احتمالات … ولكن

كان صباحُ اليوم التالي صباحًا مشحونًا بالآمال … فقد عاد «تختخ» من مقابلة الدكتور «علي» ومعه عدةُ احتمالاتٍ عن تحرُّكات اللص في المرحلة المقبلة … وسألَت «لوزة»: ولكن كيف استطاع العقل الإلكتروني أن يُحدِّد هذه الاحتمالات؟

قال تختخ: المسألة بسيطة … إن تحريات رجال الشرطة عن السرقات تضمَّنتْ معلوماتٍ عن المسروقات … فمنها أن طبق «السيفر» الذي سَرقَه اللص هو واحدٌ من ستة أطباقٍ مماثلة … ولكن لا أحد يعرف أين تُوجَد الأطباق الخمسة الباقية … وهكذا حدَّد العقل الإلكتروني احتمال قيام اللص بسرقة واحدٍ أو أكثر من هذه الأطباق ليُكمِل المجموعة.

نوسة: هذا معقولٌ جدًّا … وما هي بقية الاحتمالات؟!

تختخ: أن يقوم اللص بسرقة السيف الثاني … فالسيف الذي سَرقَه اللص في الحادثة رقم «٩» له مثيلٌ موجود عند أُسْرة «المرجوشي»، وتسكُن في المعادي، وقد يسعى اللص إلى سرقة السيف؛ ليُكمِل المجموعة أيضًا.

محب: هذا إذا كان اللص يعرف مكان السيف الثاني … والأطباق الخمسة!

تختخ: تمامًا … وسنُعرِّفه نحن أين تُوجَد الأطباق والسيف.

عاطف: ولكن كيف؟

تختخ: هذه هي مهمتُنا … وقد تذكَّرتُ الآن أن والدة «نوسة» من هواة التحف، ولعلَّها تفيدنا في هذا الموضوع.

نوسة: سأذهب إليها فورًا وأسألها.

وقامت «نوسة» واستمر «تختخ» يقرأ بقية التقرير: الاحتمال الثالث أن يقوم اللص بسرقة شمعدانَين من الفضة تابعَين للنجفة البلَّور التي سَرقَها، وهذان الشمعدانان موجودان عند بائعِ تُحفٍ في شارع الشريفين.

عاطف: ولكن هذه احتمالاتٌ كثيرة … فكيف نراقب كل هؤلاء … ونحن لا نعلم متى يضرب اللص ضربته؟ … وحتى هذه الاحتمالات ليس فيها شيءٌ مؤكَّد …

تختخ: أليس من الأفضل تحديد خمسة أو ستة احتمالات بدلًا من أن يظل كل شيء مجهولًا لا نعرف أين ومتى …

وقبل أن ينتهي «تختخ» من جملته … ظهر الشاويش «علي»، وكان واضحًا أنه تلقَّى أكبر صدمة في حياته … واستقبلَه الأصدقاء صامتين … وقال الشاويش وكأنه يتحدث من بطنه: سرقةٌ أخرى في المعادي … بالطريقة نفسها.

تختخ: سيف … من بيت أُسرة «المرجوشي»؟

قفز الشاويش كأنما مسَّه تيارٌ كهربائي وصاح: كيف عرفت؟ … إنكَ …

ولكن «تختخ» قاطعَه قائلًا: لا تتسرَّع يا شاويش … لعلَّك ستقول إنني شريكٌ للص … صمت الشاويش ولكن شاربه كان يرتعد … ومضى «تختخ» يقول: إن العقل الإلكتروني عرف هذه الحقيقة أمسِ.

صاح الشاويش «فرقع» وأخذ يُطوِّح بيدَيه في الهواء، وهو يصيح: إلكتروني … إلكتروني … ما هو هذا العقل الإلكتروني الذي تتحدَّثون عنه؟ … وكيف يمكن أن يعرف أُسرة «المرجوشي» … والسيف الذي عندهم؟ … إنني لا أُصدِّق شيئًا، وسوف أُبلغ الجهات المسئولة عنكم، وعليكم أن تُوضِّحوا موقفكم.

وقفز الشاويش خارجًا … وقال «محب»: لقد صدَق العقل الإلكتروني حقًّا … وهذا أحد الاحتمالات التي أشار إليها قد تحقَّق … ومعنى ذلك أن بقية الاحتمالات الباقية قابلة للتحقيق.

لوزة: الآن فقط صدَّقتُ كل الكلام عن العقل الإلكتروني هذا … لقد قام بالدور الأكبر في حل اللغز.

وفي هذه اللحظة وصلت «نوسة» تمسك ورقة صغيرة بيدها، وأسرعت إليها «لوزة» تخبرها بما حدث … وكيف سُرِقَ السيف من منزل «المرجوشي».

قالت «نوسة»: إن والدتي تعرف مكان طبقَين من الأطباق الخمسة … لأنهما موجودان عند أُسرتَين في المعادي … الأول في منزل الدكتور «حسنين كروم»، والثاني في منزل أُسرة «أبو حسَّان»، والمجموعة كلها كانت تملكها أُسرةُ «عشم الله» ثم بيعت في مزادٍ علني عام ١٩٢٩م، على أثَر أزمةٍ مالية تعرَّضَت لها الأُسرة.

ابتسم «عاطف» قائلًا: إنه تقريرٌ أدقُّ من تقارير العقل الإلكتروني.

نوسة: هل تسخر مني؟

عاطف: أبدًا … إن هذه المعلومات تُكمِل الاحتمالات، وقد نصل إلى اللص عن طريقها … أليس كذلك يا «تختخ»؟

تختخ: فعلًا … إن مهمتنا مراقبةُ منزل الدكتور «حسنين» ومنزل عائلة «أبو حسَّان» كل ليلة.

محب: ولكن اللص قد لا يُقدِم على هذه السرقة إلا بعد شهور.

تختخ: ليس هناك حلٌّ آخر … على الأقل لحين حضور المفتش «سامي»؛ فإن الشاويش لن يُصدِّقنا.

وجلس الأصدقاء يضعون خطة المراقبة … ولكنَّ «لوزة» قالت فجأةً: لماذا لا نُخطِر الأُسرتَين بوجهة نظرنا … وهما يُبلغان الشرطة … وتتولَّى الشرطة القبض على اللص؟

محب: هذا معقول جدًّا.

تختخ: ولكن ألا تحبون الاستمتاع برؤية اللص وهو يقع في أيدي الشرطة؟

نوسة: في هذه الحالة نُخطِر الأُسرتَين … فيقوم رجال الشرطة بإعداد كمينٍ للص داخل المنزلَين … ونقوم نحن بالمراقبة أيضًا.

تختخ: أُوافِق على هذا الاقتراح.

لوزة: ولكن هل يُصدِّقوننا؟

تختخ: أقترح أن تقوم والدة «نوسة» بإخطار الأُسرتَين بذلك؛ فسوف يُقدِّرون كلامها، فإذا لم يُصدِّقوا فليس أمامنا إلا المراقبة.

•••

عندما تحدَّث «محب» و«نوسة» إلى والدتهما عما حدث … والخطوات التي قام بها المغامرون الخمسة ابتسمَت السيدة الطيبة، وقالت: لا أدري لماذا تَحشُرون أنفسكم في هذه الموضوعات الخطيرة؟ … على كل حالٍ سوف أتحدَّث مع زوجة الدكتور «حسنين»، ومع زوجة الأستاذ «أبو حسَّان»، ولا أدري إن كانتا ستُصدِّقان هذا الكلام أم لا!

وتحدَّث «محب» مع «تختخ» تليفونيًّا وأخبره بحديث والدته، فقال «تختخ»: سنقوم بالمراقبة … فلم يبقَ أمامنا ما نفعله سوى هذا!

محب: ما رأيك أن تُحاول إقناع الشاويش؟

تختخ: لا مانع … وإن كنتُ أعتقدُ أنه سيصيح في وجوهنا كالعادة: فَرقِعوا من وجهي!

محب: سأتحدَّث إلى «عاطف» … ونلتقي في السابعة، ونذهب إلى الشاويش، ونخبره بما استقرَّ عليه عزمنا … وهو حرٌّ بعد ذلك فيما يفعل!

وفي السابعة مساءً توجَّه الأصدقاء الثلاثة لمقابلة الشاويش في منزله … كان قد ارتاح وتغدَّى فبدا أحسن حالًا … فاستقبل الأصدقاءَ مبتسمًا على غير عادته … وقام «تختخ» بشرح جميع الخطوات التي مرَّتْ بها محاولتهم في حل لغز الحوادث الغامضة … وكان الحديث منطقيًّا وواضحًا، حتى إن الشاويش بدا عليه الاقتناعُ، وقال «تختخ»: والآن نحن نضع بين يدَيكَ القضية كلها … وكل المطلوب منك أن تتقدَّم وتضع هاتَين اليدَين على اللص.

تهلَّل وجه الشاويش … وقبض أصابعه كأنه يقبض على اللص، وقام متحمسًا وقال: هيا بنا!

تختخ: ليس الآن … فمن استنتاجات العقل الإلكتروني أن اللص يرتكب حوادثه بين الواحدة والثالثة صباحًا … وقد وضَعْنا خطة المراقبة بحيث أقوم أنا و«محب» بمراقبة منزل الدكتور «حسنين»، وتقوم أنت و«عاطف» بمراقبة منزل أُسرة «أبو حسَّان» على أن يكون معنا الدراجات حتى إذا ظهر في مكان، يكون في استطاعتنا إبلاغ المراقبين في المكان الآخر سريعًا … والمنزلان لحُسن الحظ لا يفصل بينهما إلا ثلاثةُ شوارع.

قال الشاويش: إذن نلتقي عند منتصف الليل؟

تختخ: معقول جدًّا … وسيكون اللقاء عند محطة القطار.

وهكذا انصرف الأصدقاء … وقضَوا الساعات الباقية في منزل «عاطف» ثم انطلَقوا للقاء الشاويش عندما انتصف الليل.

•••

مضت ثلاث ليالٍ والمراقبة مستمرة … وبدأ الشاويش يفقد حماسه … وفي الليلة الرابعة قال ﻟ «عاطف»: إنني لن أنتظر أكثر من هذا؛ فأنتم تضحكون عليَّ كالمعتاد … وقد أضعتُ ثلاث ليالٍ في السهر!

ولم ينتظر الشاويش أكثر … فقد ركب دراجتَه وترك «عاطف» وحيدًا في الظلام … ونظر «عاطف» إلى ساعته ذات الميناء المضيء … كانت الثانية والنصف بعد منتصف الليل … ولم تمضِ سوى دقائقَ قليلة حتى أحسَّ «عاطف» بأعصابه تتوتَّر … فقد سمع في الصمت المخيِّم على المكان صوتَ سيارة تقترب … وتقترب … هل هو اللص؟!

كان «عاطف» قد اختار مكمنه في حديقة فيلَّا قديمة … على مَبعدةٍ من فيلَّا أُسرة «أبو حسَّان» الكبيرة … وكم كانت مفاجأةً له أن اقتربَت السيارة في هدوء حتى توقَّفَت أمامه … وبرغم الظلام استطاع أن يتبيَّن هيكل السيارة القديم … فهل هو اللص اللغز الذي ارتكب هذه الحوادث الغامضة؟!

قبَع «عاطف» مكانه محتبسًا الأنفاس … وفُتح باب السيارة في هدوء … ثم نزل في الظلام شبَح رجلٍ قصير القامة … وقف قليلًا ينظر حوله ثم تقدَّم إلى ناحية فيلَّا أُسرة «أبو حسَّان» … كان يَعرُج … وأدرك «عاطف» أنه أمام اللص الخطير …

أخذ يفكِّر لحظات قبل أن يُقدِم على خطوته التالية … إن الاتفاق بين المغامرين أن يُسرِع من يرى اللص إلى المجموعة الثانية لإخطارها … ولكن «عاطف» خشي أن يقوم اللص بسرقته ويهرب قبل أن يَصِلوا … أو يتراجع أو ينصرف لأي سببٍ من الأسباب.

ولم يكَدِ اللص يدخل حديقة فيلَّا «أبو حسَّان» حتى خرج «عاطف» من مكمنه في حذَر … واقتَرب من السيارة. وأخرج مصباحه وأطلَق خيطًا من النور على رقمها وحفظه سريعًا، وعرف أن ماركتها «بونتياك» ثم قفز إلى دراجته وانطلَق لإخطار «تختخ» و«محب»، وقال لنفسه: حتى لو هرب اللص الآن … فنحن نعرف السيارة ورقمها، ومن السهل على رجال الشرطة تتبُّعها.

وصل «عاطف» فوجد «تختخ» و«محب» يختفيان خلف شجرةٍ كبيرة … فاقترب منهما سريعًا وأدركا معًا أنه يحمل أنباءً، وقال «عاطف»: الرجل ظهر!

وردَّد الاثنان في صوت واحد: هل أنت متأكد؟

عاطف: السيارة القديمة … والساق القصيرة … ودخل حديقة فيلَّا «أبو حسَّان» وقد تركَني الشاويش منذ فترة.

وقفز الاثنان إلى دراجتَيهما … وانطلق الثلاثة وخلْفَهم «زنجر» إلى المكان … وعندما وصلوا إلى هناك كانت السيارة القديمة ما زالت واقفةً في مكانها!

همس «محب»: ماذا نفعل الآن؟

تختخ: لن نستطيع الاتصال بالشاويش الآن وإلَّا هرب اللص … أقترح أن نُحاوِل نحن القبض عليه.

محب: قد يكون مسلحًا:

وساد الصمتُ الثلاثةَ لحظات … إن مغادرة الشاويش مكانه قلبَت خططَهم رأسًا على عقب، فماذا يفعلون؟!

عاطف: إننا ثلاثة، وأعتقد أن في إمكاننا أن نقفز عليه ونشُلَّ حركته … ولا تنسيا أن «زنجر» معنا.

وارتفعَت هَمهَمة «زنجر» في الظلام … إنه مستعد أيضًا.

تختخ: الحل الوحيد أن نُعطِّله حتى يذهب أحدنا ويستدعي الشاويش من منزله.

محب: إنها خطة من خطتنا القديمة!

تختخ: نعم … تفريغ أحد الإطارات من الهواء … أَسرِع أنت يا «محب» لإحضار الشاويش.

وأسرع «محب» يُنفِّذ ما قاله «تختخ»، على حين تقدَّم «تختخ» و«عاطف» من السيارة، وبعد دقائق كان أحد الإطارات قد أَفرَغ الهواء … وظهر الرجل قادمًا من الحديقة، واختبأ الاثنان في الحديقة المقابلة … وأقبل الرجل حتى وصل إلى السيارة … كان يرفع بين يدَيه شيئًا لم يشُكَّ الصديقان أنه طبَق «السيفر» … وفتح باب السيارة ودخل وأدارها، ومضت لحظات، ثم انطلق … ولكنه لم يَسِر سوى بضعةِ أمتار وتوقَّف، وأدرك الصديقان أنه تنبَّه إلى الإطار الفارغ.

نزل الرجل … وأَسرَع يدور حول السيارة … وانحنى على الإطار الفارغ وتحسَّسَه، ثم وقف وفتح شنطة السيارة لإخراج الإطار الاحتياطي … وفي هذه اللحظة قال «تختخ»: سأذهب لمساعدته.

عاطف: هل تُهزِّر؟

تختخ: أبدًا!

وانطلَق «تختخ» إلى حيث وقف الرجل يُخرِج الإطار … وتظاهَر أنه مارٌّ بالصدفة، ثم توقَّف بجواره وقال: هل تحتاج إلى معونةٍ يا سيدي؟

قال الرجل: شكرًا … لا شيء …

تختخ: إنني أعرف كيف أُغيِّر الإطار بسرعة … وأَعطِني ما تشاء …

قال الرجل: لا بأس … هيا …

وأخرج «تختخ» الإطار الاحتياطي … ثم تناول المفتاح وأخذ يفكُّ «الصواميل» … كان يعمل ببطء كسبًا للوقت، متظاهرًا بأن المسامير لا تريد أن تدور … وكان الرجل يُشجِّعه أن يسرع … ولكنَّ «تختخ» كان يُنفِّذ خطته في الإبطاء … وبرغم محاولته التأخير، فقد أنهى فك المسامير … وجذب الإطار الفارغ … وأخذ في تركيب الإطار الاحتياطي دون أن يَظهَر «عاطف»، وأخذ «تختخ» يلعن في سرِّه الشاويش و«محب» لتأخُّرهما … فقد كاد الإطار يركب دون أن يَظهَرا … وقرَّر أنه إذا لم يظهر الشاويش بعد الانتهاء من الإطار … فلا بد أن يشتبك مع الرجل … وانتهى فعلًا تركيب الإطار … ومدَّ الرجل يده في جيبه، ثم مدها ﻟ «تختخ» ليعطيه بعض النقود، وكانت هذه فرصة «تختخ» الوحيدة، فقد أمسك بذراع الرجل ولواها بشدَّة وتأوه الرجل … وبكل ما يملك «تختخ» من قوة أدار الرجلَ وهو يلوي ذراعَه خلفه حتى انكفأ على الأرض … وفي هذه اللحظة انطلق «زنجر» ثم «عاطف» وانقضَّا على الرجل … ودار صراعٌ بين الثلاثة … كان واضحًا أنَّ الرجل — برغم كِبر سنِّه وعَرَجه — قويُّ البِنْية … ولاحظ «تختخ» أنه يُحاوِل مد يده في جيبه … وأدرك أنه مسلَّح …

كان الصراع يبدو في صمتٍ لا يقطعه سوى زمجرة «زنجر» … وفجأةً ظهر ضوءُ بطاريةٍ قويٌّ، وارتفع صوت الشاويش يصيح: قف!

وتَقدَّم الشاويش «علي» كالصاعقة، ورفع مسدَّسه في وجه الرجل قائلًا: أنت مقبوضٌ عليك بِاسمِ القانون فلا تتحرك.

•••

بعد يومَين نشَرتِ الصحفُ الصباحيةُ الثلاثة قصَّة القبض على اللص تحت عناوينَ مثيرة.

أغرب قصَّة للصِّ الغامض

رجل من أُسرةٍ عريقة يُحاول استرداد أملاك أُسْرته عن طريق السرقة. الشاويش «علي» يقبض على لصٍّ ارتكَب ١٤ حادثًا دون أن يترك أثَرًا واحدًا.

وقالت الصحف: إن اللص من أُسْرة «عشم الله» التي كانت من أغنى الأُسر المصرية في أوائل هذا القرن … وإن الأُسرة اضطُرَّت إلى بيعِ ما تَملِك في المزادات تحت ضغطِ ظروفٍ اقتصادية … وإن اللص هو حفيد «عشم الله الكبير» … وإنه اتخذ قرارًا باستعادة أملاك أُسْرته القديمة بالسرقة … وقد عُثر في مسكنه على جميع التُّحَف التي سُرقَت في الحوادث اﻟ ١٤ الغامضة … واعترف بسرقتها … وقالت الجرائد: إن الشاويش «علي» هو الذي قبَضَ على اللص.

•••

وفي المعادي كانت نظراتُ الإعجاب تُحيط بالشاويش حينما ذهب … على حين كان المغامرون الخمسة الذين كان لهم الفضلُ الحقيقي في القبض على اللص يعيشون خلف الستار كالمعتاد … وبالطبع لم يذكُر أحدٌ شيئًا عن الحاسب الإلكتروني على الإطلاق … وهو الذي أدَّى دوره مع المغامرين الخمسة … وهكذا لم يُذكر في التحقيقات … ولا جاء ذِكرُه في الصُّحف … وهو كالمغامرين الخمسة يعمل دون أجر، ودون شُهرة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤