الملح

figure
بحيرة جاليدرة، إيران، ٢٠١٦م.
كنتُ أجدِّل الشطآن عند المساء،
وأرسم القمر بلا انقطاع؛
في سبيل هذا الليل
الذي يستعمر القلب حتى الصباح!

•••

ذرات الرمال تغفو على جانبي،
رغوة البحر تترصدني.
تلك الرمال باردة حد الرعشة.
وحين تنهشني مكائدك؛
يتناثر الملح فوق شفتيَّ،
يرتفع الزبد في مقلتيَّ،
يخنقني البحر في جوفه؛
فأرتدُّ طافيةً كسمكةٍ ميتة!

•••

في البحر، معك
أشعر أني على أبواب الجحيم؛
تعصرني الحمى،
كثعبانٍ يلتف حول طريدة،
يعذبها، يتلاعب بها،
يعصرُ منها ذكرى كل لحظة،
ببطءٍ يدس السم في ذاكرتها، يلوثها،
يشعل الجنون في عذاباتها.

•••

أدركتُ كيف يمكنُ أن نفقد العمر قبل الموت،
كيف نحتضرُ وقوفًا على قدمينا،
كيف نتكئ على المقابرِ في كل شرود،
كيف يكون الحب مهزلةً
حين يروق لنا،
أن نحب دون ثمن!

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤