مغامرة «جلجل»

بينما كانت هذه الحوادث تَجري، كان «جلجل» ما يزال يبحث عن الطاحونة، وقد أخطأ الطريق، وسار في اتجاه آخر، وظل يسير على أمل أن يصل إلى الطاحونة دون جدوى، ودقت الساعة منتصف الليل، وأحس «جلجل» بالتعب والبرد، فقرر أن يعود مهما قال عنه «المغامرون الخمسة».

واستدار «جلجل» ليعود، وكانت مُفاجأة له أن رأى أضواءً تلمع ثم تختفي، ثم سمع صوتًا كصوت سيارة، فسار في اتجاهه، واختفى الصوت، فوقف «جلجل» يتسمَّع، ثم تقدم قليلًا فسمع صوت خطوات تقترب ورجلٍ يتحدَّث إلى آخرٍ قائلًا: سأراك قريبًا يا «عشماوي» فانصرف الآن.

سمع «جلجل» صوت أقدام الرجلين وهما يفترقان، ففكر في أنه قد حصَل على سرٍّ خطير، وقرر أن يعود فورًا إلى المنزل.

أسرع «جلجل» حتى وصل إلى منزل عمه، وتسلَّل بهدوء من الباب الخلفي، ولحسن حظه وجد عمه نائمًا، فخلع ثيابه، ودخل إلى فراشه ونام.

وفي صباح اليوم التالي الْتقى «جلجل» وعمه على مائدة الإفطار، وكلٌّ منهما يُخفي سرَّه عن الآخر، وكان وجه الشاويش متورِّمًا بعد صدامه أمس مع «تختخ».

وقرَّر الشاويش أن يترك «جلجل» يخرج ويَلتقي بالأولاد حتى يحصل منه على معلوماتٍ جديدة.

وفعلًا خرج «جلجل» ولحق بالأصدقاء في حديقة «عاطف»، فروى لهم ما حدث له بالأمس، وكيف أخطأ الطريق، ولكنه رأى ضوءًا، وسمع حديث الرجلين، وأحدهما اسمه «عشماوي».

وشعر الأصدقاء أن «جلجل» صادق فيما روى، فقال «تختخ»: عليك الآن أن تذهب إلى التل وتجمع لنا بعض الأدلة، وعليك بالانصراف حالًا، وانصرف «جلجل» وأخذ الأصدقاء يُفكِّرُون في الأدلة التي سيُلقونها في طريق «جلجل» ليخبر بها عمه، وقرَّروا في نفس الوقت معرفة من هو «عشماوي»، وماذا كان يفعل ليلًا في ذلك المكان.

وخرج الأصدقاء في طريقهم إلى التلِّ لإلقاء بعض الأدلة المزيفة هناك، وعندما وصلوا قال «محب»: سأترك هذا الدليل، قطعة قماش وبها زرار.

وقال «عاطف»: الدليل رقم ٢ رقم تليفون على ورقة: ٨٠٥٨٠٥.

وقال «تختخ»: الدليل رقم ٣ عُقب سيجارة من نوعٍ نادر.

قالت «نوسة»: الدليل رقم ٤ رباط حذاء قديم.

وعندما اقتربوا من الطاحونة ألقت «لوزة» بالدليل رقم ٥، وكان منديلًا قديمًا عليه حرف «م».

وأسرع الأصدقاء بالعودة، قبل أن يقابلهم أحد، ولكنهم لم يمشوا سوى بضع خطوات حتى قابلهم الشاويش، فصاح بهم: ماذا تفعلون هنا!

ورد «تختخ» بأدب: لقد كنا نتنزَّه!

الشاويش: أنصحكم ألا تقتربوا من هذا التل!

قال «تختخ» وهو يحاول كتم ضحكته: لماذا يا حضرة الشاويش؟

فرد «فرقع» بغموض: لا داعي لأن تعرفوا، إنه مكانٌ مسكون بالأشباح.

وهنا انطلق «زنجر» يهاجم الشاويش فصاح: هيا … هيا من هنا … فرقعوا … فرقعوا.

وأسرع يركب دراجته هربًا من الكلب، ولكنه قبل أن يتحرَّك اصطدم بابن أخيه «جلجل» الذي حضر لجمع الأدلة عند التل، فثار وأخذ يسبُّ الجميع، ثم ركب دراجته وانطلق بعيدًا.

ترك «المغامرون الخمسة» «جلجل» يبحث عن الأدلة، وعادوا إلى حديقة «عاطف».

وعندما وصلوا إلى هناك كان «تختخ» يُفكِّر بعُمقٍ، ثم قال يسأل «عاطف»: هل عندك خريطة لمنطقة «المعادي»؟

ردَّ «عاطف»: نعم، عندنا واحدة كان والدي قد أحضرها منذ فترة.

وعندما أحضر «عاطف» الخريطة، أخذ «تختخ» يَجري عليها بإصبعه، ثم قال: لقد سار «جلجل» في الاتجاه الآخر للتلِّ، ووصَل تقريبًا إلى هذه المنطقة حيث سمع صوت السيارة والحديث بين الرجلين.

ثمَّ سكت «تختخ» فترةً وعاد يقول: لقد سمعت منذ فترة عن وجود منزل مختفٍ في هذه المنطقة بين أشجارٍ عالية، حيث لا يستطيع أحدٌ الاقتراب منه، وإنني أشعر أننا مقبلون على سرٍّ خطير.

وانصرف الأصدقاء جميعًا، وهم يُفكرون في السر الجديد، الذي قد يعثرون عليه نتيجة لعبة لعبوها على «جلجل»، ونام كلٌّ منهم وهو يَحلُم بالمغامرة القادمة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤