الهوية

«وقد أصبحت الهُوِية عنوانًا لفلسفة «فلسفة الهُوِية» عند شلنج؛ أيْ أن يكون الوجود مطابقًا لنفسه دون فِصام أو انقسام أو ازدواجية أفلاطونية، تطابُقَ الروح والطبيعة، المثال والواقع، دونَ حركةٍ أو جدل أو مسار؛ كما هو الحال عند هيجل. فهي ليست فقط هُوِيةً رياضية أو منطقية أو فلسفية أو نفسية، بل هي هُوِية أنطولوجية أقرب إلى وَحْدة الوجود عند الصوفية.»

تعني الهُوِية أن يكون الشيء «هو هو» وليس غيره، ويتداخل مفهومها مع الماهية التي تعني أن يكون الشيء «ما هو»، ومع الجوهر الذي يعني أصلَ الشيء، وتنتسب المفاهيم الثلاثة إلى جَذر معنوي واحد. أمَّا الغيرية فهي نقيض الهُوِية؛ فإذا كانت الهُوِية هي الأنا، فالغيرية هي اللاأنا. ويتمحور هذا الكتاب حول الهُوِية، ليس باعتبارها موضوعًا ميتافيزيقيًّا فقط، بل باعتبارها أيضًا تجرِبةً شعورية وحالةً نفسية؛ فالإنسان قد يتطابق مع نفسه ويكون هو نفسَه؛ وبذلك فهو يتناغم مع هُوِيته، أو ينحرف عنها ويشعر بالاغتراب إن مالت الهُوِية إلى غيرها. وقد اختلف الفلاسفةُ حول الهُوِية باعتبارها مفهومًا فلسفيًّا؛ فبينما يراها المثاليُّون أمرًا ميتافيزيقيًّا، يرى الوجوديون أنها البدن؛ ولذا ارتأى الدكتور «حسن حنفي» أن أفضلَ منهجٍ لتناوُل موضوع الهُوِية هو المنهج الظاهرياتي «الفينومينولوجي»، منهجُ تحليل الخبرات الشعورية؛ ما دامت الهُوِية ظاهرةً إنسانية.


هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا بموجب اتفاق قانوني بين مؤسسة هنداوي والسيد الدكتور حسن حنفي.

تاريخ إصدارات هذا الكتاب‎‎

  • صدر هذا الكتاب عام ٢٠١٢.
  • صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠٢٣.

محتوى الكتاب

عن المؤلف

حسن حنفي: مُفكِّرٌ وفَيلسُوفٌ مِصري، له العديدُ مِنَ الإسهاماتِ الفِكريةِ في تطوُّرِ الفكرِ العربيِّ الفَلسفي، وصاحبُ مشروعٍ فَلسفيٍّ مُتكامِل.

وُلِدَ حسن حنفي بالقاهرةِ عامَ ١٩٣٥م، وحصَلَ على ليسانسِ الآدابِ بقِسمِ الفلسفةِ عامَ ١٩٥٦م، ثُمَّ سافَرَ إلى فرنسا على نفقتِهِ الخاصَّة، وحصَلَ على الدكتوراه في الفلسَفةِ مِن جامعةِ السوربون. رأَسَ قسمَ الفلسفةِ بكليةِ الآدابِ جامِعةِ القاهِرة، وكانَ مَحطَّ اهتمامِ العديدِ مِن الجامعاتِ العربيَّةِ والعالَميَّة؛ حيثُ درَّسَ بعدَّةِ جامِعاتٍ في المَغربِ وتونسَ والجزائرِ وألمانيا وأمريكا واليابان.

انصبَّ جُلُّ اهتمامِ الدكتور حسن حنفي على قضيَّةِ «التراثِ والتَّجديد». يَنقسِمُ مشروعُهُ الأكبرُ إلى ثلاثَةِ مُستويات: يُخاطبُ الأولُ منها المُتخصِّصين، وقد حرصَ ألَّا يُغادرَ أروِقةَ الجامعاتِ والمعاهِدِ العِلمية؛ والثاني للفَلاسفةِ والمُثقَّفين، بغرضِ نشرِ الوعْيِ الفَلسفيِّ وبيانِ أثرِ المشروعِ في الثَّقافة؛ والأخيرُ للعامَّة، بغرضِ تَحويلِ المَشروعِ إلى ثقافةٍ شعبيَّةٍ سياسيَّة.

للدكتور حسن حنفي العديدُ من المُؤلَّفاتِ تحتَ مظلَّةِ مَشروعِهِ «التراث والتجديد»؛ منها: «نماذج مِن الفلسفةِ المسيحيَّةِ في العصرِ الوسيط»، و«اليَسار الإسلامي»، و«مُقدمة في عِلمِ الاستغراب»، و«مِنَ العقيدةِ إلى الثَّوْرة»، و«مِنَ الفناءِ إلى البقاء».

حصلَ الدكتور حسن حنفي على عدةِ جوائزَ في مِصرَ وخارِجَها، مثل: جائزةِ الدولةِ التقديريةِ في العلومِ الاجتماعيةِ ٢٠٠٩م، وجائزةِ النِّيلِ فرعِ العلومِ الاجتماعيةِ ٢٠١٥م، وجائزةِ المُفكِّرِ الحرِّ من بولندا وتسلَّمَها مِن رئيسِ البلادِ رسميًّا.

وعكف الدكتور حسن حنفي بقية حياته على كتابةِ الأجزاءِ النهائيةِ من مَشروعِهِ «التراث والتجديد» بمَكتبتِهِ التي أنشَأَها في بيتِه.

رحل الدكتور حسن حنفي عن دنيانا في ٢١ أكتوبر عام ٢٠٢١ عن عمرٍ يناهز ٨٦ عامًا تاركًا خلفه إرثًا فكريًا عظيمًا ومشروعًا فلسفيًا ثريًا سيظل علامةً بارزة في تاريخ الفكر العربي الحديث.

رشح كتاب "الهوية" لصديق

Mail Icon

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤