الفصل الثاني

واجب النَّفْس

س: كيف تعرف أن لك نَفْسًا؟

ج: أعرف أن لي نفسًا لأني أفهم، وأحس، وأريد.

س: كيف تعلم أنك تفهم؟ وما هو مظهر فهمك أو ذكائك؟

ج: إِن مظهر ذكائي يتجلى لي كلما حفظت درسًا أو حللت مسألة، والفضل كل الفضل في ذلك للإِيضاحات التي أتلقاها عن أستاذي وأقاربي، فهي التي ترشدني إِلى كل ما هو حق وعدل ومحمود.

س: ما هو مظهر شعورك أو إِحساسك؟

ج: إِن مظهر إِحساسي يتجلى لي كلما رأيت نفسي محمولًا على حب أشباهي ومواساتهم، فإِذا تراءى لي منظر جميل أو قُصَّ عليَّ نبأ عمل جليل تحركت نفسي وتنبهت عواطفي.

س: ما هو مظهر إِرادتك؟

ج: إِن مظهر إِرادتي يتجلى لي كلما رأيت في نفسي ميلًا إِلى اللهو واللعب فخالفتها، ونزعت إِلى العمل، وكلما هممت بارتكاب أمر ملوم فقاومتها حتى أصرفها عنه، وكلما وقفت موقف الخيار بين شيئين، فوطنتها على اختيار أشرفهما وإِن كان مرًّا وصرفتها عن أجملهما وإِن كان حلوًا.

س: ما الذي يأذن لك بتحقيق تلك المظاهر: مظاهر الفهم، والإحساس، والإِرادة؟

ج: سريرتي أو ضميري.

س: ما هي السريرة أو الضمير؟

ج: هي ذلك الصوت الداخلي الذي يلهمني التفريق بين الخير والشر، هي الدليل الذي يقودني في الحياة، والقاضي الذي يقاضيني على عمل الشر، والذي أرتاح لوقوفي بين يديه عند صنع الخير.

س: أيجب على المرء أن يطيع نداء السريرة؟
ج: نعم، يجب على المرء أن يطيع ذلك النداء وأن يعمل بما يوحيه إِليه، فلا يحجم في سبيله أمام الصعوبات، ولا يجمد١ أمام المشاق.
١  يتوقف.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤