إهداء الرواية

إلى الفقيد العزيز مؤسس الهلال

يا غائب الصورة وحاضر الخبر.

ويا فاني المادة وخالد الأثر.

أمام خبرك وأثرك المجيدين ينحني كاتب هذه السطور؛ احترامًا وتوقيرًا.

أبيت إلا أن تستريح الراحة الخالدة بعد أن طرحت من يدك الريشة التي كملت بها تصوير مدنية العوالم الشرقية في جميع أدوارها، حتى إذا تناول تلك الريشة أحد بعدك، فلا يجد مكان قطرة منها في تلك الصورة الجميلة.

وما تركت الهلال المنير إلا وقد ربيت له رسامًا يرسم فيه صورًا جديدة للمدنيات الغابرة والحاضرة، ولكنك تركت في آخره فراغًا لا يدري أحد سواك كيف يملؤه.

كنت تملأ ذلك الحيز بصورة الماضي، فإذا كنت تأذن لصديق وفي أن يملأه بعدك، فاقبل منه هذه الصورة من صور الحاضر، فإن رسوم الفضائل التي فيها منسوخةٌ عما اتصفت وعلمت، ورسوم الرذائل عما ترفعت وحذَّرت.

نقولا الحداد

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤