مصرع قيس بن الملوح

سمع قيس العامري ليلًا هاتفًا يقول:

أمنعية بالموت ليلى ولم تمت
كأنك عما قد أظلك غافل

فزاد منه لاعج الوجد وغاب عن الأبصار مدة من الزمان، فبينما كان أبو ليلى وبعض الأقرباء يبحثون عن مكانه وجدوه صريعًا بين القبور وإلى رأسه ورقة كتب فيها:

ألا أيها الشيخ الذي ما بنا يرضى
شقيت ولا هنئت من عيشك الخفضا
شقيت كما أشقيتني وتركتني
أهيم مع الهلاك لا أطعم الغمضا
كأن فؤادي في مخاليب طائر
إذا ذكرت ليلى يشد به قبضا
كأن وسيع الأرض حلقة خاتم
عليَّ فما تزداد طولًا ولا عرضا

فجزع أبوها غاية الجزع وقال: والله لو أعلم أن أمره يفضي إلى هذه الحال لاحتملت العار وزوجنه بابنتي ليلى.

ثم رأوا مكتوبًا على حجر مُلقى إلى هذين البيتين:

توسد أحجار اليمامة والقفر
ومات جريح القلب مندمل الصدر
فيا ليت هذا الحب يعشق مرة
فيعلم ما يلقى المحب من الهجر

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤