E

شرقي عدن East of Eden

من أشهر روايات «جون ستاينبك»، صدرت عام ١٩٥٢م. وهي رواية نفسية بالدرجة الأولى، تبحث في جذور الشر والخير في الإنسان. وتحكي قصة «آدم تراسك» الذي يتزوَّج «كاثي آميس»، ويُنجبان صبيَّين هما «هارون» و«كاليب» اللذَين يماثلان «قابيل» و«هابيل». ويغار «كاليب» من هارون لمحبة الأب آدم للأخير، فيصحب أخاه لزيارة الأم التي هجرت العائلة والتحقت ببيت سيئ السمعة بعد أن غيَّرت اسمها. ويُصدَم هارون عند معرفته بأمه، ويلتحق بالجيش حيث يُقتل في معارك الحرب العالمية الأولى. وتنتحر الأم، ويُصاب الأب بالشلل، ويغلب الندم «كاليب». وعلى سرير الموت، يستعيد الأب قصة قابيل وهابيل كما هي مذكورة في التوراة، حين عفا الله تعالى عن قابيل ونفاه إلى شرقي عدن. فبالمثل، يعفو الأب عن «كاليب» ويمنحه الفرصة كيما يحيا حياةً جديدة.

والفيلم الذي صيغ عن الرواية في عام ١٩٥٥م، أخرجه «إليا كازان» وقام بدور «كاليب» فيه «جيمس دين» ونال نجاحًا عظيمًا، وترك أثرًا بالغًا في شباب تلك الفترة، بينما أصبحت الرواية من كلاسيكيات الأدب الأمريكي الحديث.

توماس ستيرنز إليوت ELIOT, Thomas Stearns (١٨٨٨–١٩٦٥م)

ويُعرف عادةً باسم T. S. ELIOT ت. س. إليوت. من أشهر شعراء اللغة الإنجليزية في العصر الحديث. وُلد في مدينة سان لويس الأمريكية وتخرَّج في جامعة هارفارد، ثم درس في السوربون الفرنسية وأكسفورد البريطانية. رحل إلى أوروبا عام ١٩١٤م واستقرَّ في لندن، وحصل على الجنسية البريطانية عام ١٩٢٧م بسبب ارتباطه بالكنسية الإنجليزية ونظام الدولة في إنجلترا، حيث تحوَّل إلى الكنيسة الأنجلو-كاثوليكية. تنقَّل في لندن في أعمال كثيرة، في التدريس، ثم وظيفة كتابية في بنك، ثم رأَسَ تحرير مجلة «كرايتيريون» الفصيلة الأدبية. بدأ إنتاجه بكتابٍ في النقد الأدبي بعنوان «الغابة المقدسة» ركَّز فيه على أهمية الموروث والتقاليد الأدبية في الإبداع والنقد، وهو انعكاس لروحه المحافظة. وقد تنقَّل ما بين إنجلترا والولايات المتحدة حيث ألقى محاضراتٍ في جامعة فرجينيا جمعها بعد ذلك في كتاب عنوانه «وراء آلهة غريبة» عام ١٩٣٤م.
وقد أبان في شِعره عن درايته العميقة بمن سبقوه من الشعراء، مع إضفاء مَسحة من الحداثة على شِعره استبانت في القصيدة التي أعطت عنوانها لعنوان أول دواوينه «بروفروك وملاحظات أخرى» عام ١٩١٧م، وعنوان القصيدة «أغنية حب ج. ألفرد بروفروك» الذي نقل الشعر نقلةً هائلة من اللغة الشِّعرية الكلاسيكية إلى لغة الحديث والصور البديعية اليومية. ثم جاءت قصيدته المشهورة «الأرض الخراب» (١٩٢٢م) The Waste Land التي وضعها صديقه الشاعر «عزرا باوند» في صيغتها النهائية، فبلغ فيها تمام تعبيره الشِّعري لفترة التشاؤم واليأس كما تستبين في القصيدة. وتوالت دواوينه: «الرجال الجوف»، «أربعاء الرماد»، «أربع رباعيات».

ولم يقتصر إنتاج إليوت على الشعر، بل كتب أيضًا عددًا من الأعمال المسرحية الهامة، منها «جريمة قتل في الكاتدرائية» (١٩٣٥م)، «اجتماع شمل الأسرة» (١٩٣٩م)، «الموظَّف الموثوق به» (١٩٥٤م).

كما كتب إليوت عددًا من المقالات والكتب في النقد الأدبي، وأحدثت مقالته عن «التقاليد والموهبة الفردية» نقلةً هامة في أسلوب النقد، وأسَّست «النقد الجديد» الذي يعتمد على تحليل النص في ذاته والابتعاد عن المشاعر الانطباعية، وأدخل عبارة «المعادل الموضوعي» في النقد، وعبَّر عن رأيه في الشعر بقوله: «الشعر ليس إطلاق العِنان للمشاعر، بل هو هروب من المشاعر؛ إنه ليس التعبير عن الشخصية، بل هو هروب من الشخصية.» وله أيضًا كتاب «ملاحظات نحو تعريف الثقافة». وقد تحوَّل كتابه «ديوان القطط» إلى مسرحية غنائية نالت شهرةً واسعة.

وقد حاز إليوت جائزة نوبل في الأدب عام ١٩٤٨م. ومعظم أعماله مترجم إلى اللغة العربية، كما توفَّر الدكتور ماهر شفيق فريد على تقديم إليوت وأعماله إلى قارئ العربية بجهد ودأب عظيمَين، في جملة أعماله النقدية والإبداعية الأخرى.

رالف إليسون ELLISON, Ralph (١٩١٤–١٩٩٤م)

figure

عمل أستاذًا زائرًا في تخصُّص الكتابة الإبداعية، وثقافة السود وآدابهم، في الكثير من الجامعات. اشتهر بروايته «الرجل الخفي» (١٩٥٢م) التي تقص حياة شاب أسود يحاول العثور على هُويته في المجتمع وفيما بينه وبين الجنس الذي ينتمي إليه. حصلت الرواية على الجائزة القومية للكتاب، وما زالت تحتل مكانةً عالية في الرواية الأمريكية وفي المناهج الدراسية. كتب أيضًا المقالة، والقصة القصيرة.

رِتشارد إلْمان ELLMANN, Richard (١٩١٨–١٩٨٧م)

وُلد في ميتشجان وتخرَّج في جامعة ييل. درَّس الأدب والنقد الأدبي في جامعات عدة في أمريكا وبريطانيا. تخصَّص في السِّير الحياتية لأعلام الأدب الأيرلندي. أصدر: «ييتس: الرجل والأقنعة» (١٩٤٨م)، «هُوية ييتس» (١٩٥١م)، «جيمس جويس» (١٩٥٩م)، «أوسكار وايلد» (١٩٨٨م) الذي نال عنه جائزة بوليتزر.

رالف والدو إمرسون EMERSON, Ralph Waldo (١٨٠٣–١٨٨٢م)

سليل أسرة من «البيوريتان» (التطهُّريون). بدأ منذ دراسته في هارفارد في تدوين يومياته التي استمرَّ في كتابتها طوال حياته. أحبَّ الطبيعة وعشق الحياة في أحضانها، وعبَّر عن ذلك في قصيدة كتبها بعنوان «وداعًا»، بعد أن ترك الإشراف على مدرسة كان يُديرها أخوه، وعاد إلى الريف. ثم درَسَ اللاهوت في هارفارد وأصبح كاهنًا في أبرشية في بوسطن. ولكن كانت نقطة التحوُّل في حياته عام ١٨٣٢م، حين استقال من عمله عندما شعر بعجزه عن مناولة رُواد الكنيسة القربان المقدس.
وبعد ذلك قام بجولة في أوروبا قابل فيها «توماس كارلايل» و«وليام وردزورث» و«كولردج»، وتقارب في ألمانيا مع الفلسفة «العُلوية» (Transcendentalism) التي تنبع منها المثالية الألمانية.

ومن بين المؤثرات في فكر إمرسون، نجد أفلاطون، والأفلاطونية الجديدة، ودراسته للكتب المقدسة الشرقية، والشك عند الكاتب الفرنسي «مونتاني»، والفلاسفة الإنجليز «بركلي» و«هيوم» و«لوك»، والميتافيزيقية الصوفية عند «سويدنبرج». وقد اتجه بعد عودته إلى بوسطن إلى إلقاء المحاضرات، التي جمعها فيما بعدُ في مقالات منشورة.

وفي ١٨٣٥م، تزوَّج إمرسون واستقرَّ في مدينة كونكورد، حيث أصبح داعيةً للفلسفة العُلوية، مع أصدقائه ثورو و«برونسون ألكوت» و«مرجريت فولر». وأصدر أول كتبه التي تُعبِّر عن فلسفته بعنوان «الطبيعة» (١٨٣٦م)، ثم «المفكر الأمريكي» (١٨٣٧م). وفي ١٨٣٨م ألقى خطابًا في مدرسة اللاهوت هاجم فيه الدين الشكلي وأثنى على التجربة الروحية الحدسية، وهو ما سبَّب إبعاده عن الخطابة في هارفارد ثلاثين عامًا!

وقد أصدر إمرسون مع رفاقه مجلة «ذي دايال» عام ١٨٤٠م، وعضَّد الحركات الإصلاحية، وتوسَّع في إلقاء محاضراته. وبالإضافة إلى كُتب مقالاته، كَتَب الشعر، وقصائدُه ميتافيزيقية فكرية. وقد صدرت فيما بعدُ مراسلاته مع مفكري عصره ضمن أعماله الكاملة، المنشورة في القرن العشرين.

ورغم أن فلسفة إمرسون تُعبِّر عن العُلوية والرومانسية، فجذورها تضرب في «التطهُّرية»، وقد عبَّر في تراثه عن إيمانه بسمو الفرد، والطابع الروحي الحقيقي، وأهمية الاعتماد على النفس، وطاعة الغريزة، والالتزام بالتفاؤل والأمل، ووجود «الروح العلوية التوحيدية» التي تُفسِّر الظواهر الكثيرة المُتعدِّدة للحياة.

لويز إرْدرِتش ERDRICH, Louise (١٩٥٤م–…)

روائية وشاعرة ذات أصول ألمانية ممتزجة بأصول السكان الأصليين. نشرت أول رواياتها عام ١٩٨٤م بعنوان «دواء الحب» التي فازت بجائزة دائرة النقاد. والرواية تتكوَّن من سرديات قصصية بلسان أصوات مُتعدِّدة من أسرتَين يعيش أفرادها في ولاية «نورث داكوتا» حيث عاشت الكاتبة. وقد عالجت فيها أحزان وضحكات أناس فقدوا أملاكهم، فصوَّرتها على نحو روائي جيد. وقد واصلت هذه السلسلة من القصص في روايتَيها التاليتَين «ملكة البنجر» (١٩٨٦م) و«مسارات» (١٩٨٨م)، ثم أكملت الرباعية بروايتها «قصر البنجو» (١٩٩٤م) التي يظهر فيها أفراد من العائلتَين.

ومن رواياتها التالية «الطاعون» (٢٠٠٩م) و«البيت المستدير» (٢٠١٢م). ويظهر في أعمال الكاتبة تأثير «الواقعية السحرية» في الطريقة التي تنسج بها الصلات بين الشخصيات وأرضهم لتُشكِّل مجتمعًا ودودًا في البلدة التي اختارتها مسرحًا لرواياتها.

وهي تعيش الآن في ولاية مينيسوتا حيث وُلدت، وتمتلك محلًّا صغيرًا لبيع الكتب، بينما تواصل كتاباتها.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤