الفصل الخامس

وضع الجيش في هذا العهد

سيطر الجيش في هذا العهد سيطرة بارزة؛ فبعد قتل المقتدر كان في الجيش قائدان، هما مؤنس المظفر القائد العام، ومحمد بن ياقوت صاحب الشرطة والحسبة، وكان بين الرجلين تنافس، فاضطربت أمور الدولة وأعلن مؤنس عصيانه واستولى على الموصل واستقل بها، وأراد الانقضاض على بغداد، فرده محمد بن ياقوت، ثم عظُم أمر مؤنس وكان شريرًا، فأفسد البلاد، ودامت الفتن بينه وبين محمد بن ياقوت مدة طويلة.

وبرز اسم قائد ثالث هو محمد بن رائق، وكان داهية بارعًا، فاستطاع أن يسيِّر دفة السياسة في البلاد، ويصرف الأمور حتى تولى إمرة الأمراء، إلى أن استولى معز الدولة البويهي على بغداد في عهد المستكفي فانحل أمر الجيش العباسي، ومنحه الخليفة آلات السلطنة، وردَّ إليه إمارة الأمراء، ولم يبقَ منذ ذلك الحين شأن يُذكر للجيش العباسي؛ فقد سيطرت الدولة البويهية، وتسلَّط جيشها، وانحل الجيش العباسي ما عدا الحرس القليل الذي أُبقي إلى جانب الخليفة، أما مَن كانوا فيه من العرب فقد رجعوا إلى قبائلهم في ديار الشام والعراق، وأما غير العرب فقد تفرَّقوا في البلاد يعيثون فيها فسادًا، ويعملون على الاستقلال ببعض المناطق.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤