B

جيمس بولدوين BALDWIN, James (١٩٢٤–١٩٨٧م)

بدأ حياته مساعدًا لوالده قَس الكنيسة، ثم ترك المنزل في السابعة عشرة من عمره، وقضى فترةً طويلة مغتربًا في فرنسا. روايته الأولى «اذهب وقلها على الجبل» (١٩٥٣م)، تصف يومًا في حياة عدة أشخاص تابعين لكنيسة «هارلم» في نيويورك، وتضمَّنت الكثير من ذكرياتهم الماضية. ومع نجاح الرواية، ثبتت أقدام بولدوين كأشهر روائي أمريكي أسود منذ «ريتشارد رايت». وتعالج روايته «قل لي منذ متى غادر القطار المحطة» (١٩٦٨م) تقييمًا لوضع الأمريكيين السُّود عن طريق ذكريات طفولة وشباب ممثِّل أسود عن ذكرياته في حي «هارلم» حي السود في مدينة نيويورك. وقد تأثَّر «بولدوين» في كتاباته بأسلوب «تشارلز ديكنز»، ثم «دستويفسكي» في التحليل والتقنية الديالكتية لدى الروائي الروسي.

أميري بَرَكَة BARAKA, Amiri (١٩٣٤م–…)

الاسم الذي اتخذه الكاتب الأمريكي الأسود «لي روا جونز» حين قرَّر عام ١٩٦٥م الانضمام لحركة الأمريكيين السود. درس في جامعتَي «رُتجرز» و«هوارد»، كما درس الفلسفة والأدب الألمانيين، ثم قرَّر التفرُّغ لخدمة مجتمعه من السود، فهجر الكتابة الرومانسية، وطلَّق زوجته البيضاء، وأسَّس مركز «بيت الروح» للأمريكان السود، وغيَّر اسمه إلى «أميري بركة»، ثم كتب عدة مسرحيات من فصل واحد يهاجم فيها البيض بقسوة. وفي روايته «نظام جحيم دانتي» (١٩٦٥م) يوازي الجحيم الذي صوَّره دانتي في ملحمته «الكوميديا الإلهية» بالعشوائيات في حي «هارلم». وتظهر نفس اللهجة العنيفة في دواوين الشعر التي أصدرها؛ ومنها «المحاضر الميت» (١٩٦٤م)، «أغنية الربيع» (١٩٧٩م). أمَّا قصصه القصيرة التي جمعها في كتاب «حكايات» (١٩٦٧م)، فهي صور من حياته، وكتب أيضًا الكثير من الكتب النثرية عن المشكلات التي تواجه السود في المجتمع الأمريكي، وعن الفنون الموسيقية التي برع السود في أدائها. وقد أصدر عام ١٩٨٤م «السيرة الذاتية للي روا جونز»، وعمل أستاذًا منذ ١٩٨٣م في قسم الدراسات الأمريكية-الأفريقية بالجامعة الأهلية في «ستوني بروك».

جونا بارنز BARNES, Djuna (١٨٩٢–١٩٨٢م)

من مواليد نيويورك، وأقامت فترات طويلةً في أوروبا. كان أول إصداراتها مجموعة مسرحيات وقصص قصيرة وقصائد بعنوان «كتاب» في ١٩٢٣م، تعالج فيها مشاعر أناس من مُحبي الحيوانات الأليفة. أمَّا روايتها «غابة الليل» (١٩٣٦م) فهي عن علاقات خمسة من المرضى النفسانيين. وقد أصدرت أيضًا عددًا من المسرحيات والقصائد والمقالات، ثم نشرت عام ١٩٨٥م الأحاديث الصحفية التي أجرتها مع مشاهير الأدباء والفنانين، مع الرسومات التي وضعتها لهم.

جون بارث BARTH, John (١٩٣٠م–…)

figure

روائي اهتمَّ بوضع الإنسان وتجاربه الحياتية في الوجود. أول رواياته «الأوبرا الهائمة» (١٩٥٦م) عن رجل يحاور نفسه وهو يحاول الانتحار، و«نهاية الطريق» (١٩٥٨م) عن علاقة ثلاثية. وذاعت شهرة بارث حين أصدر الناقد روبرت شولر كتابه «صانعو الخرافات» عام (١٩٦٧م) وقال فيه إن روايات «بارث» أظهرت اهتمامه بطبيعة الواقعية بوصفها كِيانًا متحوِّلًا، وتعتمد أساسًا على ركيزة اللغويات، وهو يتميَّز باللعب على اللغة وترتيب الكلمات على الصفحة، وخلق أفكار يدعها تتصادم معًا في الرواية. وقام «بارث» بعدها بإصدار الروايتَين الأوليَين له، بعد إجراء تعديلات عليهما، عام ١٩٦٧م. ونشر بعد ذلك في ١٩٦٨م روايته «ضائع في بيت اللهو»، وهي أربع عشرة قصة مترابطة فيما بينها، كل منها تتعلَّق بتجربة خاصة في القص. وكتابه «التوهُّم» (١٩٧٢م) يضم ثلاث روايات قصيرة، منها «دنيا زادياد» التي استلهم فيها قصص ألف ليلة وليلة، والروايات الثلاث مرتبطة بفكرة العلاقة بين المؤلف والقارئ، وإمكانية خلق قصص جديدة بخلع أبعاد جديدة على قصص قديمة. وحاز هذا الكتاب الجائزةَ القومية للكتاب عام ١٩٧٣م. وقد عاد بارث بعد ذلك إلى الرواية الطويلة، فأصدر «خطابات» (١٩٧٩م)، «إجازة العام السابع» (١٩٨٢م)، «الرحلة الأخيرة لفلان البحَّار» (١٩٩١م).

دونالد بارثِلْم BARHELME N. Donald (١٩٣١–١٩٨٩م)

figure

أحد أقطاب ما بعد الحداثية، بيد أنه يستعصي على التصنيف؛ فهو من مبتكري «الميتاقصة»، وتبدو في رواياته آثار رومانسية برغم ذلك. كتب الرواية، وكتب للأطفال، وكتب الكثير من القصص القصيرة. حاز جوائز عديدةً من جهات مختلفة. من أهم مجموعاته القصصية: «عُد يا دكتور كاليجاري» (١٩٦٤م)، «حياة المدينة» (١٩٧٠م)، «حزن» (١٩٧٢م)، «الهواة» (١٩٧٦م)، وكلها تتميَّز بالمادة غير المنطقية، العجائبية، والخالية من المعنى. ومن رواياته: «سنو هوايت» (١٩٦٧م) التي قدَّم فيها قصة الأطفال المعروفة بشكل آخر عارَض فيها قوة الأسطورة بضعف وفراغ أبعاد الثقافة المعاصرة. وله أيضًا روايات «الأب الميت» (١٩٧٥م)، و«الفردوس» (١٩٨٦م)، و«الملك» (١٩٩٠م)، وهي تاريخ تصوُّري للملك آرثر ومائدته المستديرة منقولًا إلى بريطانيا في أربعينيات القرن العشرين وهي تواجه النازية.

سيلفيا بيتش BEACH, Sylvia (١٨٨٧–١٩٦٢م)

figure

أمريكية عاشت حياتها في باريس، حيث افتتحت مكتبة «شكسبير وشركاه» لإعارة الكتب للزوار الأمريكيين وغير الأمريكيين الذين ملئوا العاصمة الفرنسية فيما بين الحربَين العالميتَين، ومعظمهم من الكُتاب. وتناوب على مكتبتها عزرا باوند، أرنست همنجواي، جيمس جويس، فورد مادوكس فورد، شروود آندرسون، وكثير غيرهم. كذلك عقدت صداقات مع الأدباء الفرنسيين مثل «بول فاليري»، و«لاربو»، و«أندريه جيد». وحين لم يجد جيمس جويس ناشرًا لكتابه «عوليس»، قامت «سيلفيا بيتش» بنشره في عدة طبعات، وارتبط اسمها باسم جويس طوال حياتها.

الجيل المضروب Beat Generation, the

حركة بوهيمية ضد ثوابت المجتمع، ظهرت حوالي عام ١٩٥٦م، وكان مركزها في سان فرانسيسكو ونيويورك. واصطلاح «المضروب Beat» (وله ترجمات أخرى) يأتي من سخط أدباء الحركة على التقاليد الاجتماعية وعدم انتمائهم إلى أي مظهر من مظاهر الأعراف وطرق السلوك؛ لِمَا اعتقدوه في مجتمع قائم على الفساد والاتجاهات المادية التجارية وهو المجتمع الذي عمل على قمع الإشراقات الفنية والأدبية لكثير من الأدباء والفنانين وضربهم في مقتل. وعمل أعضاء الحركة على محاولة مقاربة ذلك الوضع عن طريق بلوغ حالة من الاستثارة البهيجة، بتعاطي الخمر والمخدِّرات. واستخدم أعضاء الحركة في أعمالهم الأدبية لغةً فيها مفردات غاضبة خاصة بهم، مقترنةً بجمل من البوذية التي تأثَّروا بتعاليمها. ومن أبرز أدباء الحركة «ألِن جنزبرج» و«جريجوري كورسو» والناشر «لورانس فرليجيتي» والروائي «جاك كرواك». ومن بين من انتسب لهم جزئيًّا «وليام بوروز» و«نورمان ميلار» و«هنري ميللر».

صول بيلو BELLOW, Saul (١٩١٥–٢٠٠٥م)

وُلد في كندا من أبوَين روسيَّين، وهاجرت الأسرة إلى الولايات المتحدة، حيث تلقَّى «بيلو» تعليمه في شيكاغو، ثم قام بعد ذلك بالتدريس في كبرى الجامعات الأمريكية. غير أن مهنته الأولى كانت الكتابة، حيث أصدر أُولى رواياته عام ١٩٤٤م بعنوان «الرجل المتدلي»، وهي رواية تبحث في وضع الإنسان ووجوده وحريته، وهو موضوع سيتكرَّر كثيرًا في روايات «بيلو». وقد تناولت روايته الثانية «الضحية» (١٩٤٧م) الموضوع نفسه؛ فبطلها يعيش في نيويورك ويُحس بأنه غريب فيها. ثم ينتقل «بيلو» إلى الطبيعة الممتزجة بالسخرية في روايته الشهيرة «مغامرات أوجى مارش» (١٩٥٣م)، حيث يتابع حياة أمريكي يهودي في شيكاغو. ثم رواية «هندرسون ملك المطر» (١٩٥٩م)، وفيها تدفع الذاتية المفرطة بأحد المليونيرات إلى الذهاب إلى أفريقيا كيما يصبح صانع معجزات هناك.

وروايته التالية هي التي اشتهرت في العالم العربي، وهي بعنوان «هرزوج» (١٩٦٤م)، عن حياة وتجارب مثقَّفٍ يهوديٍّ في منتصف العمر، يقف على حافة الانتحار لإحباطاته المتعدِّدة، إلى أن يقتنع بأن وجوده على النحو الذي هو عليه هو أفضل شيء.

ويفوز بيلو بجائزة بوليتزر في الرواية عام ١٩٧٥م عن روايته «هدية همبولت»، ويعود فيها إلى المشكلة الوجودية. وكتب بعد ذلك روايات عدة، ومجموعات من القصص القصيرة. وقد حاز جائزة نوبل للأدب عام ١٩٧٦م.

محبوبة BELOVED

figure
رواية توني موريسون، صدرت عام ١٩٨٧م، ونالت جائزة بوليتزر الأمريكية عن ذلك العام. وتبدأ الرواية بعد انتهاء الحرب الأهلية الأمريكية (١٨٦١–١٨٦٥م)، حيث تعيش «سميث» — وهي من الأرقاء السابقين — مع ابنتها «دنفر» ذات الثمانية عشر ربيعًا في ولاية «أوهايو». وتتذكَّر سميث أيام الرق في ولاية «كنتاكي» منذ عشرين عامًا، ومن هنا تمضي الرواية على مستويَين؛ مستوى ذكريات الرق، ومستوى حاضر سميث، بعد التحرُّر. وتتركَّز الذكريات حول الأهوال التي لاقتها «سميث» في العمل بمزارع أحد مُلاك الأراضي في «كنتاكي» وعذاباتها واغتصابها هناك، ممَّا دعاها إلى الفرار والإقامة في أوهايو. وحين يجدها صاحب المزرعة ويريد إعادتها إلى العمل، تهرب ثانيةً وتحاول قتل أولادها لتحريرهم من الذل، ولكن من يموت على يدَيها هي الابنة التي لا تعرف اسمها، وتكتب الأم على شاهد قبر الطفلة الاسم «محبوبة». وفي أوهايو في زمن الرواية، تظهر شابة غريبة، ويعتقد الجميع أنها تجسيد «محبوبة»، وتتوثق صلتها ﺑ «سميث» وابنتها «دنفر». وتتحوَّل محبوبة إلى مخلوق متسلِّط تُخضع الأم لطلباتها وأوامرها تكفيرًا عن جريمة قتلها إياها. وتتفق شخصيات الحي في أوهايو على الذهاب «لصرف» شبح محبوبة، وتخطئ «سميث» الظن بأحدهم وتظنه مالك الرقيق القديم قد جاء ثانية، فتحاول قتله، ولكن الجميع يمنعونها من ذلك. وفي هذه الجلَبة تختفي محبوبة ولا تظهر مرةً أخرى.

والرواية تُرجمت إلى العربية بقلم الدكتور أمين العيوطي، وتحوَّلت إلى فيلم عام ١٩٩٨م قامت ببطولته «أوبرا ونفري» صاحبة البرنامج التلفزيوني الشهير.

وقد احتلَّت هذه الرواية المرتبة رقم ٣٥ في قائمة أفضل ١٠١ رواية عالمية، التي وضعها كاتب هذا القاموس ونشرها في كتابه «الجيل الرائع».

بيلي بد BILLY Budd

رواية قصيرة من تأليف هرمان ملفيل نشرها عام ١٩٢٤م، ثم صدرت في طبعة منقَّحة مأخوذة من أصل المخطوط عام ١٩٦٢م.

والقصة تتناول مشكلة الشر وكيف أن الخير كثيرًا ما ينهزم أمام قوى الظلم. تدور القصة في القرن الثامن عشر. «بيلي بد» بحار شاب وسيم، وبسبب براءته وعلاقاته الطيبة بالجميع، يشعر الضابط «كلاجارت» بالمقت والحسد تجاهه. ولا يفهم «بيلي» سببًا لكراهية الضابط له؛ فهو لا يعقل كيف للشر أن يحاول تدمير الخير. ويتهم «كلاجارت» «بيلي» بتدبير تمرُّد على السفينة، وبلَّغ القبطان بتلك الثورة المزعومة. وعند التحقيق، لا يتمالك «بيلي» نفسه من الاتهام الظالم، فيلطم «كلاجارت» لطمةً تقضي عليه. ومع أن قبطان السفينة يتعاطف مع «بيلي»، فإنه لا يملك إلا الحكم عليه بالشنق، وتبقى ذكرى «بيلي بد» عطرةً فيما بين البحارة.

إليزابث بيشوب BISHOP, Elizabeth (١٩١١–١٩٧٩م)

شاعرة، وُلدت في ورشستر بولاية ماساشوستس. عاشت مع أقارب لها في كندا بعد وفاة والدها ومرض والدتها، منذ كانت في الخامسة من عمرها. وبعد تخرُّجها في الجامعة، عاشت في كي وست، ثم رحلت إلى البرازيل، إلى أن استقرَّت في بوسطن منذ ١٩٧٤م، تدرِّس الأدب في جامعة هارفارد. تعرفت إبَّان دراستها الجامعية الشاعرة ماريان مور التي كتبت لها مقدمةً أول مجموعاتها الشعرية «تجارب في التوازن» (١٩٣٥م). وقد تأثرت في صورها الشعرية وموضوعات قصائدها بماريان مور؛ فهي تمزج بين التجرِبة الشخصية وغرابة الرؤى والأحلام. وصدرت مجموعتها الشعرية ومجموعات مقالاتها النثرية عام ١٩٨٣م بعد وفاتها.

ريتشارد بلاكمور BLACKMUR, Richard (١٩٠٤–١٩٦٥م)

figure

شاعر وناقد أدبي، رغم عدم حصوله على أي تعليم جامعي؛ فهو قد أحرز علمًا نقديًّا أصبح معه أستاذًا في جامعة برنستون الشهيرة بين عامَي ١٩٤٨–١٩٦٥م. من كتبه ديوان «عالم ثانٍ» (١٩٤٢م). ومن مجموعات مقالاته الصادرة في كتب: «ثمن العظمة» (١٩٤٠م)، «الأسد وقرص العسل» (١٩٥٥م). وله أيضًا: «الشكل والقيمة في الشعر الحديث» (١٩٥٧م)، «أحد عشر مقالًا في الرواية الأوروبية» (١٩٦٤م).

هيلينا بلافاتسكي BLAVATSKY, Helena (١٨٣١–١٨٩١م)

وُلدت في روسيا وعاشت في أمريكا أربع سنوات بعد طواف في بلدان أوروبا والشرق الأوسط، ومصر، والهند. أسَّست في أمريكا «الجمعية الثيوصوفية». ونشرت «كشف الغطاء عن إيزيس» (١٨٧٧م). والثيوصوفية هي نظرية إشراقية ذات صبغة دينية، موضوعها الاتحاد بالرب. صدرت أهم كتاباتها عام ١٨٨٨م في مجلدَين بعنوان «العقيدة السرية»، وفيه عرض لنظريتها في الإشراق والصوفية.

روبرت بلاي BLY, Robert (١٩٢٦م–…)

شاعر من أبناء ولاية مينيسوتا. أصدر أول دواوينه عام ١٩٦٢م «صمت في حقول الثلج». ورغم احتواء قصائده على أجواء الحياة في المزرعة العادية، فقد لفت الانتباه بصوره الشعرية المتميزة التي تمزج بين التجديد والصوفية. وتوالت دواوينه الشعرية، وبعضها يتضمَّن قصائد مناهضةً للحرب في فيتنام، خاصةً ديوان «الضوء حول الجسد» (١٩٦٧م)، الذي حصل على جائزة الكتاب القومي. وتبرَّع بلاي بقيمتها المادية لمنظَّمة مناهضة للتجنيد الإجباري. وتوالت دواوينه بوتيرة منتظمة بعد ذلك، إلا أنه اشتهر أيضًا بترجماته الشعرية والنثرية؛ فترجم لبابلو نيرودا وريلكه، ولوركا الذي تأثَّر به بلاي في شعره. وفي النثر، ترجم ﻟ «سلمى لاجيرليف» و«نوت هامسون» الحاصلَين على جائزة نوبل للآداب. وقد أصدر «بلاي» مجلةً أدبية كان يُغيِّر اسمها كل عشر سنوات، توفَّرت على نشر القصائد الحديثة، وترجماته للقصائد الأجنبية. ومن دواوينه الأخرى: «حياة تحت الأرض» (١٩٧٢م)، «ستبقى هذه الشجرة ألف عام» (١٩٧٩م). كما كتب دراسات نقديةً عن الترجمة، وعن أعمال العالم النفسي الشهير «كارل يونج».

بول بولز BOWLES, Paul (١٩١٠–١٩٩٩م)

كاتب وفنان متعدِّد المواهب. وُلد في نيويورك، وتخرَّج في جامعة فيرجينيا، وعمل في تأليف الموسيقى لعدد من عروض الباليه والأفلام السينمائية. ثم غادر الولايات المتحدة في الأربعينيات وأقام في المغرب مُددًا طويلة، تحوَّل خلالها إلى تأليف الروايات والقصص. وأشهر رواياته «السماء الواقية» (١٩٤٩م) التي أخرجها «برناردو برتولوتشي» للسينما عام ١٩٩٠م. ومعظم كتاباته تتعلَّق بحياة غير العرب في المغرب. وقد صادق بولز عددًا من الكُتاب والفنانين العرب، أشهرهم «محمد شكري»، وشجَّعه على الكتابة وعلى إصدار كتابه «الخبز الحافي». وأصدر بولز مجموعة خطاباته عام ١٩٩٤م بعنوان «على اتصال».

راي برادبري BRADBURY, Ray (١٩٢٠–٢٠١٢م)

figure

اشتهر بروايات الخيال العلمي والفانتازيا. من قصصه «حوليات كوكب المريخ» (١٩٥٠م). وأكثر رواياته انتشارًا «٤٥١ فهرنهايت» (١٩٥٣م)، وهي درجة الحرارة التي تحترق فيها الكتب، تتناول الرواية مجتمعًا يمنع الكتب، ويحرق ما هو موجود منها ومن يمتلكها، حتى يُضطر محبو الكتب إلى تقاسم حفظ الكتب المعروفة فيما بينهم. وقد انضمَّت الرواية إلى صف الروايات المستقبلية إلى جانب «١٩٨٤» ﻟ «جورج أورويل»، وروايات «ﻫ. ج. ولز». وقد أتاح له عمره المديد — ٩٢ عامًا — كتابة الكثير من مثل هذه الروايات، كما كتب أيضًا المسرحية والشعر.

البراهمة BRAHMINS

لقبٌ أُطلِق كفكاهة على الطبقة العليا في مجتمع نيو إنجلاند، مشتق من اسم أعلى طبقة من الهندوس. وقد تحدَّث الأدباء — في الإشارة إلى تلك الطبقة — عن الصفات الأرستقراطية الهادئة المسالمة في نيو إنجلاند، خاصةً في بوسطن. والتي حافظت على نظامها جيلًا وراء جيل، فاكتسبت بذلك صفات خاصةً مميزة.

جسر سان لويس ريي The Bridge of San Luis Rey

figure
رواية «ثورنتون وايلدر» التي أصدرها عام ١٩٢٧م، وحازت جائزة بوليتزر للرواية.

تحكي الرواية عن انهيار جسر في مدينة «ليما» عاصمة «البيرو» عام ١٧١٤م، ويموت فيه خمسة أشخاص. ويحاول أحد القُسس أن يُبرِّر الحادث في إطار الدين، ويجمع نتيجة بحثه في ذلك عدة سنين، وينشره في كتاب تعلن الكنيسة أنه هرطقة، وتحرق الكتاب ومؤلِّفه. وتنجو نسخة من الكتاب من الحرق، وتحكي الرواية قصة هؤلاء الخمسة الذين ماتوا في الحادث، بما يبرِّر وفاتهم.

فان ويك بروكس BROOKS, Van Wyck (١٨٨٦–١٩٦٣م)

خريج جامعة هارفارد العريقة. تخصَّص في النقد الأدبي وسِيَر الحياة. كتب عن حياة «مارك توين» و«هنري جيمس». ومن كتبه الأخرى: أزمان «ملفيل» و«ويتمان» (١٩٤٧م). ورغم أنه عمل بالتدريس الجامعي والصحافة والترجمة عن الفرنسية، فإن همَّه الأساسي طوال حياته كان مكرَّسًا لتفسير الحياة الأدبية والثقافية في الولايات المتحدة. وقد أبدى في كتبه كرهًا لكثير من الحركات والنظريات الأدبية التي ظهرت في النصف الأول من القرن العشرين.

وليام كالِن برايانت BRYANT, William Cullen (١٧٩٤–١٨٧٨م)

من أشهر أدباء القرن التاسع عشر.

وُلد في ولاية ماساشوستس، وبدأ في كتابة الشعر في سن الرابعة عشرة، ولكنه تابع دراسة القانون حتى عام ١٨٢٥م. وفي عام ١٨٢٤–١٨٢٥م نشر ما يربو على عشرين قصيدةً في «الجازيت الأدبية للولايات المتحدة»، ممَّا جعله يصبح أهم شاعرٍ أمريكيٍّ في تلك الحقبة المبكِّرة. وعمل في الصحافة، حيث أصبح رئيسًا لتحرير «نيويورك إيفننج بوست» في ١٨٢٩م، وقضى فيها زُهاء الخمسين عامًا. وتميَّزت قصائده باستجابات انفعالية تجاه الإنسان والطبيعة، التي نظر إليها بوصفها الأثر المنظور للجمال الإلهي العلوي وقوَّته العظمى. وقد ترجم «الإلياذة» و«الأوديسة» ما بين ١٨٧٠ و١٨٧٢م في شعر حر واضح الأسلوب جميله.

بيرل بَك BUCK, Pearl (١٨٩٢–١٩٧٣م)

كاتبة ذائعة الصيت نتيجة ترجمة بعض أعمالها إلى لغات عديدة، وإن كان النقد الأكاديمي يتحفَّظ بالنسبة لها، حتى بعد أن حصلت على جائزة بوليتزر عام ١٩٣٢م، وجائزة نوبل للأدب عام ١٩٣٨م.

وتشتهر رواياتها باهتمامها بالصين والشرق الأقصى؛ فهي قد وُلدت لأبوَين يعملان بالتبشير في الصين، فعايشت الفلاحين الصينيين وتعاملت مع سُكان المدن أيضًا. وقد تخرَّجت في جامعة دينية للفتيات فقط، في فيرجينيا، عام ١٩١٤م، وعادت بعدها إلى الصين حيث تزوَّجت خبيرًا زراعيًّا أمريكيًّا يعمل هناك. وطافت مع زوجها أرجاء شمالي الصين قبل أن تستقر لتعمل مُدرسةً للُّغة الإنجليزية في جامعة «نانكنج». وقد عادت «بَك» إلى الولايات المتحدة لعلاج ابنها، وأصدرت أول رواية لها عام ١٩٣٠م بعنوان «ريح شرقية: ريح غربية»، تناولت فيها صدام الحضارات، وهو الموضوع الذي شغلها كثيرًا في كتاباتها التالية. بيد أنها كتبت أيضًا عن موضوعات أمريكية، خاصةً دور المرأة، ومشكلة الأعراق، واتجاهات أمريكا نحو قضايا الشرق الأقصى. وفي عام ١٩٣١م أصدرت «بَك» أشهر رواياتها «الأرض الطيبة» التي ذاعت ترجماتها في بلاد عديدة، منها الدول العربية، تحوَّلت إلى فيلم مشهور قام فيه «بول موني» بدور البطولة.

وفي عام ١٩٣٥م، انفصلت «بَك» عن زوجها بالطلاق، وتزوَّجت ناشرها «ريتشارد وولش» الذي يقترن اسمها أحيانًا باسمه. ثم أصدرت روايتَين تكملان «الأرض الطيبة» هما «أبناء» (١٩٣٢م) و«بيت منقسم» (١٩٣٥م)، لتصبح ثلاثيةً عنوانها «بيت الأرض»، وتعالج تفاصيل التحوُّل المحتَّم المؤلم من الصين التقليدية إلى الصين الحديثة. ومن الغريب أن «بَك» أصدرت كتبها في الفترة من ١٩٤٥م إلى ١٩٥٣م تحت اسم مستعار هو «جون سِدجِز» كيما «تتجنَّب الصعاب التي تواجه المرأة التي تصبح كاتبة» كما قالت.

تشارلز بَكوفِسكي BUKOWSKI, Charles (١٩٢٠–١٩٩٤م)

وُلد في ألمانيا لأب أمريكيٍّ وأم ألمانية، ونشأ في أمريكا. أصبح عاملًا حتى سن ٣٥، حين بدأ يكتب الشعر. وقد نشر عددًا وفيرًا من الكتب، كثير منها على شكل كُتيبات محدودة الإصدار، أولها بعنوان «زهرة وقبضة وعويل بهيمي» (١٩٦٠م)، وأتبعه بكتب أخرى منها «محترق في المياه، وغارق في النار» (١٩٧٤م). ويبدو في تلك القصائد غريبًا غارقًا في ذاته ومُعتدًّا بذكورته، ذا اهتمامات شخصيةٍ وموضوعات أدبيةٍ تتركَّز في الشراب والجنس والعنف. وقد كتب القصة أيضًا، منها «ملاحظات عجوز قذر» (١٩٦٩م)، وهي مزيج من حياته وخياله. أمَّا كتبه التي تُعتبر سِيرًا ذاتية فتشمل «اعترافات رجل من الجنون بحيث إنه يعيش مع الوحوش» (١٩٦٥م) و«شكسبير لم يفعل ذلك أبدًا» (١٩٧٩م).

إدجار رايس بوروز BURROUGHS, Edgar Rice (١٨٧٥–١٩٥٠م)

مؤلف سلسلة طرزان المشهورة، التي بدأها عام ١٩١٤م عن الصبي الذي نشأ في الغابات وتزوَّج وأنجب ولدًا. وكتب أيضًا عن حفيد ذلك الصبي، الذي يتضح أنه ابن أحد النبلاء الإنجليز التي فُقد في أفريقيا في صباه وتربَّى بين القرود. وقد استغلَّت السينما هذه القصص المتتالية في كثير من أفلام المغامرات الناجحة التي مثَّل فيها «جوني ويزمولر» دور طرزان.

وليام بوروز BURROUGHS, William (١٩١٤–١٩٩٧م)

figure
اشتهر بكتاباته الصريحة عن إدمان المخدرات، بدأها برواية «مدمن» في ١٩٥٣م، ثم برواية «الغداء العاري» (باريس ١٩٥٩م، نيويورك ١٩٦٢م). وهما تقرير وجودي مرير عن حياة مدمن، وابتعاث سيريالي للأهوال الشخصية التي تنطوي عليها هذه الحياة. ورغم مولده في «سان لويس» بكاليفورنيا، فقد قضى سنوات طويلةً مغتربًا في باريس وغيرها من المدن. وقد ارتبط بكتاباته بالجيل المضروب بسبب اشتطاطه في العنف، وإن لم يكن منهم، من كتبه المصنَّفة قريبًا من ذلك الجيل: الماحق (١٩٦٠م)، الآلة الرخوة (١٩٦١م)، التذكرة التي انفجرت (١٩٦٢م)، وهي كلها فانتازيات تسخر من الحياة الحديثة. وقد أصدر ثلاثيةً روائية تتكوَّن من: «مدن الليلة الحمراء» (١٩٨١م) عن مدينة طوباوية، «مكان الطُّرُق الميتة» (١٩٨٤م) وهي فانتازيا من نوع الخيال العلمي المقرون بقصص الغرب الأمريكية، «الأراضي الغربية» (١٩٨٧م) عن مصر القديمة. وقد عاش بوروز وقتًا في طنجة مع أفراد الجيل المضروب، وتعرَّف على بول بولز وجماعته العربية. واشتهرت حياته بحادثة قتله زوجَتَه وهو يجرِّب معها إصابة تفاحة وضعتها على رأسها، فجاءت الطلقة في رأسها بدلًا من التفاحة!

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤