، ولكن أنا موش من الناس اللي يخضعوا لرغبة غيرهم، ولازم أقاوم للنهاية.
المركيزة : آه، أهه جاي أهه. أما أسيبكم لوحدكم، عن إذنك (تخرج).
البرنس : آه توتا مبولينا، أنا عايز أكلمك يا مدموازيل.
الكونتيس : وأنا كمان يا برنس؛ لأني حلمت إمبارح حلم بطَّال خالص.
البرنس : وإيه هو الحلم ده؟
الكونتيس : حلمت إنك حتتجوز.
البرنس : إيه؟
كونتيس : أيوه، ومن حسن حظي إن ده كان حلم وبس.
البرنس : حلم والَّا علم زي بعضه.
الكونتيس : إيه بتقول إيه؟
البرنس : باقول إني لحد دلوقت مانيش عارف لك حقيقة، وزي لغز تمام.
كونتيس : ويعني قصدك تقول إيه يا برنس؟
البرنس : قصدي أقول إنه هنا بيعرفوك باسم توتا مبولينا، ولكن ضروري لك اسم تاني.
الكونتيس : من فضلك يا برنس ما تشدش الرباط قوي. لحس تقطع علايق المحبة اللي بيننا، ويمكن توتا مبولينا دي، تعرف إزاي تحبك أكتر من لويز بتاعتك.
البرنس : غريبة! إنت عندك خبر؟
الكونتيس : بكل شيء. هي هي هي. تعالى، وفضك من الجواز والكلام الفارغ، تعالى نتكلم جوه على انفراد (يخرجان).
بيبيرون (يدخل) : كويس خالص، ودلوقت يستحيل على العجوز دي تعرفني ما دمت لابس البرنيطة اللي عاملة زي التاندة دي، بس لو ماكانش ألوف الفرنكات دي اللي أوعدني بها البرنس إنه حايديها لي، نظرًا لكوني حاجتهد في خلاصه من توتا مبولينا، ماكنتش استنيت هنا ولا لحظة.
البرنس (يدخل) : أعوذ بالله دي لزقه يا حفيظ! إيه مين ده؟
بيبيرون : إنت عرفتني؟
البرنس : آه كابين، إنت عامل كده ليه؟ إنت موش كنت أوعدتني إنك حاتخلصني من توتا مبولينا؟!
بيبيرون : مظبوط حاخلصك ضروري علشان ما أقبص وأخلص روحي أنا راخر.
البرنس : ولقيت طريقة؟
بيبيرون : مافيش طريقة غير كون توتا مبولينا دي تخونك.
البرنس : تخونني! تخونني إزاي أنا موش فاهم؟
بيبيرون : يعني تقبل العشا هنا ويَّا شاب جميل، وتطب عليها كده على غفلة وقتها، وتلعن لها أبو خاشها. يبقى لك حجة علشان تفوتها.
البرنس : طيب وحاتلاقي الشاب الجميل ده فين؟
بيبيرون : كتير، والشاب الجميل اللي أول ما تشوفه حاتقع فيه. موجود هنا جاهز.
البرنس : غريبة! ومين الشاب ده قول لي؟
بيبيرون : أنا.
البرنس : يا سلام، دانت يا أخي مغرور في روحك قوي، إنت نسيت سواد وشك ولا إيه؟
بيبيرون : المسألة موش بالبياص ولا بالسواد، الرك كله عالدم يا عبيط، شوف انت لونك أزرق رمادي إزاي، لكن دمك … ها موش بطال برضه.
البرنس : أما إذا نجحت في المسألة دي صحيح، أنا حاقول عليك أكبر سياسي في العالم.
بيبيرون : ضروري حاتقول كده غصب عنك، وتدفع لي الأربع تلاف فرنك.
البرنس : اتفقنا.
بيبيرون : ولكن على شرط تدفع لي حق العشوة فوقهم، آه. أهي جاية أهي. اتفضل دلوقت وبعدين ابقى تعالى باغتنا.
البرنس : أيوه حاضر (يخرج. تدخل الكونتيس).
بيبيرون : أما نستعد بقى للبصبصة، اس اس بست بست.
الكونتيس : إيه ده؟ أمَّا شيء بارد … آه هو انت يا مسيو بيبيرون؟
بيبيرون : ع المحطة خشي.
الكونتيس : ولكن انت عامل كده ليه؟
بيبيرون : دي نفسي.
الكونتيس : يا سلام، وانت بالك رايق قوي.
بيبيرون : وهو فيه أحسن من الضحك والفرفشة، ماحدش واخد منها حاجة أبدًا.
الكونتيس : أيوه صحيح، وأديني أنا روخرة كنت باضحك زيك ويَّا المدموازيلات اللي هنا، علشان كده البرنس زاغ مني.
بيبيرون : اسمعي إذا كنت عايزة صحيح تتحصلي على قلب البرنس ولا يفوتكش أبدًا، اسمعي نصيحتي والزقي فيَّ لزقة بغرا.
الكونتيس : غريبة! ألزق فيك انت؟!
بيبيرون : أيوه، ولو كده وكده، علشان ما يغير عليك ولا يسيبكش.
الكونتيس : يا سلام، قد إيه انت كبرت في نظري دلوقت، وفهمت إنك ذكي ونبيه جدًّا.
بيبيرون : لا، إنت لسة شفت إيه من نباهتي.
الكونتيس : طيب، وأنا دلوقت يا مسيو بيبيرون حاوافقك على كلِّ شيء عايز تعمله.
بيبيرون : أهه كده. قربنا نقبض. يا جرسون يا جرسون.
جرسون (يدخل) : موسي.
بيبيرون : اسمع، وضَّبْ لنا السفرة اللي جوه علشان اتنين وكثَّر لنا من الحلويات والكونياكات والشمبانيات وكل الحاجات.
جرسون : على عيني (يخرج).
الكونتيس : إيه، حانتمشى فين؟
بيبيرون : هناك عالطبلية اللي جوه دي (يخرجان).
البرنس (يدخل) : يا ترى عمل إيه بيبيرون؟
بيبيرون (من الخارج) : يعيش الحب واللي بدعوه، تعيش المدموازيل توتا مبولينا يالَّه اهجموا علينا وهزءونا وانعلوا أبونا.
البرنس : آه برافو، دلوقت يمكني أخش أظبطها علشان أخلص منها (يخرج).
أجار (تدخل مع لويز) : يا بنتي طاوعيني، تعالي نروح بلاش فضايح.
لويز : انا يستحيل انتقل من هنا إلَّا أما أشوف البرنس حاينتهي على إيه.
البرنس (داخلًا مع بيبيرون) : تعالى هنا يا إسود الوش، وانت يا خاينة، تسمح نفسك الدنيئة تتعشَّى ويَّا واحد زي ده، ومن دلوقت يكون في معلوماتك إن العلاقات اللي بينا وبين بعض انتهت خلاص.
لويز : إيه، مرات عمي؟
البرنس : إيه؟
الكونتيس : يا خبر لويز!
لويز : بقى مرات عمي تبقى معشوقتك يا برنس؟
البرنس : مراة عمك مين؟ دي المدموازيل توتا مبولينا!
بيبيرون : إخص، المسألة لبخت.
الكونتيس : لا لا، أنا الكونتيس دي سين كوكو … أنا موش خايفة، وإن عملتِ طيب قولي لعمك على اللي شفتيه بعينك، وخليه يطلب الطلاق وارتاح من عيشته.
لويز : آه يا ربي (يُغمَى عليها).
البرنس : يا خبر! فوقي لنفسك يا لويز موش كده. خديها يا أجار خشي جوه هنا فوقيها (يخرجون).
الكونتيس : دلوقت خلاص مافيش فايدة ولويز اكتشفت كل أسراري.
بيبيرون : ماهو كله من عجوزة النحس دي، ودلوقت لازم تطرديها وتريحيني منها.
بنت (تدخل) : اسمعي يا مدموازيل توتا مبولينا، المسيو ده بيدور عليك من ساعة (تخرج).
الكونتيس : يا خبر جوزي!
بيبيرون : الكونت! البسي دي (يلبسها البرنيطة).
الكونت : حضرتك المدموازيل توتا مبولينا؟
بيبيرون : أيوه هي، ولكن هو ده الشيء اللي اتفقنا عليه يا جناب الكونت؟
الكونت : إيه هو اللي اتفقنا عليه؟
بيبيرون : إحنا موش قلنا إنه ما يصحش واحد عظيم زيك يتوجد في محل زي ده، لا وخصوصًا إذا دريت الست بتاعتك، أظن موش حايحصل لك طيب.
الكونت : أوه، ومين اللي حيدري الست بتاعتي؟! من فضلك من فضلك موش شغلك انت.
بيبيرون : هنا فيه تليفونات يا مسيو، فيه تلغرافات يا مسيو، فيه مواصلات يا مسيو، فيه ناس خباصين يا مسيو.
الكونت : بقى صحيح حضرتك المدموازيل توتا مبولينا؟
الكونتيس : أيوه يا مسيو.
الكونت : ولكن ليه يا عزيزتي لابسة البرنيطة دي، وعاملة في روحك كده؟
الكونتيس : لا دي … دي …
بيبيرون : دي آخر مودة يا مسيو.
الكونت : أما شكلها جميل، طيب ما تعدليها كده على راسك، خلي الواحد يعرف يشوف وشك.
بيبيرون : يا سلام، يعني لازم تبصبص كده على المكشوف؟
الكونت : إخرس انت باقول لك، أنا يا مدموازيل جيت هنا مخصوص علشان أتكلم ويَّاك كلمتين.
بيبيرون : لا يا مسيو.
الكونتيس : اتفضل اتكلم.
الكونت : بقى أنا يا مدموازيل أبقى أب …
بيبيرون : أب … لا هي افتكرتك أم؟
الكونت : باقول لك ما تتحشرش … يعني باختصار، أنا لي بنت أخ حلوة زيك كده، وبنت أخوي دي حبت واحد برنس وعايزة تتجوزه، ولكن البرنس ده مرتبط بعلاقات تانية، وإن ماكنتش العلاقات دي تنقطع، يستحيل أنها تتجوز البرنس ده.
بيبيرون : طيب وتدفع كام، وتوتا مبولينا تسيب لك البيعة دي، وتقول لك الله يكسبك؟
الكونت : زي ماهي عايزة، أنا مستعد لكل طلباتها.
بيبيرون : لا شيء بسيط، نقدر نغصب عليها تاخد منك أربع تلاف فرنك.
الكونت : وأنا قبلت.
بيبيرون : يالَّه بقى قبض.
الكونت : ولكن المبلغ موش موجود ويَّاي دلوقت.
بيبيرون : اتلهوا لنا بقى.
الكونتيس : لا لا، أنا ماقدرش أقعد فاضية، إذا كنت عايز صحيح إني أسيب البرنس، لازم تتحصل لي جنابك على واحد غيره علشان يحميني.
الكونت : إيه، أنا اللي اتحصَّل لك؟
بيبيرون : دا شيء سهل مافيهاش حاجة.
الكونت : ولكن من الأسف دي موش صنعتي يا مدموازيل.
بيبيرون : اتعلمها انت صغير.
الكونت : الغاية، أهه إن كان لازمك عاشق ضروري، خدي كابين أخو المساعد بتاعي.
الكونتيس : لا لا، كابين ده عبيط وعلى نياته قوي، أنا عايزة واحد يكون يفهم زي جنابك.
بيبيرون : إيه رأيك بقى يا سيدي؟ أهي القرعة ما وقعتش إلَّا عليك.
الكونت : أنا؟ … ولكن يا مدموازيل (لنفسه) أما عليها قوام، ما هو أنا لو كان في إمكاني كنت …
بيبيرون : الراجل بيبصبص لمراته.
الكونتيس : أيوه أيوه، إنت عرفت تؤثر عليَّ صحيح، ووصلت لأوتار قلبي الحساسة.
الكونت : إيه الكلام ده يا مدموازيل! إحنا ماوصلناش لسة لحد كده.
الكونتيس : لا لا، علاقتي ويَّا البرنس أنا قطعتها من دلوقت خلاص، وبقيت ملكك أنت يا حياتي.
الكونت : معلهش، برضه أنا أضحي نفسي علشان سعادة بنت أخوي والسلام، ولكن بس لو كنت تسمحي لي …
الكونتيس : أسمح لك بإيه، أنا تحت أمرك، تعالى جوه خد حريتك.
الكونت : في محله اتفضلي (يخرج والكونتيس تقلع البرنيطة وتزوغ) الله! هي راحت فين يا خويا؟
بيبيرون : هي هي جاية حالًا، اتفضل على السفرة داهي بس راحت تغسل إيديها.
أجار (من الخارج) : لا لازم أروح.
بيبيرون : إخص، زوغان على طول (يخرج).
الكونت : الله! ده جرى له إيه ده؟! (يتبعه).
أجار (تدخل) : لا، أنا يستحيل استنَّى هنا بقى، مافيش فايدة.
الكونت (يدخل) : ماله بيعمل كده، مجنون ده ولا إيه؟!
أجار : آه يا ربي، الكونت أستخبَّى فين … أيوه (تلبس البرنيطة).
الكونت : آه، إنت جيت يا توتا مبولينا.
أجار : إيه إيه؟
الكونت : اتفضلي اتفضلي.
الكونتيس (تدخل ومعها الجميع) : آه، أهه جوزي الخاين، أهه ظبطته بجريمته.
الكونت : إيه مراتي؟
الجميع : غريبة دي!
الكونتيس : آه يا خاين، أديني ظبطك ويَّا توتا مبولينا بتاعتك يا خاين.
أجار : إيه، توتا مبولينا!
الكونت : غريبة دي، بقى أجار العجوزه دي، هي تبقى اسمها توتا مبولينا.
أجار : ولكن أنا …
بيبيرون : إخرسي يا ملعونة، بالنهار قديسة وباليل فلفوسة يا بنت الصرمة.
أجار : إيه، وكمان بتشتميني يا حرامي يا نصاب (تمسكه).
بيبيرون : إيه حاتضربيني، طيب خدي (يقولون لحن ختام الفصل).١

الفصل الثالث

لحن

بنات :
برنس مين وغيره مين
أوعي تتهمِّي والا تتغمي تتأذي خسارة
كان إيه عريس إيه ده
اللي ما بيهدى تنه في دوارة
يتلهي بسيره انظري لغيره
دانت نوَّارة
لويز :
آه يا ريته ماكنش جميل
بنات :
تاخدي أجمل منه طاقات
لويز :
كنت حابتدي لسه أميل
بنات :
اتركيه وافتكريه مات
حيرني جاته حيرة
وقهرني م الغيرة
اللي يبيعك غدر بيعيه
واللي يعزك اتبعيه
دقة بدقة أما الرقة
الناقص لم يتمر فيه
أجار (للويز بعد اللحن) : يا بنتي موش كده طوِّلي بالك، ما هو الحال من بعضه وكلنا واقعين في الحب. إنت موش شايفاني أنا يا اللي كنت وردة مفتحة والحب دبلني، بقيت دلوقت زي واحدة عجوزة، واللي يشوفني يقول على عمري تلاتة وتلاتين سنة.
لويز : اعملي معروف يا أجار بلاش رغي، أنا موش عايزة أسمع اسم الحب ولا سيرته، وحلفت إني موش هاحب أبدًا بعد كده.
أجار : يا خي لا، ده يمين سماكه يا عين أمك.
الكونت (داخلًا يقرأ) : عندما إحدى النجوم، تمر خلف الكوكب اليسار يحدث الكسوف.
أجار : يا خبر، الكونت؟
الكونت : وعندما تظلله بحجمها بيحدث الخسوف.
لويز : آه، عمي.
الكونت : آه إنت هنا يا لويز، بردون يا بنتي أنا ما شفتكيش وكنت في السما.
لويز : السما!
الكونت : أيوه، علشان أنا بقى لي كام يوم وأنا بأدرس علم الفلك أنا راخر.
لويز : غريبة! طيب والتاريخ يا عمي؟!
الكونت : لا موش وقته يا بنتي، أنا عقلي قال لي خليك انت راخر ألامود زي مراتك، وعلشان كده شغلت نفسي بالأجسام السماوية، ما دام اتحرمت من الأجسام الأرضية. أهه أقله أشارك الكونتيس مراتي في علم الفلك ده اللي بتحبه، إياك ترضى عني.
لويز : ليه، إنتو لسة زعلانين ويَّا بعض يا عمي؟
الكونت : طبعًا.
لويز : وتقدر يا عمي تقول لي إيه السبب في زعلكم ده؟
الكونت : السبب في زعلنا الملعونة أجار.
أجار : طيب وأنا ذنبي إيه يا جناب الكونت؟!
الكونت : إيه إنت لسة هنا يا ملعونة؟ أنا موش أديتك حسابك وقلت لك ما تورنيش وشك أبدًا؟
لويز : وإيه السبب يا عمي، أنا موش فاهمة أبدًا.
الكونت : بسببها أنا رحت صالة الدانس، علشان أصرف نظر توتا مبولينا عن البرنس وأجوزه لك، والكونتيس لقتني ويَّا أجار ماعرفش إزاي، وأجرنها هي توتا مبولينا وأنا موش عارف.
لويز : لا يا عمي، أجار موش توتا مبولينا أبدًا، توتا مبولينا واحدة غيرها.
الكونت : غريبة، وانت إيش عرفك بكده؟!
لويز : البرنس قال لي على كل شيء، وأجار بريئة.
الكونت : أما حكاية دي، طيب وأجار كانت هناك بتعمل إيه؟
لويز : كانت هناك بتدور على خطيبها كابين.
الكونت : آه، بقى كده المسألة!
أجار : أيوه تمام، يعني أنا كنت بتاعة دانس والا كلام فارغ.
الكونت : الغاية يا بنتي، أنا موش عاوزك تعرفي البرنس ده أبدًا.
لويز : لا من جهة كده كون مطمئن يا عمي، أنا دلوقت مافيش بيني وبينه عمار أبدًا.
الكونت : برافو، أهه ده اللي أنا عايزه. صحيح إن البرنس ده شاب جميل ويتحب، ولكن حاعمل إيه، الكونتيس مراتي بتعارض أشد المعارضة في جوازك به، ولا يمكنيش أخالف أمرها.
لويز : آه، بقى كده المسألة!
الكونت : أيوه.
لويز : ولكن يا عمي جنابك ما تعرفش السبب في معارضة مراة عمي؟
الكونت : ما عرفش إزاي يا بنتي، أهي بتعارض باسم الآداب العمومية، وتقول إن واحد متهتك زي ده، ما يصحش يكون جوزك أبدًا.
لويز (تضحك) : هي هي هي.
الكونت : غريبة! إنت بتضحكي؟!
لويز : والله شيء يضحَّك وشيء يبكِّي، وأنا يا عمي حاتفرس من الحكاية دي قوي.
الكونت : لا لا، تتفرسي ليه بعد الشر، وأحسن شيء دلوقت إنك تشغلي نفسك بعلم الفلك انت روخرة علشان يسليك، وأهه لأجل بختك حايحصل خسوف القمر الليلة دي، ونبقى نرصده سوا، وعليَّ أشرح لك كل شيء يكون غامض عليك. تعالي يا بنتي تعالي.
أجار (تضحك) : هئ هئ هئ، إلا علم الفلك ده راخر، ده الراجل باينه اتجنن وناوي يجنن لويز روخرة ويشغلها بحاجات مالها فيها فايدة المسكينة (يدخل بيبيرون) آه بيبيرون، إنت لسه زعلان منِّي ولَّا إيه؟
بيبيرون : لا، وحازعل منك على إيه؟
أجار : أيوه كده، دول قالوا في المثل ما محبة إلَّا بعد عداوة.
بيبيرون : محبة؟
أجار : أي بالطبع، وخصوصًا إني حاسة دلوقت، إنه الحب اللي كنت باحبه لأخوك كابين اتنقل ماعرفش إزاي وبقيت باحبك انت، وما دام أخوك قصر في واجباته لازم انت اللي تحل محله، وتتمتع انت بشبوبيتي وجمالي، وأحرم كابين من النعمة دي اللي طردها بوشه.
بيبيرون : هي هي هي، قال نعمة قال!
أجار : إيه، أنا موش نعمة؟
بيبيرون : نعمة وبس، اللي يعرفك يتحرق في أربعة وعشرين ساعة.
أجار (بحِدَّة) : إيه، يتحرق يعني إيه؟!
بيبيرون : لا يعني … يعني يتحرق بنار حبك.
أجار : لا لا ما تخافش، أنا قلبي فيه الشفقة على اللي يحبني، ودلوقت ما دام بانت لي أشاير حبك، أنا لازم أتجوزك انت بدال كابين أخوك. قلت إيه في كده؟
بيبيرون (لنفسه) : الغاية، أهه الواحد يقايس والسلام، بس أنا لي طلب عندك.
أجار : طلب وبس، ميت طلب. روحي كلها بين إيديك.
بيبيرون : لا ده طلب بسيط، يعني حيث إني حاتجوزك، وانشغل بجمالك ده أنا من دلوقت حاطلب منك إحالتي على المعاش، وأعيش كده على قفاك.
أجار : إزاي الكلام ده أنا موش فاهمة؟
بيبيرون : لا، من دلوقت لازم تفهمي، إن اللي حايتجوزك انت يستحيل بعد كده ينفع في الشغل أبدًا.
أجار : إيه الكلام ده انت مجنون؟
بيبيرون : بالطبع، هو أنا لو ماكنتش مجنون أقبل بجواز واحدة زيك، أمنا حوا تقول لها يا تيزة.
أجار : اخرس تيزة في عينك ما تختشيش.
بيبيرون : لا، دانا بس من حبي فيك عايز أهزر ويَّاك شوية، عاملة زي فم السجارة.
أجار (لنفسها) : آه، أهه دلوقت لازم أسوق التقل عليه، علشان ما يزيد لَهْلبة … لا معلهش يا بيبيرون موش وقته، لما أشاور عقلي في المسألة دي وبعدين أديك خبر. ودلوقت عن إذنك يا عزيزي أحسن عندي شغل جوه. أوروفوار بيبيرون (تخرج).
بيبيرون : يا ولد يا ولد يا زنبلك مرجيحة الوزة (تقبله) أما مرة ملحوسة!
الكونت (يدخل) : آه، بيبيرون! تعالى تعالى أنا عايزك.
بيبيرون : عايزني أنا؟
الكونت : أيوه.
بيبيرون : ليه، فيه شغلة علشان غامبيتا؟
الكونت : لا غمبيتا مين أنا سيبت التاريخ خلاص وبقيت فلكي.
بيبيرون : فلكي؟ (يضحك) والله لك حق، بس يا خسارة، إنت راجل عجوز ولا انتاش قد العلم ده.
الكونت : لا أبدًا قده وقدود، ولكن اللي مجنني خالص، توتا مبولينا يا بيبيرون.
بيبيرون : توتا مبولينا مين؟ يعني أجار قصدك؟
الكونت : لا أبدًا أجار دي أجرنها مظلومة، وتوتا مبولينا دي واحدة غيرها.
بيبيرون : يا سلام ومنين فهمت كده؟
الكونت : أيوه من بنت أخرى، والبرنس هو اللي فهمها كده، وقال لها كمان إن توتا مبولينا دي بتحبني.
بيبيرون : آه، وما دام توتا مبولينا دي بتحبك، ضروري حاتيجي لك هنا وتفضحك.
الكونت : أهه ده اللي أنا خايف منه لو شافتها هنا الكونتيس مراتي.
بيبيرون : الله أكبر البراطيش والشباشب اللي تشتغل.
الكونت : وعلشان كده أرجوك يا بيبيرون إنك تروح لتوتا مبولينا وتترجَّاها تصرف نظر عني، والَّا أقول لك، اجتهد إنك تغويها وخدها علشانك، دي واحدة جميلة موش بطَّالة.
بيبيرون : ولكن لا يخفاك إن الحاجات دي عايزة مصاريف.
الكونت : ما تفتكريش أنا أدفع لك كل المصاريف، بس اللي عليك دلوقت إنك تقول للكونتيس إني بقيت فلكي عظيم، وأعرف في الشمس والقمر والخسوف والكسوف.
بيبيرون : آه، أهي جاية أهه.
الكونت : طيب عن إذنك، أما انكسف أنا (يخرج).
بيبيرون : هي هي هئ. قال حاينكسف قال، يعني يستخبَّى باصطلاح الفلكيين.
الكونتيس (تدخل) : بيبيرون.
بيبيرون : كونتيس.
الكونتيس : لا لا من فضلك، إحنا ناس عرفنا بعض، ولا يصحش التكليف بينا أبدًا، ودلوقت أنا حاصرح لك عن الشيء اللي دخل في قلبي من جهتك.
بيبيرون : وده إيه اللي دخل في قلبك من جهتي!
الكونتيس : آه يا بيبيرون، ما تقدرش تتصور قد إيه أنا حبيتك.
بيبيرون : إيه، حبتيني؟!
الكونتيس : أيوه، وباحبك قوي من زمان، ودلوقت زاد حبك في قلبي.
بيبيرون : بس بس، بلاش تهكُّم من فضلك، بزيادة عليك البرنس بتاعك.
الكونتيس : لا أبدًا، البرنس ده واحد خاين قوي وعايزة أنساه، ولاعرفش أنساه الآن شغلت نفسي بحبيب غيره، يكون كده خلقته مشقلبة زيك.
بيبيرون : طيب وليه الحب المشقلب ده بقى؟
الكونتيس : علشان ما يكونش حب غرام، أنا حبيتك يا بيبيرون علشان شهامتك ومروءتك اللي عملتها فيَّ؛ لأنك ساعدتني وسترت عليَّ، ولحد دلوقت جوزي ماعرفش حاجة بسببك انت. وعلشان كده، أنا لازم أكافئك وأهاديك بهدية جميلة، بس أنا عايزة أنسى البرنس الخاين ده وانتقم منه.
بيبيرون : لا سيبك منه يا جناب الكونتيس، وحيث إن ربنا ستر عليك للدرجة دي الأحسن تستقيمي وتحمدي ربنا على الشيء اللي إداه لك، وأما من جهة البرنس، أنا برضه أضحكك وأسليك علشان تنسد نفسك عنه ويبقى لي ثواب.
الكونتيس : أوه، مي مرسي يا بيبيرون، ألف شكر يا حبيبي (صوت أقدام) آه حد جاي.
بيبيرون : يا خبر إسود! (يخرجان).
البرنس (يدخل مع أجار) : أنا في عرضك يا أجار، أنا عايز أسافر إسبانيا بلدي، وغرضي أودع لويز الوداع الأخير.
أجار : لا يا برنس يستحيل. لويز زعلانة منك وموش عايزة تشوف وشك، والكونت راخر غضبان عليك.
البرنس : غريبة! والكونت ماله راخر، هو فهم حاجة يا أجار؟
أجار : لا أبدًا، هو لحد دلوقت مايعرفش إنك بتحب مراته، ولكن الكونتيس بتعارض قوي في جوازك بلويز، وهو بيوافقها لأنه ما يقدرش على زعلها.
البرنس : بقى يعني هي حاتفضل كده واقفة في طريقي؟ ولكن يا مدموازيل إنت برضه واحدة ست، وأظن عندك شعور.
أجار : آه يا برنس، أنا شعوري رقيق قوي، وإذا جيت تتجوزني أنا وتاخدني ويَّاك بلادك، أنا من دلوقت مستعدة وتحت أمرك.
البرنس : إخص الله يخيبك … لا لا، ده موش غرضي يا مدموازيل، أنا بس عايزك تسهلي آخر مقابلة أتقابلها مع لويز، علشان أودعها.
أجار : عجيبة عليك، هو أنا كبيرة ولا إيه؟ أنا لسة صغيرة ولا يصحش أكون واسطة لغيري، ودلوقت اسمح لي أقول لك، إنك مافيكش نظر ولا بتفهمش. أتفو (تخرج).
البرنس : أتفو عليك وعلى أبوك واحدة مجنونة ما تختشيش. آه يا ربي، بقى سوء حظي ما يوقعنيش إلَّا في توتا مبولينا مراة عم لويز، ويخليها دلوقت موش عايزة تشوف وشي، ولكن قلبي موش مهاودني على السفر من غير ما أشوف حبيبتي. أشوفها بس كمان مرة وأسافر، وهناك في إسبانيا أتخيلها في صحوي وفي منامي، وأبكي دايمًا وأنوح وأحن لذكراها. آه يا لويز آه.

لحن

أيامك الحلوة يا قلبي
كنت افتكرها دايمة لك
وأحسب حياة الروح جنبي
العمر والمدى باقية لك
على نن عيني أودعها
وأرحل وأفوت روحي معاها
مقادير ما حدش يمنعها
أبكي وأحن لذكراها
إن عشت واتعوض صبري
عهد الغرام ينعاد تاني
وإن مت ونادتني في قبري
يتحرك الجسد الفاني
الكونت (يدخل) : أنا موش عارف ودِّيت كتابي فين ياخوي. أوه البرنس؟
البرنس : أيوه يا جناب الكونت.
الكونت : وجنابك بتعمل إيه هنا؟
البرنس : لا، أنا جيت أودعك علشان مسافر على وطني إسبانيا.
الكونت : طيب يا سيدي مع السلامة.
البرنس : بردون يا جناب الكونت، إزاي تعاملني المعاملة الخشنة دي، وانت كنت ويَّاي في غاية الذوق؟ وأول مرة قابلت فيها جنابك، قابلتني كده بكل حفاوة.
الكونت : معلهش، دا بس وقتها أنا كنت بأجهل الشيء اللي عرفته عنك دلوقت.
البرنس : غريبة! ودلوقت عرفت إيه؟
الكونت : عرفت كل شيء. يعني عرفت علاقتك الغرامية مع الست إيَّاها دي اللي اسمها توتا مبولينا، وإذا حبيت تاخد رأيي في الموضوع ده، أنا أنصحك إنك تربط علاقتك مع المدام دي تاني. أما من جهة لويز، ما تفكرش أبدًا في كونك تشوفها.
البرنس : ليه بقى؟
الكونت : علشان مراتي بتعارض في جوازكم ببعض، باسم الآداب العمومية.
البرنس : آه فهمت، بقى كده المسألة.
الكونت : أيوه، وأخيرًا اتفقنا نجوز لويز لشاب راضية عنه مراتي، ومبسوطة منه.
البرنس : غريبة! ومين العريس ده من فضلك؟
الكونت : الشاب المؤدب ده اللي اسمه بيبيرون.
البرنس : يانهار إسود! بيبيرون بتقول؟
الكونت : أيوه المساعد بتاعي، صحيح إن وشه إسود، ولكن راجل جد ولا يعرفش المسخرة، ولكن انت يا جناب البرنس، ماعنديش لك إلَّا كوني أتمنَّى لك السفر البعيد، وأقول لك مع السلامة (يخرج).
البرنس : أما غريبة دي! بقى لويز الجميلة دي حايجوزوها لواحد زي ده؟! لا لا، يستحيل.
بيبيرون (يدخل) : جنابك هنا يا برنس؟ إيدك بقى على ألوف الفرنكات، أدنت خلصت والأشيا معدن ياخوي.
البرنس : خلصت إيه يا إسود الوش، دا أنا حاخلص على عمرك خالص.
بيبيرون : الله، إنت جرى لك إيه؟ حاتقل ذمتك؟
البرنس : ذمتي إيه يا دون؟! بقى تاخد مني حبيبتي وعايز فلوس كمان؟!
بيبيرون : الله الله! وده مين اللي قال له إن الكونتيس حبتني! لا ما تضحكوش، ده مجنون يصدق.
البرنس : وما دام أنا موش حاتجوزها، يستحيل إنك تتجوزها أبدًا وأنا موجود.
بيبيرون : أتجوزها! أتجوزها إزاي؟ جنابك موش عامل حساب الكونت؟
البرنس : أيوه، وعارف إنه حايجوزها لك وراضي بكده.
بيبيرون : يجوزها لي إزاي؟! يعني يجوزني مراته؟!
البرنس : مراته يعني إيه؟ أنا بأكلمك بخصوص لويز يا إسود الوش.
بيبيرون : غريبة! ومين حشر لويز في وسطنا؟ دي الكونتيس اللي بتحبني ودايبة في جمالي.
البرنس : الكونتيس؟ أيوه قول له كده طمنتني الله يطمن قلبك.
بيبيرون : غريبة! إنت موش كنت زعلان علشان الكونتيس؟
البرنس : وأنا إيه اللي يهمني أنا ما صدقت أخلص منها، ولكن اللي تهمني صحيح هي حبيبتي لويز اللي أنا باعبدها، ولها هي أنا جيت هنا مخصوص علشان أودعها الوداع الأخير.
بيبيرون : الوداع الأخير، ليه إنت حاتنتحر؟
البرنس : لا أبدًا أنا حاودعها الوداع الأخير وأسافر بكره على بلدي إسبانيا.
بيبيرون : آه، لا ما تفتكرش، أنا حالًا أجيب لك هنا لويز، وتنزلوا في بعضكم توديعات ومغازلات وتأوهات لما تقولوا بس.
البرنس : آه يا بيبيرون، دانت موش بني آدم أبدًا.
بيبيرون : موش بني آدم، أمَّال حمار؟
البرنس : لا دانت ملاك (يهمُّ بضمه).
بيبيرون : لا لا حاسب، استنَّى أما أبعتهالك، أهي هي اللي تستحمل رذالتك (يخرج).
البرنس : أيوه، أديني حاشوفها قبل ما أسافر وتبرد ناري شوية. يا سلام قلبي بيطب كده ليه! آه. أهي جت أهي.
لويز (تدخل) : إيه يا برنس، جنابك عايزني ليه؟
البرنس : لا بس … بس أنا جيت أسلم عليك قبل ما أسافر.
لويز : يا سلام، وعلشان إيه كده، كان أحسن توفِّر عليك كل التعب ده يا برنس (يطل بيبيرون والكونتيس).
البرنس : يا سلام يا لويز، إنت ما تعرفيش إن صورتك الجميلة دي، حاتفضل ملازماني كده طول مدة حياتي، وحبك حيكون خالد في قلبي إلى الأبد.
لويز : لا مافيش فايدة يا برنس، الأحسن تجتهد إنك تنساني؛ لأن بيني وبينك هوه يعني فيه واحدة ست تانية بيناتنا.
البرنس : مين دي؟ مراة عمك يعني؟
لويز : أيوه، ولا يمكنش إنك تكون هنا من ضمن الفاميليا، بعدما كنت عاشق مراة عمي.
البرنس : مراة عمك إيه يالويز، وهو يصح إن واحدة زي دي تكون مراة عمك انت، واجب عليك دلوقت تخبري عمك بسير الست بتاعته، علشان ما يخلص منها؛ لأن دي وصمة في شرفه وشرف العائلة، وبعد كده يروق لنا الجو، ويصح إني أتجوزك ونعيش في الهنا والسعادة.
لويز : لا يا برنس يستحيل، أنا ما يصحش أستعمل وسائل دنيئة زي دي وأخرب بيت عمي، وأفضح الست بتاعته، علشان ما اتحصَّل على غرضي، لا أنا أفضِّل إني أعيش في غاية التعاسة ولا أعملش العمل ده أبدًا.
البرنس : ولكن ليه يا حياتي ما تجيش معاي إسبانيا بعدما أتجوزك، وهناك ضروري حاتنسي اللي مضى؛ لأن تذكاره حيكون بعيد عنا!
لويز : من الأسف يا برنس، مراة عمي بتحبك وبتعارض في جوازنا، والمقادير ماسمحتش إننا نتجوز بعض ونعيش سعدا.
الكونتيس (تدخل مع أجار وبيبيرون) : تعالوا يا جماعة تعالوا.
لويز : آه، مراة عمي!
الكونتيس : لا يا لويز ماتخافيش، أنا ثبت لي دلوقت إن الحب الطاهر الشريف يستحيل الانتصار عليه أبدًا، وحيث إنك أظهرتِ لي مكارم أخلاقك، ومع حبك الشديد ده للبرنس، ما قلتيش حاجة لعمك لحد دلوقت، أنا عايزة إنك تكوني سعيدة ومتهنِّية.
لويز : مِرسي يا مراة عمي.
البرنس : أشكرك يا بيبيرون.
أجار : ودلوقت إيه رأيك فيَّ يا بيبيرون؟ أسافر على أمريكا أنا روخرة؟
بيبيرون : آه، بقينا في صاحبتنا رخرة.
كونتيس : لا علشان خاطري يا بيبيرون، ما دام بتحبك اتجوزها.
بيبيرون : إذا كان كده مافيش مانع، خليها تروح تحلق دقنها هي اللي تتجوزني.
الكونت (يدخل) : إيه، البرنس هنا مع لويز، من فضلك يا برنس، أخرج من بيتي حالًا.
الكونتيس : لا لا، يا جناب الكونت، أنا صرحت لهم بالجواز ولازم توافق على كده.
الكونت : ما دام انت سمحتي لهم بالجواز، هو أنا حاقدر أخالفك يا حياتي، اتجوزوا واتمتعوا وادعوا للكونتيس مراتي.
بيبيرون : ودلوقت يا جماعة، أنا حاقول لكم نصيحة عالهامش.
الجميع : أيوه نسمعها.
بيبيرون : أولًا: اللي عنده بنت جميلة وصغيرة، ما يضيَّعش بختها ويخالف الطبيعة ويجوزها لعجوز زي صاحبنا. وثانيًا: إنه يجوزها لشاب يليق لها وسنُّه من سنها، وتكون العينة من دي … وآدي النصيحة اللي عالهامش. أرجوكم تعملوا بها وتسمعوا نصيحتي لصالح العائلة والأمة.
البرنس : يعيش بيبيرون.
الجميع : يعيش بيبيرون.

لحن

نصيحة عالهامش يا اخواننا
لكل أب يخاف على بنته
ما دام شباب لازم تتهنَّى
بشاب هيه من عينته
حرام عليه بشويَّة مال
يبيع صبيَّة لحد عجوز
دي مشكلة وعاقبتها وبال
وده ظلم لا يحل ولا يجوز
١  لا توجد كلمات زجل هذا اللحن في مخطوطة المسرحية.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤