الفصل الحادي والستون

سفينة فضائية في خطر

قال ريتشارد بلا انفعال: «لا ينبغي أن نُفاجأ بحق. فكلنا كنا متوقعين ذلك.» كان ثلاثتهم يجلسون أمام الشاشة السوداء العملاقة.

قاطعه أوتول: «لكننا رجونا غير ذلك. في بعض الأحيان، يكون من المحبط إثبات صحة توقعك.»

سألته نيكول: «هل أنت واثق يا ريتشارد من أن كل هذه الصور تعبر عن شيء في الفضاء؟»

أجابها ريتشارد: «لا يساورني شك في ذلك. نحن متأكدون من أننا ننظر في مخرجات جهاز استشعار. انظري، سأريك كيف تغيرين المجالات.» استدعى ريتشارد إلى الشاشة صورة تظهر فيها أسطوانة، هي راما بالقطع، في منتصف مجموعة من الدوائر المتحدة المركز. بعد ذلك أدخل زوجًا آخر من الأوامر، فظهرت صورة متحركة على الشاشة. وأخذت الاسطوانة تتضاءل في الحجم أكثر فأكثر، وفي آخر الأمر أخذت تتلاشى تدريجيًّا حتى أصبحت مجرد نقطة. كذلك أخذ يتضاءل حجم الدوائر الأحادية المركز المحيطة بالأسطوانة في أثناء الحركة ثم ظهرت دوائر جديدة عند حافة الشاشة. وفي نهاية المطاف ظهرت مجموعة من النقاط، ست عشرة في مجملها، عن يمين الشاشة.

سألته نيكول وهي تشير إلى النقاط الصغيرة المضيئة: «لكن كيف عرفت أنها قذائف؟»

قال ريتشارد: «أنا لا أعلم. لكن ما أعلمه هو أنها أشياء طائرة في خط مستقيم تقريبًا بين راما والأرض. أفترض أنها بعثة سلام، لكني أشك في ذلك جديًّا.»

سأله أوتول: «كم تستغرق حتى تصل إلى هنا؟»

أجابه ريتشارد بعد لحظة من الصمت: «من الصعب تحديد ذلك بالضبط. لكن على حسب تقديري ستصل أول قذيفة في غضون فترة تتراوح بين ثماني عشرة ساعة وعشرين ساعة. إنها منتشرة في مساحة أكبر مما توقعت. إذا تعقبنها مدة ساعة تقريبًا، سوف نصل إلى التقدير الدقيق للحظة الاصطدام.»

صفَّر جنرال أوتول وأخذ يفكر بضع ثوانٍ قبل أن يتحدث. ثم قال: «قبل أن نحاول إخبار هذه المركبة الفضائية أنها على وشك التعرض لهجوم نووي، هل يمكنك أن تجيب عن سؤال واحد بسيط؟»

أجابه ريتشاد: «إن كان بمقدوري فسأفعل.»

سأله أوتول: «ما الذي يجعلك تعتقد أن راما قادرة على حماية نفسها من هذه القذائف القادمة، حتى وإن استطعنا أن ننقل التحذير إليها؟»

ساد صمت طويل. ثم قال ريتشارد: «هل تتذكر إحدى المرات، منذ عام تقريبًا، يا مايكل، حينما كنا مسافرين معًا من لندن إلى طوكيو ثم بدأنا نتحدث عن مسائل دينية؟»

أجابه: «أتقصد عندما كنت أقرأ كتاب يوسابيوس القيصري؟»

قال ريتشارد: «أعتقد ذلك. لقد كنت تخبرني عن تاريخ المسيحية في أوائل عهدها … على أي حال، أثناء النقاش سألتك فجأة لماذا تؤمن بالله. هل تتذكر إجابتك؟»

رد أوتول: «بالطبع. إنها نفس الإجابة التي قلتها لابني الأكبر عندما أعلن إلحاده في سن الثامنة عشرة.»

قال ريتشارد: «إجابتك في الطائرة هي التي تسيطر تمام السيطرة على توجهي في الموقف الحالي. نحن نعرف أن راما متطورة للغاية تكنولوجيًّا. وبالطبع، حينما صُممت، أُخذ بعين الاعتبار احتمالات حدوث هجمات عدوانية … من يعلم، ربما يكون بحوزتها حتى نظام دفع قوي، لم نكتشفه نحن بعد، وستكون قادرة على المناورة بعيدًا عن مسار القذائف. أراهن أن …»

قالت نيكول: «هل يمكنني أن أقاطعكما لحظة؟ أنا لم أكن معكما في رحلتكما إلى طوكيو. لكني أريد أن أعرف إجابة مايكل عن سؤالك.»

حملق الرجلان أحدهما في الآخر بضع ثوانٍ. أخيرًا أجابها الجنرال أوتول. قائلًا: «يهتدي المرء إلى الإيمان بالملاحظة والتفكير.»

•••

قالت نيكول: «الجزء الأول من خطتك ليس عسيرًا للغاية، وأنا أتفق معك في المنهج، لكن ليس لديَّ صورة ذهنية عن الطريقة التي سوف ننقل بها الناتج، أو كيف سنوصل فكرة التفاعل النووي المتسلسل للقذائف القادمة بطريقة واضحة.»

أجابها ريتشارد: «سنعمل أنا ومايكل على هذه البنود، بينما تُعِدي أنت صور الجزء الأول. فقد قال مايكل إنه يتذكر قدرًا معقولًا من الفيزياء النووية التي درسها.»

وذكَّر ريتشارد نيكول: «تذكري ألا تقومي بافتراضات كثيرة. ويجب أن نتأكد أن كل جزء من الرسالة مستقل.»

ولم يكن الجنرال أوتول مع ريتشارد ونيكول في تلك اللحظة. إذ كان قد غادر قبل خمس دقائق من هذا الحوار متجهًا داخل النفق بعد استغراق ساعتين من العمل الشاق. وفجأة انتاب القلق رفيقيه بسبب غيابه. فقال ريتشارد: «لعله ذهب إلى دورة المياه.»

ردت عليه نيكول: «أو ربما ضل الطريق.»

اندفع ريتشارد نحو مدخل الغرفة البيضاء ونادى في الممر.: «مرحبًا، مايكل أوتول. هل أنت بخير؟»

«نعم»، جاءه الرد من ناحية السلالم المركزية. وأردف: «هل يمكنك أن تأتي أنت ونيكول إلى هنا دقيقة؟»

تساءل ريتشارد بعد بضع لحظات عندما انضم هو ونيكول إلى الجنرال عند قاع السلم: «ما الخَطب؟»

سأل أوتول وعيناه تركزان على السقف أعلى منه: «من الذي بنى هذا الوكر؟ ولماذا تظنون أنه بُني أساسًا؟»

أجابه ريتشارد ونبرات صوته تنم عن نفاد صبره: «نحن لا نعرف، ولا أعتقد أننا سوف نصل إلى حل لهذه القضية خلال الدقائق المعدودة التالية، ولا حتى في غضون ساعات. وفي نفس الوقت، لدينا عمل …»

قاطعه أوتول بحزم: «أمهلني قليلًا، ينبغي أن أخوض هذه المناقشة قبل أن أمضي قدمًا.» انتظر كلٌّ من ريتشارد ونيكول حتى يكمل حديثه. استرسل أوتول: «نحن نتحرك بفوضوية شديدة نحو إرسال التحذير لهذا العقل المتحكم في هذه المركبة أيًّا كانت ماهيته. وعلى افتراض أننا نقوم بذلك حتى يتسنى لراما أن تتخذ الإجراءات اللازمة لحماية نفسها. كيف لنا أن نعلم أن ما نقوم به هو عين الصواب؟ كيف لنا أن نعلم أننا لا نخون جنسنا البشري؟»

أشار الجنرال أوتول بذراعيه نحو الكهف الكبير المحيط بهم. وقال: «حتمًا هناك بعض الأسباب، بعض الخطط العظيمة وراء كل هذا. لمَ تُركت كل هذه الأشياء البشرية الزائفة في الغرفة البيضاء؟ ولماذا يدعوننا سكان راما للتواصل معهم؟ من وما هذه الطيور وكائنات الأوكتوسبايدر؟» هز أوتول رأسه في إحباط من كل الأسئلة التي ليست لها إجابة. ثم استطرد: «كنت مترددًا بشأن تدمير راما، لكنني الآن متردد بنفس الدرجة بشأن إرسال التحذير. ماذا لو نجت راما من الهجوم النووي بسببنا ثم دمرت الأرض بعد ذلك بأية طريقة؟»

قالت نيكول: «هذا مستبعد تمامًا يا مايكل. لقد أبحرت مركبة راما ١ عبر النظام الشمسي …»

قاطعها ريتشارد بلطف: «دقيقة من فضلكِ، يا نيكول، إن كنتِ لا تمانعين. دعيني أحاول أن أجيب عن أسئلة الجنرال.»

سار ريتشارد ووضع يديه على كتف الجنرال أوتول. ثم قال: «مايكل، أكثر شيء أثار إعجابي بك منذ أن رأيتك أول مرة التقينا فيها، هو قدرتك على تمييز الفرق بين الإجابات التي يمكن أن نعرفها عن طريق الاستدلال أو باتباع المنهج العلمي، وبين الأسئلة التي لا يصلح معها إتباع أي منهج منطقي. ما من طريقة أيًّا كانت تمكننا من فهم ماهية راما بأكملها في هذه الآونة. نحن حتى لا نملك ما يكفي من بيانات. إن الأمر أشبه بمحاولة حل نظام معادلات خطية في التو واللحظة في حين أن كم المتغيرات يفوق بشده كم الثوابت. ففي مثل هذه الحالات توجد إجابات صحيحة متعددة.»

ابتسم أوتول وأومأ برأسه. فتابع ريتشارد: «ما نعرفه الآن هو أن سيلًا من القذائف في طريقه إلى راما الآن. ومن المحتمل أن يكون مسلحًا برءوس نووية. إذن نحن لدينا اختيار إما أن نحذر وإما لا، وعلينا أن نتخذ قرارنا بناءً على المعلومات المتوفرة لدينا في هذه اللحظة.»

أخرج ريتشارد جهاز الكمبيوتر الصغير الخاص به وسار إلى جانب أوتول. وقال: «يمكنك أن تمثل هذه المشكلة بأكملها في صورة متوالية ٣ × ٢. افترض أن هناك ثلاثة أوصاف ممكنة للخطر الذي تمثله راما: غير عدوانية بالمرة، وعدوانية للغاية، وعدوانية في حالة إذا ما هُوجمت فقط. ودع هذه المواقف الثلاثة تمثل صفوف المصفوفة. والآن، ضع في اعتبارك القرار الذي نحن بصدده. إما أن نحذرها وإما نختار ألا نحذرها. وتذكر أن التحذير «الناجح» هو الشيء الوحيد الذي يهم. من ثَم هناك عمودان للمصفوفة، وهما تحذير راما وعدم تحذير راما.»

نظر أوتول ونيكول من فوق كتف ريتشارد وهو يركب المصفوفة ويعرضها على شاشته الصغيرة. قال ريتشارد: «إذا نظرنا الآن على نواتج الأحداث الستة التي تمثلها العناصر الفردية لهذه المصفوفة، وحاولنا أن نضع بعض الاحتمالات كلما أمكنا ذلك، سيتسنى لنا الحصول على كل المعلومات التي نحتاجها كي نأخذ قرارنا. هل توافقان؟»

أومأ الجنرال أوتول بالإيجاب، وهو مُعجب بالسرعة والدقة اللتين وضع بهما ريتشارد هيكلًا يبين ورطتهم. عندئذٍ قالت نيكول: «إن ناتج الصف الثاني الشيء نفسه دائمًا، بصرف النظر عما إذا كنا سنحذرهم أم لا. فإذا كانت راما عدوانية للغاية، فإنه مع كل هذه التقنية المتطورة جدًّا، لن يكون هناك فرق سواء حذرناها أم لا. فعاجلًا أو آجلًا، سواء عن طريق هذه المركبة أو المركبة القادمة في المستقبل، فإنها سوف تخضع الجنس البشري أو تدمره.»

توقف ريتشارد لحظة ليتأكد أن أوتول يتابع الحديث، وعندئذٍ قال بتؤدة: «بالمثل، إذا «لم» تكن راما عدوانية «قط»، فليس من الخطأ تحذيرها. وفي كلتا الحالتين أيضًا، سواء حذرناها أم لا، فلن يكون هناك خطر يتهدد كوكب الأرض. وفي هذه الحالة إذا نجحنا في إنباء سكان راما عن القذائف النووية، فسوف يُنقذ شيء رائع.»

ابتسم الجنرال. وقال: «إذن تنبع المشكلة المحتملة الوحيدة الآن، وهي قلق أوتول، إذا أردتما أن تسمياها هكذا، من أنه إن لم تنوِ راما من الأساس أن تكون عدوانية، فإنها سوف تغير رأيها وتهاجم الأرض حالما تعلم أن ثمة قذائف نووية مصوبة نحوها.»

قال ريتشارد: «بالضبط. لكني سوف أبرهن أن تحذيرنا نفسه من الممكن أن يكون عاملًا مهدئًا في هذه الحالة العدوانية المحتملة. فمع كل هذا …»

رد أوتول: «حسنًا. حسنًا. أعرف ما ترمي إليه. ما لم تكن هناك احتمالية عالية جدًّا للحالة التي أخشاها، فإن التحليل الإجمالي يرجح كفة تحذير راما.» ضحك الجنرال فجأة. ثم استرسل: «من حسن الحظ أنك لا تعمل لحساب القيادات العسكرية لمجلس الحكومات، يا ريتشارد. لو كنت تعمل لحسابها، ربما أقنعتني بطريقة منطقية بإدخال الشفرة …»

قالت نيكول: «أشك في ذلك. فلا أحد يضاهيهم في جنون الارتياب.»

ابتسم الجنرال. وقال: «أشكركما. أكتفي بهذا. أنتما مقنعان للغاية. لنَعُد إلى العمل.»

•••

انطلاقًا من حقيقة وصول القذائف التي يتعذر منعها، دأب الثلاثي على العمل ساعات دون كلل أو ملل. أعدت نيكول وأوتول رسالة التحذير في جزأين منفصلين. وعرض الجزء الأول — الذي كان معظمه خلفية تمهد الطريق أمام تعزيز تقنية الاتصال الأساسية — كل آليات المسارات بما في ذلك، مسار راما عندما دخلت إلى النظام الشمسي، ومسار مركبتَي نيوتن وهما يغادران الأرض وينضمان معًا قبل الالتقاء بالمركبة الفضائية مباشرة، ومناورتا راما اللتان غيرتا مسارها، وأخيرًا الست عشرة قذيفة المصوبة من الأرض نحو راما. أما ريتشارد، فقد بدأ ساعات عمله الطويلة على لوحة المفاتيح والشاشة السوداء تأتي ثمارها، فقد حول كل هذه الأحداث الخاصة بالمدارات والمسارات إلى رسومات بيانية، بينما كان الرائدان الآخران يواجهان صعوبات مع تعقيدات الجزء المتبقي من الرسالة.

كان إعداد الجزء الثاني من الرسالة صعبًا للغاية. لقد أراد البشريون أن يشرحوا فيه أن القذائف القادمة تحمل رءوسًا نووية، وأن القوة التفجيرية للقنابل تحدث نتيجة لتفاعل متسلسل، وأن الحرارة والاهتزاز والإشعاع الناجمة عن التفجير لها جميعها قوة هائلة. ولم يكمن التحدي في تقديم الصورة الأساسية، بل في صياغة القوة التدميرية في مصطلح يمكن أن يفهمه عقل فضائي، وهو ما كان عائقًا مهولًا أمامهم.

وعندما أصر كلٌّ من أوتول ونيكول على أن التحذير سيعد ناقصًا إذا ما أُرسل دون إشارة إلى درجة الحرارة الناجمة عن التفجير وقوة الاهتزاز ومدى الإشعاع، صرخ ريتشارد المستشيط غضبًا: «مستحيل. لماذا لا نشير فحسب إلى كم المادة المنشطرة في العملية؟ فهم قطعًا بارعون في الفيزياء. ويمكنهم حساب النواتج والمتغيرات الأخرى.»

وبدأ الوقت ينفد، وأخذ ثلاثتهم يشعرون بالإعياء. وفي الساعات الأخيرة استسلم الجنرال أوتول للشعور بالتعب، فراح في سبات عميق بعد إلحاح نيكول. وأشار ناتج الإحصاء البيولوجي الخاص به أن قلبه مُجهد. وحتى ريتشارد نام تسعين دقيقة. أما نيكول فلم تسمح لنفسها أن تنعم بالراحة قط. فقد عزمت على أن تعمل جاهدة حتى تصف بالصور القوة التدميرية للأسلحة.

وعندما استيقظ الرجلان، أقنعتهما نيكول أن يرفقا بالجزء الثاني من الرسالة قسمًا قصيرًا يصور ما قد يحل بمدينة أو غابة على الأرض إذا انفجر على مقربة منها قنبلة نووية قوتها الانفجارية مليون طن. وبالطبع، كي تبدو هذه الصور معقولة، كان على ريتشارد أن يوسع مسرده السابق الذي كان قد عرف فيه العناصر الكيميائية ورموزها بدقة شديدة، كي يُدمج المزيد من مقاييس الحجم. دمدم ريتشارد وهو يدخل بكد ودأب مقياس العلامات ورسومه الخطية التي تمثل المباني والأشجار: «لو فهموا هذا، فسيكونون إذن أذكى مما ظننتهم.»

أخيرًا انتهوا من الرسالة وخزنوها. ثم راجعوا التحذير بأكمله مرة أخيرة وأجروا بعض التعديلات عليه. وقال ريتشارد: «من بين الأوامر التي لم أستطع أن أفهمها قط، خمسة أوامر كان لديَّ مبررات لأشك أنهم قد يتصلون بمعالج مختلف المستوى. بالطبع أنا أخمن فحسب، لكني أومن أنه تخمين مبني على الخبرة والمعرفة. سوف أبث رسالتنا خمس مرات، باستخدام كل هذه الأوامر بعينها على حدة، وآمل أن يصل تحذيرنا الكمبيوتر المركزي بطريقة ما.»

بينما أدخل ريتشارد كل الأوامر المناسبة عبر لوحة المفاتيح ذهبت نيكول والجنرال أوتول للتمشية. لقد ارتقيا السلالم ثم تجولا حول ناطحات سحاب نيويورك. سأل أوتول: «أنت تعتقدين أنه قُدر لنا أن نصعد على متن راما ونجد الغرفة البيضاء، أليس كذلك؟»

أجابته نيكول: «بلى.»

سألها الجنرال: «ولكن ما الغرض؟ إذا أراد سكان راما التواصل معنا، لماذا لجئوا إلى هذه الطرق المعقدة؟ ولمَ يجازفون بجعلنا نسيء تفسير نيَّاتهم؟»

قالت نيكول: «لا أعرف. ربما يختبروننا بطريقة ما. بهدف أن يكتشفوا ماهيتنا.»

أجابها أوتول: «يا إلهي، يا لها من فكرة مريعة. إذ ربما نُصنف على أننا المخلوقات التي تطلق قذائف نووية على زوارها.»

قالت نيكول: «بالضبط.»

وأرته نيكول المخزن ذا التجويفات، والشبكة حيث أنقذت الطائر، والمجسمات المتعددة الأسطح المذهلة، ومدخلَي الوكرين الآخرين. وأخذت نيكول تشعر بالإعياء الشديد، لكنها كانت تعلم أنها لن تنام حتى تُسوى جميع الأمور.

«أينبغي لنا أن نعود الآن؟» هكذا سألها أوتول بعدما نزل هو ونيكول نحو البحر الأسطواني وتحققا من أن القارب الشراعي بحالته كما هو حيث تركوه.

ردت نيكول في نبرة تنمُّ عن تعبها: «حسنًا.» ثم نظرت في ساعة يدها. وكان قد تبقى من الزمن ثلاث ساعات وثماني عشرة دقيقة حتى تصل القذيفة النووية الأولى إلى راما.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤