راشد بن صفوان وهيفاء العامرية

كان راشد بن صفوان يغدو على بني عامر لألفة بينه وبين رجل، فلمح جارية منهم يُقال لها: هيفاء بنت عبد الله بن عامر وكانت من أجمل نساء العرب، فغادره من حبها ما كاد أن يأتي على نفسه، ثم إن الجارية تزوجت بشخص من جهينة، فلما حملها إلى حيه وطال على الغلام الشوق وانقطاع الأخبار ذهب عقله فكان يسيح عاريًا، فصادف صيادًا قد اصطاد غزالًا فوقف يُنظر إليه ثم بكى وأنشد:

وذكرني من لا أبوح بذكره
محاجر ظبي في حبالة قانص
فقلت ودمع العين يجري بحرقة
ولحظي إلى عينيه لحظة شاخص
ألا أيهذا القانص الظبي حله
وإن كنت تأباه فعشر قلائص
خف الله لا تحبسه إن شبيهه
حبيبي فقد أرعدت فيه فرائصي

فقال له الصياد: دونك فحله، فتقدم إليه وقبَّله وأطلقه وأتبعه النظر حتى غاب، ثم قال للصياد: ائتني غدًا، فأتى فأعطاه عشرًا من الإبل فأبى قبولها، فأقسم عليه أن يأخذها، فقَبِلها وانصرف.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤