الفصل الحادي والثلاثون

إياك١

نواهٍ عامة
  • (١)

    إياك أن توبِّخ أبناءك أو خادميك أمام الناس، فإن لهم كرامة يجب حفظها.

  • (٢)

    إياك أن تحضر الأطفال في مجلس، وإياك أن تجلسهم إلى مائدة عليها ضيف من الضيوف.

  • (٣)

    إياك أن يكون لكلامك صيغة الأمر والسلطة إذا أمرت، فإن لمن هو دونك إحساسًا يجب مراعاته، وإنك لتنال منهم بقولك إذا خففت من لهجته طاعة لا تبلغها بغير ذلك؛ لأنها تكون يومئذ ممزوجة بالرضا.

  • (٤)

    إياك أن تشغل الناس بذكر أحوال منزلك لهم، أو تذكر لهم عن أخلاق خادميك شيئًا، ولا تشكُ لهم أمرًا منزليًّا على الإطلاق.

  • (٥)

    إياك أيها الزوج وإياكِ أيتها الزوجة أن تتكلما عن نفسيكما في المجالس، ولا يلاحظْ أحدكما على صاحبه أمرًا، ولا يلفت الناس إلى ما فيه من عيب أو شذوذ.

  • (٦)

    إياك أن تذكر أحاديث السوء والمعرة، أو تبلغ الغيبة أو النميمة إلى أهلها، وإياك أن تكشر للناس عن نابك، أو تجعلهم سخرية لك ومزحة، بل عوِّد نفسك السماحة واللطف لا الغلظة وخشونة الطبع.

  • (٧)

    إياك أن تكون غياظًا، فإن في ذلك أذًى لا يُحتمل، واعلم أن الميل إلى إغاظة الأطفال أو القطط أو الكلاب لا يدل إلا على رعونة الفؤاد.

  • (٨)

    إياك أن تبخس الناس أشياءهم وتعلي شأن نفسك.

  • (٩)

    إياك أن تزدري أمرًا أو تذم رصيفًا لك في مهنة، فإن في ذلك دليلًا على قبح الذوق وقلة الهمة.

  • (١٠)

    إياك أن تستعير كتابًا لا ترده لصاحبه على عجل، وإذا استعرت كتابًا فاحترس عليه: لا تثنِ كعوبه، ولا تطوِ صحائفه، ولا تكتب على هوامشها أو تُبَقعها. اقرأ الكتاب واحرص أن يكون لديك بمثابة صاحب لا ينبغي إهانته.

  • (١١)

    إياك تفرط في اللعب على آلات الطرب، فإن لك جيرانًا لهم أعصاب يرجون ألَّا يدوم تأثرها بأثر التوقيع، وإذا استطعت ألَّا تعزف على الآلات في حضرة الغير إلا إذا كنت عالمًا بفنونها؛ فإنك تحسن بامتناعك عملًا.

  • (١٢)

    إياك أن تكون ذا أنانية، أو تكون ميالًا إلى التأكيد في كل شيء، لا تتهيج ولا ترغ ولا تزيِّد إذا وجدت خطأ. لا تكن كثير الصمت كثير العبوسة، ولا تكن كدر الطبع؛ فإنه إذا وُجد في العائلة فرد كدر حرمها الصفو والسلام، وإياك أن تكون لجيرانك أو عائلتك شقوة.

  • (١٣)

    إياك أن تتحدث بعمل خير فعلته.

  • (١٤)

    إياك إذا طلبت سؤلًا أن يدفعك له ظنك بما بينك وبين المسئول من آفة طويلة أو معرفة مبحث أثر الكلفة.

  • (١٥)

    إياك أن تفض خطابًا ورد باسم غيرك، حتى ولو كان أقرب الناس منك؛ فإن اللياقة تقضي حفظ شعور الغير مهما كان.

  • (١٦)

    إياك تتعجل بإبداء نصيحة لغيرك في شأن خاص بعائلته، قد تقول له: إن من كان مثلك له هذا الدخل جدير أن يعيش عيشة صفو وهناء، فاقتصد ودبر وأمرك. تبغي النصيحة، ولكنها نصيحة مبنية في الغالب على الجهل بوقائع الأمور، فالأمر إذن تداخل في شئون الغير الخاصة.

  • (١٧)

    إياك أن تظن أن في إرخاء شعر الرأس أو الكتف عن الرقبة أو الإتيان بشيء مخالف للعادة دليلًا على ذوق فني، أو أنك من أهل الشعر والأدب.

  • (١٨)

    إياك أن تزعم أن كبر سنك مرخص لك أن تنطق بكلام هجر، أو تلمح به تلميحًا، فإنه يحرج من كان دونك سنًّا، إلا أنه جدير بالعقل أن ينمو ويرقى كلما جد العمر بصاحبه.

  • (١٩)

    إياك تدعي أنك «رجل جد» تستحل بذلك إهانة الغير ومس كرامتهم، اعلم أن بين الجد والوقاحة فرقًا عظيمًا لا يخفى على الناس.

  • (٢٠)

    إياك أن تكون كثير السؤال، وإذا وجدت ممن تسأله ترددًا في الجواب، فلا ترهقه، فربما كان تردده في الإجابة خشية ذكرى أليمة أو أمور لا يلذ ذكرها.

  • (٢١)

    إياك ألَّا تنتهي بما تنهاك عنه «إياك» في هذا الخطاب، يجوز ألَّا ينطبق عليك أكثر ما جاء فيه، ولكن من ذا الذي ترضي سجاياه كلها؟

  • (٢٢)

    إياك إذا كنت مدعوًّا إلى وليمة أن تتأخر في الحضور، فإن في ذلك أذًى لمن أضافك ولغيرك من الضيوف، كما أن فيه تلفًا للوليمة ذاتها.

  • (٢٣)

    إياك أن تتأخر عن مواعيد الطعام في منزلك، فإنه يفقد الأنس العائلي ويخل النظام.

  • (٢٤)

    إياك أن تجلس إلى المائدة قبل أن يجلس من هم أكبر منك سنًّا أو مقامًا، وإياك أن تقوم إلى مائدة ما لم يدعُ صاحب الوليمة مدعويه إليها.

  • (٢٥)

    إياك أن يكون جلوسك إلى المائدة بعيدًا عنها بعدًا كبيرًا، وإياك أن تنحني عليها انحناء الأحدب.

  • (٢٦)

    إياك أن تعلق فوطة اليد في رقبتك كما تفعل الأطفال، أو تنشرها على ساقيك في جلوسك، اجعلها مدلاة على ركبتيك.

١  نقلًا عن كتاب «إياك» تعريب إبراهيم أفندي رمزي.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤