الفصل السابع

قصائد مهيار في أهل البيت

  • (١)

    لمهيار في أهل البيت عشر قصائد طوال، وجو تلك القصائد يشعر بأن معاصريه كانوا يستكثرون عليه أن يمعن في مدح آل الرسول، كأن العصبية لأهل البيت كانت تعتمد على الجنسية العربية، فإنا نراه يقول:

    أَنَا الْعَبْدُ وَالَاكُمُ عَقْدُهُ
    إِذَا الْقَوْلُ بِالْقَلْبِ لَمْ يُعْقَدِ
    وَفِيهِ وِدَادِي وَدِينِي مَعًا
    وَإِنْ كَانَ فِي «فَارِسٍ» مَوْلِدِي
    خَصَمْتُ ضَلَالِي بِكُمْ فَاهْتَدَيْتُ
    وَلَوْلَاكُمُ لَمْ أَكُنْ أَهْتَدِي
    وعبارة «وإن كان في فارس مولدي» تُعيِّن أن تشيع الفرس كان يُقابَل في بعض البيئات بشيء من الاستغراب، ويؤيد هذا ما جاء في التمهيد ليائيته في رثاء أهل البيت؛ إذ يقول جامع الديوان:

    وقال يرثي أهل البيت، وبلغه أن بعض حاسديه يستكثر مدحه إياهم، ويدعي عليه أنه بما يظهر من المخالفة في الأصول لا يجوز أن يخلص في مدحهم ويذكر ذلك في آخر القصيدة.

    ومعنى هذا الكلام أن مهيارًا كان يتعصب للفرس، والتعصب للفرس ينافي التشيع لأهل البيت، ويكاد يكون من المعقول ألَّا يجتمع تشيع وشعوبية، ويوضح هذا قول مهيار في اليائية:

    هَذَا لَهُمْ وَالْقَوْمُ لَا قَوْمِي هُمُ
    جِنْسًا وَعُقْرُ دِيَارِهِمْ لَا دَارِيَا
    إِلَّا الْمَحَبَّةَ فَالْكَرِيمُ بِطَبْعِهِ
    يَجِدُ الْكِرَامَ الْأَبْعَدِينَ أَدَانِيَا

    وقوله في خطاب علي بن أبي طالب:

    وَبِرَغْمِهِمْ لَأُسَيِّرَنْهَا شُرَّدًا
    وَلَأُتْبِعَنْ مِنْهَا بَدِيئًا تَالِيَا
    غُرًّا أَقُدُّ مِنَ الْجَمَالِ مَعَانِيًا
    فِيهَا وَأَلْتَقِطُ النُّجُومَ قَوَافِيَا
    شُكْرًا لِصُنْعِكَ عِنْدَ «فَارِسَ» أُسْرَتِي
    وَبِمَا سَلِمْتَ تَفَاؤُلًا وَأَيَادِيَا
    وَتَعَصُّبًا وَمَوَدَّةً لَكَ صَيَّرَا
    فِي حُبِّكَ الشِّيعِيَّ مِنْ إِخْوَانِيَا

    وهذا نص في أن التشيع كان يوجب لذلك العهد وحدة العصبية العربية، وإن كان من العسير أن نجزم بأن الحال كان كذلك في جميع البيئات الإسلامية، فقد صارت فارس بعد ذلك من المعاقل الشيعية.

  • (٢)
    كان مهيارٌ يُعنَى بمدح آل البيت، وكانت تقترح عليه القصائد في مدحهم، فقد حدثنا جامع الديوان أنه أُنْشد قصيدة في مراثي أهل البيت من مرذول الشعر، وسئل أن يعمل أبياتًا في وزنها وقافيتها.١
    وأنه سئل عمل أبيات في مراثي أهل البيت عليهم السلام على هذا الوزن والرَّوِيِّ، وهما مما تقل مساعدة الكلام المختار على مثله، ولم يجد لإجابة الملتمس لذلك بدًّا — على ما فيه من اللين والانحطاط — فقال ارتجالًا على جهة الإملاء، ومقتضى إجابة السائل.٢

    وهذا وذلك يدلان على أمرين؛ الأول: أن الشعر في أهل البيت كان يُطلب، والثاني: أن مهيارًا كان معروفًا بحب أهل البيت.

    ولا يفوتنا من الوجهة الفنية أن نشير إلى تنبُّه مهيار إلى خطر الوزن والقافية في التعبير عن مختلف الأغراض؛ وهذا مَلْحظٌ سبقه إليه أبو الفضل بن العميد، فقد حدَّث الصاحب بن عباد أنه كان «يتجاوز نقد الأبيات إلى نقد الحروف والكلمات، ولا يرضى بتهذيب المعنى حتى يطالب بتخير القافية والوزن» وأنه سمعه يقول: «إن أكثر الشعراء ليس يدرون كيف يجب أن يوضع الشعر، ويبتدأ النسج؛ لأن حق الشاعر أن يتأمل الغرض الذي قصده والمعنى الذي اعتمده، وينظر في أي الأوزان يكون أحسن استمرارًا، ومع أي القوافي يحصل أجمل اطراد، فيركب مركبًا لا يخشى انقطاعه، والتياثه عليه.»٣

    أما القصيدة فمطلعها:

    يَا ابْنَةَ الْقَوْمِ تُرَاكِ
    بَالِغٌ قَتْلِي رِضَاكِ

    وهي في وزن مرقص، وقافية تعتمد على رقة الخطاب، وهما لا يصلحان لمصاولة خصوم أهل البيت؛ ولذلك رأينا الشاعر ينظم اثنين وثلاثين بيتًا في النسيب وفي التمهيد لبكاء أهل البيت، ثم ينظم ثلاثة وعشرين بيتًا في الغرض الذي أنشئ فيه هذا القصيد، فجاء الغرض وكأنه تبع — من حيث الكمية — لشعر النسيب.

  • (٣)

    والولاء لأهل البيت ظاهر الصدق في شعر مهيار، وهو يذكر أنه اهتدى بهداهم حين انتقل من الشرك إلى الإسلام، فيقول:

    رَكِبْتُ لَكُمْ لُقمِي فَاسْتَنَنْتُ
    وَكُنْتُ أُخَابِطُهُ مَجْهَلَا
    وَفُكَّ مِنَ الشِّرْكِ أَسْرِي وَكَا
    نَ غُلًّا عَلَى مَنْكِبِي مُقْفَلَا
    أُوَالِيكُمُ مَا جَرَتْ مُزْنَةٌ
    وَمَا اصْطَخَبَ الرَّعْدُ أَوْ جَلْجَلَا
    وَأَبْرَأُ مِمَّنْ يُعَادِيكُمُ
    فَإِنَّ الْبَرَاءَةَ أَصْلُ الْوَلَا
    وَمَوْلَاكُمُ لَا يَخَافُ الْعِقَا
    بَ فَكُونُوا لَهُ فِي غَدٍ مَوْئِلَا

    ويقول:

    يَا هُدَاةَ اللهِ وَالنَّجـْ
    ـوَةِ فِي يَوْمِ الْهَلَاكِ
    بِكُمُ اسْتَدْلَلْتُ فِي حَيـْ
    ـرَةِ أَمْرِي وَارْتِبَاكِي
    أَظْلَمَ الشَّكُّ وَكُنْتُمْ
    لِي مَصَابِيحَ الْمَشَاكِي

    ويقول في خطاب علي بن أبي طالب:

    عَادَيْتُ فِيكَ النَّاسَ لَمْ أَحْفِلْ بِهِمْ
    حَتَّى رَمَوْنِي عَنْ يَدٍ إِلَّا الْأَقَلّْ
    تَفَرَّغُوا يَعْتَرِقُونَ غَيْبَةً
    لَحْمِي وَفِي مَدْحِكَ لِي عَنْهُمْ شُغُلْ٤
    عَدَلْتُ أَنْ تَرْضَى بِأَنْ يَسْخَطَ مَنْ
    تُقِلُّهُ الْأَرْضُ عَلَيَّ فَاعْتَدَلْ
    وَلَوْ يُشَقُّ الْبَحْرُ ثُمَّ يَلْتَقِي
    فِلْقَاهُ فَوْقِي فِي هَوَاكَ لَمْ أُبَلْ
    عَلَاقَةٌ بِي لَكُمُ سَابِقَةٌ
    لِمَجْدِ «سَلْمَانَ» إِلَيْكُمْ تَتَّصِلْ

    وسلمان في البيت الأخير هو سلمان الفارسي، وكان معروف الولاء لأهل البيت، وهو يكثر من الإشارة في شعره إلى ما جرَّ عليه ولاؤه من المحن والأرزاء بسبب الأحقاد، فيقول:

    هَلْ يَبْلُغَنَّكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ الَّذِي
    جُوزِيتُ فِيكَ وَكَانَ ضِدَّ جَزَائِيَا
    مِنْ مَعْشَرٍ لَمَّا مَدَحْتُكَ غِظْتُهُمْ
    فَتَنَاوَشُوا عِرْضِي وَشَانُوا شَانِيَا
    اسْمَعْ — لِيُنْصِفَنِي انْتِقَامُكَ — إِنَّهُمْ
    بِالْجَوْرِ رَاضُونِي فَجِئْتُكَ شَاكِيَا
    لَمَّا رَأَوْا مَا غَاظَ مِنِّي شَنَّعُوا
    حَاشَاكَ أَنِّي قُلْتُ فِيكَ مُدَاجِيَا
    لَا كَانَ إِلَّا مَيِّتًا مِيثَاقُهُ
    مَنْ سَرَّهُ أَنْ كَانَ بَعْدَكَ بَاقِيَا

    وهذا نهاية التصوف في الولاء.

    ولمهيار نظرة سياسية دقيقة فيما أصاب الحسين؛ فهو يرى أن ما وقع بين الصحابة يوم السقيفة كان تمهيدًا لمصرعه في كربلاء، وانظر هذين البيتين:

    فَيَوْمُ السَّقِيفَةِ يَا ابْنَ النَّبِيِّ
    طَرَّقَ يَوْمَكَ فِي كَرْبَلَا
    وَغَصْبُ أَبِيكَ عَلَى حَقِّهِ
    وَأُمِّكَ حَسَّنَ أَنْ تُقْتَلَا

    يريد أن اجتراء القوم على زحزحة علي عن حقه في الخلافة وحرمان فاطمة من حقها في الميراث كان مما هوَّن شأن أهل البيت، وأغرى خصومهم بدم الحسين، ولو جرى الأمر من أول يوم على حفظ الحقوق لأصحاب الحقوق لبقيت هيبة أهل البيت، وعز على خصومهم أن يطمعوا في دمائهم الزكية، ومكانهم ما نعرف من حب الرسول.

  • (٤)

    أكثر مهيار من التوجع لفقد الحسين، ورأى قتله قريبًا من الشرك، فقال:

    أَرَى الدِّينَ مِنْ بَعْدِ يَوْمِ الْحُسَيْنِ
    غَلِيلًا لَهُ الْمَوْتُ بِالْمَرْصَدِ
    وَمَا الشِّرْكُ بِاللهِ مِنْ قَبْلِهِ
    إِذَا أَنْتَ قِسْتَ بِمُسْتَبْعَدِ
    وَمَا آلُ حَرْبٍ جَنَوْا إِنَّمَا
    أَعَادُوا الضَّلَالَ عَلَى مَنْ بُدِي
    سَيَعْلَمُ مَنْ «فَاطِمٌ» خَصْمُهُ
    بِأَيِّ نَكَالٍ غَدًا يَرْتَدِي
    وَمَنْ سَاءَ «أَحْمَدَ» يَا سِبْطَهُ
    فَبَاءَ بِقَتْلِكَ مَاذَا يَدِي؟
    فِدَاؤُكَ نَفْسِي وَمَنْ لِي بِذَا
    كَ لَوْ أَنَّ مَوْلًى بِعَبْدٍ فُدِي
  • (٥)

    وأهم قصائد مهيار في مدح آل البيت هي العينية التي دافع بها عن حق علي بن أبي طالب، وهي من عيون القصائد، وتُذكِّر بعينية حسان في المحاماة عن الرسول.

    تقع هذه القصيدة في تسعة وأربعين بيتًا، منها أربعة عشر في النسيب، ولكن أي نسيب، إنها نفحة من الشعر الوجداني الرصين، ولننظر كيف يقول:

    هَلْ بَعْدَ مُفْتَرَقِ الْأَظْعَانِ مُجْتَمَعُ
    أَمْ هَلْ زَمَانٌ بِهِمْ قَدْ فَاتَ يُرْتَجَعُ
    تَحَمَّلُوا تَسَعُ الْبَيْدَاءُ رَكْبَهُمُ
    وَيَحْمِلُ الْقَلْبُ فِيهِمْ فَوْقَ مَا يَسَعُ
    مُغَرِّبِينَ هُمُ وَالشَّمْسُ قَدْ أَلفُوا
    أَلَّا تَغِيبَ مَغِيبًا حَيْثُمَا طَلَعُوا
    شَاكِينَ لِلْبَيْنِ أَجْفَانًا وَأَفْئِدَةً
    مُفَجَّعِينَ بِهِ أَمْثَالَ مَا فَجَعُوا
    تَخْطُو بِهِمْ فَاتِرَاتٌ فِي أَزِمَّتِهَا
    أَعْنَاقُهَا تَحْتَ إِكْرَاهِ النَّوَى خُضُعُ
    تَشْتَاقُ نعْمَانَ لَا تَرْضَى بِرَوْضَتِهِ
    دَارًا وَلَوْ طَابَ مُصْطَافٌ وَمُرْتَبَعُ
    فِدَاءُ وَافِينَ تَمْشِي الْوَافِيَاتُ بِهِمْ
    دَمْعٌ دَمٌ وَحَشًا فِي إِثْرِهِمْ قِطَعُ
    اللَّيْلُ بَعْدَهُمُ كَالْهَجْرِ مُتَّصِلٌ
    مَا شَاءَ وَالنَّوْمُ مِثْلُ الْوَصْلِ مُنْقَطِعُ
    لَيْتَ الَّذِينَ أَصَاخُوا يَوْمَ صَاحَ بِهِمْ
    دَاعِي النَّوَى ثَوِّرُوا، صَمُّوا كَمَا سَمِعُوا
    أَوْ لَيْتَ مَا أَخَذَ التَّوْدِيعُ مِنْ جَسَدِي
    قَضَى عَلَيَّ فَلِلتَّعْذِيبِ مَا يَدَعُ

    ولما انتهى إلى مدح أهل البيت ضرب الغادرين بالقواصم، فقال:

    هَذِي قَضَايَا رَسُولِ اللهِ مُهْمَلَةٌ
    غَدْرًا وَشَمْلُ رَسُولِ اللهِ مُنْصَدِعُ
    وَالنَّاسُ لِلْعَهْدِ مَا لَاقَوْا وَمَا قَرُبُوا
    وَلِلْخِيَانَةِ مَا غَابُوا وَمَا شَسَعُوا٥
    وَآلُهُ وَهُمُ آلُ الْإِلَهِ وَهُمْ
    رُعَاةُ ذَا الدِّينِ ضِيمُوا بَعْدَهُ وَرُعُوا
    مِيثَاقُهُ فِيهِمُ مُلْقًى وَأُمَّتُهُ
    مَعْ مَنْ بَغَاهُمْ وَعَادَاهُمْ لَهُ شِيَعُ

    ثم انتقل إلى ما أضاعوا من بيعة يوم الغدير، وكانوا يرون أن النبي خطب الناس عنده، فقال: «من كنت مولاه فعليٌّ مولاه»، وقد استغل الشيعة هذا «التصريح» وعبَّر عن هواهم مهيار حين قال:

    تُضَاعُ بَيْعَتُهُ يَوْمَ الْغَدِيرِ لَهُمْ
    بَعْدَ الرِّضَا وَتُحَاطُ الرُّومُ وَالْبِيَعُ٦
    مُقَسَّمِينَ بِأَيْمَانٍ هُمُ جَذَبُوا
    ببُوعِهَا وَبِأَسْيَافٍ هُمُ طَبَعُوا
    مَا بَيْنَ نَاشِرِ حَبْلٍ أَمْسِ أَبْرَمَهُ
    تُعَدُّ مَسْنُونَةً مِنْ بَعْدِهِ الْبِدَعُ
    وَبَيْنَ مُقْتَنِصٍ بِالْمَكْرِ يَخْدَعُهُ
    عَنْ آجِلٍ عَاجِلٌ حُلْوٌ فَيَنْخَدِعُ
    وَقَائِلٍ لِي عَلِيٌّ كَانَ وَارِثَهُ
    بِالنَّصِّ مِنْهُ فَهَلْ أَعْطَوْهُ أَمْ مَنَعُوا؟
    فَقُلْتُ كَانَتْ هَنَاتٌ لَسْتُ أَذْكُرُهَا
    يَجْزِي بِهَا اللهُ أَقْوَامًا بِمَا صَنَعُوا

    واندفع يصاول خصوم أهل البيت مصاولة الفحول، فقال:

    أَبْلِغْ رِجَالًا إِذَا سَمَّيْتَهُمْ عُرِفُوا
    لَهُمْ وُجُوهٌ مِنَ الشَّحْنَاءِ تُمْتَقَعُ
    تَوَافَقُوا وَقَنَاةُ الدِّينِ مَائِلَةٌ
    فَحِينَ قَامَتْ تَلَاحَوْا فِيهِ وَاقْتَرَعُوا
    أَطَاعَ أَوَّلُهُمْ فِي الْغَدْرِ ثَانِيَهُمْ
    وَجَاءَ ثَالِثُهُمْ يَقْفُو وَيَتَّبِعُ
    قِفُوا عَلَى نَظَرٍ فِي الْحَقِّ نَفْرِضُهُ
    وَالْعَقْلُ يَفْصِلُ وَالْمَحْجُوجُ يَنْقَطِعُ
    بِأَيِّ حُكْمٍ بَنُوهُ يَتْبَعُونَكُمُ
    وَفَخْرُكُمْ أَنَّكُمْ صَحْبٌ لَهُ تَبَعُ
    وَكَيْفَ ضَاقَتْ عَلَى الْأَهْلِينَ تُرْبَتُهُ
    وَلِلْأَجَانِبِ مِنْ جَنْبَيْهِ مُضْطَجَعُ
    وَفِيمَ صَيَّرْتُمُ الْإِجْمَاعَ حُجَّتَكُمْ
    وَالنَّاسُ مَا اتَّفَقُوا طَوْعًا وَلَا اجْتَمَعُوا

    وهذه القوة في الحِجَاج تذكِّرنا بوثبات الكميت في قصائده الهاشميات.

    وقد ختم هذه القصيدة الرائعة بهذا الولاء وهو يخاطب علي بن أبي طالب:

    آبَايَ فِي فَارِسٍ وَالدِّينُ دِينُكُمُ
    حَقًّا لَقَدْ طَابَ لِي أُسٌّ وَمُرْتَبَعُ
    مَا زِلْتُ مُذْ يَفَعَتْ سِنِّي أَلُوذُ بِكُمْ
    — حَتَّى مَحَا حَقُّكُمْ شَكِّي — وَأَنْتَجِعُ
    وَقَدْ مَضَتْ فَرَطَاتٌ إِنْ كَفَلْتَ بِهَا
    فَرَّقْتُ عَنْ صُحُفِي الْبَأْسَ الَّذِي جَمَعُوا
    سَوَّلْتُ نَفْسِي غُرُورًا إِنْ ضَمِنْتُ لَهَا
    أَنِّي بِذُخْرٍ سِوَى حُبِّيكَ أَنْتَفِعُ
١  ص٢٦٢، ج٢.
٢  ديوان مهيار، ج٢، ص٣٦٧.
٣  راجع كتاب النثر الفني، ص٢٥٦، ج٢.
٤  يعترقون: ينزعون ما على العظم من لحم، وهو تصوير لخطر الاغتياب.
٥  شسعوا: بَعُدوا.
٦  يريد أن حقوق علي تضيع عليَّ حين تحفظ حقوق الأجانب الأبعدين.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤