إهداء

إلى شباب الثورة المصرية

ثمة لحظاتٌ في تاريخ الأمم كأن الزمنَ فيها يقفز ولا يمشي.

لحظاتُ انتقالٍ بين قديمٍ استنفَدَ نفسَه وجديدٍ يريد أن يُولَد وأن يتمَلَّصَ من الوَأْد.

لحظاتٌ «بيكونيةٌ» تُهيبُ بالعقول الشريفة أن تَنفُضَ عنها أوهامَ الماضي، وألا تتمادى في تجريب المجرَّب، وألا تَعرِف للفكرِ الميتِ إلا كرامةً واحدةً، الدفن.

التقدم البشري كله يمكن أن يُرَدَّ إلى هذه اللحظات الفذة التي تَطفِر فيها العقولُ الجسورةُ؛ لكي تخرج من كهفها الآسِن، وتتلقَّى إبرَ النور، ولا تجعل بينها وبين الطبيعة وسطاءَ يَدَّعون وَصلًا بَلَيلَى، ولا بينها وبين الواقع حُجُبًا من الكتب المُغَبَّرَة التي تنقل السل ولا تنقل الحقيقة.

فإلى هذه العقول الفتيَّة الباسلة أقدِّم لهم إمامَهم فرنسيس بيكون في هذا النص الشهير من عيون الفكر الغربي.

عادل مصطفى
١٧ / ٣ / ٢٠١٢

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤