أسرار التل الأخضر

ظل «جلجل» قلقًا طول النهار لدرجة أن عمه لاحظ ذلك، وقد كان سبب قلق «جلجل» أنه يَعرف التل الأخضر، ولكنه لا يَعرف مكان الطاحونة القديمة، وخشيَ أن يَسأل عمه فيشك في الأمر.

وجاء المساء، فاستعدَّ «جلجل» للخروج، وقال لعمِّه إنه خارج ليتنزَّه، وتركه عمه يخرج لأنه قرَّر أن يتبعه.

وبعد أن خرج «جلجل» بقليل، خرج الشاويش يَتبع ابن أخيه من بعيد.

أما «تختخ» فقد ذهب إلى الطاحونة واختفى فيها، في حين اتَّجه «محب» و«عاطف» إلى التلِّ ومعهما بطاريات تُصدِر أضواء ملونة.

هبط الظلام، وبدأ «محب» و«عاطف» يُشيران بالأضواء كل بضع دقائق.

كان التلُّ في مكانٍ بعيد، وأخذ الشاويش يَرقب الأضواء، وهو يُفكِّر في الألغاز والأسرار المُثيرة التي سيقع عليها، وأخذ يعدُّ الأضواء: أحمر … أخضر … أصفر … أحمر … أخضر … أصفر.

وقال الشاويش لنفسه: أين «جلجل» الآن؟ إنني لا أراه في الطاحونة! أما «تختخ» فكان مُختفيًا في مكانٍ آخر من الطاحونة، يُفكِّر في «جلجل» أيضًا، وفجأةً سمع صوت أنفاسٍ تَقترب فأدرك أن «جلجل» قد وصل، ولكنها بالطبع كانت أنفاس الشاويش.

وبعد فترةٍ قرر «عاطف» و«محب» الانصراف، فأطفأ كلٌّ منهما بطاريته ورحلا، وفي هذه اللحظة قرَّر الشاويش أن يَنصرف ولكنه سمع فجأة صوت بومة … ثم صوت فرخة … ثم صوت بقرة، وأحس الشاويش بالرعب؛ فقد ملأت الأصوات الطاحونة وكأنها أصوات أشباح تصدر من الأرض.

ولم يكن مصدر هذه الأصوات سوى «تختخ» الذي ظنَّ أن الشخص القريب منه في الظلام هو «جلجل» فأراد أن يختبر شجاعته.

أحسَّ الشاويش بالخوف، وقرر أن يترك هذا المكان المسكون … ويَنصرِف سريعًا، فبدأ يمشي، ولكنه سمع صوت أقدام تَمشي خلفه — كانت بالطبع صوت أقدام «تختخ» — فأسرع يجري، ولكن الأقدام جرت خلفه، فوقف شعر رأسه من الرعب، ولم تَستطِع قدماه الاستمرار في حمله، فتوقف فجأةً، فانقضَّ عليه «تختخ» الذي كان يظنُّه لشدة الظلام «جلجل».

كانت مفاجأة ﻟ «تختخ» أن يجدَ نفسَه مُشتبكًا مع الشاويش القوي في صراع، وسمع صوت الشاويش وهو يصيح بصوته المألوف: مَن أنت؟ ماذا تريد مني؟

أدرك «تختخ» خطورة موقفه فخلَّص نفسه بسرعة، وأخذ يجري، وأحسَّ الشاويش بالسعادة والفخر؛ لأنه انتصر على الشبح، واضطرَّه للهرب، ولكن أين «جلجل»؟

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤