ملاحظات

الفصل الأول

  • (١)
    تعاليم المصريين كان اليونانيون يسمونها سوفيا Sofia وتعني تعليم الحكمة، واشتملت على (أ) الفلسفة والعلوم والفنون. (ب) الدين والسحر. (ج) طرق التواصل السرية سواء لغوية أو رياضية. (اقرأ [٦٤]، ك٦، ص٧٥٦، ٧٥٨؛ [۷] ج١، ص۸۰؛ [۱۲]، ص۲۲، ۲۳؛ [٦٤]، ك٥، ف۷، ۹).
  • (٢)
    Peri Physeos هذا هو اسم واحد من أقدم كتب العلم، منفصلًا عن مخطوطات المصريين. ومعنى الاسم «عن الطبيعة» (انظر [۱۲]، ص١٦).

الفصل الثاني

كانت حقبة الفلسفة اليونانية غير ملائمة لظهور فلاسفة يونانيين، والسبب:

  • (أ)

    الهيمنة الفارسية استعبدت اليونانيين، ووضعتهم في حالة خوف دائم.

  • (ب)

    جعلتهم مشغولين دائمًا في تنظيم روابط وتحالفات للدفاع عن النفس ضد العدوان.

  • (جـ)

    عجزت الدول-المدينة عن الاتفاق، وجعلتهم حروب البليبونيز في حالة حرب دائمة ضد بعضهم البعض (انظر [۱]، ف۱۲،٢٠٣، ٢٠٥، ف۱۳، ١٥، ص٢٢٥، ٢٥٥، ف۱۸، ص۳۱۷).

الفصل الثالث

  • (١)
    Sumum Bonum وتعني (أ) الخير الأسمى. (ب) السمو بالإنسان من مستوى الكائن الفاني، والارتقاء به إلى مستوى الإله. (ج) خلاص النفس. (د) غاية الفلسفة. (ﻫ) هدف نظرية الخلاص المصرية (انظر [۱۲]، ص٢٥).
  • (٢)

    المحفل الكبير في الأقصر أطلال المحفل الكبير القديم في الأقصر نشاهدها اليوم على ضفتي النيل في صعيد مصر في مدينة طيبة القديمة، بناه الفرعون أمنحوتب الثالث. إنه المحفل الكبير الوحيد في العالم القديم، وكانت له فروع أو محافل صغرى في جميع أنحاء العالم القديم، في أوروبا، وفي آسيا، وفي أفريقيا، وفي أمريكا الشمالية، وفي أمريكا الجنوبية، وربما في أستراليا. وإليك أسماء بعض الأماكن التي كانت تعمر بمحافل صغرى أو فرعية: (أ) فلسطين في جبل الكرمل. (ب) سوريا في جبل هرمان في لبنان. (ج) بابل. (د) ميديا قرب البحر الأحمر. (ﻫ) الهند على ضفتي نهر الجانجز. (و) بورما. (س) أثينا. (ص) روما. (ع) كروتون. (ط) رودس. (ف) دلفي. (ك) ميليتوس. (ل) قبرص. (م) كورنث. (ن) كريت. (ي) أمريكا الوسطى والجنوبية، خاصة بيرو. (أ) بين الهنود الأمريكيين وبين قبائل المايا والأزتكس والأنكاس في المكسيك (انظر[۸۳]، [٣٤]، [٨٤]). وإن اكتشاف أطلال الأقصر على ضفتي النيل، وتنظيم الأسرار المصرية في محفل كبير، تتبعه محافل فرعية صغرى في جميع أنحاء العالم القديم، شاهد على أن مصر هي مهد نظم الأسرار ونظم الأخوة الدينية.

  • (٣)

    إعادة بناء معبد دلفي:

    احترق هذا المعبد عن آخره في عام ٥٤٨ق.م. وأحرقه اليونانيون الذين ناصبوا — دائمًا — نظم الأسرار المصرية العداء، وحاول الإخوة — أول الأمر — جمع تبرعات من المواطنين اليونانيين؛ ولكن باءت محاولاتهم بالفشل، ومن ثم قرروا الاتصال بالمعلم الكبير أماسيز، أو أحمس ملك مصر، وفاتحوه في الأمر، فلم يتردد، ومنحهم ثلاثة أضعاف المبلغ اللازم. وهذا العمل، من جانب ملك مصر، يوضح عالمية الأخوة في نظام الأسرار المصري (انظر [۱]، ص١٣٥، ۱۳۹؛ [٢٤]، ك٢، ص٣٦٣).

  • (٤)

    إلغاء الفلسفة اليونانية جنبًا إلى جنب مع نظم الأسرار المصرية.

    النتائج المتطابقة نتاج علل متطابقة؛ لذلك فإن مرسومي ثيودوسيوس — في القرن الرابع الميلادي — وجوستنيان — في القرن السادس الميلادي — واللذين تم، بناءً عليهما، إغلاق نظم الأسرار المصرية؛ أفضيا في الوقت ذاته إلى نفس النتيجة بالنسبة للفلسفة اليونانية، مما يثبت التطابق والوحدة بينهما (اقرأ المرسومين، وقد نشرهما W. K. Boyd (وانظر [٢٥]، ف۱۳، ص٢٤١–٢٤٥؛ [۱]، ص٥٠٨، ٥٤٨، ٥٥٢–٥٦٨)).
  • (٥)

    تمثال الربة إيزيس تحمل طفلها حورس بين ذراعيها:

    كانت هذه أول صورة للسيدة العذراء وطفلها في التاريخ البشري، وكانت عذراء سوداء، وطفلها أسود البشرة (انظر [٢٥]، ف۱۳، ص٢٤١–٢٤٥؛ [١]، ص٥٥٢–٥٦٨) ولنتذكر أن اسم إجيبشيان Egyptian وتعني مصريًّا، هي كلمة يونانية Aiguptos وتعني أسود، وأن الإنسان البدائي اعتاد أن يتصور الله حسب صفاته هو الإنسانية، بما في ذلك اللون.
  • (٦)

    كل القادة وزعماء الأديان العظماء من موسى إلى المسيح كانوا من مريدي نظم الأسرار المصرية.

    هذا الرأي استدلال من طبيعة نظم الأسرار المصرية والعرف السائد.

    • (أ)

      نظام الأسرار المصري هو أقدم عقيدة دينية مقدسة واحدة عالمية شاملة.

    • (ب)

      أقامت نظم الأسرار المحفل الكبير (أو لنقل دار البابوية أو المشيخة أو الإمامة الكبرى) مقرًّا مركزيًّا قياديًّا في الأقصر، وله الهيمنة على أفرعه في أنحاء العالم القديم.

    • (جـ)

      كان المحفل الكبير أول جامعة في التاريخ، وجعل المعرفة سرًّا من الأسرار. ومن ثَم فكل من شاء الالتحاق في سلك الكهنة والمعلمين، عليه أن يحصل — أولًا — على التثقيف والتدريب اللازمين في نظام الأسرار، سواء محليًّا أو في محفل فرعي في الخارج، أو السفر إلى مصر الأم.

      ونحن نعرف أن موسى عمل كاهنًا مصريًّا، أو كان أحد كبار الكهنة العارفين بالرموز السرية، ونعرف أن المسيح، بعد أن لازم فترة محفل جبل الكرمل، سافر إلى مصر لتحصيل دورة التلمذة النهائية التي تمت داخل هرم خوفو الأكبر. وهناك زعماء دينيُّون آخرون تلقَّوا مرحلة التثقيف التحضيري في محافل أخرى أكثر ملاءمة لهم.

    • (د)

      يوضح لنا هذا السبب أن جميع الأديان، وإن اختلفت في ظاهرها، لها نواة مشتركة تجعلها متماثلة: الإيمان بالله – الإيمان بالخلود – وقوانين أخلاقية (انظر [۱۲]، ص٦١؛ [٨٥]؛ [۲۹] ص۱۰۷، ١٢٨-١٢٩، تحت عنوان فيلو، واقرأ حاشية، في فصل ٣ عن المحافل الفرعية في العالم القديم).

الفصل الرابع

  • (١)

    سفر التكوين للتنوير اليوناني.

    في عهد الملك المصري أماسيز أو أحمس غزا الفرس مصر بقيادة قمبيز عام ٥٢٥ق.م. ونتيجة لذلك:

    • (أ)

      ألغيت القيود المفروضة على هجرة اليونانيين.

    • (ب)

      والسماح لهم بالاستيطان في نوكراتيس، وعمل أبحاثهم.

    • (جـ)

      تمكَّن اليونانيون، بفضل هذا الاتصال، من الشروع في اقتباس الثقافة المصرية ومن ثَم الاستنارة (انظر [۳۱]، ك٢، ص۱۱۳؛ [۳۲]، ص۳۸۰؛ [٣٤]، ك٩، ص٤٥؛ [۳۰]، ص۳۳۸).

  • (٢)

    كيوبس وكيكروبس هذان اسمان يونانيان للاسم المصري خوفو، أحد ملوك مصر في الأسرة الرابعة، وكان ذلك في عصر الأهرامات. واسم كيوبس هو — أيضًا — اسم الهرم الأكبر الذي تلقى فيه المسيح دورة التلمذة الختامية في نظم الأسرار المصرية (انظر [٤١]؛ [٨٥]).

الفصل الخامس

  • (١)

    الرسم البياني للكيفيات الأربع والعناصر الأربعة.

    هذا دليل هام على أن تعاليم من يُسمون فلاسفة أيونيا القدماء، وكذا تعاليم هيرقليطس نشأت في كنف نظم الأسرار المصرية (انظر [١٢]، ص٦؛ [٥٠] قصة الخلق).

  • (٢)

    نظرية فيثاغورس:

    سافر فيثاغورس إلى مصر، وتعلم الهندسة على أيدي الكهنة المصريين، وقدم الأضحيات والقرابين إلى الآلهة قبل أن يكشفوا له عن برهان نظرية المربع المقام على وتر المثلث قائم الزاوية. لم يكن فيثاغورس هو مكتشف هذا البرهان، ومن ثَم فإننا نخطئ؛ إذ ننسب النظرية إليه، ونقرنها باسمه (انظر [۳۲]، ك٣، ص١٢٤؛ [٣٤]، ك٨، ص۳؛ [۳۲]؛ [۳۷]).

الفصل السادس

(١) مبدأ معرفة النفس

أيها الإنسان اعرف نفسك Seauton gnothi هذا المبدأ منسوب — زيفًا — إلى سقراط. لقد كان نقشًا على جدران المعابد المصرية، وحاكاه سقراط عنهم مباشرة، أو على نحو غير مباشر (انظر [٢]، ص١٠٥؛ [٦٢]؛ [٢٥]).

(٢) أحاديث الوداع التي أدلى بها سقراط إلى تلامذته وأصدقائه

هذه الأحاديث أهميتها تتمثَّل في الجوانب التالية:

  • (أ)

    لقد تحدد أن سقراط كان عضوًا في نظم الأسرار المصرية.

  • (ب)

    الكتب التي وردت بها هذه الأحاديث هي كتب أفلاطون: كريتو، فيدو، أيوثيفرو، الدفاع، طيماوس. وهذه من أقدم نماذج أدب الكتابات السرية للمصريين.

  • (جـ)

    من بين فلاسفة أثينا، يقف سقراط الأكثر شموخًا من حيث الالتزام بقواعد وأخلاقيات سلوك نظم الأسرار المصرية؛ فهو لم يخش الموت، ولم يكشف المعارف التي استأمنته النظم عليها، وكان رجلًا أمينًا (اقرأ لأفلاطون: كريتو – فيدو).

(٣) نظرية المثل عند أفلاطون

بعد أن اكتشف الكهنة المصريون المبدأ الأساسي للأضداد باعتبار أنه مرتكز الحياة في الكون، عمدوا إلى تطبيقه في تأويلاتهم للظواهر الطبيعية، ومن ثَم فإن هذا الطراز من التأويل تبدَّى في تعاليم من سُموا فلاسفة اليونان الذين اكتسبوا تعليمهم في نظام الأسرار المصري . اقرأ مبادئ بارمينيديس، الذي يمايز في مشكلة الوجود بين الوجود والعدم، واقرأ — أيضًا — هيرقليطس في مشكلة السيال الوجودي والتغير عبر عملية التحول أو الصيرورة. وأيضًا سقراط وبرهان الخلود؛ وأفلاطون في نظريته المزعومة، نظرية المثل، حيث مايز بين (أ) الواقعي وغير الواقعي. (ب) مثال الشيء والشيء ذاته. (ج) الوجود في ذاته والظواهر. نجد في جميع هذه الأمثلة مبدأ الأضداد مستخدمًا منهجًا في التأويل، وهذا منهج مصري وليس أفلاطونيًّا.

(٤) جمهورية أفلاطون: الدولة المثالية

ثمة خلاف بشأن تأليف أفلاطون لكتاب الجمهورية، وذلك للأسباب التالية:

  • (أ)

    صفات الدولة المثالية، أو الدولة الفاضلة، نجدها بادية — بوضوحٍ — في الصورة المجازية للعربة ذات الجوادين المجنحين، وهي الصورة التي أخذت صيغة مسرحية في دراما أو مشهد يوم الحساب في الآخرة، كما ورد هذا المشهد في كتاب الموتى، وهو ما يثبت أنها صورة مصرية المنشأ.

  • (ب)

    العربة لم تكن نمطًا ثقافيًّا، ولا آلة حرب عند الإغريق في زمن أفلاطون، لقد كانت جميع الحروب، التي خاضها اليونانيون ضد الفرس، وكذلك البليبونيز، حروبًا بحرية.

  • (جـ)

    كان المصريون في هذه الفترة متخصصين في صناعة العربات وتربية الخيل.

  • (د)

    صرح المؤرخون ديوجين لايرتيوس وأرستوكينوس وفافورينوس أن موضوع كتاب الجمهورية موجود في المناظرات التي كتبها بروتاجوراس (٤٨٠–٤١١ق.م.)، وقتما كان أفلاطون لا يزال صبيًّا (انظر [٣٤]، ص۳۱۱، ۳۲۷؛ وكتاب الموتى المصري في ۱۷؛ [۱۱]، ك٣، ص٤١٥، ك٥، ص٤٧٨، ك٦، ص٤٩٠).

(٥) محاورة طيماوس لأفلاطون

القول بأن أفلاطون هو مؤلف محاورة طيماوس مختلف بشأنه للأسباب التالية:

  • (أ)

    يوضح المؤرخ ديوجين لاترنيوس في الكتاب الثامن، ص۳۹۹–٤٠١ أن أفلاطون حين زار ديونيسيوس في صقلية، دفع لفيلولاوس الفيثاغوري أربعين وحدة وزن سكندرية (المينا) من الفضة، مقابل كتاب استنسخ منه كل محتويات طيماوس.

  • (ب)

    موضوع محاورة طيماوس تلفيقي، اقرأ المحاورة.

(٦) السحر هو مفتاح تأويل الديانة القديمة وفلسفة الطبيعة

وذلك تأسيسًا على تطبيق المبدأ القائل:

إن كيفيات كيانات الوجود، البشرية والإلهية، منتشرة في جميع أنحاء الكيان كله، وإن التواصل مع هذه الكيانات من شأنه أن يطلق كيفياتها. وفي ضوء هذا، يمكن تأويل وفهم الكثير من الظواهر الدينية، وظواهر العلم البدائي.

  • (أ)

    شفاء المرأة التي لمست طرف ثياب المسيح (إنجيل مرقس، إصحاح ٥: الآيات ٢٥–٣٤).

  • (ب)

    شفاء العديد من الناس ممن لمسوا منديل القديس بولس، أعمال الرسل، إصحاح١٩: آية١٢.

  • (جـ)
    وصولًا إلى استكمال الخلق، استوى الإله أتوم الإله الشمس المصري فوق الرب بتاح، رب الأرباب، من أجل استيعاب صفاته — سبحانه — المتمثلة في فكره الخالق، وكلمته، ووجوده في الكل. وبفضل هذا الإجراء تأهل ليكون اللوجوس Logos أو الصانع الأول البارئ Demiurge وخلق أول ما خلق الأرباب، ثم خلق — أخيرًا — الكائنات الفانية (اقرأ (٥٠)، (٥٧)).

(٧) الشكوك والتناقضات في حياة وأعمال أرسطو

من سوء الحظ — إلى حدٍّ ما — أن التاريخ عرف حياة وأنشطة أرسطو بصورة مجافية للعقل، مما اضطر العالم إلى الشك في إنجازاته، وفي سمعته، يروي لنا التاريخ:

  • (أ)

    أنه قضى ۲۰ عامًا تلميذًا على يدي أفلاطون، الذي نعرف أنه لم يكن أهلًا لتعليمه.

  • (ب)

    ويروي لنا أن الإسكندر نفحه أموالًا لشراء العدد الضخم من كتبه، ولكن لم يكن لدى اليونان — آنذاك — مكتبات، ولم يكن من السهل — أيضًا — شراء الكتب التي لم تكن متداولة.

  • (جـ)

    ويروي لنا — كذلك — أن القوائم الثلاث، التي تضم عناوين كتبه، وتحمل اسمه؛ تختلف عن بعضها البعض.

  • (د)

    تحتوي القائمة الثالثة على ألف عنوان، وهي كمية مستحيلة — عقلًا وعملًا — أن تكون إنتاج امرئ، بذاته، من حيث هو فرد طول حياته.

  • (هـ)

    يصمت التاريخ — تمامًا — فلا يذكر لنا شيئًا عن زيارات أرسطو لمصر، على الرغم من أن هذه الزيارات كانت عرفًا وعادة في عصره، بالنسبة لطلاب اليونان؛ إذ كان هؤلاء يقصدون مصر لتلقي العلم (انظر [۲]، ص١٧٢-١٧٣؛ [٣٤]، ك٥، ص٤٤١؛ [٥]، ص٩٢-٩٣).

(٨) المحرك غير المتحرك Proton Kinoun Akineto n

مبدأ منسوب إلى أرسطو في محاولته إثبات وجود الله، فالله في هذا المبدأ هو أتوم الإله الشمس المصري. ويروي فقه إلهيَّات ممفيس أن الإله أتوم استوى فوق رب الأرباب، واستمد منه صفاته الخاصة بالخلق والكلام والوجود في الكل، ومن ثَم أصبح هو اللوجوس، وأتم عمل الخلق بأن صدرت أرباب ثمانية عن مختلف أعضاء بدنه سبحانه. وهذا المبدأ لم ينشأ على يدي أرسطو، وإنما تعقبنا تاريخه، وأرجعناه إلى قصة الخلق في فقه إلهيات مدرسة ممفيس عند المصريين القدماء (اقرأ [٥٠]، ت۲۰، ۲۳، وأيضًا ص٢٥-٢٦؛ [۳]، ص١٤١–١٤٣؛ [٥]، ص۱۰۲، ۱۰۳).

(٩) مبدأ أرسطو عن النفس

هذا المبدأ هو الوحيد الذي وجدنا أنه لا يتجاوز قطرة من بحر الفلسفة التفصيلية المستفيضة عن النفس، الواردة في كتاب الموتى المصري. وكتاب الموتى هو المصدر الأصلي الذي استقى منه أرسطو مبدأه المزعوم (اقرأ كتاب الموتى المصري، ترجمة سير إي إيه بودج، ص٢٩–٦٤).

الفصل السابع

المنهاج التعليمي في نظم الأسرار المصرية

إن ما نعرفه — الآن — بشأن المنهاج التعليمي في نظم الأسرار المصرية هو أن القارة الأفريقية قدمت التراث التالي لحضارة العالم، وتمثِّل الأنماط الثقافية التالية قوام هذا التراث:

  • (١)

    الأخويات العالمية المقدسة — جنبًا إلى جنب — مع النظام الكهنوتي المقسَّم إلى مراتب، حسب مستوى التثقيف والتدريب.

  • (٢)

    العبادات العالمية المقدسة، وقوامها شعائر وطقوس واحتفالات تضم مواكب وملابس خاصة بالكهنة.

  • (٣)

    الفلسفة اليونانية والفنون والعلوم، بما في ذلك الفنون العقلية السبعة، أي مجموعة الدراسات الرباعية (الحساب والموسيقى والهندسة والفلك)، ومجموعة الدراسات الثلاثية (النحو والبلاغة والمنطق)، وهي أساس تثقيف وتدريب التلاميذ المبتدئين من مريدي نظم الأسرار المصرية، وكانت هذه الدراسات ضمن مواد الكتب اﻟ ٤٢ المعروفة باسم كتب هرمس.

  • (٤)

    العلوم التطبيقية التي أنتجت الأهرامات والمقابر والمكتبات والمسلات وتماثيل أبي الهول والعربات الحربية والسفن … إلخ.

  • (٥)

    العلوم الاجتماعية، وتتلاءم مع أرقى الحضارات في العصور القديمة (اقرأ [٦٤]، ف٦، ص٧٥٦، ٧٥٨؛ [۷]، ك١، ص۸۰؛ [٧٦]؛ [۸۱]).

الفصل الثامن

فقه إلهيات مدرسة ممفيس

(١) التعريف

فقه إلهيات ممفيس هو نقش على حجر، يشتمل على الكوزمولوجيا (نظرية عن أصل الكون وبنيته ونواميسه) والإلهيات والفلسفة عند المصريين القدماء (اقرأ [٥٦]، ت٢٠، ٢٣؛ [٥٠])، والحجر المشار إليه محفوظ بالمتحف البريطاني.

(٢) الأهمية

تكمن أهميته في:

  • (أ)

    أنه مصدر ثقة للفلسفة المصرية والكوزمولوجيا والدين.

  • (ب)

    وبرهان على المنشأ المصري للفلسفة اليونانية.

(٣) أنه مصدر المعرفة العلمية الحديثة

  • (أ)

    أتوم إله الشمس المصري، وهو اللوجوس عند هيرقليطس والصانع الأول البارئ عند أفلاطون، والمحرك غير المتحرك عند أرسطو. يخلق ثمانية أرباب آخرين؛ إذ أمر سبحانه، بفكره أو بكلمته، بفصل صدورهم عن جسده، وبذلك ينتج تسعة آلهة في واحد أو التاسوع … ويطابق هذا الفرض السديمي عند لابلاس الذي يقول فيه إن الشمس في البدء نتج عنها ثمانية كواكب أخرى؛ إذ انطلقت منها حلقات غازية، وبذلك تكوَّنت الكواكب التسعة الكبرى، حسب الاعتقاد العلمي الحديث.

  • (ب)
    أوضحنا في هذا الفصل أن اسم أتوم إله الشمس بمنطوقه اللاتيني Atom, Atum هو ذات الاسم المستخدم لكلمة أتوم Atom في العلم الحديث بمعنى الذرة، وأن صفات كليهما متطابقة (اقرأ [٥٠] ص٥٣؛ [۸۲]، ص۱۸۲؛ [۳۱]، ك٢؛ [۷]، ك۱ ص۲۹).

(٤) يهيئ إمكانات للبحث العلمي الحديث

إن ما يعرفه العلم الحديث عن (أ) عدد الكواكب الكبرى الرئيسية، (ب) كيف نشأت عن الشمس، (ج) صفات الذرة، وقد رجعنا بها إلى كوزمولوجيا فقه إلهيات ممفيس، الذي يفيد أن (د) العلم يعرف فقط خمسة أسرار الخلق، ومن ثَم فإن أربعة أخماس هذه الأسرار لا تزال بحاجة إلى اكتشاف.

(ﻫ) بناء على ما سبق، فإن فقه إلهيات ممفيس يهيئ إمكانات عظيمة للبحث العلمي الحديث.

الفصل التاسع

دراما الفلسفة اليونانية

  • (١)
    قوامها ثلاثة ممثِّلين:
    • (أ)

      الإسكندر الأكبر الذي غزا مصر، وهيَّأ نهب المكتبة الملكية بالإسكندرية.

    • (ب)

      أرسطو وتلامذة مدرسته الذين استحوذوا على المكتبة الملكية، واغتصبوا كميات كبيرة من الكتب العلمية، وحوَّلوا المكتبة إلى مركز أبحاث وجامعة.

    • (جـ)

      الحكومة الرومانية؛ إذ عن طريق مرسوم الإمبراطور ثيودوسيوس ومرسوم الإمبراطور جوستنيان، تم إغلاق نظم الأسرار المصرية، جنبًا إلى جنب، مع مدارسها وجامعتها في العالم القديم، ونظام الثقافة الأفريقي.

  • (٢)

    أسفر هذا عن:

    • (أ)

      التشويه، وشيوع رأي خاطئ يقول إن القارة الأفريقية، وشعب أفريقيا متخلفان ثقافيًّا، ولم يسهما في الحضارة الإنسانية بشيء.

    • (ب)

      قيام المسيحية كمنافسٍ ضد نظم الأسرار أو النظام الثقافي الأفريقي بهدف ترشيح هذا الرأي الخاطئ، وضمان استمراره.

  • (٣)

    ونتيجة أخرى هي:

    • (أ)

      التقديس الزائف للعقل الإغريقي.

    • (ب)

      أنشطة المشروع التبشيري الذي صوَّر ثقافة الشعوب السوداء في صورة ساخرة، سواء في الأدب أو في المعارض.

  • (٤)

    ونتيجة رابعة هي:

    • (أ)

      الشعور العام الذي ساد بين أبناء الشعب الأسود في العالم، بأنهم في حاجة ماسة إلى التحرر من أزمتهم الاجتماعية.

    • (ب)

      أن قدَّم كتاب «التراث المسروق» فلسفة جديدة للتحرر الأفريقي؛ لكي تفي بالحاجة العالمية الملحة، وهي الإصلاح الاجتماعي.

  • (٥)

    طبيعة ومناهج هذه الفلسفة الجديدة والإصلاح الاجتماعي المطلوب:

    • (أ)

      الفلسفة الجديدة، وهي فلسفة الانعتاق أو التحرر الأفريقي هي — ببساطة — افتراض يقضي بأن «الإغريق ليسوا أصحاب الفلسفة المعروفة باسم الفلسفة اليونانية أو الإغريقية»، وإنما أصحابها هم أبناء شمال أفريقيا، أعني المصريين. وهذه هي الفلسفة التي ينبغي أن نبشِّر بها، ونذيعها، ونروِّج لها، وننشرها على مدى قرون قادمة.

    • (ب)
      النتائج المحتملة لهذه الفلسفة هي:
      • (١)

        تغيير عقلية كل من الشعوب البيضاء والسوداء، وتغيير اتجاهاتهم ومواقفهم من بعضهم البعض، في سبيل النهوض بحركة إصلاح اجتماعي.

      • (٢)

        حفز الشعب الأسود إلى التخلي عن تقديسه الزائف للعقل اليوناني، ونبذ الصورة الساخرة عن ثقافته، التي روَّج لها المشروع التبشيري، والمطالبة بتغيير السياسة التبشيرية.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤