الفصل الرابع عشر

قضيت ليلتي في أحلامٍ متعاقبة عشت فيها مع الأحبة في ماهوش.

أي وطني الحبيب الذي قسا عليَّ! إنك لا تزال في قلبي مع كل قسوتك، وكلما مرَّت بي الأيام عرفت ما كنت أجهل من فضلك. لقد هاجرت من وطني لأنني لم أجد فيه مكانًا يُرضيني، ولأنني لم أجد فيه رزقًا يُغنيني. ولكنني علمت بعد أن وجدت الرزق في جانبولاد أن وطني كان يمنحني ما هو أثمن من كل مالٍ وأطيب من كل رزق. كان يمنحني الكرامة والحرية، وهما لا يُقوَّمان بمادة هذه الحياة كلها، فوا حرَّ قلباه! ورأيت في حُلمي كل الأحبة: رأيت ولدي عجيبًا وابنتي جميلة، ورأيت صديقي أبا النور، ثمَّ رأيت مع كل هؤلاء علية؛ علية ابنة علاء الدين التي ملأت قلبي حُبًّا ونورًا، وحدَّثتها وبثثتها لوعة الفراق وناجيتها بأشجاني الثائرة، وعاتبتها عِتابًا طويلًا؛ عاتبتها في حُلمي كأنها هي التي هجرتني وخلفتني وحيدًا. فلما قمت في الصباح وجدت قلبي ممتلئًا بها. لقد كانت في ماهوش تعيش في قصرها وحوله الحراس والحُجَّاب، لم أستطِع يومًا أن أدنو من أسواره. ولكنها مع ذلك كانت دائمًا قريبة مني. قريبة لا يفرِّق بيني وبينها حجَّاب لأنها كانت في قلبي. كانت صورة وكانت خيالًا، وما حاجتي إلى غير صورتها وخيالها؟ إنني لم أبالِ الجسم الذي يذوي ويمرض ويضعف ويزول؛ فقد كانت روحي التي تتعلَّق بها وتجد السعادة في تأمُّل كمالها.

قمت في الصباح كعادتي فذهبت إلى المعسكر وصليت بالجنود، ثمَّ خرجت أسيرُ في الطرق وأنا أفكِّر في مكاني من هذا الوطن الجديد. هذا البلد الذي لا كرامة فيه إلا لأصحاب الأعلام والريش، والذي تحكمه القدور الملأى بالمعدن اللامع. ولم يكن بي من حقدٍ على أحد؛ فلست أَنْفُسُ على الناس أن يفوزوا بالذهب كما يشاءون، والذهب عندي لا يزيد على سائر مادة هذا الطين. ولو كنت يومًا راقدًا في ضوء الشمس أتأمل في خلق الكون وأنا أنظر إلى السماء الصافية وأهيم مع أحلامي في الملكوت، ثمَّ رأيت خمسين قِدرًا ملأى بالذهب تهوي في الظل على بضع خطوات مني لما تحركت من مرقدي لأذهب إليها. وقد كنت منذ عقلت لا أطمع من هذه الدنيا في أكثر من الرزق الذي يقيم الحياة؛ لأني أخذت نفسي بما علمت، والذهب في آخر الأمر لن يصاحب الناس إلى القبور. سيخلف الناس الذهب كما يخلفون كل شيء وراءهم بعد الحياة، ولم يكن الذهب سبيل السعادة في دار من الدارين. فليس بي من حقدٍ أن يسعى إليه الناس ويستأثروا به، وحسبي من الدنيا ما أُصيب من رزقي الضئيل. ولكن الذهب شيء والكرامة شيء آخر، ولا علاقة بين هذه وذاك؛ فالكرامة حقٌّ وهبَه الله للناس منذ خلقهم ناسًا. فإذا كانت جانبولاد تَهَبُ لي القوت لكي تسلبني هبة الله الثمينة فلا مقام لي فيها.

ولكن … أواه من شعور العاجز بعجزه! فكَّرت في أين أهاجر إذا تركت جانبولاد. هذا ما شغل قلبي منذ تلك الليلة في إصباحي وإمسائي، وفي نومي وصحوي، حتى ضاق صدري وكاد يضطرب عقلي. وأخيرًا بدا لي رأي وجدت فيه من ضيقي مَخرَجًا. عزمت على أن أعيش في عالَمٍ أسعى فيه إلى الخير، وأبذل فيه كلَّ ما أستطيع، وأَهَبُ فيه للناس من قلبي ومن عطفي، فلن أحسَّ في مثل هذا العالم ذُلًّا، ولن أُبالي من أمور الناس هَمًّا. فعزمت على أن أقف حياتي كلها على خدمة المساكين في جانبولاد. وما أكثر مساكين جانبولاد، هؤلاء الحفاة الذين ليس لهم من أمر وطنهم شيء إلا أن يصيبوا الكفاف من عيش زَرِي على ما يقومون به من عمل قاطع! استقر رأيي على أن أكون خادِمًا لهؤلاء، أعلِّمهم وأرفِّه عنهم وأواسيهم، ورسمت لنفسي خُطَّة قُمت على تحقيقها بغير تردُّد أو تسويف.

فكنت إذا فرغت من صلاتي وفرغ الجنود من تقبيل يدي عقدتُ لهم مجلسًا قبل أن ينصرفوا، أحاول فيه أن أفتح صدورهم للرحمة، وأن أبصِّرهم بحياة الإنسان. وكثيرًا ما كنت أرى في أعينهم الدمع كلما لمست جانبًا رقيقًا من قلوبهم، فكان هذا يملأ قلبي سرورًا، وكنت أحمد الله الذي يفجِّر من الصخر ينابيعَ الماء الزلال، والخير لا بدَّ أن ينتصر يومًا، والدمع الذي يثور في العين مرةً لا يضيع سُدًى.

فإذا ما انتهى درس الجنود نزلت إلى المدينة أقلِّبُ فيها نظري، وكنت في كل يوم أجد فرصةً جديدة أتَّخذ منها مطيةً إلى الخير. مساكين أهل جانبولاد، كنت أمدُّ يدي إليهم فتغنيهم وإن لم يكن فيها شيءٌ من الذهب. كم من كلمةٍ طيِّبة يجود بها القلب فتغذي الروح لا يُقاس بها عطاء من فضلات الغنى. وكنت كلَّ يوم أذهب إلى المسجد الأعظم وأتَّخذ فيه مجلسًا إلى جوار عمود، فيجتمع حولي من المساكين مَن يتعطَّش إلى الكلمة الطيبة. وفي هؤلاء كنت أجد السلام والكرامة. كنت أحسُّ أنني أصبُّ عليهم مما في قلبي وأضيفهم في حنايا صدري. وما كان أعظم ما نلت من السعادة في أعقاب هذه الدروس! كنت أحسُّ أن النور يجلو روحي، وأن الحق يحلُّ في كياني فيملؤه قدسية، فإذا بي لا أرى في الكون كلِّه إلا تسبيحًا وترتيلًا.

هناك بين المساكين كنت أرى الزهر يانعًا، وأشم العطر فيَّاحًا، وأسمع من أنغام السموات ما لا يدركه السمع، وأفهم من وحي العلا ما لا يبلغه العقل. كان روحي يهيم ويكشف الغطاء عن الأسرار، ويتلبس بحقائقِ الأزل، فلا اللفظ لفظ ولا الحس حس، بل الكون أنا وأنا الكون. هناك بين المساكين سموت حتى أشرفت على العالَم الصغير، وعلى مَن فيه من الدَّبَى المغرور؛ تيمور وجنده من أصحاب الريش وأصحاب الأذناب، وجانبولاد وعليتها من ذوي القدور والأعلام. وكنت أشير بأصبعي إلى الأنوار التي كانت تتلألأ في كل مكان أمام بصيرتي، فيتطلع المساكين ويصدِّقون؛ لأنهم كانوا يؤمنون. علَّمت المساكين أن في الحياة ما هو أثمن من الذهب، وأسمى من السلطان ومن القوة، وأن فيها من اللذة ما هو فوق متعة الأجسام. علَّمتهم أنهم يستطيعون الاستغناء عن كل قوة وعن كل متعة إذا هم آمنوا بما هو أسمى وأعلى، في حين أن الدَّبَى المغرور من أمثال تيمور يقضي حياته أسيرًا في قيودٍ من الطين العفن لا يستطيع أن ينتزِعَ نفسه منها.

وكانت الأوقات التي قضيتها مع تلاميذي في هذه الحلقة أحبَّ العبادات إليَّ. وجدت فيها قُرَّة العين، وفُزت فيها بمجْمَع اللذات. فإذا ما انصرفت بعد ذلك إلى داري أقبلت على أوراقي وكتبي أقرأ وأكتب، وجعلت ما كتبته وقفًا على مَن يطلب العلم قُربانًا إلى الله سبحانه الذي علَّم بالقلم.

ولكني لم ألبث أن صُدِمت صدمةً بدَّدت آمالي.

كنت يومًا في مجلسي إلى جوار السارية أناجي خفي الأسرار، فإذا بي أحسُّ شخصًا يقف عند رأسي، ويضع يده على كتفي، فالتفتُّ نحوه لفتةً قصيرةً لعله أعمى ضلَّ فعثر بي، أو فقيرًا جاء يقصدني، فإذا بي أرى فتًى أسمرَ في حمرة، قد أمال قلنسوته إلى يمين، وأبدى من تحتها طرة تلمع فوق الجبين، وقد أطال عارضيه، وزجج حاجبيه، ولفَّ حول وسطه مِنطَقةً حمراء من الحرير، فوق ثوب أصفر من ديباج، وهو قصير بدين، يدرج كالدحروجة، ويتمايل تياهًا وينظر متحديًا.

فقلت له لأصرفه عني: «هداك الله إلى سبيلك.»

فقال وقد كشَّر عن نابه: «أما تعرفني؟»

فنظرتُ إليه فاحِصًا، وصعَّدت فيه بصري كرَّتين، فلم أتبيَّن مَن يكون، ولم يكن لي عهد برؤيةِ مثله، فضاق عند ذلك صدره وصاح بي: «أنا صاحب الباب وحاجب الحُجَّاب! قُم إلى القاضي ولا تبطئ عليه.»

فوقع قولُه مني موقِعًا شديدًا؛ فالقاضي سيدٌ من أصحاب الخمسين، وقد عرفتُ نفْسي عَزوفًا عن مجالس العظماء، فاستعذتُ بالله من الغرور، وظننتُ أن سيده قد سمِع بي، وعرف ما أقدِّمه للعلم في سبيل الله، فأحبَّ أن يُظهِر لي تجمُّلًا، أو يبعث في طلبي تقريبًا وتلطُّفًا. وكنت لا أحب أن أفتحَ قلبي للغرور، فإنما الأعمال لله وحده، وما كنت لأبتغي بها عند الناس رياءً. وعزمت على أن أجعل بيني وبين السلطان سَدًّا، وهممت أن أردَّ الحاجب رَدًّا جميلًا، وأبعث معه إلى السيد العظيم دعوةَ خير أرجو أن تُكتبَ له في صحيفته.

ولكن ما كان أشد عجبي عندما ناداني الفتى متجَهِّمًا، وأمرني في جفاء أن أسرع إلى المجلس فإن لي فيه شأنًا.

ولم أفهم أيُّ شأن يكون لي في مجالس القضاء، وليس لي في جانبولاد ما أنافس الناس فيه؛ فلم تكن لي تجارة ولا زراعة، بل هي صلاتي ودرسي، وكتابي وورقي. وإن كان لي رزقٌ فيها فمما قسمه الله لي من عطاءٍ لستُ فيه شريكًا لشريك أو عميلًا لعميل. فقلت للحاجب في هدوء: «هداك الله يا ولدي، لقد أخطأت، فما أنا بمَن يطلبه السيد العظيم.» ثمَّ هممت أن أعود إلى درسي، ولكنه نظر إليَّ مُغْضبًا ثمَّ صاح بي حانقًا: «أيها الرجل، قُم إلى القاضي فإنه ينتظرك لينفِّذَ فيك ما يجب عليه أن ينفِّذه من حكم العدل.» فنظرت إليه وإلى حلقة الدرس، ونظر التلاميذ إليه ثمَّ إليَّ، وطال النظر من بعض إلى بعض حتى نفد صبر الحاجب، وكان قويًّا فتيًّا يلمع رونق الشباب في وجنتيه، فتقدَّم نحوي عامدًا كأنه أراد أن يجرَّني من الدرس قسرًا، فلم أجد بُدًّا من القيام طائعًا؛ فهؤلاء أتباع السلطان لا يعرفون تجمُّلًا ولا ترفُّقًا. ولما رأيت من تلاميذي بوادر الغضب أشرت إليهم بالصبر والأناة، ونظرت إليهم مُعاتِبًا؛ فما ينبغي لمن كان مثلي إلا أن يطيع ولي الأمر إذا دعاه.

وسِرتُ إلى مجلس القاضي، وأنا أدير في ذهني كلَّ حوادث الأيام والشهور، لعلي أذكر لنفسي سببًا مما يجرُّ إلى ساحة القضاء، فلم أجد شيئًا أعرفه، وحسِبت الأمرَ كلَّه خطأ لا يلبث أن يزول. ولما دخلت إلى المجلس رأيت السيد في صدر المكان وله فمُ ضبٍّ وعينا أرنب، يخيِّم عليه ظل الهيبة، وترنق في عينه الصرامة. ورأيت قلنسوته العالية من تحتها لحية تبلغ القبضتين، ورأيت ثيابه من الدمقس، وتحته طنفسة من الإبريسم الحر، وقد رفع فوق رأسه الدرفس، ووقف الأتباع من حوله خشوعًا، يسلُّون السيوف ويبسطون أمامهم الأنطاع. فوقفت حينًا أنظر في ارتياع، وأترقب حركةَ فمه المدبَّب، الذي يضم بين شفتيه لسانًا فيه مصير الناس من سعدٍ وشقاء، وأتأمل عينيه الخاويتين، ومنهما يطل القضاء. وتمثَّل لي ما كان في مجلسه ذاك على مر الأيام، من سجن وتعزير، وغرامة وتشهير، وقلت في نفسي أعوذ بالله من عثرات المقادير، وتقدَّمت نحوه باسمًا وسلمت عليه محتفيًا خاضعًا، ثمَّ أردت أن أشكو إليه حاجبه كيف قطع درسي وروَّع تلاميذي، فإذا به ينظر إليَّ في جمود، ويرفع يمينه في جفاء، ثمَّ قال بصوته النحاسي: مكانك أيها الرجل!

وكأن الأرض قد مادت بي عند ذلك، أو كأن السماء قد مارت وتداعت، وعُقِل لساني عن النطق، ووقفت أنظر إليه وعيناي تطرفان وأُذناي تطنان. ولا حاجة بي إلى ذكرِ ما قال لي كله؛ فقد كان مجمله أنني جئت إليه مُتَّهَمًا بأنني شربت الخمر وقارفت عظيم الإثم، ونادمت وفاكهت، وأعنت على المنكرات، وأنا رجل أدخل المساجد وأؤم في الصلوات، وقد شهد عليَّ بذلك مَن كنت أنادمه، وسمعه منه الشهود العدول، ورواه عنهم الشهود العدول. ثمَّ أراد — حرسه الله — أن يتحرَّى العدالة وأن يبالغ في التدليل حتى لا يزلَّ في حكمه، فقال إنه قد بعث في أثري العيون وشهدوا أنهم رأوني أدخل إلى بيت صاحبي الفارس في الليل، وأخرج منه بعد حينٍ في هيئةِ مَن لا شك في امتلائه بالشراب؛ إذ كنت أسيرُ مُطرقًا وأجرر رجليَّ خائرًا، وأدخل إلى داري، لا ألتفت إلى ورائي ولا أرفع ذيول ردائي.

فذكرت عند ذلك ما كان. جازى الله «طوطاط»، فكم من مصابٍ ينزل بالمرء من وراء عبث، وكم من دواهٍ جرَّها على الناس حديثُ إفك. منذ تلك الليلة التي نادمت فيها «طوطاط» لم يبقَ في جانبولاد مجلس شراب لا يُذكرُ فيه اسمي، ولم يبقَ جمْع طربٍ لا يتحدث بفكاهتي وظرفي. فَكُنتُ أُوصف بحسن المنادمة وطيب المحادثة، والأدب عند الشراب والصبر على عربدة الصحاب، على حين كنت في المسجد أحلِّقُ مع تلاميذي في السماء، وأتقرَّب إلى الله بفعل الخيرات وخدمة الطلاب، وأعكف على التأليف والتصنيف والعبادة والتسبيح.

وتقدَّم القاضي إليَّ بأن أدفع التهمةَ عن نفسي إذا استطعت؛ فإن العدالة تناديه أن يكشفَ عن جرمي، وأن يحميَ الناسَ من ريائي، ولن يزال بي حتى أتوب بين يديه، بعد أن يوقِّع عليَّ العقوبة التي أستحقها، ثمَّ يمنعني بعد ذلك من مخالطة الطلاب، وتلويث المساجد التي لا ينبغي أن يدخلها إلا المُطهرون. فلم أملك من القول إلا سبحان الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ولم أستطِع غير التسبيح والحوقلة ردًّا ولا دفعًا، ووقفت مبهوتًا كأن صخرةً قد هوت على رأسي فشدخته، ونظر القاضي إليَّ من تحت جفنيه كأنه أراد أن يخرق بنظراته صدري، لينظر ما أخفي وراء جدرانه من دليل على جرمي. ومن العجيب أنني بعد حينٍ أحسست في نفسي تبدُّلًا، فزالت عني الحيرة وامتلأ قلبي ضحكًا، حتى كدت أقهقه في وجه السيد العظيم، وأنقض على عثنونه الطويل فأهزه وأجبذه، ولكن نظرته كانت قاسية، فهرب مني الضحك في لحظة، ونظرت إلى الشُّرط والأتباع وهم يتربَّصون بي أمره، وينتظرون عليَّ إشارته، وبعد لأي نطقت فقلت: لقد فاجأني هذا الأمر يا سيِّدي، فيسِّر لي من الوقت ما أقدر فيه على جمع نفسي والإدلاء بحُجَّتي.

وكان — حرسه الله — يعرف أصول القضاء، فلم تأخذه في عدالته الكبرياء، ولم يُسرِع إلى العقوبة قبل أن يبلغ العذر من الإعذار، وأنا بعدُ في يديه إن لم يكن اليوم فغدًا.

وذهبت إلى الدار أحدِّثُ نفسي حائرًا بائسًا، لا أرى أمامي إلا همًّا وظلامًا، وضاقت جانبولاد في وجهي، حتى فكَّرت في الهرب منها متسلِّلًا، وهاجمتني المخاوف تعذِّبني، فلم أجد منها خلاصًا إلا بأن أقوم إلى وضوئي، لعلي إذا اتجهت إلى صاحب الكون وجدت عنده السلام.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤