تجربة ٩: التركيز على اللون – الكوكتيل المالح

لقد اعتبر نابليون، مثلَ كيميائي، أن كل أوروبا هي مادة لتجارِبه، لكن في الوقت المعين تفاعلت هذه المادة ضده.

فريدريك باستيا في كتابه «القانون»، ١٨٧٠

ارتدِ نظارة الأمان الواقية. صبَّ نصف كوب (١٢٠ مليلترًا) في كوبَين من البلاستيك الشفاف، أضف ملعقة صغيرة بلاستيكية (٥ مليلترات) من محلول كبريتات النحاس (المعدَّة كما هو مذكور في «قائمة المشتريات والمحاليل») إلى أحد الكوبَين ثم أضف ملعقتَين صغيرتَين (١٠ مليلترات) من محلول كبريتات النحاس أيضًا إلى الكوب الآخر. قلِّب الكوبَين، ثم قارن الفرق بينهما في كثافة اللون بالنظر إلى أسفل من فوق قمة الكوب وهما موضوعان على ورقة بيضاء. نجد أن المحلول الذي يحوي ملعقة واحدة من محلول كبريتات النحاس (المحلول الأقل تركيزًا) يُظهِر درجات ألوان مختلفة أفتحَ من تلك الألوان التي تظهر في الكوب الذي يحوي ملعقتَين من محلول كبريتات النحاس. نستنتج من هذا أن اللون خاصية تتأثر بالتركيز.

تتأثر القابلية للذوبان أيضًا بالتركيز كما وجدنا في مناقشتنا لعملية الترسيب، حيث وجدنا أن مقدارًا ضئيلًا من بيكربونات الصودا يذوب في المحلول بسهولة، لكن ليس أكثر من هذا المقدار يُمكنه أن يذوب. الآن جرِّب الآتيَ: أعدَّ محلول بيكربونات الصودا مشبعًا بإضافة أربع ملاعق كبيرة (٦٠ مليلترًا) من بيكربونات الصودا إلى كوبَين (٤٨٠ مليلترًا) ماء. قلب المحلول ثم اتركه يستقر أربع دقائق على الأقل. صب برفق المحلول الذي يعلو بيكربونات الصودا غير المذابة في كوب نظيف، تأكد من أنك لم تنقل بيكربونات صودا صلبة مع المحلول. خذ كوبًا مماثلًا ونظيفًا واملأه بالماء حتى يصل إلى نفس ارتفاع الكوب الذي يحوي محلول بيكربونات الصودا المذابة في الماء. وحيث إنك تملك الآن كوبَين بهما نفس الكمية من السائل، أضف إلى كلٍّ منهما ربع ملعقة صغيرة (١ مليلتر) ملح طعام وقلِّب. أضف نفس الكمية من ملح الطعام مرة أخرى وأنت تُقلِّب لكن بكمية صغيرة (١ / ٨ ملعقة صغيرة: نصف مليلتر) إلى كل كوب حتى يُصبِح أحد المحلولَين غائمًا. وسيكون المحلول الغائم هو المحلولَ الذي يحوي بيكربونات الصودا، فهو يُصبح غائمًا حيث إن ملح الطعام يُزاحم بيكربونات الصودا في المحلول. أما المحلول الآخر الذي يحوي الماء والملح المضاف فقط، فينبغي أن يكون رائقًا تمامًا. وهذه التقنية التي تُسمَّى «فصل المذاب باستخدام الملح» تُستخدَم في الصناعة لنقل المواد من وإلى المحلول، وكانت تُستخدَم هذه التقنية أيضًا في الماضي في إعداد الصابون الصلب، فقد كان الصابون يَخرج عَنْوة من المحلول بإضافة كميات كبيرة من الملح. ويُمكن توضيح هذا الفعل عن طريق إضافة طبقة سُمكها من ثمن إلى ربع بوصة من الصابون السائل في كوب، ثم نثر ملح الطعام عليه، فتترسب في دقائق معدودة مادة صلبة لزجة هلامية.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤