سعيد بن حميد وفضل الشاعرة

دخلت فضل يومًا على سعيد بن حميد فوثب إليها وسلم عليها وسألها أن تقيم عنده، فقالت: قد جاءني وحياتك رسول من القصر، فليس يمكنني الجلوس، وكرهت أن أقوم ببابك ولا أراك، فقال سعيد بديهة:

قربت ولا نرجو اللقاء ولا نرى
لنا حيلة يدنيك منا احتيالها
فأصبحت كالشمس المنيرة ضوءها
قريب ولكن أين منا منالها
وظاعنة ضنت بها غربة النوى
علينا ولكن قد يلم خيالها
تقر بها الآمال ثم تعوقها
مماطلة الدنيا بها واعتلالها
ولكنها أمنية فلعلها
يجود بها صرف النوى وانتقالها

وتغاضب سعيد بن حميد وفضل أيامًا فكتب إليها:

تعالي نجدد عهد الرضا
ونصفح في الحب عما مضى
ونجري على سنة العاشقين
ونضمن عني وعنك الرضا
ويبذل هذا لهذا هواه
ويصبر في حبه للقضا
ونخضع ذلًّا خضوع العبيد
لمولى عزيزٍ إذا أعرضا
فإني مذ لجَّ هذا العتاب
كأني أبطنت جمر الغضا

فسارت إليه وصالحته.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤