C

ترومان كابوتي CAPOTE, Truman (١٩٢٤–١٩٨٤م)

روائي من أبناء مدينة «نيو أورليانز». اشتهر برواية «مع سبق الإصرار» (١٩٦٦م) In Cold Blood، وهي نوع الرواية الصحفية، حيث عاش المؤلف مع رجلَين ارتكبا جريمة قتل وحشية، وحكى حكايتهما حتى نهايتهما على حبل المشنقة. ومن رواياته الأخرى «أصوات أخرى، حجرات أخرى» (١٩٤٨م)، «بيت الأزهار» (١٩٥٤م)، وروايته القصيرة «إفطار في تيفاني» (١٩٥٨م) التي أُشيع أنه كتبها إعجابًا بالممثلة مارلين مونرو. وقد تحوَّلت إلى فيلم من تمثيل أودري هيبورن، كما أن «مع سبق الإصرار» ظهرت على الشاشة مع مطالع القرن الحادي والعشرين.

قطة على سطح من الصفيح الساخن Cat on Hot Tin Roof

مسرحية مشهورة لتينسي وليامز صدرت عام ١٩٥٥م، وحصلت على جائزة بوليتزر للمسرح عن ذلك العام.

«بج دادي بوليت»، أحد كبار الأثرياء من مزارعي «ميسيسبي»، يحتفل بعيد ميلاده الخامس والستين، محاطًا بأفراد أسرته. «بِرِك» ابنه المفضَّل السكِّير المنعزل اجتماعيًّا، وزوجته «ماجي» وهي القطة المحبوبة الثائرة التي تناضل لتنال ما تريده، و«كوبر» الابن الأكبر وهو شخصٌ بخيل منافق وزوجته الحامل في مولودها السادس، و«بيج ماما» زوجة الثري المشاكسة. وفي ثنايا المسرحية، تستبين العلاقات المتشابكة بين الشخصيات، وعلاقة ماجي بأحد أصدقاء زوجها الذي مات بعد ذلك؛ حتى تثير غيرة زوجها كيما يعمل على إنجاب ولد لهما يرث مزارع الأب الشاسعة. ونعرف أن الأب يعاني من مرض السرطان وأن وفاته وشيكة، فتعلن ماجي — كيما تُسعد الأب بعد هذا النبأ المحزن — أنها حامل من زوجها، ثم تأخذه إلى غرفتهما ليبدآ حياةً جديدة تحقِّق زيجتهما التي لم تبدأ إلا في تلك الليلة.

وقد أنتجت هوليوود فيلمًا رائعًا عن هذه المسرحية، ببطولة إليزابيث تايلور ومارلون براندو.

الحارس في حقول الشوفان The Catcher in the Rye

الرواية الوحيدة التي كتبها ج. د. سالنجر عام ١٩٥١م ونالت شهرةً واسعة. وهي تتناول أيامًا في حياة المراهق «هولدن كوفيلد» ذي الستة عشر عامًا، بعد أن فُصل من مدرسته الثانوية لتكرار رسوبه. والرواية تحكي على لسانه رأيه في المدرسة وفي مُدرِّسيه وفي الحياة عمومًا، والسلوكيات التي يسمِّيها «زائفة» Phoney؛ فبعد آخر يوم له في المدرسة، وخوفًا من العودة إلى أسرته، يذهب إلى نيويورك. وتصادفه في تلك المدينة الهائلة أحداث يصطدم فيها بأحد عُمَّال الفندق الرخيص الذي نزل به. ويلتقي بصديقةٍ سابقة له هي «سالي هِبيز»، ويقترح عليها أن يهربا سويًّا إلى الريف في نيو إنجلاند هربًا من نفاق الناس وزيفهم، ولكنها، وهي البرجوازية الحقة، ترفض ذلك، فيتشاجر معها ويتركها للتجوال في «سنترال بارك». ويتسلَّل ليلًا إلى منزله ليرى أخته الصغيرة «فويبي»، التي تحزن لأحواله. وفي نقاشهما تسأله الأخت عن أي شيء يود أن يقوم به في الحياة، فيرد عليها أنه يود لو يصبح «حارسًا في حقول الشوفان»؛ فهو يتصوَّر الآلاف من الأطفال يلعبون في حقلٍ ضخم للشوفان ولا أحد يحرسهم سواه، فهو يقف على حافة هاوية ينتهي بها حقل الشوفان، وعليه أن يرد ويمسك بأي طفل يقترب في لهوه ولعبه من الحافة لئلا يسقط في الهاوية. ومن هنا جاء عنوان الرواية. وبعد محاولات فاشلة منه للبقاء في منزل مدرس قديم له، يعود إلى المنزل بعد أن يُدرك أنه ليس بوسعه الهرب والرحيل. ونعلم أنه قد أُصيب بانهيارٍ عصبيٍّ أدَّى إلى دخوله مصحًّا نفسيًّا، وهو فيه إذ يروي على لسانه هذه القصة.

والرواية مليئة بالأحداث التي تبيِّن الشباب وتوقهم إلى حياةٍ صادقة لا يشيع فيها الكذب والنفاق، وحيرتهم بين ما يعتمل في صدورهم وبين الشر الذي يملأ الحياة في المجتمع. وقد احتجَّ الآباء عند صدور الرواية على إدراجها في مكتبات المدارس، بَيد أن شعبيتها قد ازدادت مع مَر الأيام إلى درجة إدخالها ضمن برامج الدراسة الأدبية في كثيرٍ من المدارس والجامعات؛ حيث أصبحت «أيقونة» الشباب في النصف الأخير من القرن العشرين.

ويلا كاثر CATHER, Willa (١٨٧٣–١٩٤٧م)

روائية عاشت في ولاية نبراسكا، حيث استمدَّت موضوعات معظم اعمالها. تخرَّجت في جامعة نبراسكا، وعملت بالصحافة والتدريس، وتركت العمل لتتفرَّغ للكتابة بعد نشر أول أعمالها الروائية «جسر الإسكندر» عام ١٩١٢م. من أهم رواياتها الأخرى: «عزيزتي أنطونيا» (١٩١٨م)، «الموت يأتي إلى رئيس الأساقفة» (١٩٢٧م). ومن رواياتها الشائقة «منزل البروفسور» (١٩٢٥م) عن أستاذٍ مثالي يحاول التوافق مع تقدُّمه في العمر، وعن أحد طلابه الذي يكتشف مدينةً قديمة في ولاية «نيو مكسيكو».

كيت شوبان CHOPIN, Kate (١٨٥١–١٩٠٤م)

روائية من كاليفورنيا عاشت مع زوجها ذي الأصل الكريولي (المخلَّطون من المستعمرات الفرنسية) في «نيو أورليانز» بولاية «لويزيانا» في مزرعة كبيرة من مزارع القطن. اشتهرت بروايتها «الصحوة» (١٨٩٩م) التي أثارت عند صدورها ضجةً كبيرة؛ حيث تحدَّثت عن صحوة زوجة على أحاسيسها الجنسية مع شخص آخر غير زوجها، وكتبتها على نحو اتسم بالواقعية وبالطبيعة التي سار عليها إميل زولا الفرنسي؛ ممَّا أثار عليها المجتمع المحافظ، وأنهى بذلك عملها كروائية. وقد نُسيت الرواية حتى عادت للظهور في النصف الثاني من القرن العشرين، وقارنها النقاد برواية «مدام بوفاري» لفلوبير.

جيمس فِنيمور كوبر COOPER, James Fenimore (١٧٨٩–١٨٥١م)

figure

من أوائل القُصاص الأمريكيين الأصلاء. اشتهر بالروايات التي تصوِّر الرُّواد الأوائل والتحديات التي واجهتهم في سعيهم للانتشار عبر حدود الولايات، وكتب أيضًا عن الثورة الأمريكية ضد إنجلترا. أشهر رواياته «آخر قبيلة الموهيكان» (١٨٢٦م)، التي تحكي عن التنافس بين الدول الأوروبية للحصول على أرض في القارة الأمريكية، وعن جماعة من السكان البيض وجدت نفسها محاصرةً بين الجيوش المتحاربة إبَّان الحروب الفرنسية هناك سنة ١٧٥٧م، ومعهم السكان الأصليون من «الهنود الحمر»، وكيف نجح الجنود الأوروبيون في التهام الأراضي بسبب بثهم عوامل الفرقة بين قبائل السكان الأصليين. ومن رواياته المشهورة الأخرى «الرواد» (١٨٢٣م)، «البراري» (١٨٢٧م) التي تتناول عبور المستكشفَين «لويس» و«كلارك» القارة، وتدمير الطبيعة في سبيل إنشاء الولايات الجديدة.

روايته المشهورة الأخرى «صائد الغزلان» (١٨٤١م)، تدور أحداثها أيضًا في أثناء الحروب بين الهنود الأصليين والفرنسيين، وهي رومانس تتناول الحب بين قائد هندي وابنة أحد المستوطنين البيض في مناطق الحدود.

وقد انتشرت روايات «كوبر» في عصره لتميُّزها بالحبكة المثيرة والمواقف الدرامية. ثم عادت كتبه إلى دائرة الاهتمام في منتصف القرن العشرين حين وجد النُّقاد فيها وصفًا للتوتُّرات بين طبقات المجتمع المختلفة، وبين المجتمع والفرد، وبين المستوطنة والبرية، وبين القانون المدني والحقوق الطبيعية، وهي المسائل التي ثارت في تلك الحقبة.

مالكولم كاولي COWLEY, Malcolm (١٨٩٨–١٩٨٩م)

figure
شاعر أمريكي، تخرَّج في جامعة هارفارد، وخدم في الحرب العالمية الأولى، ثم ذهب بعدها ليعيش في فرنسا. تدل قصائد أول دواوينه «خوانيتا الزرقاء» (١٩٢٩م) على صور من حالته الذهنية والعاطفية في تلك الفترة من حياته. ثم كتب قصائد معظمها عن «الجيل الضائع» في ديوان «فصل جاف» (١٩٤٢م).
وهو مشهور أيضًا بكتبه النثرية في النقد الأدبي؛ ففي عام ١٩٣٤م أصدر «عودة المَنفيِّ» (ونقَّحه عام ١٩٥١م)، وهي مقالات في تحليل أدباء جيل ما بعد الحرب وتحمل ملامح من حياته. «الموضوع الأدبي» (١٩٥٤م)، «حلم الجبال الذهبية» (١٩٨٠م). وقد عملت المقدِّمة التي وضعها لكتاب «من أعمال فوكنر» (١٩٤٦م) على خلق خلفية وليام فوكنر بوصفه كاتبًا عظيمًا.

كرين، ستيفن CRANE, STEPHEN (١٨٧١–١٩٠٠م)

figure

وُلد في نيويورك، ودرس أعوامًا في جامعتَي لافاييت وسيراكيوز دون أن يُتم الدراسة، ثم أقام في نيويورك سيتي يعالج الأدب والتأليف. نشر أُولى رواياته «ماجي، فتاة الشوارع» عام ١٨٩٣م على نفقته، ثم نشر رائعته «شارة الشجاعة الحمراء» عام ١٨٩٥م، وهي دراسة واقعية لعقلية جندي بلا تجربة محصور في عنف المعارك ولهيبها. وقد أدَّى انشغاله بهذه الرواية إلى اهتمامه بمتابعة الحروب الدائرة أيامه؛ فذهب إلى المكسيك، وإلى كوبا عام ١٨٩٦م، حيث أنتج قصته القصيرة «القارب المفتوح». وبعد الحرب اليونانية التركية كتب روايته الساخرة «في الخدمة الفاعلة» (١٨٩٩م) التي تدور حول مراسل حربي وما يصادفه في عمله.

كروكيت، ديفيد CROCKETT, David (١٧٨٦–١٨٣٦م)

المعروف باسم «ديفي كروكيت». عمل أصلًا بالسياسة، وانتُخب في برلمان ولايته «تينيسي» مرتَين، ثم انتُخب عضوًا بالكونجرس، واشتهر بتبنيه قضايا التوسُّع الحدودي. نسبت إليه روايات كثيرة تحمل اسمه، أشهرها «أعمال الكولونيل كروكيت ومغامراته في تكساس» (١٨٣٦م)، ثم «قصة حياة ديفيد كروكيت ابن ولاية تينيسي» التي نُشرت بعد وفاته.

كَمِنْجِز، إ. إ. CUMMINGS, E. E (١٨٩٤–١٩٦٢م)

Edward Estin CUMMINGS: ماثلَ إرنست همنجواي في عمله إبَّان الحرب العالمية الأولى في حَمَلة النقالات، ولكن في الجبهة الفرنسية، ثم سُجن في معسكر اعتقال فرنسي عام ١٩١٧م بتهمة باطلة. وقد ألهمته تلك التجرِبة كتابه الأول «الغرفة الهائلة الحجم» عام ١٩٢٢م. ثم أصدر كتابه الشعري الأول عام ١٩٢٣م بعنوان «الزنابق والمداخن»، وأتبعه بعدة دواوين أخرى. وتستبين في قصائده إيمانه بالفرد الذي يحيا حياته في مسرة وبهجة، بينما يرى أن الفرد الذي يحيا بعقله فحسب، قد مات وانقرض. ويتميَّز شعر «كمنجز» بصكِّه كلمات جديدة، وتجديده في قواعد النحو، والمزج بين الشعر الحر والأشكال الشعرية الأخرى.

البوتقة The Crucible

figure

مسرحية آرثر ميللر، أصدرها عام ١٩٥٣م، في أعقاب فشل الحملة التي قادها السناتور الأمريكي «جوزيف ماكارثي» التي بدأها عام ١٩٥٠م للكشف عن المشاركين في المنظمات الشيوعية في دوائر المصالح الحكومية من الأدباء والفنانين، ومن المتعاطفين مع الاتحاد السوفييتي والشيوعية، في إبَّان الحرب الباردة التي دارت بين الولايات المتحدة وروسيا في ذلك الوقت. وكان السيناتور مكارثي يعقد جلسات استماع استدعى فيها كبار رجال الأدب والفن «ليعترفوا» على زملائهم المنخرطين في ذلك «النشاط الهدام».

وقد استلهم ميللر هذه الواقعة ليُعيد خلق مأساة «مطاردة الساحرات» التي حدثت في مدينة «سالم» «وتُنطق سِيِلَمْ» بولاية ماساشوستس عام ١٦٩٢م. وتدور المسرحية حول القَس «ياريش» الذي يشاهد مصادفةً تجمُّعًا للفتيات اللائي يقمن بالرقص حول النار وبأعمال طقوس غريبة في الليل. وقد شارك في هذا الاحتفال ابنة أخيه «أَبِيجيل» وابنته الصغيرة «بيتي». وبعدها تسقط الطفلة بيتي مريضةً لا تستطيع نطقًا ولا حراكًا، ويحدث نفس الشيء لطفلة أخرى حضرت نفس الاحتفال الطقسي. وسرعان ما تتناثر الإشاعات في المدينة «البيوريتانية» عن أثر السحر في المرض الذي انتاب هاتَين الفتاتَين. ويأتي أحد القُضاة إلى البلدة للبحث في ذلك الأمر، وتتكشَّف وقائع نعلم منها أن هناك مشاكل ماديةً بين عدد من الأهالي خاصةً بالأرض والعلاقات والحسد هي التي تُذكي تلك الشائعات. ويتورَّط أحد شخصيات البلدة؛ «جون بروكتور»، الذي كان على علاقة بأبيجيل ثم أنهاها، في الموضوع؛ إذ تنتقم منه الأخيرة بذكر اسم زوجته «إليزابيث» في أعمال السحر، فيُضطر إلى الاعتراف أمام القاضي بالعلاقة المحرَّمة التي كانت تربطه بأبيجيل التي تريد اتهام زوجته بالسحر ليخلو لها الجو معه. وفي المحاكمة تنقُل «أبيجيل» هستيريا السحر والاتصال بالشيطان إلى الفتيات الصغيرات اللائي يشهدن معها برؤيتهن للشيطان. وينتهي الأمر بهروب «أبيجيل» مع اثنَين من مُثيرات الفتنة، بينما يُحكَم على «جون بروكتور» بالشنق إلا إذا اعترف كتابةً بتواصله مع الشيطان، وتطهُّره من ذلك بهذا الاعتراف. ويوافق بروكتور على ذلك رغم علمه بأن ذلك غير صحيح، ولكن حين يعرف أن القاضي ينتوي تعليق اعترافه ذلك على باب الكنيسة، ممَّا يحطِّم سمعته ويُشين أولاده، يمزِّق الاعتراف ويمضي إلى المشنقة غير مبالٍ.

والمسرحية تصويرٌ قويٌّ للشخصيات والضمائر في ذلك العهد، وإسقاط درامي على حدث من الشيء نفسه في أثناء مطاردة الأبرياء بتهم الانتماء إلى المذاهب الهدَّامة في الخمسينيات من القرن العشرين، والتفتيش في ضمائر الناس، بما يُعيد قصة ساحرات سالم ومحاكم التفتيش إلى الزمن الحديث.

وقد قُدِّمت المسرحية على المسرح مرات لا تُحصى، وفي بلدان عديدة وبلغات مختلفة. والغريب أن أول من قدَّمها على الشاشة هو الكاتب الفرنسي جان بول سارتر الذي كتب لها السيناريو لفيلم فرنسي بعنوان «ساحرات سالم» عام ١٩٥٧م، ومثَّلت فيه «سيمون سينيوريه» وزوجها «إيف مونتان». ولم يتمَّ عمل فيلم أمريكي عن المسرحية إلا عام ١٩٩٦م، كتب السيناريو له آرثر ميللر نفسه، وقام بدور القاضي فيه الممثِّل المسرحي القدير «بول سكوفيلد».

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤