الفصل الأول

مقدمات علم العروض

(١) المقدمة الأولى: في أركان علم العروض

أركان علم العروض: أوزانه وتفاعيله، وهي مُتحرِّكات وسكنات مُتتابِعة على وضع معروف، يُوزَن بها أيُّ بحر من البحور الآتية.

وتتركَّب هذه الأوزان من ثلاثة أشياء: أسباب، وأوتاد، وفواصل.١

وهذه الثلاثة تتكون من حروف التقطيع العشرة المجموعة في «لَمَعتْ سيوفُنا»، ولا تتركب من غيرها أبدًا.

وهي تنقسم إلى: سبب، ووَتِد، وفاصلة.

  • «فالسبب» عبارة عن حرفين:
    • (أ)

      فإن كانا متحرِّكَيْنِ فهو «السبب الثقيل»، كقولك: لِمَ، بِكَ، لَكَ.

    • (ب)

      وإن كان الأول متحرِّكًا والثاني ساكنًا فهو «السبب الخفيف»؛ كقولك: «هَبْ – لِي».

  • «والوتد» عبارة عن مجموع ثلاثة أحرف (اثنان متحركان وثالثهما ساكن)، ويُسمَّى «الوتد المجموع»؛ كقولك: «نَعَمْ – غزا».

    أو متحركان يتوسطهما حرف ثالث ساكن؛ كقولك: «مَاتَ – نَصْرُ»، ويُسمَّى «الوتد المفروق».

  • «والفاصلة» ثلاثة أو أربعة متحركات يليها ساكن.

    فإن كان الساكن بعد ثلاثة متحركات تُسمَّى «الفاصلة الصغرى»؛ كقولك: «سَكَنُوا – مُدُنًا».

    وإن كان الساكن بعد أربع متحركات تسمى «الفاصلة الكبرى»؛ كقولهم: «قَتَلَهُمْ – مَلِكُنَا».

وتجتمع الأسباب والأوتاد والفواصل في جملة: «لم – أر – على – ظهر – جَبَلِنْ – سَمَكَتَنْ».

(٢) المقدمة الثانية: في التفاعيل العشرة

التفاعيل التي تتولَّد من ائتلاف الأسباب مع الأوتاد والفواصل عشرة: فَعُولُنْ – مَفَاعِيلُنْ – مُفَاعَلَتُنْ – فَاعِ لاتُنْ٢ – فَاعِلُنْ – فَاعِلَاتُنْ – مُسْتَفْعِلُنْ – مُتَفَاعِلُنْ – مَفْعُولَاتُ – مُسْتَفْعِ لُنْ.

فالجزء الأول من التفاعيل العشرة «فَعُولُنْ» مركَّب من وتد مجموع وهو «فعو»، وسبب خفيف وهو «لن».

والجزء الثاني «مَفَاعِيلُنْ» مركب من وتد مجموع وهو «مفا»، وسببَيْنِ خفيفين هما «عي – لُنْ».

والجزء الثالث «مُفَاعَلَتُنْ» مُركَّب من وتد مجموع وهو «مَفَا»، وسبب ثقيل وهو «عَلَ»، وسبب خفيف وهو «تُنْ».

والجزء الرابع «فَاعِ لَاتُنْ» مُركَّب من وتد مفروق وهو «فَاعِ» وسببَيْنِ خفيفين وهما «لا – تُنْ».

وهذه التفاعيل الأربعة هي الأصول، والستة الباقية بعدَها فروعٌ، وضابِط الأصل ما بُدِئ بوتد مجموع أو مفروق، وضابِط الفرع ما بُدِئ بسبب خفيف أو ثقيل، ولما كان الوتد أقوى من السبب — لأنه إذا زُوحف إنما يُعتمَد على الوتد — كان ما بُدِئ به أصلًا.

والجزء الخامس «فَاعِلُنْ» مُركَّب من سبب خفيف وهو «فَا»، ووتد مجموع وهو «عِلُنْ».

والجزء السادس «فَاعِلَاتُنْ» مُركَّب من سبب خفيف وهو «فَا»، ووتد مجموع وهو «عِلَا»، وسبب خفيف وهو «تُنْ».

والجزء السابع «مُسْتَفْعِلُنْ» مركب من سببين خفيفين وهما «مُسْ تَفْ»، ووتد مجموع وهو «عِلُنْ».

والجزء الثامن «مُتَفَاعِلُنْ» مُركَّب من سبب ثقيل وهو «مُتَ»، وسبب خفيف وهو «فَا»، ووتد مجموع وهو «عِلُنْ».

والجزء التاسع «مَفْعُولاتُ» مُركَّب من سببين خفيفين، وهما «مَفْ عُو»، ووتد مفروق وهو «لاتُ».

والجزء العاشر «مُسْتَفْعِ لُنْ» مركب من سبب خفيف وهو «مُسْ»، ووتد مفروق وهو «تَفْعِ»، وسبب خفيف وهو «لُنْ»، وقد فُصِلَت العين من اللام التي بعدها للدلالة على أنها آخر الوتد المفروق، وللفرق بين هذا الجزء والجزء السابع ذي الوتد المجموع.

نَظْمُ المقدمة الأولى والثانية للحفظ

أَحْرُفُ تَقْطِيعِ الْبُحُورِ عَشْرَهْ
فِي «لَمَعَتْ سُيُوفُنَا» مُنْحَصِرَهْ
وَالسَّبَبُ الْخَفِيفُ حَرْفَانِ سَكَنْ
ثَانِيهِمَا كَمَا تَقُولُ: لَمْ وَلَنْ
أَمَّا الثَّقِيلُ فَهْوَ حَرْفَانِ بِلَا
تَسْكِينِ شَيْءٍ مِنْهُمَا نِلْتَ الْعُلَا
وَالْوَتِدُ الْمَجْمُوعُ زَادَ حَرْفَا
مُسَكَّنًا عَلَى الثَّقِيلِ وَصْفَا
وَإِنْ يَكُ السَّاكِنُ جَاءَ فِي الْوَسَطْ
فَسَمِّهِ الْمَفْرُوقَ وَاحْذَرِ الْغَلَطْ
وَمِنْ هُنَا تَأَلُّفُ الْأَجْزَاءِ
وَعَدُّهَا عَشْرٌ بِلَا امْتِرَاءِ
أَرْبَعَةٌ مِنْهَا أُصُولٌ وَهْيَ مَا
قُدْ بُدِئَتْ بِوَتِدٍ وَعُمِّمَا
وَهْيَ فَعُولُنْ وَمَفَاعِيلُنْ خُذِ
كَذَا مُفَاعَلْتُنْ بِفَتْحِ اللَّامِ ذِي
وَفَاعِ لَاتُنْ صَاحِبُ الْمَفْرُوقِ فِي
بَحْرِ الْمُضَارِعِ وَسِتَّةٌ تَفِي
وَهْيَ الْفُرُوعُ وَابْتِدَاؤُهَا سَبَبْ
مُسْتَفْعِلُنْ وَسَبْقُ فَاعِلُنْ وَجَبْ
وَفَاعِلَاتُنْ مُتْفَاعِلُنْ يَلِي
كَذَاكَ مَفْعُولَاتُ فَلْتَبْتَهِلِ
مُسْتَفْعِ لُنْ ذُو الْوَتِدِ الْمَفْرُوقِ فِي
بَحْرِ الْخَفِيفِ ثُمَّ مُجْتَثٍّ يَفِي

(٣) المقدمة الثالثة: في الزِّحاف والعِلل التي تَلْحَق التفاعيل العشرة

يلحق هذه التفاعيلَ العشرةَ تغييرٌ يسمُّونه ﺑ «الزحاف والعلة».

فالزحاف: هو تغيير يلحق بثواني أسباب الأجزاء للبيت الشعري في الحشو وغيره، بحيث إنه إذا دخل الزحاف في بيت من أبيات القصيدة، فلا يجب التزامُه فيما يأتي من بعده من الأبيات.

والزحاف نوعان:
  • (١)

    مُفرَد: وهو الذي يدخل في سبب واحد من الأجزاء.

  • (٢)

    ومُركَّب: وهو الذي يلحق بسببين من أيِّ جزء.

(٤) المقدمة الرابعة: في الزحاف المفرَد

تغييرات الزحاف المفرد ثمانية:
  • (١)
    الإضمار: هو تسكين الثاني المتحرِّك في «مُتَفَاعِلُنْ» فتصير «مُتْفَاعِلُنْ».
  • (٢)
    الخَبْنُ: هو حذف الثاني الساكن كما في «فَاعِلُنْ» فتصير «فَعِلُنْ».
  • (٣)
    الوَقْصُ: هو حذف الثاني المتحرِّك في «مُتَفَاعِلُنْ» فتصير «مُفَاعِلُنْ».
  • (٤)
    الطَّيُّ: هو حذف الرابع الساكن كما في «مُسْتَفْعِلُنْ» فتصير «مُسْتَعِلُنْ».
  • (٥)
    العَصْبُ: هو تسكين الخامس المتحرِّك في «مُفَاعَلَتُنْ» فتصير «مُفَاعَلْتُنْ».
  • (٦)
    القَبْضُ: هو حذف الخامس الساكن كما في «فَعُولُنْ» فتصير «فَعُولُ».
  • (٧)
    العَقْلُ: هو حذف الخامس المتحرِّك في «مُفَاعَلَتُنْ» فتصير «مُفَاعَلَنْ».
  • (٨)
    الكَفُّ: هو حذف السابع الساكن في «مَفَاعِيلُنْ» فتصير «مَفَاعِيلُ».

تنبيه

اعلم أولًا: أن الحرف المُشدَّد يُحتسَب بحرفين؛ أولهما ساكن وثانيهما متحرِّك، كما يُحتسَب الحرف المُنوَّن بحرفين أيضًا؛ أولهما مُتحرِّك وثانيهما ساكن؛ وذلك كما في كلمة «محمَّدٌ»؛ فإنك تكتبها هكذا «مُحَمْمَدُنْ».

وثانيًا: تُقابَل الحركة من الشعر بالحركة من الميزان بصرف النظر عن أن تكون فتحة مقابلة لكسرة، ويقابَل السكون بالسكون.

الخَبْنُ يدخل عشرة أبحر: البسيط، الرجز، الرمل، المنسرح، السريع، المديد، المقتضب، الخفيف، المجتث، المتدارك.

والطَّيُّ يدخل خمسة أبحر: الرجز، البسيط، المقتضب، السريع، المنسرح.

والقَبْضُ يدخل أربعة أبحر: الرمل، الهزج، المضارع، الخفيف.

والكَفُّ يدخل سبعة أبحر: الرمل، الهزج، المضارع، الخفيف، المديد، الطويل، المجتث.

والوَقْصُ والإضمار يدخلان الكامل.

والعَقْل والعَصْب يدخلان الوافر.

والخزل يدخل بحر الكامل.

والخبل يدخل أربعة أبحر: البسيط، الرجز، السريع، المنسرح.

والشكل يدخل أربعة أبحر: المجتث، الرمل، المديد، الخفيف.

والنقص يدخل بحر الوافر. كما يُعلَم كل ذلك مما يأتي.

جدول الزحاف المفرد.
الرقم المسلسل اسم الزحاف تعريفه تفاعيل تدخلها الأنواع المقابلة لها ما تصير إليه التفاعيل بعد دخول الزحاف ما يقابلها من التفاعيل المستعملة
١ الإضمار إسكان الثاني متى كان متحركًا وثاني سببٍ مُتَفَاعِلُنْ بتحريك التاء مُتْفَاعِلُنْ بإسكان التاء مُسْتَفْعِلُنْ
٢ الخبن حذف الثاني متى كان ساكنًا وثاني سببٍ (١) مُسْتَفْعِلُنْ (١) مُتَفْعِلُنْ (١) مَفَاعِلُنْ
(٢) فَاعِلُنْ (٢) فَعِلُنْ (٢) …
(٣) مَفْعُولَاتُ (٣) مَعُولاتُ (٣) فَعُولاتُ
(٤) فَاعِلَاتُنْ (٤) فَعِلَاتُنْ (٤) …
٣ الطي حذف رابع التفعيلة متى كان ساكنًا وثاني سبب (١) مُسْتَفْعِلُنْ (١) مُسْتَعِلُنْ (١) مفْتعلن
(٢) مُتَفَاعِلُنْ (٢) مُتَفعِلُنْ (٢) …
(٣) مَفْعُولَاتُ (٣) مَفْعُلَاتُ (٣) فاعلات
٤ الوقص حذف ثاني التفعيلة متى كان متحركًا وثاني سبب مُتَفاعِلُن مُفَاعِلُن
٥ العصب إسكان خامس التفعيلة متى كان متحركًا وثاني سبب مُفَاعَلَتُن بتحريك اللام مفاعلْتن بسكون اللام مَفَاعِيلُن
٦ القبض حذف خامس التفعيلة متى كان ساكنًا وثاني سبب (١) فَعُولُنْ (١) فَعُولُ
(٢) مَفَاعِيلُنْ (٢) مَفَاعِلُنْ
٧ العقل حذف خامس التفعيلة متى كان متحركًا وثاني سبب مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَتُنْ مَفَاعِلُنْ
٨ الكف حذف سابع التفعيلة متى كان متحركًا وثاني سبب (١) مُسْتَفْعِ لُنْ (١) مُسْتَفْعِ لُ
(٢) فَاعِلاتُنْ (٢) فَاعِلاتُ
(٣) فاعِ لاتُنْ (٣) فَاعِ لاتُ

(٥) المقدمة الخامسة: في تغييرات الزحاف المركَّب الأربعة

  • (١)
    الخبل: هو مُركَّب من الخَبْن والطَّيِّ في تفعيلة واحدة؛ كحذف سين وفاء «مُسْتَفْعِلُنْ» فتصير «مُتَعِلُنْ» فتنقل إلى «فَعِلَتُنْ».
  • (٢)
    الخزل: هو مركب من الإضمار والطَّيِّ؛ كإسكان تاء وحذف ألف «مُتَفاعِلُنْ»، فتصير «مُتْفَعِلُنْ» فتنقل إلى «مُفْتَعِلُنْ».
  • (٣)
    الشَّكْل: هو مُركَّب من الخبن والكفِّ؛ كحذف الألف الأولى والنون الأخيرة من «فَاعِلاتُنْ» فتصير «فَعِلاتُ».
  • (٤)
    النقص: هو مُركَّب من العَصْب والكَفِّ؛ كتسكين الخامس المتحرِّك وحذف السابع الساكن من «مُفاعَلَتُنْ» فتصير «مُفَاعَلْتُ».
جدول الزحاف المركب.
الرقم المسلسل الرقم المسلسل في الجدول السابق اجتماع زحافات مفردة ومثنى زحافات مركبة تجيء عن زحافات مفردة التفاعيل التي يدخلها الزحاف المركب المقابل لها ما تئول إليه التفاعيل بعد دخول الزحاف المركب ما يقابلها من التفاعيل المتمِّمة
١ ٢ الخَبْن خَبْل (١) مستفعلن (١) مُتَعِلُنْ (١) فَعِلَتُنْ
٣ الطَّيُّ (٢) مفعولات (٢) مَعُلاتُ (٢) فَعُلاتُ
٢ ١ الإضمار خَزْل متَفاعلن مُتْفَعِلُنْ مُفْتَعِلُنْ
٣ الطي بتحريك التاء بإسكان التاء
٣ ٢ الخبن شَكْل (١) فاعلاتن (١) فَعِلاتُ
٨ الكف (٢) مستفعلن (٢) مُتَفْعِلْ
٤ ٥ العصب نقص مفاعلَتن مفاعلْتُ مفاعيلُ
٨ الكف بتحريك اللام بإسكان اللام

(٦) المقدمة السادسة: في العلل وأقسامها

العِلَّة: هي تغيير مُختَصٌّ بثواني الأسباب، واقع في العروض والضرب، لازمٌ لها؛ أي إنه إذا لحق بعَرُوض أو ضرب في أول بيت من قصيدة وجبَ استعماله في سائر أبياتها.

والعلل نوعان: أحدهما يُسمَّى بالزيادة، والآخر يُسمَّى بالنقص.

فأما العلل التي تكون بالزيادة فثلاث:
  • (١)
    التَّرْفِيل: هو زيادة سبب خفيف على ما آخره وتد مجموع؛ نحو «فاعِلُنْ»؛ فتقلب النون ألفًا وتزيد سببًا خفيفًا فتصير «فاعلاتُن».
  • (٢)
    التَّذْييل: هو زيادة حرف ساكن على ما آخره الوتد المجموع؛ نحو «مستفعلن»، فتصير «مستفعِلان».
  • (٣)
    التَّسْبيغ: هو زيادة حرف ساكن على ما آخره سبب خفيف؛ نحو «فاعلاتن»، فتصير «فاعِلاتَان».
جدول علل الزيادة.
الرقم المسلسل اسم العلة تعريفها بعض التفاعيل التي تدخلها علل الزيادة ما تئول إليه التفاعيل بعد دخول علل الزيادة
١ الترفيل زيادة سبب خفيف على ما آخره وتد مجموع (١) فاعلن (١) فاعلاتن
(٢) متفاعلن (٢) متفاعلاتن
٢ التذييل زيادة حرف ساكن على ما آخره وتد مجموع (١) متفاعلن (١) متفاعلان
(٢) مستفعلن (٢) مستفعلان
(٣) فاعلن (٣) فاعلان
٣ التسبيغ زيادة حرف ساكن على ما آخره سبب خفيف فاعلاتن فاعلاتان

(٧) المقدمة السابعة: في علل النقص

العِلَل التي تكون بالنقص تِسْعٌ:
  • (١)
    الحذف: هو إسقاط السبب الخفيف من آخر التفعيلة في نحو «مَفاعِيلُن»، فتصير «مَفاعِي»، فتنقل إلى «فَعُولُنْ».
  • (٢)
    القَطْف: هو إسقاط السبب الخفيف وإسكان ما قبله في نحو «مُفَاعلَتُنْ»، فتصير «مُفَاعَلْ»، فتنقل إلى «فَعُولُن».
  • (٣)
    القَصْر: هو إسقاط ساكن السبب الخفيف وإسكان متحركه في «مفاعيلُنْ»، فتصير «مفاعِيلْ».
  • (٤)
    القَطْع:٣ هو حذف ساكن الوتد المجموع وإسكان ما قبله في نحو «فاعِلُنْ»، فتصير «فاعِلْ»، فتنقل إلى «فَعْلَنْ».
  • (٥)
    التَّشْعيث: هو حذف أول أو ثاني الوتد المجموع في نحو «فاعِلُنْ»، فتصير «فالُنْ» أو «فاعِنْ»، فتنقل إلى «فَعْلَنْ».
  • (٦)
    الحذذ: هو حذف الوتد المجموع برُمَّته في نحو «مُسْتَفْعِلُنْ»، فتصير «مُسْتَفْ»، فتنقل إلى «فَعْلَنْ».
  • (٧)
    الصَّلْم: هو حذف الوتد المفروق برُمَّته من آخر الجزء في نحو «مَفْعُولاتُ»، فيصير «مَفْعُو»، فينقل إلى «فَعْلَنْ».
  • (٨)
    الكَسْف: هو حذف آخر الوتد المفروق في «مَفْعُولاتُ»، فتصير «مَفْعُولَا».
  • (٩)
    الوقف: هو تسكين متحركِ آخر الوتد المفروق في «مفعولاتُ»، فتصير «مفعولاتْ». وقد يجتمع الحذف والقطع معًا فيُسمَّى ذلك «بالبتر»، في نحو «فاعلاتُنْ»، فتصير «فاعِلْ»، فتنقل إلى «فَعْلَنْ».
جدول علل النقص.
الرقم المسلسل اسم العلة تعريفها تفاعيل تدخلها علل النقص المقابلة لها ما تئول إليه بعد دخول علل النقص فيها ما يقابلها من التفاعيل المستعملة
١ الحذف إسقاط سبب خفف من آخر التفعيلة في العروض أو الضرب مفاعيلن مفاعِي فَعُولُنْ
٢ القطف (حذف + عصب) إسقاط سبب خفيف من آخر التفعيلة وإسكان ما قبله مفاعلَتُنْ بتحريك اللام مفاعلْ بسكون اللام فَعُولُن
٣ القطع حذف ساكن الوتد المجموع وتسكين ما قبله (١) متفاعِلُنْ (١) متفاعِلْ (١) فَعِلاتُنْ
(٢) فاعِلُنْ (٢) فاعِلْ (٢) فَعْلَنْ
(٣) مستفعِلُنْ (٣) مستفعِلْ (٣) مَفْعُولُنْ
٤ القصر حذف ساكن السبب الخفيف وإسكان متحركه (١) فاعلاتُنْ (١) فاعلاتْ
(٢) فعولُنْ (٢) فعولْ
(٣) مفاعيلُنْ (٣) مفاعيلْ
٥ البتر (حذف + قطع) حذف سبب خفيف مع إجراء القطع على الوتد (١) فعولن (١) فَعْ (١) لَنْ
(٢) فاعلاتن (٢) فاعِلْ (٢) فَعْلَنْ
٦ الحذذ هو حذف وتد مجموع من آخر التفعيلة (١) مستفعِلُنْ (١) مُسْتَفْ (١) فَعْلَنْ
(٢) متفاعِلُنْ (٢) متفا (٢) فعلُنْ
٧ الصَّلْم هو حذف وتد مفروق من آخر تفعيلة العروض أو الضرب مفعولاتُ مفعو فَعْلَنْ
٨ الوقف إسكان متحرك آخر الوتد المفروق من آخر تفعيلة العروض أو الضرب مفعولاتُ مفعولاتْ
٩ الكسف حذف آخر الوتد المفروق من آخر تفعيلة العروض أو الضرب مفعولاتُ مفعُولَا مَفْعُولُنْ
١٠ التشعيث حذف أول أو ثاني الوتد المجموع فاعِلُنْ فالُنْ أو فاعِنْ فَعْلَنْ

مسائل تُطلَب أجوبتها

  • (١)

    ما هو علم العروض؟ مَن واضعه؟

  • (٢)

    ما هي تفاعيل علم العروض؟ من أيِّ شيء تتركَّب التفاعيل؟

  • (٣)

    ما هي حروف التقطيع؟ وما الذي يتكون منها؟

  • (٤)

    ما هو السبب؟ وإلى كم ينقسم؟

  • (٥)

    ما هو الوتد؟ وإلى كم ينقسم؟

  • (٦)

    ما هي الفاصلة؟ وإلى كم تنقسم؟

  • (٧)

    ما هي الجملة التي تجمع الأسباب والأوتادَ والفواصلَ؟

  • (٨)

    كم عدد التفاعيل التي تتركب من الأسباب والأوتاد والفواصل؟

نظم المقدمة الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة

تَغَيُّرُ الثَّانِي مِنَ الْأَسْبَابِ مِنْ
غَيْرِ الْتِزَامٍ بِالزِّحَافِ قَدْ زُكِنْ
ثُمَّ الزِّحَافُ مُفْرَدٌ مُزْدَوِجُ
أَقَسْامُ أَوَّلٍ ثَمَانٍ تَخْرُجُ
فَحَذْفُ ثَانٍ إِنْ يَكُنْ قَدْ حُرِّكَا
وَقْصٌ وَإِلَّا فَهْوَ خَبْنٌ أَدْرِكَا
تَسْكِينُهُ الْإِضْمَارُ وَالطَّيُّ اشْتُهِرْ
حَذْفٌ لِرَابِعٍ سُكُونُهُ اسْتَقَر
وَحَذْفُ خَامِسٍ مُحَرَّكٍ وُسِمْ
عَقْلًا وَإِلَّا فَهْوَ قَبْضٌ قَدْ رُسِمْ
وَالْعَصْبُ تَسْكِينٌ لَهُ قَدْ بُيِّنَا
وَالْكَفُّ حَذْفُ سَابِعٍ قَدْ سُكِّنَا

•••

أَقْسَامُ ثَانٍ أَرْبَعٌ فَالْخَبْلُ
خَبْنٌ مَعَ الطَّيِّ وَأَمَّا الْخَزْلُ
طَيٌّ وَإِضْمَارٌ وَحَدُّ الشَّكْلِ
خَبْنٌ مَعَ الْكَفِّ الْغَرِيبِ الشَّكْلِ
عَصْبٌ وَكَفٌّ نَقْصُهُمْ وَالْعِلَلُ
هِيَ الَّتِي إِنْ عَرَضَتْ تُسْتَعْمَلُ
فِي كُلِّ بَيْتٍ وَهْيَ قِسْمَانِ أَتَتْ
زِيَادَةٌ نَقْصٌ وَأَوَّلٌ ثَبَتْ
ثَلَاثَةٌ أَوَّلُهَا التَّرْفِيلُ
وَبَعْدَهُ التَّسْبِيغُ وَالتَّذْيِيلُ
وَكُلُّهَا تَخْتَصُّ بِالْمَجْزُوِّ
وَمَا لَهَا فِي التَّامِ مِنْ طُرُوِّ
فَزِدْ خَفِيفًا بَعْدَ مَجْمُوعِ الْوَتِدْ
وَذَاكَ بِالتَّرْفِيلِ يُدْعَى ثُمَّ زِدْ
مُسَكنًا عَلَى خَفِيفِ السَّبَبِ
وَذَا هُوَ التَّسْبِيغُ ثُمَّ لَقِّبِ
إِلْحَاقُ سَاكِنٍ بِمَجْمُوعِ الْوَتِدْ
«إِزَالَةً»، وَالثَّانِي تِسْعٌ قَدْ وَرَدْ
حَذْفُ خَفِيفٍ سَمِّهِ بِالْحَذْفِ
وَهْوَ مَعَ الْعَصْبِ ادْعُهُ بِالْقَطْفِ
وَالْقَطْعُ حَذْفُ سَاكِنِ الْمَجْمُوعِ مَعْ
إِسْكَانِكَ الْحَرْفَ الَّذِي قَبْلُ وَقَعْ
وَالْقَطْعُ هَذَا مَعَ حَذْفٍ بَتْرُ
كَفِي فَعُولُنْ فَعْ وَأَمَّا الْقَصْرُ
فَحَذْفُكَ الثَّانِي مِنَ الْخَفِيفِ
مَعَ سُكُونِ الْأَوَّلِ الْمَعْرُوفِ
وَحَذْفُ مَجْمُوعٍ يُسَمَّى حَذَذَا
وَحَذْفُ مَفْرُوقٍ بِصَلْمٍ فَخُذَا
وَإِنْ تُسَكِّنْ سَابِعًا فَالْوَقْفُ
وَإِنْ حَذَفْتَهُ فَهَذَا الْكَسْفُ

(٨) المقدمة الثامنة: في البيت وأقسامه

  • (١)
    البيت: كلام تامٌّ يتألف من أجزاء وينتهي بقافية منه.

    ويُسمَّى البيت الواحد مفردًا و«يتيمًا»، ويُسمَّى البيتان «نُتْفَة»، وتُسمَّى الثلاثة إلى الستة «قطعة»، وتُسمَّى السبعة فصاعدًا «قصيدة».

    وللبيت مصراعان: الأول يُسمى «صدرًا»، والثاني «عَجُزًا»، كقول الشاعر:

    عَلَيْكَ بِالنَّفْسِ فَاسْتَكْمِلْ فَضَائِلَهَا فَأَنْتَ بِالنَّفْسِ لَا بِالْجِسْمِ إِنْسَانُ
    (صدر) (عَجُز)
  • (٢)
    العروض: آخر جزء من الصدر (وهي مؤنثة).
  • (٣)
    الضرب: آخر جزء من العَجُز (وهو مذكر).

    وما عدا العروض والضرب في البيت يُسمَّى «حشوًا»، كقول الشاعر:

    مَنْ ذَا الَّذِي تَصْفُو لَهُ أَوْقَاتُهُ طُرًّا وَيَبْلُغُ كُلَّ مَا يَخْتَارُهُ
    حشو عروض حشو ضرب
  • (٤)
    البيت التام: ما استوفى كلَّ أجزائه، كقول الشاعر:
    وَإِذَا صَحَوْتُ فَمَا أُقَصِّرُ عَنْ نَدًى
    وَكَمَا عَلِمْتِ شَمَائِلِي وَتَكَرُّمِي

    وإن استوفاها بنقص (كالعلل) سُمي «وافيًا»، كقول الشاعر:

    يَا خَاطِبَ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةَ إِنَّهَا
    شَرَكُ الرَّدَى وَقرَارةُ الْأَقْذَارِ
    دَارٌ مَتَى مَا أَضْحَكَتْ فِي يَوْمِهَا
    أَبْكَتْ غَدًا، تَبًّا لَهَا مِنْ دَارِ
  • (٥)
    المجزوء: ما حُذِف جُزْءا عروضِه وضربه،٤ كقول الشاعر:
    يَا خَاطِبَ الدُّنْيَا الدَّنِيَّـ
    ـةَ إِنَّهَا شَرَكُ الرَّدَى
    دَارٌ مَتَى مَا أَضْحَكَتْ
    فِي يَوْمِهَا أَبْكَتْ غَدَا
  • (٦)
    والمشطور: ما حُذف نصفه وبقي نصفه؛ كقول الشاعر:
    إِنَّكَ لَا تَجْنِي مِنَ الشَّوْكِ الْعِنَبْ
  • (٧)
    والمنهوك: ما حذف ثلثا شطرَيْه وبقي الثلث الآخر، كقوله:
    يَا لَيْتَنِي
    فِيهَا جَذَعْ

    و لا يكون إلا في البحر السداسي التفاعيل.

  • (٨)
    والمُصْمَت: ما خالفت عروضه ضربه في الروي كقوله:
    أَإِنْ تَوَسَّمْتَ مِنْ خَرْقَاءَ مَنْزِلَةً
    مَاءُ الصَّبَابَةِ مِنْ عَيْنَيْكَ مَسْجُومُ
  • (٩)
    والمُصرَّع: ما غُيِّرت عروضه للإلحاق بضربه بزيادة، كقوله:
    قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ وَعِرْفَانِ
    وَرَبْعٍ خَلَتْ آيَاتُهُ مُنْذُ أَزْمَانِ
    أَتَتْ حُجَجٌ بَعْدِي عَلَيْهَا فَأَصْبَحَتْ
    كَخَطِّ زَبُورٍ فِي مَصَاحِفِ رُهْبَانِ

    أو بنقص، كقوله:

    أَجَارَتَنَا إِنَّ الْخُطُوبَ تَنُوبُ
    وَإِنِّي مُقِيمٌ مَا أَقَامَ عَسِيبُ
    أَجَارَتَنَا إِنَّا مُقِيمَانِ هَا هُنَا
    وَكُلُّ غَرِيبٍ لِلْغَرِيبِ نَسِيبُ
  • (١٠)
    والمقفَّى: كلُّ عروض وضرب تساويا بلا تغيير؛ كقوله:
    قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ وَمَنْزِلِ
    بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ
  • (١١)
    والمُدوَّر: هو البيت الذي اشترك شطراه في كلمة واحدة بأن يكون بعضُها من الشطر الأول وبعضها من الشطر الثاني؛ كقول أبي العلاء المعري:
    خَفِّفِ الْوَطْءَ مَا أَظُنُّ أَدِيمَ الـ
    أَرْضِ إِلَّا مِنْ هَذِهِ الْأَجْسَادِ

أسئلة تُطلَب أَجْوِبتها

  • (١)

    ما هو البيت؟ وكم أقسامه؟ من كم بيت تتركب القصيدة؟

  • (٢)

    ما الفرق بين العروض والضرب والحشو؟

  • (٣)

    ما هو البيت التام؟ والوافي؟

  • (٤)

    ما الفرق بين البيت المجزوء، والمشطور، والمنهوك، والمُصمَت، والمُصرَّع، والمُقفَّى، والمُدوَّر؟

نَظْمُ المقدمة الثامنة

وَأَوَّل الْأَجْزَا ادْعُهُ بِالصَّدْرِ
وَخُذْ هُدِيتَ اسْمَ خِتَامِ الشَّطْرِ
هُوَ الْعَرُوضُ إِنْ بِصَدْرٍ كَانَا
وَالضَّرْبُ إِنْ بِالْعَجُزِ اسْتَبَانَا
وَالْحَشْوُ غَيْرُ الضَّرْبِ وَالْعَرُوضِ
لِمَنْ هُدِي بِنِعْمَةِ الْعرُوضِ
التَّامُّ ما اسْتَكْمَلَ أجْزَا الدَّائِرَهْ
مِنْ غَيْرِ نَقْصٍ فَالْتَقِطْ جَوَاهِرَهْ
وَالْوَافِي مَا النَّقْصُ إِلَيْهِ انْتَسَبَا
وَسَمِّ بِالْمَجْزُوءِ مَا قَدْ ذَهَبَا
جُزْءا عَرُوضِهِ وضَربه وَسَمْ
ما نصفُه أذهبْتَ مشطورًا رُسِمْ
ولتدعُ بالمَنْهُوك ما تراهُ
وحذفُ ثُلْثَيه قد اعتراه
ومصْمَتٌ ما في رويٍّ خالفتْ
عروضُه الضربَ فهاك ما ثبتْ
وما عروضُهُ لِضَرْبٍ تَتْبَعُ
فِي زَيْدٍ اوْ فِي نَقْصٍ الْمُصَرَّعُ
أَمَّا إِذَا سَاوَتْ فَذَا الْمُقَفَّى
فَدُونَكَ الْعِلْمَ تَقَرَّبْ زُلْفَى
وَسَمِّ مَا أَرَدْتَهُ مُصَرَّعَا
وَلَمْ يُوَافِقْ ضَرْبَهُ مُجَمَّعَا

(٩) المقدمة التاسعة: في ضرورات الشعر

ينبغي لطالب الشعر أن يكون خَبِيرًا بقواعد اللغة العربية من صَرْف، ونحو، ومعانٍ، وبيان، وبديع، ولغة، واشتقاق، وتاريخ، وعَرُوض، وقوافٍ، وإنشاء … إلخ؛ لأن النَّظْم أربعة أنواع: نظمٌ خالٍ من العيب والضرورة، ونظم فيه عيب فيُضرَب به عُرْض الحائط، ونظم فيه ضرورة قبيحة، وهذا مُبتذَل، ونظم فيه ضرورة مقبولة يجوز للشاعر ارتكابها بدون مُؤاخَذة عليه.

والضرورات المقبولة هي:
  • (١)

    صَرْفُ ما لا ينصرف؛ كقول الشاعر وقد صرف «أندلس»:

    فِي أَرْضِ أَنْدَلُسٍ تُلْتَذُّ نَعْمَاءُ
    وَلَا يُفَارِقُ فِيهَا الْقَلْبَ سَرَّاءُ

    أما منعُ المُنصرِف عن الصرف فهو غير مأنوس؛ كقول مقري الوحش في زهريَّته، فمنع «جامع» من الصرف:

    وَالرَّوْضُ جَامِعُ وَالْأَزَاهِرُ بُسْطُهُ
    وَقَنَادِلُ الْأُتْرُنج لَاحَتْ فِي الْغَدِ
  • (٢)

    قصر الممدود ومد المقصور؛ كقول أبي تمام في مدح محمد بن خالد، فقد قَصَرَ «الفضاء»، ومدَّ «الهدى»:

    وَرِثَ النَّدَى وَحَوَى النُّهَى وَبَنَى الْعُلَا
    ورَجَا الدُّجَى وَرَمَى الْفَضَا بِهُدَاءِ
  • (٣)

    إبدال همزة القطع وصلًا؛ كقول الشاعر وقد وصل همزة «أم»:

    وَمَنْ يَصْنَعِ الْمَعْرُوفَ مَعْ غَيْرِ أَهْلِهِ
    يُلَاقِ الَّذِي لَاقَى مُجِيرُ امِّ عَامِرِ
  • (٤)

    وبالعكس (قطع همزة الوصل)؛ كقول أبي العتاهية وقد قطع همزة الأمر من «ابن»، فقال «إبن» وهي همزة وصل:

    أَيُّهَا الْبَانِي لِهَدْمِ اللَّيَالِي
    إِبْنِ مَا شِئْتَ سَتَلْقَى خَرَابَا
  • (٥)

    تخفيف المشدد، وقد كثر وقوعه في القوافي المقيدة المختومة بحرف صحيح ساكن، ولا يسوغ في غيره؛ كقول محمد بن البشير حين خفَّف شدَّة «تجفُّ»:

    لِيَ بُسْتَانٌ أَنِيقٌ زَاهِرٌ
    غَدِقٌ تُرْبَتُهُ لَيْسَتْ تَجِفْ

    ويلحق بهذا الباب تخفيف الهمزة؛ كقول أمية بن أبي الصلت وقد خفَّف همزة «البارئ»:

    هُوَ اللهُ بَارِي الْخَلْقِ، وَالْخَلْقُ كُلُّهُمْ
    إِمَاءٌ لَهُ طَوْعًا جَمِيعًا وَأَعْبُدُ
  • (٦)

    تثقيل المُخفَّف؛ كقول الشاعر وقد شدَّد الميم في «دم»:

    أَهَانَ دَمَّكَ فِرْغًا بَعْدَ عِزَّتِهِ
    يَا عَمْرُو بَغْيُكَ إِصْرَارًا عَلَى الْحَسَدِ
  • (٧)

    تسكين المتحرك وتحريك الساكن؛ كقول أبي العلاء المعري وقد أسكن جيم «رجُل»:

    وَقَدْ يُقَالُ عِثَارُ الرِّجْلِ إِنْ عَثَرَتْ
    وَلَا يُقَالُ عِثَارُ الرَّجْلِ إِنْ عَثَرَا

    وهذا كثير في ضمير الغائب والغائبة؛ كقول الشاعر وقد أسكن الهاء في «هو»:

    فَالدُّرُّ وَهْوَ أَجَلُّ شَيْءٍ يُقْتَنَى
    مَا حَطَّ قِيمَتَهُ هَوَانُ الْغَائِصِ

    وكقوله وقد حرك الهاء الساكنة في «الزهْر»:

    تَبْقَى صَنَائِعُهُمْ فِي الْأَرْضِ بَعْدَهُمُ
    وَالْغَيْثُ إِنْ سَارَ أَبْقَى بَعْدَهُ الزَّهَرَا

    وكقول ابن الجوزي وقد حرك لام «حُلْم»:

    تَبًّا لِطَالِبِ دُنْيَا لَا بَقَاءَ لَهَا
    كَأَنَّمَا هِيَ فِي تَصْرِيفِهَا حُلُمُ
  • (٨)

    تنوين العَلَم المنادَى؛ كقول الشاعر وقد نوَّن «مطر»:

    سَلَامُ اللهِ يَا مَطَرٌ عَلَيْهَا
    وَلَيْسَ عَلَيْكَ يَا مَطَرُ السَّلَامُ
  • (٩)

    وقد أشبعوا الحركة حتى يتولَّد منها حرف مدٍّ؛ كقول امرئ القيس وقد أشبع الكسرة بكسرة فتولَّدت ياء في «انجلِ»:

    أَلَا أَيُّهَا اللَّيْلُ الطَّوِيلُ أَلَا انْجَلِ
    بِصُبْحٍ وَمَا الْإِصْبَاحُ مِنْكَ بِأَمْثَلِ

    وكقول الخوارزمي وقد أشبع فتحة «أقام» بالألف:

    فَمَا أَنْتَ إِلَّا الْبَدْرُ إِنْ قَلَّ ضَوْءُهُ
    أَغَبَّ وَإِنْ زَادَ الضِّيَاءُ أَقَامَا

    والإشباع كثير في الضمائر؛ كقول الشاعر وقد أشبع الخاء في «أخ» فصيَّرها «أخا»، وفي «له» فصيَّرها «لهو»:

    أَخَاكَ أَخَاكَ إِنَّ مَنْ لَا أَخَا لَهُ
    كَسَاعٍ إِلَى الْهَيْجَا بِغَيْرِ سِلَاحِ
  • (١٠)

    ويجوز تحريك ميم الجمع؛ كقول أبي أذَيْنة وقد حرَّك الميم في «هُمْ» و«مجدهُمْ»:

    هُمُ أَهِلَّةُ غَسَّانٍ وَمَجْدُهُمُ
    عَالٍ فَإِنْ حَاوَلُوا مُلْكًا فَلَا عَجَبَا
  • (١١)

    وكذلك كسر آخر الكلمة إن كان ساكنًا، كقول عنترة وقد كسر ميم «أقْدِمْ»:

    وَلَقَدْ شَفَى نَفْسِي وَأَبْرَأَ سُقْمَهَا
    قِيلُ الْفَوَارِسِ وَيْكَ٥ عَنْتَر أَقْدِمِ

تنبيه

اعلم أنَّ ما ورد في بعض قصائد العرب من مَنْع صرف المنصرف، ومدِّ المقصور، وتذكير المؤنث، وتأنيث المذكر، وفك الإدغام، وغير ذلك من المسوغات الغريبة، قد أتت على سبيل الشذوذ، ولا يحق للشاعر أن يلتجئ إليها مهما دعت الأسباب.

أسئلة تُطلَب أَجْوِبتها

  • (١)

    ما الذي يلزم الشاعر أن يعرفه قبل الدخول في علم العروض؟

  • (٢)

    ما هي الجائزات التي يجوز للشاعر استعمالها في حالة الاضطرار؟

  • (٣)

    بيِّن في الأشعار الآتية ما فيه ضرورة وما ليس فيه:

    وَمَا نُبَالِي إِذَا مَا كُنْتِ جَارَتَنَا
    أَلَّا يُجَاوِرَنَا إِلَّاكِ دَيَّارُ
    وَيَوْمَ دَخَلْتُ الْخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْزَةٍ
    فَقَالَتْ لَكَ الْوَيْلَاتُ إِنَّكَ مُرْجِلِي
    دَامَنَّ سَعْدُكِ لَوْ رَحِمْتِ مُتُيَّمًا
    لَوْلَاكِ لَمْ يَكُ لِلصَّبَابَةِ جَانِحَا
    وَالنَّفْسُ رَاغِبَةٌ إِذَا رَغَّبْتَهَا
    وَإِذَا تُرَدُّ إِلَى قَلِيلٍ تَقْنَعُ
١  قد أخذ أهل العروض أكثر هذه الأسماء عن الخيمة وأقسامها؛ فالبيت بيت الشَّعر؛ أي الخيمة، والسبب هو الحبل الذي به تُربَط الخيمة، والوتد هو الخشبة التي بها تُشَد الأسباب، والفاصلة الحاجز في الخيمة. وكذلك المِصْراع هو نصف البيت، وسُمِّي الوتد المجموع مجموعًا لاجتماع مُتحرِّكين يليهما ساكن، وسُمِّي الوتد المفروق مفروقًا لافتراق مُتحرِّكَيْه بوقوع حرف ساكن بينهما.
٢  قد فصلت العين من اللام التي بعدها للدلالة على أن أول هذا الجزء الرابع وتد مفروق، وللفرق بينه وبين الجزء السادس ذي الوتد المجموع.
٣  القطع لا يكون في الأسباب، ولقد أحسن في التورية من قال:
يَا كَامِلًا شَوْقِي إِلَيْهِ وَافِرُ
وَبَسِيطُ وَجْدِي فِي هَوَاهُ عَزِيزُ
عَامَلْتَ أَسْبَابِي لَدَيْكَ بِقَطْعِهَا
وَالْقَطْعُ فِي الْأَسْبَابِ لَيْسَ يَجُوزُ
٤  البيت إذا كان مُركَّبًا من ستة أجزاء فبالجَزْء يصير ذا أربعة أجزاء، فيُسمَّى الجزء الثاني منها عروضًا والرابع ضربًا، وبالشطر يصير ذا ثلاثة أجزاء؛ يُسمَّى الجزء الثالث منها عروضًا وضربًا، فلا ينقسم إلى قسمين، وكذا بالنهك يصير ذا جزأين ثانيهما عروض وضرب، وسيتضح لك كلُّ ذلك.
والمعتبَر في وزن الشعر ومقابلته بالميزان هو اللفظ لا الخط، فما ثبت من حروف الكلمات في التلفُّظ وجب اعتباره بالوزن ومقابلته بما يناسبه في الميزان من حركة أو سكون وإن لم يُرسَم في الخط؛ كالحرف المشدد، فإنه يُعتبَر حرفين أولهما ساكن والثاني متحرك؛ نحو «مدَّ» فيعتبر «مَدْدَ» … والحرف المُنوَّن فإنه يُعتبَر حرفين أيضًا أولهما متحرك والثاني نون ساكنة؛ نحو «قلمٌ» فإنه يعتبر هكذا «قلمن». والألف التي بعد الهاء في «هذا»، والتي بعد اللام في «لكن»، فإنه ينطق بهما «هاذا» و«لاكن»، كما سبق شرحه مُفصَّلًا، فارجع إليه.
واعلم أن ما سقط من حروف الكلمات في التلفُّظ لا يعتبر في الوزن، وكأنه لم يكن، وإنْ رُسم في الخط، كألف ولام التعريف إذا كان بعدهما حرف مشدد، نحو «نظمت الشِّعر»؛ فإنه ينطق بهما هكذا «نظمتشْ شِعر». أما إذا كان ما بعدهما غير مشدد فتسقط الألف فقط، مثاله «طالعت الكتاب» فإنه ينطق بها هكذا «طالعتلْ كتاب»، وكذا تسقط الألف التي تُزاد خطًّا، نحو: «كتبوا»، والواو التي في «أولئك»، والتي في «عمرو»، وقِسْ على ذلك كما سبق.
وكيفية التقطيع أن تكتب البيت بحسب صورته اللفظية وتُقارنه بالميزان، ثم تبتدئ من أول كلٍّ منها، فتقابل الحرف المتحرك من البيت بالمتحرك من الميزان، والساكن بالساكن، وهلم جرًّا؛ متحرك بمتحرك وساكن بساكن، كلُّ جزء على حِدته، وكلما انتهيت من مقابلة جزء تَفْصِل القسم المقابل له في البيت عما يليه؛ وهكذا … كما سبق الكلام على ذلك أيضًا.
٥  قال الكسائي: أصل ويك: ويلك، وقيل: «وي» للتعجب أو للزجر، ويكنى بها عن الويل. ويظهر لي في معنى البيت أن صحة الرواية (قيل) مصدر قال، وبهذا ضبطته. ا.ﻫ.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤