بداية العمل

وفي اليوم التالي اجتمع المغامرون الخمسة عند «تختخ»، واستقبل «زنجر» ضيوفه بنباحٍ سعيد، وكأنه يقول لهم: ها نحن أولاء قد اجتمعنا مرةً أخرى.

ولكن أربعة من المغامرين الخمسة كان يبدو عليهم الحزن، قال «محب»: لقد استطاع الشاويش أن يُوقف نشاطنا قبل أن يبدأ، لقد كنا في انتظارك يا «تختخ» لتجد لنا لغزًا غامضًا، لنكتشف أدلته، ولكن لقد أصبحنا ممنوعين من العمل.

وقالت «نوسة»: كل ذلك بسبب هذا الولد «جلال»!

ضحك «تختخ» وقال: لا يُهمكم شيء، سوف أجد لكم لغزًا غامضًا، وسنفتش عن الأدلة والمتهمين، وسوف أقوم أنا بالدور الرئيسي، وأكتشف الحل قبل أن يعرف «فرقع»، وسأُخبركم دائمًا بما أفعل.

محب: ولكن نحن لن نشترك، فقد وعدنا بذلك.

تختخ: سنتسلى بالضحك على «فرقع»، وسنتظاهر بأن هناك لغزًا غامضًا يحتاج إلى حل، وسنخبر «جلال» بذلك، وبالطبع سوف يسرع بإبلاغ عمه الشاويش، وسوف يضايقه هذا جدًّا.

صاح «محب»: فكرةٌ ممتازة، وبهذا نَستطيع أن نقضي إجازةً ممتعة.

تختخ: تعالوا نبحث عن هذا الولد، فإنَّني أريد أن أرى الشخص الذي يُشبهني إلى درجة أن يخدعكم.

وانطلق الجميع في اتجاه منزل الشاويش، ولحسن حظهم قابلهم «جلال» في الطريق، وهو يسحب دراجة عمه التي كانت تحتاج إلى إصلاح.

وصاحت «لوزة»: ها هو ذا «جلال»!

فنظر إليه «تختخ» في ضيقٍ وقال: كيف تصورتم أن هذا المخلوق هو أنا … إنه شخصٌ يبدو عليه الغباء والعبط … مُستحيلٌ أن أكون بهذا الشكل …

قالت «لوزة» وهي تضَع يدَها على ذراع «تختخ»: لا تَغضب هكذا، لقد ظننا فقط أنك متنكر، وهذا هو السبب.

وتوقف «جلال» عندما وصل عندهم وقال: أهلًا بكم … لقد عرفت كل شيء عن الخطأ الذي وقعتم فيه، لقد كنتُم بالطبع لا تقصدون، وقد أخبرني عمي أنكم تتدخَّلون في شئونه، وأنكم تُسمُّون أنفسكم «المغامرون الخمسة».

قال «محب»: على كل حالٍ نتمنَّى لك إجازة سعيدة مع عمك.

وهزَّ «جلال» كتفه وهو يقول: عمي … إنه كثير الأوامر، وقد أمَرَني ألا أشترك معكم في أي عمل، ولكن … إذا وجدتم لغزًا جيدًا فإنني على استعدادٍ للاشتراك معكم، حتى أُثبت لعمي أنني لستُ غبيًّا كما يتصوَّر.

قال «تختخ»: هذه مسألةٌ سهلة يا «جلال»، وبهذه المناسبة نحن نحب الأسماء البسيطة؛ لهذا سوف نُسميك «جلجل»، ونحن نعدك يا «جلجل» أن نُخبرك بأول سرٍّ نعثر عليه، ولأن عمك قد منعنا من حل الألغاز والأسرار، فسوف نتركُك تحلُّ اللغز وحدك، وتثبت لعمِّك ذكاءك.

وفرح «جلجل» بهذا الحديث اللطيف فصاح: هل تقصد هذا حقًّا، يا «تختخ»، إن هذا كرمٌ عظيم منك.

تختخ: طبعًا أقصد … وسوف يُساعدك أصدقائي أيضًا، وسيجمعون لك كل الأدلة، المهم ألا تخبر عمك بأننا اشتركنا معك، حتى لا يَغضب منا، هل تعدُنا بذلك؟

جلجل: طبعًا، إنني أعدكم، وتأكَّد أنني لن أخبره بأي شيءٍ مطلقًا!

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤