القلعة

«أحمد» توجَّه إلى شارع «المُعز لدين الله الفاطمي» بمنطقة الأزهر الآن … وعندما تَصِل ستجد مجموعةً من السائحين في انتظارك بجوار «باب زويلة»، رافِقهم على أنك المُرشد السياحي المُرسَل لهم، من قِبَل وزارة السياحة، عامِلْهم باحترام زائد وحِرْص شديد … وخُذْهم في جولة في منطقة القلعة، وستأتيك الأوامرُ تباعًا. لا تنسَ تليفونك المحمول رقم «صفر».

وكما اعتاد الشياطين؛ بدَّل «أحمد» ملابسَه … وانطلق بسيارة صغيرة خارجًا من بوابة المقر دون مناقشة.

في نفس الوقت تلقَّت «إلهام» رسالةً أخرى تقول: ««إلهام» عليكِ التواجد في المتحف الحربي … بجوار لوحة «محمد علي باشا» بالدور الأول … في تمام الساعة الثانية عشرة وعشر دقائق.» رقم «صفر».

ولم يكن الباقي من الزمن كثيرًا … لذا فقد بدَّلت «إلهام» ملابسَها سريعًا … واستقلَّت هي الأخرى سيارةً صغيرة، وانطلقَت تدور حول ميدان الرماية في اتجاه شارع «الهرم».

وتلقَّى «عثمان» الرسالةَ الثالثة، وكانت تقول: «توجَّه الآن إلى قلعة «صلاح الدين» … وانتظر بجوار برج المراقبة الخشبي المواجه لمسجد «محمد علي»، ولا تنصرف حتى تأتيَك الأوامر …» والتوقيع أيضًا رقم «صفر».

وكما فعل «أحمد» فعلَت «إلهام» … ودون مناقشة الأمر أو التفكير فيه … انطلق «عثمان» وذهنُه صافٍ تمامًا … استعدادًا للتعامل مع ما سيُكلَّف به من مهام.

وعند نفقِ «الجيزة» كانت السياراتُ تصطفُّ خلف بعضها في ازدحامٍ لا يُنبئ عن قُربِ انفراجِ أزمةِ المرور في هذه المنطقة في وقتٍ قصيرٍ … فتوتَّرَت أعصابُ الشياطين الثلاثة … فقد تصادف وقوفُهم في نفس الإشارة … في نفس الوقت … ولم يكن هناك مفرٌّ من استخدام «السارينة» المميزة لسيارات الشرطة … وقد كانت سياراتُهم مزودةً بها … حتى تفسح السيارات الطريق ويتمكنوا من اللحاق بمواعيدهم.

وفي طريق «صلاح سالم» تحادث ثلاثتُهم تليفونيًّا … وتوقَّعوا أن يلتقوا سويًّا في نفس اليوم … فهم يرَون أن المهامَّ التي خرجوا لها تكاد تكون في الواقع مهمة واحدة.

وعند مدخل شارع الأزهر … غادر «أحمد» شارعَ «صلاح سالم» متجهًا إلى منطقة «الغورية» وقد كان الشارع أيضًا مُزدحمًا للغاية … وتحت كوبري الأزهر ترك سيارتَه وأسرع بصعود كوبري المشاة … ليَعبُر الطريق إلى منطقة الغورية.

إنها أجمل منطقة في «القاهرة الفاطمية»؛ حيث تضمُّ «بوابة المتولي»، و«باب زويلة»، ومجموعة من المساجد الأثرية القديمة، وشوارع ما زالت تحتفظ بأسمائها القديمة، وكذلك الحواري؛ كحارة «حوش قدم» حتى البيوت بمشربياتها المُحلَّاة بالأرابيسك.

ورغم أنه يزور هذه المنطقة كثيرًا … إلا أنه في كل مرة … يشعر وكأنه يزورها لأول مرة ولولا ميعاده عند «باب زويلة» ما خرج من هذه المنطقة … قبل انقضاء اليوم.

وكأنما كان السائحون يعرفونه … فقد رآهم يبتسمون له في شغف … فانتشى طربًا … ورفع يدَيه يُحيِّيهم … ثم توقَّف على مقربة منهم … يلتقط لهم صورةً تَلَتْها صورة … فرفعوا آلاتِ التصوير يصورونه أيضًا، فضحك قائلًا لهم: يا لَها من تحية جميلة.

ساروا على أقدامهم وانتقلوا من منطقة «الغورية» عبر سوق السلاح … إلى منطقة «القلعة» … وكما نصَّت الأوامر … فقد بدءوا الزيارة بالمتحف الحربي … وبين قاعدته الفسيحة الفخمة … وردهاته الطويلة المكتظة حوائطها بعشرات اللوحات والصور التي تحكي تاريخ «مصر» السياسي والحربي … سار الوفد ومعهم «أحمد»، وفي الثانية عشرة وعشر دقائق … كانت «إلهام» تقف تحت لوحة مرسومة ﻟ «محمد علي باشا»، ورغم رؤيته لها إلا أنه لم يُعِرها التفاتًا … ومن بين أصابعها … ظهرَت ميدالية بها نقطتان تُضيئان بضوء أزرق … وتحيَّر «أحمد»، فماذا تقصد «إلهام» بهذا؟

غير أنه استمر في السير … وعندما خرج من المتحف، اكتشف أن إحدى السائحات قد تخلَّفَت عن الوفد … فانتحى جانبًا … وطلب «إلهام» على التليفون المحمول يسألها إن كانت هذه السائحة معها … ولم يتحرك لاستكمال الزيارة … إلا عندما اطمأنَّ عليها … إلا أن الحيرة بدأَت تتسرَّب إليه … فمَن تكون تلك السائحة … وما العلاقة بينها وبين الشياطين، وهل معها طرفُ خيطِ مُهمةٍ جديدة … أم أنها هي المُهمة الجديدة نفسها؟!

وعلى السطح العلوي للقلعة … وبجوار مسجد «محمد علي» لمح أيضًا «عثمان» يقف أمام برج المراقبة الخشبي … وما إن رآهم … حتى دخل البرج وانحنى مستندًا على سوره … ليشاهدَ المنطقة الواقعة أسفل القلعة … وتقدَّم بين أعضاء الوفد المرافق ﻟ «أحمد»، ودخلوا البرج، فأفسح لهم مكانًا … ثم انبرى خارجًا، وخلفه أحدُ السائحين، و«أحمد» ينظر لهما في حيرة … ولم يلاحظ وقتها أن أحد أعضاء الوفد كان يتابع ما يجري دون تعليق أو تساؤل … ولم يسأل نفسه لماذا لم ينتبه أعضاءُ الوفد لغياب السائحة الأولى … وها هو سائح آخر يختفي ولا أحدَ يهتمُّ فما السرُّ وراء ذلك … وبعد مكالمة قصيرة عرَف أن إدارة المقر أرسلَت أتوبيسًا سياحيًّا يقف عند مدخل القلعة في انتظارهم … لينقلَهم إلى الفندق.

وعند باب الأتوبيس وقف «أحمد» يراجع أعضاءَ الوفد أثناء صعودهم، فاكتشف تغيُّبَ ثلاثة أعضاء لا عضوَين.

فصَعِد إلى الأتوبيس … وقام بمراجعة الجالسين … ثم اتصل برقم «صفر» … الذي أخبره بأن هناك مَن تخلَّف عن الوفد … وعليه أن يتأكد من عدم وجوده في القلعة قبل أن يغادرها … ويُبلغه بالنتيجة.

فطلب من أحد ضُباط الأمن حراسة الأتوبيس … وانصرف مسرعًا يبحث عن الرجل … إلا أنه انتبه أنه لا يعرف هذا السائح … فعاد يتفرَّس في وجوه المجموعة الموجودة في الأتوبيس حتى حفظهم … ثم ابتعد بقدرٍ كافٍ عنهم … وفي مكان هادئ بعيدًا عن عيون المارة، أخرج جهاز اتصاله ذا الشاشة … واتصل بالمقر … يطلب منهم عرضَ صور أعضاء الوفد المرافق له؛ حتى يتسنَّى له اكتشاف الغائب منهم.

وبالفعل ظهر على شاشة جهازه … ما قامت به إدارة معلومات المقر، من عرض صور أعضاء المجموعة من التنويه عن صورِ كلٍّ من السائحة التي انصرفَت مع «إلهام» والسائح الذي رافق «عثمان»، فقام «أحمد» بتخزينها على جهاز الكمبيوتر المحمول … وبإعادة عرضها … استطاع الوصول إلى السائح الهارب، فقام بالاتصال بإدارة الأمن للوصول إلى معلومات عنه … إلا أن رقم «صفر» قطع ذلك الاتصال … بالدخول بموجة الطوارئ على التليفون … وطلب منه عدمَ تسريبِ خبرِ وصول هذه الشخصية إلى أية جهة، واعتبار هذا الخبر من الأسرار العُليا … ثم أضاف أن مهمتَه قد انتهَت مع السائحين إلى هذا الحد، وسوف يَصِله مندوبٌ من وزارة الخارجية بدلًا منه … وعليه وقتَها أن يعودَ إلى المقر للإعداد لاجتماع طارئ.

حتى تلك اللحظة ومع كلِّ ما حدث ﻓ «أحمد» لم يفهم شيئًا … ولا يعرف لماذا اصطحبَت «إلهام» هذه السائحة، وإلى أين؟ وأيضًا «عثمان»؟ والسائح الذي هرب … مَن هو؟ وما سببُ هروبِه؟ وما مدى أهميته أو خطورته؟ وإذا كان مطلوبًا … فلماذا لم ينتبهِ الشياطين لمنعه من الهروب؟ أو إبلاغ الشرطة للقبض عليه … وما أسهل ذلك في حينه!

ووسط هذا السيل الجارف من علامات الاستفهام … قضى «أحمد» وقتَه، حتى حضر مندوب الوزارة لمرافقة السائحين … وانصرف وهو يتأمل المكان بعنايةٍ وكأنه يراه لأول مرة … ولم يلاحظ أن «فهد» و«قيس» كانَا موجودَين أيضًا يراقبان مخارج القلعة.

وبمجرد خروجه بالسيارة من حرم القلعة … سَمِع رنينَ تليفونه المحمول، وكان على الخط «فهد» الذي أخبره أن السائح الهارب لم يخرج من القلعة حتى الآن … فسأله متعجبًا … وكيف عرفت؟!

فهد: أنا موجود هنا منذ حضوركم.

أحمد: أين كنت إذن؟!

فهد: في القلعة ومعي «قيس».

أحمد: تعني أنه لا يزال في القلعة؟

فهد: نعم.

أحمد: أتحتاج لمعاونة؟

فهد: حتى الآن لا …

أحمد: سأنتظر اتصالك.

فهد: أخبرني أين أنت الآن؟

أحمد: على أول طريق «صلاح سالم».

فهد: اتَّجِه إلى منطقة المقابر … فستجد مفاجأة هناك.

أحمد: ليس لديَّ وقت الآن.

فهد: إنها أوامر رقم «صفر».

تعجَّب «أحمد»؛ فرقم «صفر» كان قد طلب منه سرعةَ التواجد في المقر … فكيف يطلب منه الآن التوغلَ في منطقة المقابر؟!

وتساءل مندهشًا عما ينتظره في هذه المنطقة … غير الموتى … وحراس المقابر، وقليل جدًّا من باعة الزهور، فما هي المفاجأة إذن؟

وهل هذا الصوت الذي سَمِعه كان ﻟ «فهد» حقًّا، ثم عاد وغمغم قائلًا: نعم … نعم … هو «فهد»، وها أنا ذا أسيرُ بين المقابر، وحتى الآن لم أرَ أيَّ شيءٍ مهمٍّ أو غريب.

وفي منعطفٍ جانبيٍّ شاهد سيارة «إلهام» تقف أمام مدخل فخم لأحد الأبنية التي يبدو أنها تحوي مقبرةً لعظيم … فاستمر في السير … حتى ابتعد لمسافة كافية عنها … ثم وارَى سيارتَه خلف مبنًى قديمٍ مُتهدِّم … وعاد سيرًا يحوم حول المبنى … حتى جمَع معلوماتٍ كافيةً عن موقعه … ثم أطلق صفيرًا متقطعًا … وانتظر أن تُجيبَه «إلهام» … فلم يحدث، فأعاد الكرَّة مرة أخرى … فلم يجد استجابة، ولم يكن لديه حلٌّ غير الاتصال بها، إلا أن تليفونها لم يستجب … فعاد يتفحَّص السيارة عن بُعد، لعله يكون قد أخطأ، فوجدَها سيارةَ «إلهام»؛ فأرقامها لا تكذب … فهذه الأرقام بهذا الترتيب لا تخصُّ غير السيارات المخصصة للشياطين … فما العمل إذن … هل يقتحم هذا المبنى ليكتشفَ ما يدور بداخله … أم ينتظر بعضَ الوقت … لعل ما يجري بالداخل هو الذي أخَّر «إلهام» عن الردِّ عليه … ولم يكن هناك مفرٌّ من الاتصال برقم «صفر» لإخباره بما يجري؛ لأن تليفون رقم «صفر» هو الآخر لم يكن يجيب ولم يتبقَّ غير «فهد» الذي طلب منه دخول منطقة المقابر … إلا أنه هو الآخر لم يُجِب مما أثار دهشته وحيرته، وجعله يفحص تليفونه بعناية، ويطمئنَّ على وجود البطارية به، ثم قام بالاتصال بعناية، وكان هذا هو الرقم الوحيد الذي استجاب له، وبمجرد الرد عليه، شعر بارتياح شديد، وقد بدَا بذلك من ردِّه على «عثمان»؛ حيث قال «عثمان»: واوو … إذن فتليفونك يعمل؟

عثمان: ماذا تعني؟

أحمد: لي وقتٌ طويل أحاول الاتصال ﺑ «فهد» أو «إلهام» ورقم «صفر»، ولا أحدَ منهم يُجيب!

عثمان: هذا لا يعني أن هناك عيبًا في أجهزة التليفون.

أحمد: هل لديك فكرة عما يجري؟

عثمان: عندهم … لا!

أحمد: ماذا تقصد؟

عثمان: أقصد بأني عندي فكرة عمَّا يجري عمومًا.

أحمد: إن سيارة «إلهام» أمامي بجوار إحدى المقابر … ولكني لا أستطيع الاتصال بها.

عثمان: تقصد أنها لم تُجِب على اتصالك؟

أحمد: نعم!

عثمان: إنها أوامر.

اندهش «أحمد» لمَا سمعه … فلأول مرة يسمع عن أوامر تمنع الشياطين من تلقِّي اتصاله، فعاد يسأل «عثمان» قائلًا: ولكن «فهد» طلب مني التوغل في منطقة المقابر … حيث توجد مفاجأة.

عثمان: قد لا يقصد «إلهام».

أحمد: إذن … ماذا كان يقصد؟

عثمان: مفاجأة أجمل بكثير!

أحمد: أجمل من «إلهام»؟! لا أظن!

ابتسم «عثمان» وقال: لا، صدِّقني فهي أجمل منها.

أحمد: إذن فأنت تعرفها؟

عثمان: المفاجأة؟

أحمد: نعم!

عثمان: انظر خلفك.

لم يفهم «أحمد» لماذا يطلب «عثمان» منه أن ينظر خلفه … إلا أنَّ فضولَه جعله يفعل ذلك، وقد كانت مفاجأةً بحقٍّ … فقد وجد «عثمان» و«بيتر» يقفان خلفه، والابتسامة تملأ وجهَيهما، وكاد صوته يعلو بالضحك وهو يقول له … يا لَكَ من شيطان … أكنت أتصل بك وأنت واقف خلفي … وكان لقاءً حميمًا بينه وبين «بيتر»؛ فمنذ عملية «الأخطبوط» والاتصال مقطوع بينهما.

فسأله «أحمد» قائلًا: ماذا جاء بك يا «بيتر»؟

بيتر: مهمة سرية لا يمكن الحديث عنها هنا.

فنظر «أحمد» إلى «عثمان» مستفسرًا، فقال له: لقد أصبح «بيتر» واحدًا منَّا.

أحمد: معنى ذلك أنني أصبحتُ آخرَ مَن يعلم؟

عثمان: يا صديقي … أنت مطلوب من القيادة العُليا.

أحمد: أحدث شيء؟

عثمان: لا أعرف … ولكن اجتماع اليوم سيكون آخرَ اجتماع لك معنا.

لم يُصدِّق «أحمد» ما سمعه … وظنَّ في أول الأمر أن «عثمان» يمزح معه … إلا أنه لم يجد منه غير الإصرار على ما قاله في لهجة جادة … فتركهما وانصرف إلى حيث ترك سيارته، فألقى بنفسه فيها، وانطلق والأفكار تعصف به.

فها هو «فهد» ينقل له أمرًا من رقم «صفر» وقد كانت تأتيه الأوامر منه مباشرة.

وبالطبع لم يكن «أحمد» آخرَ مَن يعلم كما يظن … ولكن القيادة أصدرَت الأوامر مباشرةً دون سابق تنسيق … بناء على معلومات وصلَتهم من أحد مصادرهم بالخارج.

ولكن ما أثار حيرتَه أيضًا هو وجود «عثمان» في منطقة المقابر … وعِلْمه لمكان تواجد «إلهام»، ولم يُخرجه من حيرته … غير طرقات على زجاج سيارته، يُنبِّهه بملاحقة ضابط المرور له … على دراجته النارية … فتوقَّف على جانب الطريق … ورغم إبرازِ بطاقته الأمنية له إلا أنه حرَّر له مخالفة بسرعة … واكتشف بوقتها أنه في نهاية شارع الهرم … وأن المقر على بُعد خطوات منه … وأن كثيرًا من علامات الاستفهام سوف تتضح له. وحول صينية ميدان الرماية دار دورتَين … قبل أن ينحرفَ إلى منطقة التلال حيث يقع المقر.

وكالعادة … انفتح له الباب قبل وصوله بأمتار قليلة … فدلف منه إلى الممر الجانبي بالحديقة … حتى وصل إلى الجراج … الذي انطلق منه إلى قاعة المعلومات المركزية؛ حيث أدار أحد الأجهزة التي تزدحم بها القاعة … وليطَّلع على أحدث التقارير التي أعدَّها المركز … إلا أنه فُوجئ بأن كلَّ التقارير قد تمَّ تأمينُها بكلمةِ سرٍّ خاصة، فاتصل على «الإنترنت» بالمسئول عن القاعة … وطلب منه إعطاءَه كود الدخول على التقارير … فقال له: سيد «أحمد» لقد أعددتُ لكَ التقارير الخاصة بالموضوعات الساخنة والمهمة والفائقة الأهمية … وخُزِّنت على أسطوانة ليزر وهي في غرفة مكتبك ومعها تقرير عن أعداء القلعة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤