ذكرى ماري أ

١

في ذلك اليوم، في قَمَر سبتمبر الأزرق،
والسكون يُظِلُّنا تحتَ شجَرةِ برقوقٍ شابَّة،
أمسكتُ به في ذِراعي، بحبِّي الساكن الشَّاحِب،
كأنه حلمٌ صافٍ بريء.
وفوقنا، في سماء الصَّيف الجميلة،
رأيت سحابةً أطلتُ النظر إليها.
كانت شديدة البياض، عاليةً إلى أبعدِ حدٍّ.
وحين رفعتُ بصَري إليها، وجدتُ أنها لم تعُد هناك.

٢

منذ ذلك اليوم، سبَحَت أقمارٌ كثيرةٌ كثيرةٌ،
وغاصتْ أقمارٌ أو عبَرَت في سكون.
ولعلَّ أشجار البرقوق قد قُطِعَتْ من زمان.
ولو سألتني الآن: وماذا جرى للحُب؟
لقُلتُ إنَّني لا أذكر شيئًا.
ومع ذلك فإني أعرِف، أعرِف يقينًا ما تُريد.
أما عن وجهها، فلم أعد أعرِف عنه شيئًا.
كلُّ ما أعرِفه،
أنَّني قَبَّلتُه ذات يوم.

٣

والقُبلة أيضًا، كان من المُمكن أن أنساها من زمنٍ طويل،
لو لم تكُن السحابة قد وُجِدَت هناك؛
فما زلتُ أذكُرها، وسوف أذكُرها على الدَّوام.
كانت شديدة البياض، تَسبَح نحوَنا في الأعالي.
ربما كانت تلك المرأة تحمِل الآن طفلَها السابع.
أما تلك السحابة فقد ازدَهرَت لحظات.
وحين رفعتُ بصري إليها،
كانت قد اختفَت في الرياح.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤