الفصل الخامس

الصفات التي يجب أن يتحلى بها الإنسان

س: ما هي الصفات التي يجب أن تتحلى بها؟

ج: يجب أن آخذ نفسي بأن تكون متحلية بالسجايا المميِّزة للعقل، والقلب، والخلق.

س: ما هي سجايا العقل التي يجب أن تتحلى بها؟

ج: إِن سجايا العقل التي أتمنى أن أصحبها هي: مرونة الطبع، والتمييز بين الأشياء، والحكم عليها، والحكمة، والاعتدال في الرغبات، وروح العدل، والتبصر في العواقب، والنظام، والدقة، وبديهة الابتداء، وهي أن تبتكر الشيء وأن تبتدئ فيه.

س: كيف تكون مرن الطبع أو ليِّن العريكة؟

ج: أكون لين الطبع إِذا أخذت بنصيحة العقلاء راضيًا غير كاره.

س: كيف تقيم الدليل على التمييز بين الأشياء والحكم عليها؟

ج: أقيم الدليل على ذلك بأن أقدِّر الرجال حق أقدارها، وأقوِّم الأشياء حق قيمها، وبالتفريق من طريق اليقين بين الحق والباطل، والطيب والخبيث.

س: كيف تقيم الدليل على الحكمة والتعقل؟

ج: أقيم الدليل على التعقل بمقاومتي كل قبيح من الأمثلة، وطرحي كل ضار من النصائح.

س: كيف تقيم الدليل على الاعتدال في الرغبات؟

ج: أقيم الدليل على الاعتدال في الرغبات إِذا غبطت نفسي بما أمتلك، ولم أتطلع إِلى ما في أيدي الغير.

س: كيف تقيم الدليل على روح العدل؟

ج: أقيم الدليل على روح العدل إِذا وفيت كل إِنسان حقه، وقمت بما يجب له من توقير وثناء.

س: ألا يتناول روح العدل غير الأفراد؟

ج: بلى، فإِنه يتناول الجماعة؛ لأن الناس كلهم إِخوان، عليهم الواجب المحتم في عمل الخير المطلق، وعليهم أن يعملوا بقدر الممكن على التسوية بينهم، فلا بدع إِذا سمينا روح العدل بين الناس بالتضامن.

س: متى يسمَّى المرء بصيرًا بالعواقب متداركًا للأمور قبل وقوعها؟
ج: يسمَّى المرء بصيرًا بالعواقب إِذا اقتصد جزءًا من كسبه في كل يوم وأودعه صندوق التوفير على نظام تام، وكان من ذلك عضوًا في جمعية من جمعيات التعاون، ثم هيَّأ لأيام شيخوخته ما يقوم فيها بأوده.١
س: كيف يكون النظام؟

ج: يكون النظام في وضع الأشياء في مواضعها.

س: كيف تكون المحافظة على المواعيد أو الدقة في الأمور؟

ج: تكون في مباشرة العمل في وقته وإِتيان الموعد في حينه.

س: ألم تكن تلك الصفات التي ذكرتها من أصل واحد؟

ج: بلى، فإِن مصدر جميعها الإِدراك، وهو العقل المميز للرجل.

١  يصلح شأنه.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤