الباب الرابع

طيبة والرمسيسيين

(١) ذكر العائلة الثانية عشرة والثالثة عشرة وحدوث المملكة المصرية الكبرى

لما تقلد أمراء الجنوب زمام الأحكام وقبضوا على مقاليد الإدارة، ساروا بمصر في وجهة جديدة، واختطوا لها طريقًا لم تكن سارت فيه من ذي قبل، فبقدر ما كان سلفاؤهم المنفيون يجنحون إلى السلم كان هؤلاء الملوك ميالين للقتال مولعين بافتتاح البلدان. ففي أوائل حكمهم؛ أي في الدولة الوسطى كانوا لا يكادون يشنون الغارة إلا على بلاد إتيوبيا وذلك لأن موقع عاصمتهم ومقر حكومتهم هو الذي قضى عليهم بانتهاج هذا المنهج فإنهم لقربهم من تخوم النوبة أكثر من سلفائهم كانوا أشد منهم شعورًا بالحاجة إلى الاستيلاء على الأقاليم التي يرويها النيل الأعلى، ولكن لم يكتفوا مثل بيبي الأول ببعض غزوات كانت نتيجتها وقتية، بل شرعوا في افتتاح البلاد، واحتلالها بكيفية دائمة مستمرة.

وقد اتسعت مصر في أيام العائلة الثانية عشرة (التي حكمت من سنة ٣٢٠٠ إلى سنة ٣٠٠٠ق.م) فإنها أبعدت بحدودها إلى ما وراء الشلال الثاني، فإن ملوك هذه العائلة المعروفين باسم أَمِنْحَعِت، وباسم أوسرتسن قد أسسوا بين أسوان ووادي حلفا مستعمرات مصرية عززوها بقلاع وحصون، كان لها السيطرة والأمر على ملاحة النهر. وأما العائلة الثالثة عشرة فقد تقدمت بالتدريج في فتوحها إلى ما وراء الشلال الرابع، وما زالت آثار ملوكها تشاهَد إلى يومنا هذا في جهات متفرقة قبلي وادي حلفا فإنهم استولوا على تلك البقاع استيلاءً تامًّا. أما السكان فمنهم من تبدد شملهم، ومنهم من قضى عليه ناموس النسخ والحلول، فتمثلوا بالفاتحين وتشبهوا بهم، فتلاشت لغتهم وكتاباتهم وأخلاقهم وديانتهم وحلت محلها لغة الطيبيين وكتابتهم وأخلاقهم وديانتهم، ثم قسم المصريون البلاد ورتبوها على الأسلوب المتبع في ترتيب الكور (الأقسام) التي بشمالي أسوان.

وبهذا تم للعائلتين الأوليين الطيبيتين توسيع دائرة مصر، فبعد أن كانت تنتهي عند الشلال الأول صارت مملكة كبيرة بعيدة الأطراف؛ بما ضموه إلى جنوبها من أقاليم أفريقية، فإن استمرارهم على القتال مع قبائل قليلة عاجزة عن المقاومة ما كان يحوجهم إلى كبير قوة؛ فلم يكونوا يخشون من هذه الحروب أن تجر وراءها الفقر في القطر المصري أو الضعف في سكانه. وقد نالت مصر على يد الدولة الوسطى من الرفاهية والهدو ما استمر فيها نحو خمسة قرون على الأقل.

وكانت طيبة واقعة على منتصف المسافة الطويلة التي بين الشلال الرابع وبين البحر الأبيض المتوسط؛ ولهذا كانت هي التي يصح بل يتعين أن تكون عاصمة للملكة المصرية المستحدثة، وما كان لها أن تخشى من الأقسام النوبية انشقاقًا عليها أو خروجًا عن طاعتها، فإنها كانت حديثة عهد بالتأسيس بحيث لا تتعلق آمالها بالاستقلال عنها. أما مدائن الدلتا فما كان يتسنى لها أن تنسى مجدها القديم وعزها الفائت، بل قد اغتنمت إحداها وهي مدينة اكسويس١ فرصة الثورات والفتن التي ظهرت في أواخر العائلة الثالثة عشرة، فجعلت أمراءها ملوكًا على مصر وأعادت النفوذ والسلطان لأهالي الدلتا.

(٢) الهيكسوس (أي العمالقة)

ولكن الملوك الخارجين من هذه المدينة لم يقدروا على صد غارات الأغراب، قال مانيثون: «تولانا ملك اسمه تيماوس، وما أدري لماذا أرسل الله علينا في عهده ريحًا عاكسنا بها، فقدم على بلادنا أناس من المشرق محتقرون مهينون، فأغاروا عليها وأخضعوها بسهولة ومن غير قتال، وهذا أمر بعيد الاحتمال ولم يكن في حسبان إنسان.» فإن الأعراب انقضوا على الدلتا وانتشروا في أنحائها انتشار الجراد، وما لبث أولئك الرعاة أن اختاروا سلاطين أحد رؤسائهم فولُّوه ملكًا عليهم، وألزموا جميع الأمراء الوطنيين الاعتراف به والخضوع لسلطانه (وكان ذلك فيما بين سنة ٢٣٠٠ وسنة ٢٢٠٠ق.م) وقد استمر حكم الهيكسوس (الملوك الرعاة) ستة قرون، وبقيت هذه العشائر وهي متحصنة في معسكر أواريس على حالتها من الخشونة والفظاظة، ولكن ملوكهم ما لبثوا أن رقوا في سلم المدنية ومعراج الحضارة حتى صاروا يشبهون الفراعنة تمام المشابهة، فشادوا المعابد والهياكل، وأقاموا التماثيل والأنصاب، واتخذوا اللسان المصري لغة رسمية لهم، ونشأ منهم عائلتان (الخامسة عشرة والسادسة عشرة) معترف بهما من الجميع، ثم قام ولاة الأقاليم القبلية ورجعوا إلى استقلالهم، وساعدهم على ذلك بعدهم عن الدلتا، ثم مالؤا ملوك طيبة على الملوك المتناسلين من الأغراب فظهرت العائلة السابعة عشرة «الطيبية»، واستمرت مدة قرن ونصف وهي تحاول استرجاع الفيوم والدلتا، وقد استولى الملك أموسيس أول فراعنة العائلة الثامنة عشرة على معسكر أواريس، وطرد من بقي من الرعاة العمالقة إلى بلاد الشام (وذلك فيما بين سنتي ١٧٠٠ و١٦٥٠ قبل الميلاد)، وحينئذ صارت طيبة مرة ثانية عاصمة للديار المصرية.

(٣) العائلة الثامنة عشرة وحروبها في حوض النيل

كانت مدة الحكم الثاني في مدينة طيبة شبيهة بمدة الحكم الأول؛ من حيث نوال الفخار بالفوز والانتصار في الوقائع الحربية والأعمال العسكرية، ولكن ملوك هذه العائلة لم يقصدوا فتح الأقاليم التي غزاها أمراء طيبة قبلهم؛ لأن النوبة ما زالت مصرية في أيام الرعاة، وقد أعاد لها ملوك طيبة رفاهيتها القديمة من غير عناء، وإنما استمروا في الاستعمار إلى أن بلغوا ضواحي بربر وفيما وراءها لم يكن لهم إلا أمراء تابعون لهم أو متحالفون معهم، وكانوا يرسلون السرايا عن طريق النيل حينًا فحينًا إلى واحات دارفور أو إلى سهول سنار، فيحرقون القرى ويسلبون المواشي ويسبون كل من تصل إليه أيديهم من السكان، ثم يعودون إلى بلادهم من غير أن يتركوا خلفهم مستعمرات ولا حامية من الجنود. وقد تقدموا في غاراتهم حتى بلغوا سفح جبال الحبشة، ولكنهم لم يخاطروا بأنفسهم في الدخول إليها، ومن جهة أخرى كانوا يرسلون أسطولهم أحيانًا في البحر الأحمر إلى بلاد بونيت٢ (السومالي واليمن) لجلب عود الند والأعطار وسن الفيل والأخشاب النفيسة الثمينة ولإخضاع قبائل السواحل وجعلها تحت سيادة مصر، ولو في الظاهر، وما كان الأسطول يصادف في هذه الجهات أمة متمدنة تقاومه مقاومة صادقة حقيقية.

(٤) فتوح الشام وذكر تحوتمس الثالث

بل وجهوا وجهة جلادهم إلى بلاد الشام فجعلوها ميدانًا للقتال والنزال، ولم تكن هذه الأقطار مجهولة قبل العائلة الثامنة عشرة، ولكن الفراعنة ما كانوا اقتربوا منها قط فإن أموسيس اقتفى فيها أثر من بقي من الرعاة، وجابها تحوتمس الأول إلى أن بلغ الفرات (في نواحي سنة ١٥٨٠ق.م)، وأما تحوتمس الثالث (شكل ٤-١) فقد أخضعها بتمامها (وذلك فيما بين سنتي ١٥٦٠ و١٥٣٠ق.م).
fig6
شكل ٤-١: الفرعون تحوتموسيس الثالث.
وكان الكنعانيون متوطنين في جنوبها وفي وسطها، والفلسطينيون على شطوطها، وأما شمالها فكان يعمره طوائف الخيثي (الخيثيين) وقبائل بعضها سامي الأصل، يطلق عليه المصريون اسم جنس مخصوص وهو رُوتِنُّو. وكان نفوذ بابل راجحًا في هذه الأقطار حتى أشبهت أخلاق أهاليها وديانتهم أخلاق البابليين وديانتهم، وصارت اللغة البابلية متفاهمة في جميع أنحائها، والكتابة البابلية شائعة الاستعمال عندهم، فلما ظهر المصريون فيما بين أمم يعادلونهم في الحضارة والانتظام لم يختلج بنفوسهم إنشاء المستعمرات في أرضهم، ولم يروا وجهًا لتمثيلهم بهم، كما فعلوا مع أهالي النوبة، بل تركوا لهم شرائعهم ونظاماتهم، وأقروا العائلات الحاكمة منهم فيهم، واكتفوا بضرب الجزية السنوية عليهم، وبالتجنيد منهم أحيانًا، ثم احتلوا قليلًا من الحصون والقلاع مثل غزة ومجدو٣ لأنها كانت كمعالم تهتدي بها الجيوش المصرية في سلوكها، وكانوا يرسلون إلى المدائن في كل عام رسلًا من قبل الملك يأخذون الإتاوة، ويسوون ما يقع من الخلاف والنزاع بين الفرعون والأمير التابع له.

وكانت الرابطة التي تجمع بين أجزاء هذه المملكة غير وثيقة، فكان يتكرر انقطاعها ويتوالى فصمها؛ بسبب امتناع بعض الأمراء عن دفع الأموال في أكثر الأحيان، أو بظهور الفتنة في بعض المدائن، أو في جميعها، وكان الفرعون وأعوانه دائمًا يتوصلون إلى استئصال شأفة الثورة وقمع الخوارج وإعادة السكينة على قدر ما يصلون إليه، واستمرت سلطة الدولة المصرية على هذا المنوال من غير أن تكون وطيدة الأركان، ومن غير أن يعتريها تأثير عظيم من الاضمحلال مدة قرن من الزمان؛ أي من عهد تحوتمس الثالث إلى أيام أمينوتيس الرابع، بل إن نفس ملوك الآشوريين والكلدانيين اعترفوا بهذه السيطرة للدولة المصرية، ورأوا من الحزم والحكمة تحسين صلاتهم مع جيرانهم المصريين ذوي الاقتدار والبطش المبين.

(٥) العائلة التاسعة عشرة، ومحاربتها مع طوائف الخيثي (الخيثيين)، وذكر رمسيس الثاني

وقد أخذ نجم مصر في الأفول، وازدهارها في الذبول، فتلاشى سلطانها في عهد أمينوتيس الرابع (في حدود سنة ١٤٣٠ق.م). وقد اتسع نطاق طيبة تخت مصر مما غنمته من الفتوحات والانتصارات، وزادت ثروة معبودها آمون زيادة تفوق الحد؛ بما جيء به إليه من أسلاب الأمم المغلوبة، حتى لقد عظم هيكله بمدينة الكرنك، واتسع (شكل ٤-٢) فصار كأنه مدينة من المدائن. وكانت الأوقاف تتواتر عليه، والهدايا تتوارد إليه، حتى إن أملاكه ملأت وادي النيل، وامتدت إلى آسيا، وصار لكبار كهنته في الدولة نفوذ تام، وسلطان عام، وكلمة عالية، ومكانة سامية، واستفحل الأمر حتى خشي الفرعون نفسه بأسهم، وداخلته الريبة منهم. وقد كان أمينوتيس الثالث حاول معاكسة نفوذهم، فسعى في المساعدة على عبادة الشمس إله هليوبوليس، فلما خلفه ابنه أمينوتيس الرابع رأى من نفسه الاقتدار على إعدام هذا النفوذ، وملاشاته من الوجود، فنقل كرسي مملكته إلى مدينة أحدثها في مصر الوسطى، وجعلها تحت حماية الإله أتُنُو؛ أي قرص الشمس. ومن هذا العهد صار هذا الإله معبود العائلة الملوكية، وقد حاول خلفاؤه من بعده أن يتمموا عمله، ولكنهم أخفقوا سعيًا لما صادفوه من معارضة الأمة والأشراف، فعادت طيبة إلى مكانتها، وصارت تختًا للمملكة، كما كانت، ورجع آمون إلى مقامه — مقام حامي مصر وراعيها — وجاء ملك متمسك بسنة الديانة الأصلية، واسمه هرمايس، فأسس عائلة جديدة (هي التاسعة عشرة).
fig7
شكل ٤-٢: خرائب هيكل آمون بالكرنك.
fig8
شكل ٤-٣: الملك سيتي الأول كما هو في إحدى الصور التي على قبره.
fig9
شكل ٤-٤: صورة ملك خيثي في حالة العبادة أمام إلهه بحسب النقش البارز الموجود في إبريز.
وإن الفتن التي ثارت في مصر بسبب مطالب ودعوة هؤلاء الملوك المنشقين عن الدين كانت فرصة لولاة الشام التابعين لهم، انتهزوها في القيام عليهم والخروج عن طاعتهم وفيما كانت مصر تتضعضع أركانها بالحروب الداخلية؛ جمع أحد رؤساء الخيثي (الخيثيين) قبائل أمته في قبضة يده واستولى على كركيش وأسس دولة دخلت فيها كيلكيا والجهات المجاورة لها من آسيا الصغرى من جهة، واشتملت من الجهة الأخرى على حوض نهر العاصي٤ ولم ينجح الملكان الأولان من العائلة التاسعة عشرة، وهما رمسيس الأول، وسيتي الأول (شكل ٤-٣) في تقويض دعائم دولته، وملاشاة سلطنته؛ بل إن رمسيس الثاني المعروف عند اليونان باسم سيزوستريس بعد أن قاتله نحو عشرين سنة اضطر إلى الرضى بما وقع، وبمعاملة ختسارو أمير الخيثي (الخيثيين) معاملة الأكفاء والأقران (شكل ٤-٤)، ومن ذلك العهد لم يبقَ حكم مصر وطيدًا إلا في فينيقية، وسورية الجنوبية، وأما شمال الشام، فقامت فيه دولة مستقلة فاصلة بين مصر وآشور (وكان ذلك في حدود سنة ١٣٥٠ق.م).

(٦) رمسيس الثالث وذكر انحطاط مصر عما كان لها من الشوكة والاقتدار

وقد ظهر الانحطاط بأكثر من ذلك في القرن التالي، فإن أمم الأرخبيل وسواحل آسيا الصغرى أو إغريقية (أي بلاد اليونان) المعبَّر عنهم ﺑ «أمم البحر» تواطئوا مع اللوبيين فشنوا الغارة جميعًا على الوجه البحري في عهد منفتاح بن رمسيس الثاني، فهزمهم وردهم على أعقابهم خاسرين. ولكنهم عاودوا الكرة في أيام خلفائه، وساعدهم على نجاح مشروعهم ما حصل من ثورة ولاة الكور، فخلعوا الفرعون من الملك واستبدلوه بصعلوك أفَّاق مِقحام من أبناء الشام، وبقي على رأس الدولة بضعة أعوام، حتى جاء رجل من سلالة الأسرة القديمة الشمسية، وهو رمسيس الثالث، فأعاد مصر كلها تحت سلطان العائلة المتممة للعشرين، وهزم أمم البحر وكسر جنود اللوبيين وافتتح سورية الجنوبية ثانيًا (في حدود سنة ١٢٥٠ق.م) وقد تلقب الملوك الذين خلفوه باسم رمسيس، وحافظوا مدة قرن أيضًا على بضع مدائن في أرض الفلسطينيين وعلى سيادتهم على جزء من البلاد المجاورة لها (من سنة ١٢٠٠ إلى سنة ١١٠٠ق.م).

خلاصة ما تقدم

  • (١)

    إن جلوس ملوك الجنوب على منصة الأحكام غيَّر أحوال مصر وبدَّل الطريق التي كانت سائرة فيها بطريق أخرى؛ وذلك لأن العائلات الطيبية كانت مولعة بالقتال كَلِفَة بافتتاح البلدان؛ فالعائلتان الأوليان منها (الثانية عشرة والثالثة عشرة) وجهتا معظم همتهما وجل عزيمتهما إلى أقاليم النيل الأعلى واستعمرتا النوبة لحد الشلال الرابع، فأحدثتا بهذه المثابة مملكة مصرية كبرى كانت مدينة طيبة قاعدتها ومركزًا لها، ثم تبدلت الأمور وتقلبت الأحوال فعاد السلطان مؤقتًا إلى عائلة من الدلتا هي العائلة الرابعة عشرة السخاوية.

  • (٢)

    ولم تتمكن هذه العائلة من حماية القطر وصد هجمات الهيكسوس؛ فأغاروا عليه في حدود سنة ٢٣٠٠ قبل الميلاد وحكموه نحو ستة قرون، ثم تم طردهم من البلاد بعد أن طال أمد الجلاد بينهم وبين الملك الطيبي أموسيس مؤسس العائلة الثامنة عشرة.

  • (٣)

    وقد حافظ فراعنة هذه العائلة على البقاع التي افتتحها ملوك الدولة الوسطى في حوض النيل، بل وأضافوا إليها فتوحات أخرى.

  • (٤)

    على أنهم فضلوا مهاجمة آسيا، حيث افتتح تحوتمس الثالث بلاد الشام إلى نهر الفرات (فيما بين سنتي ١٥٦٠ و١٥٣٠ق.م)، غير أن مملكتهم المؤلفة من مدائن وأمم مضروبة عليهم الجزية وخاضعة لطاعتهم بواسطة بعض الحاميات المصرية قد بقيت محفوظة كما هي مدة جيل تقريبًا (من سنة ١٥٣٠ إلى سنة ١٤٣٠ق.م).

  • (٥)

    ثم أخذ ظل دولتهم يتقلص على إثر الحروب الأهلية التي كان سببها مسعى أمينوتيس الرابع في استبدال عبادة آمون بعبادة قرص الشمس ولم يتيسر للفرعونين الغازيين سيتي الأول ورمسيس الثاني (سيزوستريس) من العائلة التاسعة عشرة (فيما بين سنتي ١٤٠٠ و١٣٠٠ق.م) أن يعيدا المملكة إلى ما كانت عليه بالتمام والكمال، وأضحت مملكة الخيثي (الخيثيين) من ذلك العهد دولة مستقلة في سورية الشمالية.

  • (٦)

    ثم ازداد الانحطاط في القرن التالي مع ما كان من انتصار منفتاح ورمسيس الثالث على اللوبيين وأمم البحر في وقائع عديدة، ثم أضاع الملوك المعروفون بالرمامسة من العائلة المتممة للعشرين في مائة سنة من الزمان جميع البلدان التي فتحها أسلافهم في آسيا وإلى الله المآل (١٢٠٠–١١٠٠ق.م).

١  المعروفة الآن بسخا بمديرية الغربية.
٢  لعل لفظة البن عند العرب مشتقة من هذا الاسم القديم.
٣  اسم مدينة كانت في ذلك الوقت، على ما يقول أهل السيَر، أعظم من ألف مدينة، وتعرف الآن بتل المتسلم بالشام بالقرب من مدينة اللجيون.
٤  اسمه بالإفرنجية Oronte وورد في بعض كتب العرب القديمة المعتبرة أُرنط (راجع التفصيل في القاموس الذي وضعته لضبط وتحرير الأعلام الجغرافية).

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤