صهيل

figure
المغرب، جبال أطلس، ٢٠١٧م.
أشم رائحة الصهيل وينهمر المطر،
يتساقط الينبوع ويمتلئ كأس الهوى.
أنا والجواد وموعدٌ في الغابة القصوى،
نقرأ الكون ويسقط المعنى،
ويبقى الثغر موطن المغزى،
ونبحر حتى الغياب لا نأبه للمرسى،
ونرقص حتى الجنون فنُدرك الغيثَ،
وتتراكض قدماي تسابق المدى،
عدوًا أنا والفرس نقبِّل العُشبَ؛
فتغار الريح من شغفٍ ألمَّ بنا،
فنعدو وكأن السماء لنا الوطن.
قدماي وحوافر الفرس توأمٌ خُلِقا،
وصهيله قلبي الذي نطق
في الكبرياء نحن كعاشقين،
نصهل في العناق ونصهل في الفراق،
نجدِّل ضفائرنا كفرسين، كفتاتين،
وأغيب أنا في عُرفك الحالك كليل الهائمين.
حمحم يا جوادي؛
فأنت اليوم دون سرجٍ،
وأنا اليوم دون حِملٍ،
وكلانا في الأرض يصهل،
وكلانا على وقع مزمارٍ حرٌّ طليق؛
فتصبح أنت المرأة،
وأصبح أنا الفرس.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤