الفصل الرابع

أسرارُ المعمَّرين: لطريقة التفكير تأثيرٌ على متوسط العمر

في الخامس والعشرين من سبتمبر عام ١٩٤٢، أُرسِل الدكتور فيكتور فرانكل، الطبيب النمساوي اختصاصي علم الأعصاب والطب النفسي، هو وزوجته ووالداه لأول معسكر من معسكرات الاعتقال النازية المتعدِّدة؛ حيث كان في طريقه لقضاء ثلاث السنوات التالية. ولم تخرج زوجته ووالداه منه أحياء.

بعد إطلاق سراحه، عاد فرانكل إلى فيينا واشتغل بتدريس أهمية العثور على معنًى ولو في وجه المعاناة البالغة. إذ كتب يقول في كتابه «بحثُ الإنسان عن معنًى»: «من الممكن أن تسلب من الإنسان كلَّ شيء ما عدا شيئًا واحدًا: آخر حريات البشر — أن تختار موقفك في أي ظروف تُلمُّ بك، أن تختار سبيلك.»1 مات فرانكل عام ١٩٩٧ في سن الثانية والتسعين.

رغم أن أغلبنا لحُسنِ الحظ لن يمرَّ بمأساة على غرار التي ألمَّت بفرانكل، فبوسعنا جميعًا تبنِّي رسالته. كذلك تُشير أدلةٌ علمية جمَّة الآن إلى الأهمية البالغة لتبنِّي هذا النوع من المواقف الذهنية الإيجابية إذا كنتَ تُريد أن تعيش حياةً أطول وأفضل. هناك عدة أشياء يمكنُك تعديلها في حياتك لتجني هذه الفائدة الكبرى — لكن لنرَ الحقائق أولًا.

أسرارُ المعمَّرين

يميل الأشخاص الذين يبلغون سنَّ المائة إلى الاعتناء بأنفسهم جسديًّا. فهم يأكُلون الكثير من الخضراوات والبقوليات، ويُقلِّلون من اللحوم، ويحتسون الكحوليات باعتدال، ولا يُدخِّنون. كما أنهم يُمارسون نشاطًا بدنيًّا بانتظام، مثل البستنة والسَّير والتجوُّل في الطبيعة. لكن ليس هذا كلَّ ما في الأمر.

تأمَّل خمسة أماكن في العالم أصبح تَعداد المعمَّرين كبيرًا بحقٍّ:
  • أولياسترا، وهي منطقة في سردينيا في إيطاليا بها أكبرُ عدد من المعمَّرين.

  • جزيرة إيكاريا في بحر إيجة في اليونان، التي بها بعضٌ من أدنى مُعدَّلات الوفيات في منتصف العمر والخرف.

  • شبه جزيرة نيكويا في كوستاريكا، التي بها أقل معدَّل وفيات في مُنتصَف العمر في العالم.

  • لوما ليندا، حيث يعيش أتباع طائفة السبتيين مُتمتِّعين بالصحة أكثرَ من الأمريكي العادي بمقدار ١٠ سنوات في المتوسط.

  • أوكيناوا، اليابان، التي بها أكبر عدد من المعمَّرات.

يقضي الناس في هذه الثقافات أغلبَ أوقاتهم مع الآخرين في شبكة اجتماعية ممتدة. فهم يعيشون في مجتمعاتٍ متماسكة حيث يختلط السكان باستمرار مع أفراد الأسرة والأصدقاء والجيران، وحيث يقضي الجدود والأحفاد أوقاتهم معًا بانتظام.

صحيحٌ أن الناس في هذه الثقافات يتعرَّضون لضغوط الحياة اليومية العادية، مثلنا جميعًا تمامًا. لكنهم يستخدمون كذلك استراتيجيات شديدة الفاعلية للحدِّ من كربهم. فعلى سبيل المثال، يُخصِّص سكان أوكيناوا بعضَ الوقت يوميًّا للتفكير في أسلافهم، ويخلُد سكان جزيرة إيكاريا إلى قيلولةٍ بانتظام، ويروِّح أهل سردينيا عن أنفسهم بشراب كحولي خلال ساعة تُباع فيها المشروبات مخفَّضة يوميًّا. كذلك تميل هذه الثقافات إلى اعتناق اعتقاداتٍ دينية وروحانية قوية، مما يساعد على التقليل من الضغوط النفسية الصُّغرى منها والكبرى.

الأهم أن الناس في هذه الثقافات تجد معنًى وغاية في حياتهم في كل مرحلة عمرية. يستخدم أهل أوكيناوا مصطلح «إكيجاي» ويقول سكان نيكويا في كوستاريكا «بلان دي فيدا»؛ الترجمة الحرفية لهذين التعبيرين هي «لماذا أستيقظ في الصباح». قد تكون لمست هذا في نفسك، أو أقاربك، أو أصدقائك، أو في أشخاصٍ نشطاء في الثمانينيات والتسعينيات يشاركون في أعمالٍ يقدِّرونها، سواء كانت رياضة بدنية أو بستنة أو توريث التقاليد للأجيال الشابة. كلنا بحاجةٍ لسببٍ يُعيننا على الاستيقاظ في الصباح، مهما كانت سنُّنا أو ظروفنا الشخصية.

العلاقة بين إيجاد معنًى وهدف في الحياة وزيادة متوسِّط العمر المتوقَّع تُؤيِّده كذلك حقائقُ مادية. حين تفحَّص الباحثون بياناتِ أكثرَ من ستة آلاف شخص من سنِّ ٢٠ إلى ٧٥ في أنحاء الولايات المتحدة على مدار ١٤ سنة اكتشفوا اختلافًا واحدًا مُتسقًا بين مَن بقوا على قيد الحياة ومَن ماتوا خلال هذه الفترة: الذين بقوا على قيد الحياة كان لديهم إحساسٌ أكبر بالمعنى والهدف، بصرف النظر عن السن أو النوع الجنسي أو ما إذا كانوا مُتقاعِدين أو لا يزالون يعملون.2
يمكننا جميعًا الاستفادة من هذه الرؤية الكاشفة المهمة: إذا أردت أن تعيش طويلًا، فابدأ في الاهتمام بنفسك بدنيًّا، لكن مع قضاء وقتٍ مع أحبائك، والتحكم في ضغطك النفسي، والبحث عن جوهرٍ لحياتك. دكتور روبرت باتلر، أول مدير للمعهد الوطني للشيخوخة، يُعبِّر عن ذلك خيرَ تعبير حين يقول: «القدرة على تحديد جوهر حياتك يُضيف لسنوات عمرك.»3

قوة التوقُّعات

إحدى السمات الشائعة التي نراها في الثقافات التي يعيش فيها الناس حتى سن ١٠٠ عامٍ فأكثر هي توقُّعاتهم عن الشيخوخة. في الواقع يعتنق الناس الذين يعيشون في سردينيا أفكارًا أكثرَ إيجابية عن الشيخوخة مقارنةً بالبالغين الذين يعيشون في أجزاءٍ أخرى من إيطاليا.4 ومثلما يصف الكاتب دان بويتنير الأمرَ في كتابه «المناطق الزرقاء» الذي يتناول الأماكنَ التي يعيش فيها الناس حياة مديدة:
يبدو أنك إذا أرسلت إلى كبار السن رسالةً بأنهم مرغوبٌ فيهم فسوف يعيشون أطول. في سردينيا، مثلًا، وأوكيناوا وإلى حدٍّ ما إيكاريا، لا تلمس بحقٍّ فكرةَ التقاعد. فلست بحاجة إلى تلقِّي الرعاية إذا كنت مسنًّا — بل من المتوقَّع منك أن تطهو الطعام وتُساعد في رعاية الأطفال أو تهتم بالحديقة.5
fig7
شكل ٤-١: متوسط طول البقاء على قيد الحياة لأصحاب الوعي الذاتي الإيجابي بالشيخوخة (ارتفاع الوعي الذاتي الإيجابي بالشيخوخة) كان ٢٢٫٦ سنة بعد البداية، مقارنةً بخمسة عشر عامًا فقط لأصحاب الوعي الذاتي السلبي (انخفاض الوعي الذاتي الإيجابي بالشيخوخة). (T. K. Levy, B. R., Slade, M. D., Kunkel, S. R., & Kasl, S. V. (2002). Longevity increased by positive self-perceptions of aging. Journal of Personality and Social Psychology, 83(2), 261–270.)
تتبنَّى هذه الثقافات طريقةَ تفكير إيجابية بشأن الكيفية التي يتمتَّع بها الأشخاص في الثمانينيات من عمرهم وما بعدها بالنشاط البدني والحكمة والقُدرة على تقديمِ إسهاماتٍ مهمَّة. إن تبنِّي توقُّعاتٍ إيجابية عن الشيخوخة يعود حقًّا بالنفع. في واحدة من الدراسات، أتم بالغون كانت أعمارهم بين ١٨ و٤٩ اختبارًا لتقييم آرائهم السلبية والإيجابية عن الشيخوخة.6 فكان من بين هذه الآراء:
  • تزداد الأمورُ سوءًا مع تقدُّمي في العمر.

  • كلما كبِرت صرتُ أقلَّ نفعًا.

  • أشعر بالسعادة الآن مثلما شعرت بها حين كنت أصغر سنًّا.

  • أتمتَّع بنفس القدْر من الطاقة كما كنت العام الماضي.

ثم ظلَّ الباحثون يفحصون المشتركين على مدار الثلاثين عامًا التالية ليروا كيف تنبَّأت تلك الآراء بما طرأ على حالتهم الصحية من تطوراتٍ فيما بعد. فكانت النتائج التي توصَّلوا إليها برهانًا واضحًا على أهمية التوقُّعات: فبعد ٣٠ عامًا، عانى ٢٥ في المائة من أصحاب الآراء السَّلبية عن الشيخوخة أحدَ أنواع أمراض القلب والأوعية الدموية (أزمة قلبية، سكتة، ذبحة صدرية … إلخ) في مقابل ١٣ في المائة فقط من الذين كانت لديهم صور نمطية إيجابية عن الشيخوخة.

تكشف أبحاثٌ أخرى نتائجَ شبيهة عن مزايا أن يتوقَّع المرء توقُّعات إيجابية عن الشيخوخة. فأصحاب تلك الآراء أقلُّ عرضة للإصابة بمُختلف الأمراض المزمنة وأقدر على التعافي من الإعاقات.7
لماذا لآرائنا عن الشيخوخة هذا التأثير القوي على حالتنا الصحية؟ إن كبار السن الذين ينظرون بإيجابية للشيخوخة يكونون أكثرَ مرونة عند مواجهة المواقف المتأزِّمة. في إحدى الدراسات سُئِل بالغون كانت أعمارهم بين ٦٠ و٩٦ عن موقفهم من الشيخوخة ثم عن أي ضغط نفسي تعرَّضوا له ذلك اليوم.8 لا عجب أن الناس الذين تعرَّضوا لضغطٍ نفسي أكثرَ في العموم كانوا مَن أعربوا عن مشاعرَ أكثر سلبية، على غرار الخوف وسرعة الانفعال والاغتمام. أما أصحاب المواقف الأكثر إيجابية عن الشيخوخة فقد كانوا يتخطون المواقف الصعبة بسُهولة؛ فلم يُظهِروا زيادة في المشاعر السلبية.
تسهم هذه النتائج في تفسير الفائدة التي تعود على صحتنا من الإيمان بصورٍ نمطية إيجابية عن الشيخوخة. أغلب الظن أن أصحاب تلك الآراء يرون الشيخوخة أمرًا هينًا؛ ومن ثَم فهي أقل مدعاة للتوتُّر. وبالتالي فإن هذا الاعتقاد يُقلِّل من الاستجابات الفسيولوجية السلبية التي تؤدِّي إلى تدهور الصحة، كما ذكرنا في الفصل الثاني. لذلك فإن أصحاب تلك الرؤى يتمتَّعون أيضًا بأجهزة مناعة أقوى؛ ومن ثَم فهم أقل عرضة للأمراض البسيطة منها والخطيرة.9
الأهم أن اعتقادات الناس عن الشيخوخة تُؤثِّر فعلًا على أعمارهم. فقد طلب الباحثون في دراسة أخرى من بالغين في الخمسين وأكبر سنًّا أن يُقيِّموا مواقفهم من الشيخوخة.10 ثم ظلَّ الباحثون على مدار الثلاثة والعشرين عامًا التالية يتواصلون مع المشاركين بانتظام لتقييم حالتهم الصحية. فكانت النتائج التي توصَّلوا إليها جديرةً بالاهتمام؛ فالأشخاص الذين أدلَوا بمواقفَ إيجابية إزاء الشيخوخة بلغوا أعمارًا أطول من أصحاب المواقف السَّلبية بنحو سبع سنوات ونصف في المتوسط. المدهش أن تأثيرَ طريقة التفكير على طول العمر كان أقوى حتى من عوامل الوحدة والنوع الجنسي والتدخين وممارسة الرياضة.

من ثَم فإن إحدى وسائل بلوغ سن ١٠٠ عام هي نشأة توقُّعات إيجابية عن المعنى الحقيقي للشيخوخة.

لماذا تتضرَّر صحتنا من شعورنا بأننا مُسنُّون

في الفصل الماضي عرفتم كيف أن مجرَّد الإحساس بالشيخوخة يُؤدي إلى ضعف الذاكرة. ولعلكم توقَّعتم، أن السن التي تشعر أنك فيها، مهما كان عمرك الزمني، تؤثِّر على الطريقة التي تتقدَّم بها في العمر كذلك.

سأل الباحثون في واحدة من الدراسات مُسنِّين كانت أعمارهم بين ٦٥ و١٠٢ سنة عن أعمارهم، لتحديد أعمارهم الزمنية.11 ثم سألوهم في أي سنٍّ يشعرون أنفسهم فيها، لقياس سنِّهم الوهمية. ثم أخذ الباحثون يتبيَّنون ما إذا كان الأشخاص يشعرون بأنهم أكبر أو أصغر من سنهم الفعلية. حين تواصل الباحثون مع هؤلاء الأشخاص أنفسهم مرةً أخرى بعد أعوام، سألوهم عما إذا كانوا قد أمضَوا ليلةً في المُستشفى في أيِّ وقت خلال العام المُنصرِم.

وكما تنبَّأ الباحثون، كانت فرص دخول المستشفى أكثرَ بكثير بين الأشخاص الذين كانوا يشعرون أنهم أكبرُ من سنِّهم الزمنية. إذ وجدوا أن الذين كانوا يشعرون بأنهم أكبر من سنِّهم هم الأكثر عرضةً لقضاء ليلةٍ في المستشفى بنسبة ١٠ إلى ٢٥ في المائة مقارنةً بالذين كانوا يشعرون بأنهم في سنهم أو أصغر منها.

تشير هذه النتائج إلى التأثير القوي لأفكارنا على صحتنا البدنية. لكن ما يسترعي الانتباه أكثرَ حتى من ذلك أن أفكار الناس حول مستوى نشاطهم البدني يساعد في توقُّع أعمارهم.

للتحقُّق من مواقف الناس الذهنية من طول الأجل، تفحَّص الباحثون في واحدة من الدراسات بياناتِ أكثر من ٦٠ ألف بالغ يعيشون في أنحاء الولايات المتحدة.12 تقدَّم هؤلاء البالغون بمعلوماتٍ عن عاداتهم الصحية العامة، بما في ذلك السن ومؤشِّر كتلة الجسم والأمراض المزمنة ومستوى النشاط البدني. كذلك سُئلوا سؤالًا إضافيًّا: «هل ترى نفسك أكثرَ نشاطًا، أم أقل نشاطًا أم بنفس نشاط الأشخاص الآخرين من نفس عمرك؟»

وبعد ٢١ عامًا، طالع الباحثون سجلات الوفيات لتبيُّن مَن مات من الأشخاص الذين شاركوا في بحثهم. فتبيَّن أن الأشخاص الذين اعتقدوا أنهم أقل نشاطًا على المستوى البدني من الآخرين كانوا أكثرَ عرضة للموت بنسبة ٧١ في المائة خلال فترة المتابعة مقارنةً بالذين اعتقدوا أنهم أنشط بدنيًّا من الآخرين. هذه الصِّلة بين الوعي بالنشاط البدني والبقاء على قيد الحياة تظلُّ قائمة حتى حين نضع في الحسبان عواملَ أخرى متصلة بطول العمر، مثل مؤشر كتلة الجسم والمستوى الفعلي للنشاط البدني.

تدُل هذه النتائج على تأثيرِ طريقة التفكير — أي إنه مهما كان العمر الزمني للناس فإن الذين يشعرون أنهم أصغر سنًّا يتمتَّعون بصحةٍ جسدية أفضل ويعيشون حياةً أطول.

الميزة الإيجابية

كما عرفتم في الفصول السابقة، مَن ينظر إلى الحياة نظرةً إيجابية هو الأكثر السعادة والأوفر صحة. بل إن مَن يمضي في الحياة ممعنًا التفكيرَ فيما هو طيِّب، بدلًا مما هو سيئ، يعيش حياةً أطول كذلك.13
تدارس الباحثون في إحدى الدراسات سِيَرًا ذاتية كتبتها راهبات في المرحلة المبكِّرة من سنين الرشد (من سن ١٨ حتى ٣٢).14 وصنَّفوا الأنواع المختلفة من المضمون العاطفي التي تضمَّنتها هذه الحكايات لتقييم درجة المضمون العاطفي الإيجابي لديهم. وفيما يلي مثالان على ذلك:
  • «وُلدت في ٢٦ من سبتمبر ١٩٠٩، أنا الأخت الكبرى بين سبعة إخوة وأخوات، خمس من البنات واثنان من الصبية … قضيت سنة ترشُّحي للرهبنة في الدير، أُدرِّس الكيمياء وكتاب «لاتينية العام الثاني» في معهد نوتر دام. وبمشيئة الرب، أنوي أن أبذل قصارى جهدي لطائفتنا، في سبيل نشر الدين ومن أجل صلاحي الشخصي.»

  • «بدأ الرب حياتي خيرَ بداية بأن أنعم عليَّ بنعمةٍ لا تُقدَّر بثَمن … العام الماضي الذي قضيته مرشحة أدرس في نوتر دام كوليدج كان عامًا سعيدًا جدًّا. وأتطلع الآن بفرحة ولهفة لأن أتلقى ثوب رهبنة السيدة مريم وأصبو إلى حياةِ الانخراط في الحب الإلهي.»

كما ترَون، تتضمَّن الفقرة الأولى في مجملها معلومات موضوعية عن حياة الشخص. أما الثانية، فعلى النقيض، تتضمن العديد من العواطف الإيجابية — «سعيدة جدًّا»، «فرحة ولهفة».

تحرَّى الباحثون فيما بعدُ عن سنِّ الراهبات حين وافتهن المنية. الراهبات اللواتي كن في الربع الأدنى من ناحية العواطف الإيجابية في سيَرهن الذاتية كان متوسِّط أعمارهن المتوقعة ٨٦٫٦ سنة. أما اللواتي كنَّ في الربع الأعلى من العواطف الإيجابية فكان مُتوسِّط أعمارهن المتوقَّعة ٩٣٫٥ سنة. حتى في هذه العينة الفريدة من نوعها — فكلهنَّ نساء منصبٌّ اهتمامهن على الدين — تبرهِن لنا هذه الفجوة المساوية لسبع سنوات تقريبًا أن تبنِّي طريقة تفكير إيجابية من الممكن أن يطيل أعمارنا.

في دراسة أخرى، طلب الباحثون من أشخاص أعمارُهم بين ٦٥ و٨٥ أن يقيِّموا درجةَ مدى قبولهم لبنودٍ مختلفة تقيس مقدار التفاؤل.15 أصحاب المعدَّلات المرتفعة من التفاؤل قبلوا البنود التالية:
  • كثيرًا ما أشعر أن الحياة مليئة بالوعود.

  • في حياتي العديد من لحظات السعادة.

  • ما زال لديَّ العديد من الأهداف كي أسعى لتحقيقها.

  • أجد روحي المعنوية مرتفعةً أغلب الوقت.

حين تقصَّى الباحثون سجلات وفيات نفس الأشخاص بعد تسع سنوات، كاد معدَّل الوفيات أن يُشكِّل نصف معدل وفيات أولئك الذين كانوا متشائمين. ولم يجدوا اختلافًا حين وضعوا في حسبانهم عواملَ أخرى تؤثِّر على طول العمر، منها السن، والنوع الجنسي، ومؤشر كتلة الجسم، ومستوى الكولسترول، ومستوى التعليم، ومعدلا التدخين واستهلاك الكحول، وتاريخ الأمراض المزمنة أو أمراض القلب والأوعية الدموية أو ضغط الدم المرتفع. لقد عاش المتفائلون حياةً أطول.

لا تزال هذه الصلة بين التفاؤل ومتوسط العمر المتوقَّع تثبت صحتها في دراسة تلو الأخرى، منها بعض الدراسات التي امتدَّت فيها فترة المتابعة طويلًا. فعلى سبيل المثال، اكتشفت دراسة امتدت ٣٠ عامًا أجراها مستشفى مايو كلينك أن نسبة تعرُّض المتشائمين للوفاة أعلى من المتفائلين بمقدار ١٩ في المائة.16
وكما ذكرت لين أدلر، مؤسِّسة المشروع الوطني للتوعية بالمعمَّرين: «ببساطة المعمَّرون ليسوا متخاذلين. فلديهم قدرة هائلة على إعادة التفاوض مع الحياة عند كل نقطة تحوُّل، ولديهم الاستعداد لقبول الخسارة والتحديات والتغيُّرات التي تأتي مع الشيخوخة دون السماح لها بأن تعرقلهم.»17
حتى الأشخاص الذين يعانون أمراضًا تفضي إلى الموت يعيشون في المتوسط ستة شهور أكثرَ ما داموا يتبنَّون طريقةَ تفكير متفائلة مقارنةً بأصحاب طريقةِ التفكير المتشائمة. ففي إحدى الدراسات، بعد خمس سنوات من العلاج كان ٣٣ في المائة من مرضى سرطان الرئة المتفائلين لا يزالون على قيد الحياة، مقارنةً ﺑ ٢١ في المائة فقط من المرضى المتشائمين.18 مرةً أخرى نجد العلاقة بين التفاؤل ومتوسِّط العمر المتوقَّع قائمةً حتى بعد أن نضع في الحسبان السن، والنوع الجنسي، والسلوكيات المؤثِّرة على الصحة، ومرحلة السرطان، ونوع العلاج.

ابتسِم: سوف تعيش طويلًا

هناك مَثَل صيني قديم يقول: «الابتسامة تُضيف لعمرك ١٠ سنوات إضافية.» وتبرهِن الأبحاث التجريبية حاليًّا على أن هذه المقولة بها شيء من الصواب.

لقد عُثر على صلةٍ واضحة بين الابتسام ومتوسِّط العمر المتوقَّع في دراسةٍ تُحلِّل البطاقات التي تحمل صور لاعبي البسيبول في بداية مسيرتهم؛ إذ حلَّلت الدراسة صور ٢٣٠ لاعبًا من لاعبي دوري البيسبول الرئيسي أُخذَت من سجل سنة ١٩٥٢ لجميع اللاعبين.19 ظهر بعض الرجال في هذه الصور من دون ابتسام على الإطلاق، بينما كان بعضهم بابتسامةٍ صغيرة، وآخرون بابتسامة عريضة. تحرَّت الدراسة عن سنِّ كلٍّ من اللاعبين حين تُوفي (إلى جانب متغيراتٍ أخرى بإمكانها التأثيرُ على متوسط العمر المتوقَّع، مثل عام الميلاد، ومؤشِّر كتلة الجسم، وطول المسيرة المِهَنية، والحالة الاجتماعية، والحضور في الجامعة). عاش اللاعبون الذين لم يبتسموا في المتوسط ٧٢٫٩ سنة؛ وعاش أصحاب الابتسامات المقتضبة ٧٥ سنة في المتوسط؛ أما أصحاب الابتسامات الواسعة الحقيقية فعاشوا في المتوسط ٧٩٫٩ سنة.
إذا كنتم تتساءلون كيف يمكن لابتسامةٍ عريضة أن تزيد فعليًّا متوسِّط العمر المتوقَّع، فإليكم ما اكتشفه بعض الباحثين: مجرَّد الابتسام قد يؤدي مباشرةً لتغيُّرات فسيولوجية فعلية في الجسم تحسِّن الحالة الصحية. فعلى سبيل المثال، طلبت إحدى الدراسات البارعة من الناس الاحتفاظَ بعيدان الطعام الصينية في أفواهِهم مع الاحتفاظ بواحد من ثلاثة أنواع مميزة من تعبيرات الوجه: ابتسامة صادقة، النوع الذي تأتيه تلقائيًّا حين تجد شيئًا مُضحكًا؛ ابتسامة عادية، النوع الذي تَفتعلُه عند التقاط صورة لك؛ وتعبير محايد.20

وفيما بعدُ، أثناء الاحتفاظ بتعبيرات الوجه المخصصة لكلٍّ منهم، طُلِب من المشاركين إنجازُ عمل مؤلم بعض الشيء: أن يضعوا يدًا واحدة في دلوٍ به ماء مثلَّج شديد البرودة.

fig8
شكل ٤-٢: عُرضت إحدى هذه الصور على المشاركين في الدراسة لمساعدتهم على إعطاء تعبير الوجه المناسب. عُرضَت الصورة اليُسرى على أفراد المجموعة المحايدة، وعُرضَت الصورة الوسطى على أفراد مجموعة الابتسامة العادية، وعُرضت الصورة اليُمنى على أفراد مجموعة الضحكة الصادقة. (Kraft, T. L., & Pressman, S. D. (2012). Grin and bear it: The influence of manipulated facial expression on the stress response. Psychological Science, 23(11), 1372–1378.)

كشفت نتائجهم عن التأثير الهائل للابتسام على القُدرة على تحمُّل الألم. إذ كان معدَّل ضربات القلب أدنى لدى الذين ظلُّوا محافظين على أي من نوعَي الابتسام، مما يدُلُّ على أن أجسامهم كانت تشعر بقدرٍ أقل من الضغط النفسي.

أهم ما في هذا البحث على وجهِ التحديد أن الابتسام أفضى إلى فوائدَ حتى بين الأشخاص الذين لم يكونوا سعداء. بعبارة أخرى، تحرَّت هذه الدراسة آثارَ الابتسام وحده — أي التعبير الذي يحتفظ به الناس على وجوههم. فإنهم لم يبحثوا السعادة الحقيقية. ورغم ذلك فقد وجدوا أن الأشخاص الذين احتفظوا بابتسامةٍ حقيقية على وجوههم شعروا بمستوياتٍ أدنى من الألم.

إذا كان تبنِّي طريقة تفكير إيجابية لا يتأتَّى لك بشكلٍ طبيعي، فابدأ بأن تبتسم أكثر، حتى حين لا ترغب في ذلك. يغيِّر الابتسام طريقةَ تفاعُل الناس معك (للأفضل دائمًا)، مما سيجعلك تَشعُر برضًا. وهذا الشعور بالرضا سيُؤدِّي إلى الحدِّ من الضغط النفسي، وانخفاض معدَّل ضربات القلب، وتَحسُّن الحالة الصحية. وكما يقول الراهب البوذي الفيتنامي والمؤلِّف، تيك نات هان (الذي كان في الحادية والتسعين من العمر وقتَ تأليف هذا الكتاب): «أحيانًا تكون فرحتك هي مصدر ابتسامتك، لكن أحيانًا أخرى من المُمكِن أن تكون ابتسامتك هي مصدر فرحتك.»21 إذن حتى التظاهر بشعورك بالسعادة من المُمكِن أن يُؤدي مع الوقت إلى السعادة الفعلية — وقد يُطيل عمرك أيضًا.

خلاصة القول

كما أوضحتُ في هذا الكتاب، تُحيط بنا الصور النمطية السَّلبية عن الشيخوخة من جميع النواحي، وهي ذات تأثيرات فعلية وكبيرة — على الذاكرة وسُرعة المشي والصحة وحتى متوسِّط العمر المتوقَّع. لكن التركيز على تغيير تلك الصور النمطية من الممكن أن يُؤدِّي إلى نتائج إيجابية.

ولدينا مثال بسيط من تشارلوت يه، رئيسة الخدمات الطبية في الجمعية الأمريكية للمُتقاعدين: فبعد أن صدمتها سيارة، ظلَّت تستخدم عكازًا أثناء إعادة تأهيلها فوجدت الغرباء وقد صاروا يُعاملونها دائمًا كما لو كانت عاجزةً تمامًا. وقد جعلتْها هذه المواقف تشعر بالأسى، فقرَّرت أن تزين عكَّازها بالشرائط والزهور. فتغيَّرت ردود أفعال الغرباء جذريًّا، حيث صارت مُقترنة لديهم بالإبداع بدلًا من العجز. يتَّضح في هذه القصة كيف تُؤثِّر التغيرات الصغيرة على الطريقة التي نقدِّم بها أنفسنا للآخرين، وطريقة تفاعُلهم معَنا بالتالي، ورؤيتنا لأنفسنا بالطبع.

تجدون فيما يلي بعض الاستراتيجيات البسيطة التي يمكن استخدامها لتغيير أفكاركم عن الشيخوخة، ومن ثَم تحسين حياتكم كيفًا وكمًّا.

تحدَّوا الأفكارَ التي تعوقُكم عن التأقلُم

بعض الناس يتحلَّون فطريًّا بخواطرَ إيجابية عن التقدُّم في العمر — فهنيئًا لهم! لكن إن لم تكن كذلك، فإن العمل على المقاومة لأفكارك السيئة غير الدقيقة عن الشيخوخة والتي تعوقُك عن التأقلم من الممكن أن يؤدي إلى نتائج واقعية وإيجابية.

استخدم الباحثون في إحدى الدراسات استراتيجيةً تُعرَف باسم «إعادة التأهيل الإسنادي» لتغيير أفكارِ بعض المسنِّين عما يَعنيه «التقدُّم في العمر» في واقع الأمر.22 استُقدِم هؤلاء المسنُّون الذين كانت أعمارهم بين ٦٥ وما فوقها، من ثلاثةِ مراكزَ لكبار السن في منطقة لوس أنجلوس. لم يكن أيٌّ منهم مشتركًا آنذاك في نشاط بدني منتظم.

حضر هؤلاء المسنُّون بعد ذلك أربع جلسات جماعية أسبوعية مدة الواحدة منها ساعة يقدِّمها مُنسِّق مُدَرب حيث جرى تحدِّي آرائهم السلبية عن الشيخوخة — مثل الاعتقاد بأن التقدُّم في السن يعني حتمًا أن يصير المرء قليل الحركة. كذلك أُخبرُوا بأن كبار السن يستطيعون ممارسة النشاط البدني وأنهم يُمارسونه بالفعل. وفي النهاية، انخرط كل المشاركين في حصةٍ تدريبية مدَّتها ساعة، ضم تدريبات قوة وتحمل ومرونة. في بداية البرنامج، كان كل المشاركين قد حصلُوا على عدَّاد خطوات إلكتروني، ليَرتدُوه طوال الوقت ويحسب عدد الخطوات التي يَخطُونها كل أسبوع.

بعد سبعة أسابيع، طلب الباحثون من المشاركين كلهم أن يملئوا استبيانات تُقيِّم آراءهم في التغيرات الذِّهنية والجسدية التي ترافق التقدُّم في السن. كما أنهم تقصَّوا التغيُّرات في حجم النشاط الذي صاروا يُمارسونه مقارنةً بحالهم قبل إتمام الجلسات الجماعية والحصة التدريبية. هل تستطيعون تخمين النتائج التي توصلوا إليها؟

أولًا، تحسَّنت مواقف المشاركين من الشيخوخة، فتجلى ذلك في زيادة التوقعات الإيجابية عن التقدُّم في الكِبَر، وكذلك زيادة ساعات النوم، وانخفاض مستويات الألم، وارتفاع مستوى الطاقة، وتراجع الصعوبة التي يواجهونها مع الأنشطة اليومية. ثانيًا، والأهم، صار المسنون الذين شاركوا في هذا البرنامج نشيطين بدنيًّا. فقد زادت على وجه التحديد مستويات سيرهم بنحو ٢٤ في المائة، أي زيادة قدرها نحو ميلين ونصف في الأسبوع. تدلُّ هذه الدراسة على أن مجرد تغيير اعتقادات الناس عن الشيخوخة من الممكن أن يكون له تأثير كبير على مستويات النشاط البدني.

فإذا كنتَ تؤمن بالصور النمطية السَّلبية عن الشيخوخة الشديدة الشيوع في ثقافتنا، فابدأ السعي من الآن لتغيير هذه الأفكار التي تعُوق عن التأقلم. فلا تزال الفرصة سانحة.

حدِّد أهدافًا سامية واسعَ لتحقيقها

سوزي ويلسون، واحدة ممَّن واجهوني، حقَّقت نجاحًا هائلًا. تشمل حياة سوزي المهنية العملَ مراسِلةً لمجلة «لايف»، ومساعدة جاكي كينيدي في تأسيسِ أول دار حضانة داخل البيت الأبيض (من أجل كارولاين كينيدي)، وإدارة شبكة التوعية بالحياة الأسرية في جامعة روتجيرز (المعروفة الآن باسم «آنسر — سكس إد، أونستلي») طوال ٢٣ عامًا.

بعد «تقاعدها»، زادت سوزان من درجة نشاطها عمومًا، بخلاف المألوف. فحين كانت في الثمانينيات من عمرها، عملت في مجلس إدارة مؤسَّسة فيستولا، التي تُوفِّر المساعدة للنساء الفقيرات في آسيا وأفريقيا ممَّن تعرضن لإصابات أثناء الولادة. وفي مايو ٢٠١٦ — وهي في السادسة والثمانين — كانت سوزي أول مُتسابقة تصل إلى خط النهاية في سباق المائة المتر فئة كبار السن للرياضيين من سن ٨٠ فما فوق في مهرجان بين ريلايز. كما أنها كتبت سيرتها الذاتية التي تحمل عن حق عنوان «ما زلت أركض».

ما تدلُّ عليه قصة سوزان، بالانسجام مع الكثير من الأبحاث العِلمية، أن مُواصَلة وضْع أهدافٍ كبرى والسعي إلى تحقيقها يمنح شعورًا بالرضا علاوةً على كونه سبيلًا رائعًا لحياة أطول. فالمُعمَّرون الذين تناولت سيرتَهم آنفًا في هذا الفصل يبرهنون بدقة على هذا النوع من الإيمان بهدف في حياتهم. على نحوٍ مُماثل، الكبار من سن ٦٥ فما أكبر الذين يشعرون أنهم قد أحرزوا تقدمًا نحو أهدافهم في يومٍ يُفيدون بشعورهم بسعادةٍ أكبر وبأعراض جسديةٍ أقلَّ في اليوم التالي.23

يتابع الفيلم الوثائقي إنتاج عام ٢٠١٦، «حالمون بالمستحيل» (إمبوسيبل دريرمرز)، حياةَ رياضيِّين مسنين يتدربون من أجل مسابقات وطنية ودولية في السباحة والركض والتنس وحمْل الأثقال وفعاليات أخرى. تُبرهن قصصهم برهانًا واقعيًّا على الفوائد الهائلة لوضع أهدافٍ عظمى والسعي لتحقيقها، مهما يكن سنُّك. وكما تفيد دانيلا بارنيا، البالغة من العمر ٧٣ عامًا، حين تعرب عن لهفتها للانتقال إلى المجموعة العمرية التالية: «أستطيع حين أكون أصغرَ مَن في المجموعة أن أحطِّم أرقامًا قياسية جديدة.»

بيْد أنني لا أقترح أن يبدأ كلُّ مَن يقرأ هذا الكتاب التمرينَ لدخول سباق الترايثلون (الثلاثي) أو بطولة دولية. لكن وضْع أي نوع من الأهداف الشخصية والعكوف على تحقيقها — مثل السفر إلى بلدٍ لم ترَه من قبل، أو التخطيط لحفلٍ كبير للاحتفال بعيد ميلاد مُهمٍّ في حياتك أو ذكرى زفاف، أو تعلُّم هواية جديدة — إنما هو استراتيجية مفيدة.

ابحث عن المعنى

الهولوكوست واحدة من أفظع الأحداث في تاريخ العالم. من ثَم، يجوز أن تتوقَّع أن يكون متوسط العمر المتوقَّع لدى الناجين منها مُتدنيًا. إلا أن الباحثين اكتشفوا العكس تمامًا؛ فالرجال الذين خرجوا أحياء من معسكرات الاعتقال أثناء الحرب عاشوا حياةً أطول من الرجال الذين فرُّوا منها بمتوسط أربعة عشر شهرًا.24 لكن هذه الحقائق تصير منطقية بالنظر إلى ما نعرفه عن قيمة نضج ما بعد الصدمة؛ أي الفوائد التي نكتسبها بعد مُعاناة تجارب مفجعة بحق.

تتجلَّى تلك التغيُّرات بدقة على الناجين من الهولوكوست، مثل التزام أقوى بالعلاقات المقربة، وقدر أكبر من المرونة، وتقدير أعمق للمَباهج الصغيرة في الحياة اليومية. تُوضِّح هذه الاكتشافات المهمة كيف يمكن لتأثير الضغط النفسي الشديد أن يُسهم في إحداث تحولات إيجابية في طريقة التفكير، وهو ما يعود بدوره بفوائدَ كبرى على طبيعة الحياة وطولها.

مهما كانت ظروفنا في الحياة، يمكننا جميعًا أن نتخذ خطوات للعثور على معنًى في حياتنا بالاشتراك في أنشطةٍ مثل الأنشطة التالية:
  • تطوَّع في منظمةٍ تجدها أنت شخصيًّا هادفة — سواء كانت مختصة في الأنشطة البيئية أو إنقاذ الحيوانات أو الدعاية السياسية.

  • اقضِ بعضَ الوقت مع أقاربك وأصدقائك المقربين — خطِّط لأنشطةٍ منتظمة (مثل مشاهدة فيلم، أو تجربة مطاعم جديدة، أو لعب الجولف)؛ اذهب في رحلةٍ مع أولادك أو أحفادك؛ دَوِّن ذكرياتك المفضَّلة أو تاريخ أسرتك أو نصائح لتُشاركها مع أحبائك.

  • تبرَّع للقضايا التي تؤمن بها — مثل المتاحف والكليات والجامعات والمنظمات السياسية.

الواقع أنه مهما بلغتَ من العمر أو كانت ظروفك الحياتية، من الضروري أن تُخصِّص بعضًا من وقتك وطاقتك للناس والقضايا التي تراها مهمة. والأعظم أهميةً أنه بتبني المرء طريقةَ تفكير إيجابية يُركِّز على ذلك الهدف، يصير عمره أطول وحياته أفضل.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤