الفصل الثالث والأربعون

المناصب

(١) الأعمال التي تنال بالاقتراع أو بالانتخاب (٢) مجلس الشورى والبروتانوي (٣) برنامج أعمال مجلس الشورى وجماعة الشعب.

***

  • أولًا: كل عمال الإدارة العادية يُختارون بواسطة الاقتراع إلا حافظ خزانة الحرب ورؤساء الثيوريكون١ ومن يكلَّف العناية بالينابيع العامة، فإنهم يُنتخبون بواسطة رفع اليد ويبقون في أعمالهم منذ عيد الباناتينايا٢ إلى العيد الذي يليه، وكذلك يُنتخب جميع الذين يشغلون مناصب الحرب.
  • ثانيًا: يُختار مجلس الشورى بواسطة الاقتراع، وهو يتألف من خمسمائة عضو، يمثل كل قبيلة خمسون، تتولى كل قبيلة البروتانيا٣ إذا جاءت نوبتها بمقتضى الاقتراع.
    تقوم كل واحدة من الأربع الأولى بهذا العمل ستة وثلاثين يومًا، وكل واحدة من الستة الأخرى خمسة وثلاثين يومًا؛ لأن سنة الأتينيين هي السنة القمرية، يتناول البروتانوي طعامهم على حساب الدولة في الثولوس،٤ وعليهم دعوة مجلس الشورى وجماعة الشعب إلى الاجتماع، يدعى مجلس الشورى في كل يوم إلا أيام الأعياد، وتدعى جماعة الشعب أربع مرات في كل بروتانيا.
  • ثالثًا: وعليهم أن يعدوا برنامج الجلسة في إعلان ينشرونه ويبينون فيه المسائل التي يجب درسها، ويعدون أيضًا برنامج الجلسات لجماعة الشعب، وأول هذه الجلسات هي الجلسة النظامية فيها يقر العمال على أعمالهم إذا وافقت الجماعة على إدارتهم، وفيها يُعنَى بتموين المدينة والدفاع عنها، لكل عضو من أعضاء المدينة أن يتهم فيها من شاء بالخيانة العظمى، وفيها يقرأ «ثبت» الأموال التي صادرتها الدولة وعرائض الذين يطلبون الاستيلاء على الميراث أو على الأبيكلوروس حتى لا يجهل أحد ما يمكن أن يقع من انقراض الأسر، وفي هذه الجلسة من البروتانيا السادسة يضيفون إلى كل هذه المسائل أخذ الأصوات في إمكان تنفيذ الأوستراكيسموس ويأخذون الأصوات فيما يقدم من طلب القضاء على السوكوفانتس من الأتينيين والمتيكوي،٥ ولكن لا يمكن أن يقضى على أكثر من ثلاثة بين أولئك وهؤلاء وعلى الذين لا يفون بما كانوا قد تعهدوا به أمام الشعب.

والجلسة الثانية مخصصة للمظالم، يكفي أن يظهر كل إنسان أمام الشعب مظهر المستجير ليتحدث إليه عن كل ما يريد من الأعمال العامة أو الخاصة.

والجلستان الأخريان مخصصتان لما بقي من الأعمال، وتريد القوانين أن يبحث في كل جلسة عن ثلاثة أعمال تمس الدين، وثلاثة تمس الدولة، وثلاثة تمس الرسل أو السفراء.

وربما بدأت الجماعة في المناقشة دون أن يكون التصويت الذي يبيح الأخذ فيها.

وإنما يمثل الرسل والسفراء أمام البروتانوي أولًا، وإليهم يسلمون ما يحملون من كتب.

١  هي أموال كانت تخصص لتمكين الفقراء من حضور ملاعب التمثيل والاشتراك في الأعياد، أحدثها بيركليس فكان يعطي كل فقير فلسين ليشهد التمثيل في عيد ديونوزوس، ثم أصبحت عامة في جميع الأعياد، وكانت هذه الأموال تؤخذ غالبًا من ضرائب الحلفاء.
٢  عيد كان يقيمه الأتينيون تكريمًا للإلهة أتينا، وكانوا يقيمون عيدين: عيدًا صغيرًا في كل سنة في منتصف شهر يوليو وعيدًا كبيرًا يقام في كل أربع سنين، وكان يتألف من تضحية ومسابقة شعرية وموسيقية وقصصية، ومن مسابقة في الألعاب الرياضية، ومن طواف في المدينة بنقاب الإلهة، وسيأتي تفصيله. وليس في نص أرسطاطاليس ما يعين أحد العيدين، وكذلك تعوَّد أرسطاطاليس أن يستعمل اللفظ من غير تعيين، ولكن العيد الكبير هو الذي أريد في هذا الموضع، فكان ينتخب هؤلاء الناس لأربع سنين.
٣  هي الإقامة في البروتانيون الذي قدمنا وصفه للإشراف على الأعمال العامة، فقد كان مجلس الشورى بهذا الشكل منقسمًا إلى لجان عشر، تقوم كل واحدة منها بالإشراف على المدينة ما يزيد عن شهر، وكانت هذه اللجنة تتناول غذاءها على مائدة مشتركة تنفق عليها الدولة.
٤  بناء مستدير كان يجتمع فيه البروتانوي لتناول الطعام.
٥  هم النزلاء، ومعنى الكلمة حرفيًّا المساكنون.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤