الفيلسوف المسيحي والمرأة

«يذهب القديس بولس إلى أن الوضع الثانوي — بل المتدنِّي — للمرأة ينسجم تمامًا مع النظام العامِّ للكون، وهو في ذلك يشبِه أرسطو فيما ذكَره عن الهيراركية (أو الترتيب التصاعدي) القائمة في الأشياء والموجودات التي يزخر بها الكون. ومن ثَم فقد أقام المعلِّم الأول دونيةَ المرأة على أساسٍ ميتافيزيقي، وهكذا يفعل القديس بولس.»

صُبِغت العادات والتقاليد القاهرة للمرأة، المرتكِزة على التُّراثَين اليوناني-الروماني واليهودي، بصِبغةٍ دينية مسيحية وصلت إلى حدِّ القداسة، زادت من وضع المرأة سوءًا؛ إذ عمَد اللاهوتيون والفلاسفة المسيحيون إلى العهد القديم والتراث اليوناني الروماني، وانتقَوا منه ما يدعم العُرف الاجتماعي السائد الذي يُعلي من قِيمة الرجل إلى حدِّ السيادة على المرأة، ويُدني من قِيمتها إلى حدِّ العبودية للرجل، على نحوِ ما فعل القديس «بولس». وهذا ما نكتشفه في هذا الكتاب الذي خصَّصه الدكتور «إمام عبد الفتاح» للحديث عن علاقة الفيلسوف المسيحي بالمرأة ونظرته إليها التي تمحورت حول الجسد، واعتبارها مصدرًا للغواية وبابًا للرذيلة مثلما أغوَت «حواء» «آدم». ويضرب لنا الكتاب أمثلةً بكثيرٍ من هؤلاء الفلاسفة، مُلقِيًا الضوء على ظروف نشأتهم وحياتهم الأولى قبل الرهبنة والانقطاع للعلم والفلسفة.


هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا بموجب اتفاق قانوني بين مؤسسة هنداوي وأسرة السيد الدكتور إمام عبد الفتاح إمام.

تحميل كتاب الفيلسوف المسيحي والمرأة مجانا

تاريخ إصدارات هذا الكتاب‎‎

  • صدر هذا الكتاب عام ١٩٩٦.
  • صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠٢٥.

عن المؤلف

إمام عبد الفتاح إمام: أكاديمي ومترجِم مصري، متخصِّص في الفلسفة والعلوم الإنسانية، اشتُهِر بترجماته العربية لأعمال الفيلسوف الألماني «هيجل»، حتى صار البعض يلقِّبه ﺑ «معرِّب هيجل»؛ فقد كتَب عنه كثيرًا وترجَم له العديد من المؤلَّفات حتى صار أحدَ أهمِّ المراجع العربية عنه وعن فلسفته.

وُلد الدكتور «إمام عبد الفتاح إمام» بالشرقية عام ١٩٣٤م، وحصل على ليسانس الآداب من جامعة القاهرة عام ١٩٥٧م، ثم درجة الماجستير عن موضوع «المنهج الجدلي عند هيجل» عام ١٩٦٨م، فالدكتوراه من جامعة عين شمس عن موضوع «تطوُّر الجدل بعد هيجل» عام ١٩٧٢م، ودرَّس بعددٍ من الجامعات المصرية والعربية مثل جامعة القاهرة، وعين شمس، والمنصورة، والزقازيق، وجامعة الكويت، وطرابلس.

تتلمذ على يد الفيلسوف المصري «زكي نجيب محمود»، ونهل من عِلمه. يَنعته البعض ﺑ «شيخ المترجِمين»، وهو رائدُ مدرسةٍ خاصة في الترجمة، وقدَّم إلى المجتمع الثقافي عددًا من المترجِمين والباحثين. ساهَم في تأليف مناهج الفلسفة التي تُدرَّس لطلبة المرحلة الثانوية في مصر، وأشرف على سلسلة «أقدِّم لك» بالمجلس الأعلى للثقافة، كما أشرف على ترجمة «موسوعة كوبلستون» في تاريخ الفلسفة الغربية وترجم بعضَ أجزائها.

عُرف بغزارة أعماله، فله ما يزيد عن المائة والعشرين كتابًا ما بين مؤلَّف ومترجَم، ومن أشهر مؤلَّفاته: «المنهج الجدلي عند هيجل»، و«مدخل إلى الفلسفة»، و«تطوُّر الجدل بعد هيجل»، و«معجم ديانات وأساطير العالم»، و«سلسلة المرأة في الفلسفة»، وأثار كتابُه «الطاغية» جدلًا ونقاشًا واسعًا في الأوساط الثقافية، حيث تناوَل فيه فكرةَ الديمقراطية والاستبداد. ومن أهم أعماله في الترجمة: «أصول فلسفة الحق»، و«ظاهريات الروح»، و«محاضرات في تاريخ الفلسفة»، وجميعها ﻟ «هيجل»، و«استعباد النساء» لـ «جون ستيوارت مل» و«الوجودية» ﻟ «جون ماكوري»، و«فلسفة هيجل» ﻟ «ولتر ستيس» وغيرها.

رحل «إمام» عن عالمنا في يونيو ٢٠١٩م، مخلفًا وراءَه ثروةً ثقافية وفكرية متخصِّصة.

رشح كتاب "الفيلسوف المسيحي والمرأة" لصديق

Mail Icon

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٥