عن المرأة الأخرى

figure
براغ، التشيك، ٢٠١٧م.
وحين علمتُ بموتي؛
أدركت أني يجب أن أكتب كثيرًا،
وأن أصلي كثيرًا،
وأن أتوقف عن شراء الأحذية
التي لن أسير بها مجددًا.
رددتُ اسم المرأة الأخرى،
تلك التي أزاحني القدر
من أجلها.
ربما من أجلي.
فكان لها أن تسلبني
الحياة.
وقبلها
ما توهمتُ أنها السعادة!
ستأتي امرأة أخرى بعد موتي؛
سيدفئها وشاحي،
وستتأمل اللوحات التي علقتها بنفسي،
وستسقي نباتاتي التي زوجتها للماء في زجاجاتي،
ستقيس أحذيتي التي أحبها كثيرًا،
ربما ستلقي بأرديتي بعيدًا،
وستضحك مع ما تبقى مني.
ستأتي امرأة أخرى بعدي؛
ستنتفض لسماع أخباري،
ستُسر لأني لا أستطيع العودة،
ستأسرها عطوري،
ستشعل البخور الذي اشتريته من جاراتي.
لن ترى بالتأكيد خطوط أقلام التلوين،
تلك التي أمسحها باستمرار من على الجدران.
ربما ستذوق الطعام من قدوري،
وتصنع الكعك المحلى صباح كل جمعة.
ستأتي امرأة أخرى من بعدي.
ستزداد الغربة،
وتطير العصافير من أقفاصها.
ببلاهة قد تنظر إلى كتبي،
التي سيتراكم الغبار عليها.
ستُلقى بإهمال في أعلى السطح،
ستتآكل كما تآكلتْ عيوني.
ستأتي امرأة أخرى،
تفيض أنوثةً،
حينها ستكون ينابيعي قد جفت.
ستأتي بشعرها القصير،
سأكون حينها فقدتُ شعري الأسود الطويل.
ستصاحب أبنائي،
سيصاحبونها.
وسأمضي أنا إلى أمي،
سيكون حديثٌ بعد صمتها الطويل.
سأمضي إلى أحضان جدتي الوثيرة،
إلى أنفاسها الضاحكة.
وستسقط دمعتان،
من عيوننا جميعًا،
ربما من عيون المرأة الأخرى أيضًا!

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤