الباب الثاني

لم يدرس إذن أفلاطون الكون والفساد إلا من حيث طريقة وجودهما بالأشياء، بل لم يكن ليدرس الكون في كل عمومه، بل اقتصر على كون العناصر. ولم يقل شيئًا على تكون جميع الأجسام التي هي من جنس اللحم والعظم وسائر الأجسام المتشابهة لها، ولم يتكلم عن الاستحالة ولا على النمو، ولم يبين كيفية إدراكه إياهما في الموجودات.١
على أنه يمكن الجزم بأنه لم يتكلَّم أحد على هذه الموضوعات إلا بطريقة سطحية جدًّا ما عدا ديمقريطس؛ فإنه يظهر أنه فكَّر في كل المسائل، ولكنه يخالفنا في إيضاح الطريقة التي بها تحدث الأشياء. ولم يفكر أحد كما قلنا آنفًا في إيضاح النمو إلا ما ربما يكون على المعنى الذي تفهم الكافة به هذه الظاهرة؛ أعني بأن يقال إن الأجسام تنمو لأن الشبيه يأتي فينضاف إلى الشبيه. أما كيف تحصل هذه الظاهرة فذلك ما لم يوضحه أحد ألبتة حتى الآن.٢
ومع ذلك، فلم تدرس أيضًا بعد مسألة الاختلاط ولا أية واحدة من المسائل التي من هذا القبيل، ولا مثلًا مسألة معرفة كيف تفعل الأشياء وتنفعل، وكيف أن شيئًا بعينه يفعل الأحداث الطبيعية وآخر بعينه ينفعل بها.٣
لما لم يهتم ديمقريطس ولوكيبس إلا بصور العناصر استخرجا منها استحالة الأشياء وكونها. وعلى هذا فمن انقسام الذرات ومن اتحادها يأتي الكون والفساد، ومن ترتيب الذرات ووضعها تأتي الاستحالة. ولكن لما كان هؤلاء الفلاسفة يحسبون الحقيقة في مجرد الظاهر، وكانت الظواهر متضادة ولامتناهية بالعدد معًا اضطروا أن يجعلوا أشكال الذرات لامتناهية أيضًا بحيث إن الشيء الواحد يمكن أن يظهر ضد ما هو لنظر هذا الرائي أو ذلك تبعًا لتغيرات وضعه، ويظهر متغير الصورة بمجرد أن تختلط به أو تزاد عليه أصغر جزئية أجنبية. ويظهر أنه صار غير ذاته جملة بتغير موضع جزء واحد من أجزائه. ذلك كما أنه يمكن أن تستخدم الحروف بعينها لتأليف مأساة أو فكاهة حسبما يختار.٤
ولكن لما كان كل الناس من غير استثناء تقريبًا يعتقد بوجه العموم أن كون الأشياء واستحالتها هما ظاهرتان مختلفتان جدًّا، وأن الأشياء لتكون أو لتفسد يجب أن تتَّحد أو تنفصل في حين أنها تستحيل بتغيرات في خواصها، وجب علينا من أجل ذلك أن نقف على هذه المسائل التي يعرض منها في الواقع صعوبات حقيقية متعددة. إذا لم يجعل كون الأشياء — مثلًا — إلا اتحادًا فإن لهذه النظرية طائفة من النتائج غير القابلة للتأييد، ولكن هناك براهين أخرى قاطعة على صحة المعنى المضاد، ومن الصعب جدًّا نقضها، تُثبِت أن كون الأشياء لا يمكن أن يكون شيئًا آخر إلا مجرد اتحاد، وأنه إذا كان الكون ليس اتحادًا فمن ثَمَّ لا يوجد كون أصلًا، وأنه ليس إلا استحالة. لذلك يجب أن نعالج حلَّ هذه الصعوبات مهما كانت خطورتها.٥
النقطة الأصلية في ابتداء هذه المناقشة هي معرفة ما إذا كانت الأشياء تكون وتستحيل وتنمو أو تعاني الظواهر المضادة لهذه الظواهر بسبب وجود ذرات، أعني أعظامًا أولية غير قابلة للقسمة، أو ما إذا كان لا يوجد أصلًا أعظام غير قابلة للقسمة. هذه النظرية هي من الخطورة بالمكان الأعلى. ومن جهة أخرى بفرض وجود الذرات يمكن أن يتساءل أيضًا عما إذا كانت — كما يريد ديمقريطس ولوكيبس — هذه الأعظام غير المنقسمة هي أجسامنا، أو ما إذا كانت مجرد سطوح كما ذكر في طيماوس.٦
ولكن من غير المعقول، كما بينَّا في غير هذا الموضع، أن نجاوز بتحليل الأجسام إلى حد تصييرها سطوحًا. وعلى ذلك يكون أقرب إلى المعقول بأن الذرات هي أجسام. على أني لأعترف أن هذا الرأي هو أيضًا قليل الشبه بالمعقول. ومع ذلك يمكن في هذا المذهب كما قد قيل أن تفسر استحالة الأشياء وكونها بتبدل الجسم الواحد تبعًا لدورانه أو لتماسه أو تبعًا لاختلاف أشكاله. ذلك ما يفعل ديمقريطس، وهذا هو الذي أدى به إلى إنكار حقيقة اللون ما دام اللون في عرفه إنما يكون من حركة الأجسام حول مركزها. ولكن الذين يقبلون قسمة الأجسام إلى سطوح أولئك لا يمكنهم بعد ذلك أن يدركوا اللون؛ لأنه بجمع السطوح ذوات السعة بعضها مع بعض يمكن الوصول فقط إلى تكوين جوامد، ولكن لا يمكن الوصول إلى إيجاد أي كيف جسماني.٧
والسبب الذي جعل هؤلاء الفلاسفة يرون — أقل من الآخرين — الظواهر التي هي محلُّ وفاق بين الناس جميعًا هو عدم المشاهدة. وعلى ضد ذلك الذين استزادوا من فحص الطبيعة، أولئك أحسن حالًا في استكشاف هذه المبادئ التي يمكن أن تنسحب بعدُ على حوادث ما أكثر عددها. ولكن هؤلاء الذين هم تائهون في نظريات معقدة لا يلاحظون الأحداث الواقعة، وليست أعينهم موجَّهة إلا إلى عدد قليل من الظواهر، وهم يحكمون بسهولة كبرى.٨
ها هنا أيضًا يمكن أن يرى كل الفرق الذي يفرق بين الدراسة الحقة للطبيعة وبين دراسة منطقية محضة؛ لأن هؤلاء الفلاسفة من أجل أن يبيِّنوا مثلًا أنه يوجد ذرات أو أعظام غير قابلة للقسمة يدعون أنه إذا لم تكن تلك الذرات فإن المثلث نفسه — المثل الأعلى للمثلث — يكون مؤلَّفًا مع أن ديمقريطس في هذه المسألة يظهر أنه لم يعول في حلها إلا على دراسات خصوصية وطبيعية محضة. ومع ذلك فإن ما سيلي من هذه المناقشة سيبيِّن لنا ما نريد أن نقول بأوضح من ذلك.٩
من الصعوبة الكبرى افتراض أن الجسم يوجد، وأنه عظم قابل للقسمة إلى ما لا نهاية، وأنه من الممكن تحقيق هذه القسمة، فماذا يبقى في الواقع في الجسم الذي يمكن أن يخلص من قسمة كهذه؟ فإذا افترض أن شيئًا قابلًا للقسمة مطلقًا وأنه حقيقة قسمته هكذا، فلا يكون من المحال في شيء أنه أمكن قسمته مطلقًا مع أنه لم يقسم في الواقع ولا أنه قد قسم فعلًا، والأمر كذلك إذن فيما إذا يقسم الشيء بالنصف. وعلى العموم لو أن شيئًا قابلًا بالطبع للقسمة إلى اللانهاية قد قسم لما كان ذلك محالًا ألبتة، كما لا يكون محالًا أن يفترض إمكان قسمته عشرة آلاف مرة مضروبة في عشرة آلاف مع أنه لا أحد يستطيع المجاوزة بالقسمة إلى هذا الحد.١٠
ما دام الجسم معتبرًا أنه حائز لهذه الخاصة، فلنسلم أنه يمكن قسمته مطلقًا على هذا النحو، ولكن إذن ماذا يبقى بعد هذه التقاسيم؟ هل سيكون عظمًا؟ لكن ذلك غير ممكن؛ لأنه إذا يوجد شيء فرَّ من عملية التقسيم وكان الفرض — على الضد — أن الجسم قابل للقسمة من غير أي حد ومطلقًا. ولكنه إذا لم يبق جسم ولا عظم وظلت القسمة مستمرة، فإما أن القسمة لا تقع إلا على نقط، وإذن تصير العناصر التي تركب الجسم عديمة العظم، وإما ألا يبقى هناك شيء أصلًا.١١
ينتج من ذلك أنه، سواء أكان الجسم يأتي من لاشيء أم يؤلَّف من أجزاء، فالأمر على الحالين تصيير الكل إلى ألا يكون إلا ظاهرًا، حتى مع التسليم بأن الجسم يمكن أن يأتي من نقط، فلا يكون هناك أيضًا كم. وفي الواقع لو أن هذه النقط كانت تتماس لتؤلف عظمًا واحدًا، وأن العظم كان واحدًا، وأنها كلها فيه؛ فإن جميع هذه النقط المجتمعة ما كانت لتجعل الكل أكبر؛ لأن الكل بانقسامه إلى نقطتين أو عدة لا يكون لا أكبر ولا أصغر من ذي قبل، بحيث إنه مهما جمع من تلك النقط فلا يمكن الوصول أبدًا إلى تأليف عظم حقيقي منها.١٢
إذا قيل إنه يوصل بالقسمة إلى ألا يحصل منها إلا كنشارة الجسم فحتى على هذا الفرض لا بد من أن الجسم يأتي من عظم أيًّا كان، وتبقى المسألة كما كانت، وهي كيف أن هذا الجسم الأخير قابل للقسمة في دوره، فإذا قيل إن ما انفصل ليس جسمًا بل هو صورة ما قابلة للانفصال أو خاصة ما، فينتج من ذلك أن العظم يتحوَّل إلى نقط وإلى تماسات محولة بهذه الطريقة. وإذن يكون من غير المعقول الاعتقاد بأن العظم يمكن أبدًا أن يأتي من أشياء ليست عظامًا.١٣
ولكن فوق ذلك في أي مكان تكون هذه النقط سواء افترضت عديمة الحركة أم افترضت متحركة؟ إنه لا يوجد أبدًا إلا تماسٌّ واحد بين شيئين، فلا بد أيضًا من افتراض أنه يوجد شيء ليس هو التماس ولا القسمة ولا النقطة.١٤

لو قبل إذن أن كل جسم أيًّا كان مهما كان امتداده يمكن دائمًا أن يقبل القسمة مطلقًا، لكانت تلك هي النتائج التي يوصل إليها.

من جهة أخرى إذا أمكنني بعد القسمة أن أركب الخشب الذي نشرته أو أية مادة أخرى بأن أعيد إليها وحدتها الأولى، وأن أجعلها مثلما كانت تمامًا، فمن الواضح أني أستطيع أن أفعل ذلك في أية نقطة بلغتها في كسري الخشب. إذن فبالقوة الجسم قابل دائمًا للقسمة مطلقًا وبدون حد. ماذا يوجد إذن ها هنا خارجًا عن القسمة وبمعزل عنها إذا قيل إنها خاصة للجسم؟ يمكن دائمًا أن يسأل كيف أن الجسم يتحلَّل إلى خواص من هذا القبيل؟ وكيف يمكن أن يتألف منها؟ وكيف أن هذه الخواص يمكن أن تنفصل عن الجسم.١٥
إذا كان إذن محالًا أن الأعظام تتكون من مجرد تماسات أو فقط؛ فإنه يلزم ضرورة أن يوجد أجسام وأعظام لا تتجزأ. ولكن هذا الافتراض عينه للذرات يخلق مجالًا لا يمكن تخطيه، ولو أن هذه المسألة قد فحصت في غير هذا الموضع إلا أنه يلزم أن يحاول حلها هنا أيضًا. وللوصول إلى ذلك يلزم أخذها من جديد بتمامها من البداية.١٦
نقول إذن بادئ بدء إنه ليس من غير المعقول في شيء تقرير أن كل جسم محسوس هو معًا قابل للقسمة وغير قابل للقسمة في نقطة ما، ما دام أنه يمكن أن يكون قابلًا للقسمة بالقوة المجردة وغير قابل للقسمة بالفعل. ولكن الذي يظهر أنه محال تمامًا هو أن جسمًا يكون قابلًا للقسمة وغير قابل لها معًا بالقوة؛ لأنه إذا كان ذلك ممكنًا فلا يكون أبدًا بهذا الوجه أن الجسم يجمع بين الخاصتين بأن يكون غير قابل للقسمة وقابلًا لها معًا بالفعل. بل إنه يكون فقط قابلًا للقسمة بالفعل في نقطة ما؛ وإذن لا يبقى منه شيء مطلقًا، ويتحول الجسم إلى شيء غير جسماني. ومع التسليم بأنه يمكنه أن يكون ثانية إما بأن يأتي من النقط أو أن لا يأتي من شيء أبدًا على الإطلاق، فكيف يصير كون الجسم من جديد ممكنًا؟١٧
أما ما هو بيِّن، فهو أن الجسم ينقسم بالفعل إلى أجزاء متميِّزة ومنفصلة وإلى أعظام أصغر فأصغر دائمًا تتباعد بعضها عن بعض وتنعزل. ولكن من المحقق أيضًا أن هذه التجزئة البعضية لا يمكن أن يجاوز بها إلى اللانهاية، وأنه ليس من الممكن أيضًا قسمة الجسم في أية نقطة ما؛ لأن هذه القسمة غير المحدودة ليست ممكنة الإجراء، ولا يمكن أن تتمشَّى إلى حد معين.١٨
يلزم إذن أن توجد ذرات أو أعظام لا تتجزَّأ، خصوصًا إذا سلم أن كون الأشياء وفسادها يحصلان أحدهما بالتفرق والآخر بالاجتماع، ذلك هو الاستدلال الذي يظهر أنه يبيِّن ضرورة وجود الأعظام غير القابلة للقسمة أو الذرات. ونحن نتكفَّل بإثبات أن هذا الاستدلال يرتكز من حيث لا يشعر على سفسطة مستورة بستار سنكشفه عنها.١٩
كما أن النقطة لا تتَّصل بالنقطة فقابلية القسمة المطلقة تكون من جهة متعلقة بالأعظام ومن جهة أخرى غير متعلقة بها. ومن يسلِّم بهذه النظرية يظهر أنه يسلم أيضًا بأنه لا يوجد بعد إلا النقطة التي هي في كل مكان وفي كل اتجاه، وبنتيجة ضرورية فإن العظم بالتجزئة يصير لا شيء؛ لأن النقطة ما دامت في كل مكان فالجسم لا يمكن أن يتركب إلا من التماسات أو من النقط.٢٠
وحينئذ فمعنى هذا هو الرجوع إلى القول بأن الجسم قابل للقسمة مطلقًا ما دام يوجد في كل محل نقطة ما، وأن كل النقط مجتمعة هي ككل واحدة منها على حدة، وأنه في الواقع لا يوجد أكثر من واحدة؛ لأن النقط ليست متتابعة بعضها لبعض. والنتيجة أيضًا أن الجسم ليس قابلًا للقسمة مطلقًا؛ لأنه إذا كان الجسم قابلًا للقسمة في وسطه فإنه يكون قابلًا لها في النقطة التي تتصل بهذا الوسط. ولكن الآن غير متصل بالآن كما أن النقطة لا تتصل بالنقطة. على أنه في هذا تنحصر قسمة الأجسام وتركيبها بحيث إنه يوجد أيضًا اجتماع وافتراق للأجزاء. ولكن الجسم مع ذلك لا يتحول إلى ذرات، وإنه لا يأتي من ذرات. تلك النظرية التي تشمل صعوبات عديدة لا يمكن حلها. كذلك لا يمكن أن يتركب الجسم بطريقة بها تكون التجزئة ممكنة لا إلى حد ما. فإذا كانت النقطة تتبع في الواقع النقطة كان الأمر كذلك، ولكن الجسم ينحلُّ إلى أجزاء متدرجة في الصغر، وإن الاتحاد حصل بين أصغر الأجزاء.٢١
الكون المطلق الكامل للأشياء لا يقصر كما زعموا على اجتماع العناصر وتفرقها، كما أن الاستحالة ليست مجرد تغير في الكتلة، بل ذلك خطأ تام يقع فيه كل الناس. ونكرر مرة أخرى أنه لا يوجد كون وفساد مطلقان للأشياء باجتماع العناصر وافتراقها، إنما يوجدان فقط متى يتغير شيء بكله عندما يأتي من شيء آخر بعينه.٢٢
وقد يظن أيضًا أن الاستحالة هي تغير ما من هذا القبيل، ولكنَّ ها هنا فرقًا عظيمًا، فإن في الموضوع جزءًا يرجع إلى الكنه وجزءًا يرجع إلى المادة، فمتى فقط حصل التغيُّر في هذين الأمرين، فهناك حقًّا كون وفساد. ولا يكون إلا مجرد استحالة متى حصل التغير في الخواص والكيوف العارضة للشيء.٢٣
فما هو إلا بافتراق الأشياء وباجتماعها أنها تصير قابلة للفساد بسهولة، مثال ذلك متى تجزَّأ الماء إلى نقيطات صغيرات تتحول بأسرع ما يكون إلى هواء، في حين أنها إذا بقيت كتلة تصير هواءً بأبطأ من ذلك.٢٤
على أن هذا سيتضح فيما يلي. ولكن ها هنا أردنا فقط إثبات أن من المحال أن يكون كون الأشياء مجرد تأليف كما زعم بعض الفلاسفة.٢٥

هوامش

(١) لم يدرس إذن أفلاطون: رجع أرسطو إلى فحص مذاهب أسلافه. إذن: هذه الكلمة موجودة في النص دون أن يكون لها وجه يبررها. طريقة وجودهما بالأشياء: يحتمل أن أرسطو يريد أن يقول إن أفلاطون لم يدرس الكون إلا في الحال الراهنة للأشياء من غير أن يحاول الصعود إلى الأصل، فإذا كانت هذه هي فكرته فقد لا تكون صادقة تمامًا؛ إذ قد يوجد في طيماوس ما يناقضها. على كون العناصر: دون كون الكيوف التي تنتاب العناصر. على الاستحالة ولا على النمو: يعني النوعين الآخرين للحركة.
(٢) ما عدا ديمقريطس: مدح ديمقريطس هذا يمكن أن يظهر عظيمًا جدًّا بعد ذلك الانتقاد السابق الموجه إلى أفلاطون. كل المسائل: ليست عبارة النص في هذا القدر من الضبط. التي بها تحدث الأشياء: هذا ليس تامَّ الوضوح، ولكن عبارة النص أدقُّ من ترجمتنا، ولا شك في أن أرسطو يريد أن يقول إن ديمقريطس موافق له فيما يتعلق بكون الأشياء، ولكنه يخالفه في كيفية حدوث هذه الظاهرة. في إيضاح النمو: لا يرى أن أرسطو نفسه قد سدَّ هذا النقص (ر. الطبيعة ك٦ ب١٦ ف٥ من ترجمتنا).
(٣) ومع ذلك فلم تدرس أيضًا: بعض هذه المسائل قد درس، إما في كتاب الطبيعة وإما في الكتاب الرابع من الميتيرولوجيا «الآثار العلوية»، ولكني لا أعرف إذا كان أرسطو قد تعمَّق في البحث فيها إلى أبعد مما فعل أسلافه.
(٤) لما لم يهتم ديمقريطس ولوكيبس إلا بصور العناصر: ليست عبارة النص على هذا القدر من الضبط. وهذا المعنى هو معنى فيلوبون، وقد يمكن ترجمته هكذا: «بعد أن تخيل ديمقريطس ولوكيبس صور العناصر.» الذرات: أضفت هذه الكلمة لأن مذهب ديمقريطس معلوم تمامًا، ومذهب الذرات لا يقبل في الحقيقة إلا القسمة والاتحاد والترتيب والوضع عِلَلًا لجميع الظواهر. يحسبون الحقيقة في مجرد الظاهر: هذا هو المذهب الذي اعتنقه بعد ذلك السفسطائيون، وطالما حاربه سقراط (ر. فروطاغوراس لأفلاطون). أشكال الذرات: أضفت أيضًا هاتين الكلمتين. تبعًا لتغيرات وضعه: مثَّل فيلوبون لذلك بطوق الحمامة؛ فإنه تبعًا لمسقط الضوء وموضع الرائي يتلوَّن بالألوان المختلفة. جزء واحد من أجزائه: ليست عبارة النص على هذا القدر من الضبط. تستخدم الحروف بعينها؛ أو بعبارة أصرح «حروف الهجاء».
(٥) كل الناس: يشمل أنكساغوراس وأمبيدقل. كون الأشياء واستحالتها: من الصعب في الواقع خلط الظاهرتين وجعل إحداهما الأخرى، وإن عبارة النص في التمييز جلية غاية الجلاء. وجب علينا أن نقف: سيكون ذلك موضوع هذا الباب والأبواب التالية. طائفة من النتائج غير القابلة للتأييد: هذا مبهم.
(٦) هي معرفة: ما إذا كان يوجد ذرات أو لا يوجد. تكون وتستحيل وتنمو: تلك هي الأنواع الثلاثة للحركات التي الأشياء قابلة لها. الظواهر المضادة لهذه: يعني الفساد والاستحالة إلى كيفٍ مضاد والنقص. أعني: أضفت هذه الكلمة. هذه النظرية هي من الخطورة بالمكان الأعلى: لذلك عاد أرسطو إلى الكلام عليها مرات عدة، كما ذكر في طيماوس، ر. كتاب السماء ك٣ ب٧ ف١٤.
(٧) في غير هذا الموضع: في كتاب السماء ك٣ كما يقول أيضًا فيلوبون. إلى حد تصييرها سطوحًا: هذا الراي ليس هو رأي أفلاطون في طيماوس إلى حد ما يظهر على أرسطو أنه يذهب إليه هنا. على أني لأعترف: عبارة النص أقل وضوحًا من هذه. كما قد قيل: يرى فيلوبون أن الألفاظ التي يستعملها أرسطو في هذا الموضع على قول ديمقريطس هي ألفاظ مأخوذة على الأخص من لهجة أبدير. دورانه … تماسه: هذان التعبيران ليسا بالفرنسية أكثر ضبطًا في أداء المعنى من نظيريهما باليوناني. الذين يقبلون قسمة الأجسام إلى سطوح: مثل أفلاطون أو فلاسفة آخرين. أن يدركوا اللون؛ أو أي كيفٍ آخر للأجسام. عبارة النص أقل ضبطًا من هذه.
(٨) محل وفاق بين الناس جميعًا: عبارة النص مبهمة قليلًا، فلستُ واثقًا من أني حصلت المعنى جيدًّا. عدم المشاهدة: يوصي أرسطو هنا بمشاهدة الأحداث كما يوصي به دائمًا، ولكنه لم يكن في موضع آخر مبينًا وجازمًا كما هو في هذا الموضع، ر. مقدمة ترجمتي للمتيرولوجيا ص٤٢ وما يليها. التي يمكن أن تنسحب بعد؛ أو بعبارة فيلوبون وهي: «التي يمكن أن تشمل عددًا من الحوادث ما أكثره.» والفرق بين العبارتين عديم القيمة. تائهون في نظريات معقدة: عبارة النص تفيد أيضًا «لكن هؤلاء الذين هم بعيدون عن الأفكار العامية … إلخ». بسهولة كبرى: وبخفة أكثر.
(٩) الدراسة الحقة: أضفت هذه الكلمة الأخيرة. هؤلاء الفلاسفة: يعني أفلاطون ومدرسته. إذا لم تكن تلك الذرات: أضفت هذه الكلمات التي يظهر أنها ضرورية. المثلث نفسه المثل الأعلى للمثلث: هذه الكلمات الأخيرة ليست إلا تفسيرًا لما سبقها؛ فإن المثلث نفسه في لغة مذهب أفلاطون هو المثل الأعلى للمثلث. مؤلفًا: أي قابلًا للقسمة، وهذا يناقض تمامًا نظرية المثل. ما يلي من هذه المناقشة سيبيِّن لنا … بأوضح من ذلك: يشعر أرسطو نفسه بأنه لم يقل هنا قدر الكفاية ليكون بينًا تامًّا. يدافع فيلوبون عن أفلاطون ضد أرسطو الذي لم يحصل جيدًّا فكرة أستاذه، ويظن فيلوبون أن هذه النظرية قد يمكن أنها موجودة على الأكثر في مذاهب أفلاطون غير المكتوبة.
(١٠) من الصعوبة الكبرى: كل المعنى في هذه الفقرة غامض، وإليكها بأبسط عبارة: «من الصعب أن يفهم أن الجسم يمكن أن يقبل القسمة إلى ما لا نهاية، وأن لا توجد فيه الأجزاء التي لا تتجزأ؛ لأن هذه القسمة تُفْنِي الجسم عن آخره، ولا يبقى منه شيء وبذلك يوصَل إلى أن الجسم مؤلف من مجرد نقط ليس لها أبعاد أصلًا.» وأنه من الممكن تحقيق هذه القسمة: عبارة النص أقلُّ من ذلك ضبطًا. الذي يمكن أن يخلص من قسمة كهذه: لأنها ستعدم نهائيًّا كلَّ ما تركب منه الجسم. فلا يكون من المحال: هذا فرض يمكن دائمًا فرضه ولا يلزم عليه شيء من المحال. إذن يقسم الشيء بالنصف: يعني إذا قسم دائمًا إلى اثنين كل ما يبقى من الشيء في التقسيم المتتابع، أو إذا قسم إلى أجزاء غير متساوية، بكلتا الطريقتين يوصل إلى إعدامه كله بهذا التقسيم غير المتناهي. المجاوزة بالقسمة إلى هذا الحد: لعدم كفاية الآلات التي يستعملها الإنسان.
(١١) معتبرًا أنه حائز لهذه الخاصة: عبارة النص أقل ضبطًا من هذا التعبير. ماذا يبقى: تكرار للمسألة الموضوعة في الفقرة الماضية. بعد هذه التقاسيم: زدت هذه الكلمات لبيان الفكرة قليلًا. عظمًا: يكون أيضًا قابلًا للقسمة. من غير أي حد ومطلقًا: ليس في النص إلا كلمة واحدة. عديمة العظم؛ لأن النقط الرياضية مفروض أنها لا عظم فيها ألبتة.
(١٢) يأتي من لاشيء: أعني من نقط ليس لها أي امتداد. ألا يكون إلا ظاهرًا: تلك هي النتيجة التي استنتجها السفسطائيون من مذهب ديمقريطس. بأن الجسم يمكن أن يأتي من نقط: النص ليس بهذه الصراحة. كم: لأن النقط لا تمثل كمية ما. لا أكبر ولا أصغر من ذي قبل: مهما كان عدد نقط القسمة. عظم حقيقي: أضفت لفظ حقيقي.
(١٣) كنشارة الجسم: عبارة الأصل دقيقة، ويظهر أن الفكرة غامضة ولو أنها في الحقيقة واضحة؛ فإن أرسطو يفرض أنه يراد إثبات وجود الذرات، وأن قسمة الجسم لا يمكن أن تتمشَّى إلى اللانهاية، فإذا وصل بالتقسيم الممكن غاية الإمكان إلى تصيير الجسم مسحوقًا كنشارة الخشب عند قطعه، ولكن قطع النشارة مهما دقَّ حجمها فإن لها امتدادًا، وترجع المسألة بالنسبة لهذه الأجسام الصغيرة إلى ما كانت عليه بالنسبة للجسم الذي كانت تؤلفه باجتماعها من قبل. عظم أيًّا كان: فإن قطع النشارة مهما صغر حجمها لها دائمًا عظم قابل للتقدير. في دوره: زدت هاتين الكلمتين. إن ما انفصل: أي بالقسمة البالغة أقصى حد لها. قابلة للانفصال: قال فليوبون إن هذا رواية أخرى، وإن في بعض النسخ المخطوطة عبارة «غير قابلة للانفصال» بدل عبارة «قابلة للانفصال»، والسياق يقتضي على الظاهر أوفقية العبارة الأخيرة، ومع ذلك فإن فيلوبون يفضِّل معنى عبارة «غير قابلة للانفصال»؛ لأن الصورة في الواقع غير قابلة للانفصال عن الجسم بمعنى أنها تنعدم بانعدامه، ولا يمكن أن تكون شيئًا بدونه، ولقد أثبتُّ في ترجمتي عبارة الرواية المشهورة، ولكن الأخرى هي مناسبة أيضًا. إلى نقط وإلى تماسات: نظريات أُبطلت آنفًا. أشياء ليست أعظامًا: ما دام أن النقط والتماسات لا يمكن أن يكون لها على ما هو المفروض أيُّ امتداد إلى أي جهة ما.
(١٤) في أي مكان: يعني «في أي جزء من الجسم؟» افترضت متحركة: كما يفعل الرياضيون إذ يسلمون بأن النقطة متى تحركت أحدثت خطًّا، كما أن الخط يحدث السطح والسطح الجسم. وقد نبَّه فيلوبون إلى أنه يمكن إعطاء هذه الجملة صورة الاستفهام أو صورة الإيجاب على السواء. أنه يوجد شيء: يعني الجزأين الماديين اللذين يتماسَّان أو أنهما متقاسمان في نقطة تفصلهما. لو قيل إذن: ر. ما سبق ف١٠، هذا هو ملخص القسم الأول من كل هذه المناقشة؛ فإنه إذا لم تقبل الذرات وقبل القول بأن كل جسم قابل للقسمة مطلقًا، فتلك هي النتائج غير المعقولة التي تؤدي إليها هذه النظرية. فيستنتج من هذا مع ديمقريطس حقيقة نظرية الذرات، ومع ذلك فإن هذا الملخص يمكن أن يظهر أنه سابق لوقته.
(١٥) من جهة أخرى: برهان جديد لإيضاح وجود الذرات. مثلما كانت تمامًا: يظهر أن هذا مناقض لما قيل سابقًا ف١٣. في أية نقطة بلغتُها في كَسْري الخشب: وعدد النقط يمكن ألا يتناهى ما دامت النقط مفروضًا أنها عديمة الامتداد. فبالقوة: إن لم يكن بالفعل لعلة واحدة هي عدم كفاية الآلات التي يستخدمها الإنسان. خارجًا عن القسمة وبمعزل عنها: لا يوجد في النص إلا كلمة واحدة لهذا المعنى. إلى خواص من هذا القبيل: تكرير لما قيل آنفًا ف١٣.
(١٦) إذا كان إذن: تلخيص لتأييد نظرية ديمقريطس. أجسام وأعظام لا تتجزأ: أو بعبارة أخرى ذرات كما كان يقرره ديمقريطس. للذرات: أضفت هذه الكلمة لزيادة البيان. غير هذا الموضع: ر. كتاب السماء ك٣ ب٤ ف٥، وراجع كتاب الطبيعة في مواطن عدة حيث نظرية الذرات ملمع إليها إلماعًا لا مبيَّنة بيانًا وضعيًّا. ويستشهد فيلوبون على الأخص بالكتاب السابع من الطبيعة حيث لا أجد فيه أنا شيئًا من هذا القبيل. ويستشهد أيضًا برسالة الخطوط غير المنقسمة التي ينسبها إلى تيوفراسط بدلًا من أرسطو اتِّباعًا لرأي بعض المؤلفين.
(١٧) معًا قابل للقسمة وغير قابل لها: بالفعل هذا محال، ولكن يمكن أن إحداهما إمكانٌ مجرد والأخرى قسمة بالفعل، وإذن فالجسم في الذهن قابل للقسمة إلى اللانهاية، ولكن في الخارج تقف القسمة عند حد بسرعة. قابل للقسمة بالقوة المجردة وغير قابل لها بالفعل: عبارة النص أقل ضبطًا. يكون قابلًا للقسمة وغير قابل لها معًا بالقوة: يعني منقسمًا وغير منقسم في آن واحد بالقوة. وعلى رغم تفسير فيلوبون ومجهوداتي؛ فإن هذه النقطة فيها من الغموض ما لم أستطع أن أُزِيله بالمرة. وإليك البيان الذي يمكن فهمها به: إن جسمًا لا يمكن أن يكون معًا قابلًا وغير قابل للقسمة حتى بمجرد القوة؛ لأنه إذا كان كذلك بالقوة كان كذلك أيضًا بالفعل. وهاتان القابليتان في الخارج لا يجتمعان مطلقًا، فكل الذي يمكن حقيقةً هو أن الجسم يكون قابلًا للقسمة في نقطة ما، وهذا لا يُفيد أنه قابل للقسمة مطلقًا؛ لأنه حينئذ لا يبقى بعد القسمة شيء أصلًا، ويتحول الجسم إذن إلى شيء غير جسماني. الجسم … غير جسماني: هذا التقابل موجود بلفظه في النص. من النقط: التي هي ليست محسوسة ما دامت مفروضة عديمة الامتداد. من شيء أبدًا على الإطلاق: أو ربما كان «من العدم، من لاشيء». كون الجسم من جديد: عبارة النص ليست بهذا الضبط.
(١٨) ينقسم بالفعل: أضفت هذه الكلمة الأخيرة لبيان المعنى تمامًا. أصغر فأصغر دائمًا: على حسب المادة التي هي موضوع القسمة والآلات التي تستخدم لذلك. تتباعد: هذه عبارة النص وربما كانت غير مناسبة. وتنعزل بعد عملية القسمة. التجزئة: أو التصغير؛ أي تصغير الشيء إلى أجزاء دقيقة ثم إلى أدقَّ منها وهكذا. إلا إلى حد معين: في الخارج، مع أنها في الذهن ممكنة إلى ما لانهاية.
(١٩) يلزم إذن: حيثما لا يؤخذ إلا بالظواهر المحسوسة القابلة للمشاهدة يكون مذهب الذرات مذهبًا حقًّا جدًّا؛ لأن التجزئة في الواقع يجب أن تقف عاجلًا، ثم تصادف على ما يظهر عقبة كئودًا في الجزئيات التي لا تستطيع أن تنالها التجزئة، بالتفرق لعناصر لا تقبل النقص ولا الزوال، بالاجتماع: بين هذه العناصر بعينها. الذرات: أضفت هذه الكلمة لأن الذرات غير قابلة للقسمة كما يدل عليه اسمها، وفوق ذلك فإنها غير قابلة للقسمة بالنسبة لنا بسبب دقتها. ونحن نتكفَّل: عبارة النص أقلُّ ضبطًا من هذا، ولكني أردت بهذا التعبير تأدية معنى الحدة التي استعملها المؤلف في عبارته. سنكشفه عنها: إن البيان الآتي قد يبين عليه عدم مطابقته تمامَ المطابقة لهذا الوعد.
(٢٠) لا تتصل بالنقطة: ما دامت النقط معتبرًا أن ليس لها أقل امتداد. ومن يسلم بهذه النظرية: التي هي أن الجسم قابل للقسمة مطلقًا. بالتجزئة: في النقط التي يقال إنه مركب منها. إلا من التماسات أو النقط: ر. ما سبق ف١٦.
(٢١) بأن الجسم قابل للقسمة مطلقًا: هذا هو المعنى الذي اتخذه فيلوبون، وهو مع ذلك يجد أن المعنى ليس واضحًا على قدر الكفاية. وإن هذه المناقشة كلها هي في غاية الاضطراب، ومن الصعب الوقوف فيها على الفكرة الحقيقية للمؤلف. يوجد في كل محل نقطة ما: يعني أن التجزئة يمكن أن تحصل في أي نقطة كيفما اتفق. لا يوجد أكثر من واحدة: في الواقع أنه يوجد من النقطة بقدر ما يراد، ولكنها كلها متشابهة، فلا يمكن أبدًا أن يؤخذ منها في الدفعة الواحدة إلا نقطة واحدة. والنتيجة أيضًا: النص ليس كذلك من حيث ضبط العبارة، ولكني اضطررت إلى زيادة الضبط لأوفق بينه وبين الترديد المذكور في الفقرة السابقة. الآن … النقطة: الكلمتان المقابلتان لهما في النص اليوناني أكثر تأقربًا بينهما من الكلمتين اللتين اضطررت لاستعمالهما في الترجمة. للأجزاء: أضفتها من عندي. صعوبات عديدة لا يمكن حلها: عرض بعضها في الكلام السابق. ممكنة لا إلى حد ما: وذلك يهدم مذهب الذرات. على هذا يكون أرسطو يرفض الكل ويقبل هذا المذهب؛ لأنه يجد من كل ناحية صعوبات لا يمكن التغلب عليها. فإذا كانت النقطة تتبع في الواقع النقطة: هذا يظهر عليه أنه تذييل دسه في النص بعض المفسرين.
(٢٢) الكون: كل آخر هذا الباب هو استطراد يبعد المؤلف به شيئًا فشيئًا عن الفكرة التي كان يظهر عليه أول الأمر متابعة القول فيها. اجتماع العناصر وتفرقها: لأن العناصر حينئذ هي أسبق من المركب الذي يتركب منها. عندما يأتي من شيء آخر بعينه: عبارة النص ليست محكمة؛ فإن هناك أيضًا لا يوجد كون بالمعنى الخاص.
(٢٣) الاستحالة: الاستطراد مستمر. عظيمًا: أضفت هذه الكلمة. في الموضوع أو في الشيء. إلى الكنه: الحد والماهية. هذين الشيئين: أضفت علامة التثنية وصيغة النص صيغة جمع. حقًّا: أضفت هذه الكلمة.
(٢٤) فما هو إلا بافتراق الأشياء وباجتماعها: ر. ما سبق في آخر الفقرة ٢٢. متى تجزأ الماء: المشاهدة صحيحة، وقد حصلت من زمان بعيد؛ لأن هذه الظاهرة تقع تحت النظر في غالب الأحيان (الميتيرولوجيا ك٢ ب٢ ف١٨ من ترجمتي). تتحول بأسرع ما يكون إلى هواء: أو بعبارة أخرى تتبخر.
(٢٥) على أن هذا سيتضح فيما يلي: ذلك بأن المؤلف نفسه أحسَّ أنه لم يكن دائمًا مبينًا بقدر ما يطلب منه. مجرد تأليف: سواء أكان اجتماعًا أم افتراقًا، راجع ما سبق ف١٩.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤