الكتاب الأول

أخِيل

الأرض السوداء تلقتْه،
والآلام الكثيرة
التي احتملها أمير الأتريديين١
(المعين في الحرب)
وجدت نهايتها.

•••

أفروديت، أيتها (الإلهة) الخالدة على عرش بهيج الألوان،
أبتهل إليك، أنت، يا ابنة زيوس الماكرة،
ألَّا تقهري الفؤاد بالغم والأحزان،
يا سيدتي،
بل تعالَي إلى هنا،
إن كنتِ من قبل قد سمعتِ على البُعد صوتي يناديك،
وهبطتِ إليَّ، تاركةً بيت أبيك الذهبي،
ممتطيةً العربة التي تشدُّها الطيور الخفيفة
فوق الأرض السوداء،
مرفرفةً بأجنحتها الرشيقة
من أعالي السماء عبر الهواء؛
فبلغتْ سريعةً إلى هدف رحلتها.
وسألتِني أنت، يا أيتها المباركة،
والابتسامة على وجهك الخالد،
عما جرى لي من جديد.
ولماذا أعود فأناديك؟
وما الذي أرجوه، أنا المخبولة القلب،
أن يتحقق؟
«من هو إذن،
الذي سيُهديه «بايثو» حبك؟
من الذي يؤلمك يا سافو؟
إن كانت تهرب الآن،
فعما قريب سوف تتبعك،
إن كانت لا تقبل هدية
فسوف تُهدِي،
إن كانت الآن لا تحب
فسوف تحب عما قريب،
حتى ولو لم تكن تريد!»
تعالَي الآن إليَّ
وخلصيني من همٍّ ثقيل.
وكل ما يشتاق القلب إليه ويرجوه
حققيه أنتِ،
وكوني أنتِ حليفتي!

•••

يبدو لي، أنه شبيه بالآلهة،
ذلك الرجل، الذي يجلس إلى جانبك،
ويُصغي وهو قريب منكِ،
إلى نغم صوتك الحلو،
وأنت تردين عليه ضاحكةً
مفعمةً بسحر الحب،
ومع ذلك،
فهذا ما سلب القلبَ في الصدر راحته.٢
حين أنظر إليكِ، يحتبس صوتي
مرةً واحدةً؛
ذلك أن اللسان ينعقد،
والجلد تسري فيه نار رقيقة
في لحظة واحدة.
بعينيَّ لا أرى شيئًا،
ورعد يُدوِّي في أذني،
العرق يتصبب عليَّ،
والرعشة تملك كل أعضائي،
وأُصبح أشد شحوبًا من الأعشاب الجافة،
وسُرعان ما أبدو أشبه بالميت.
لكن على الإنسان أن يحتمل كل شيء
لأن …

•••

كل النجوم حول القمر الجميل
تخفي وجهها المضيء،
حين يلقي البدر نوره الفضي
فوق أرضنا السوداء
… (القمر) الفضي …
… اهبطي من السماء،
تعالَي إلى هنا، إلى معبد كريتاس (؟) المقدس،
الذي يمتد حوله بستان جميل من أشجار التفاح،
تنهض فيه المذابح، معبأةً بالبخور،
ماء بارد يترقرق في فروع التفاح
المنحدر تظلله غصون الورد،
ومن الأوراق المترنحة يهبط النعاس.
المرج هناك، مرعًى للخيول،
مزدهر بورود الربيع،
العطر الحلو تتنفسه أعشاب الينسون.
تعالَي إذن، يا كيبريس، زيِّني رأسك بالباقات،
وامزجي في الجِرار الذهبية، عطيةً غاليةً،
طعام الآلهة (النكتار) المُعد للعيد البهيج،
وأعطنا نشرب!

إلى أفروديت

(ليجعلك) كيبروس، وبافوس أوبانورموس٣
(تسكنين هناك) …
أريد أن (أضحيَ) لك (بلحم) عنزة بيضاء
على المذبح …
وأريد أن أقدم لك قربانًا …

•••

لو أنني، أيتها الإلهة ذات الإكليل الذهبي،
يا أفروديت، تلقيت هذا من نصيبي!

ربات الحب والجمال٤

اللاتي علَّمنني صناعتهن،
الشرف كله أدين به لهن …
أريد أن أُبهج فتياتي
بهذه الأغنية الجميلة
التي أشدو بها.

•••

أنتن يا جميلات،
لن يتنكَّر لكُنَّ حسِّي ولا شعوري.

•••

و(الحمامات) تجمَّد قلبهن بردًا
(و) تركن أجنحتهن تسقط …

•••

من كانت هذه إهانته (؟)، فلْتدفعه الرياح،
ولْتدفعه همومه!

•••

عند البكور (أيقظتْني) أيوس ذات الحذاء الذهبيِّ …

•••

… أو … هل هناك إنسان آخر
أحب إليك مني؟
الشوق والرغبة يملكانني.

•••

آه يا أدونيس!

إلى أخيها

(أنت تُغضب) كل أصدقائك،
تجلب النكد لي، تجلب (العار عليَّ).
لا تثر غضبًا (على أختك)،
(لا) تدع قلبك يضلُّ، واعلم أن وجداني
ليس على استعداد لأن يستسلم للغضب.
لا تشك … أنا أفهم … التعاسة.

•••

كيبريس، وأنتن يا بنات نيرويس
أعدن إليَّ أخي معافًى!
كل ما يتوق إليه قلبه
حققنه له!
ليكن له كل ما افتقده ذات يوم،
لتعد البهجة للأحباب الخلصاء،
ولتكن النقمة على أعدائه،
(ولا يكن أحد عدوًّا لنا أبدًا!)
ليكن قصده أن يعود
فيرى أخته مكرَّمةً
بريئةً من الهموم الثقال
التي سببها لها عذابه …
لو أنه سمع كل شيء، لاحمر خجلًا
مما يقوله هنا مواطنوه،
ولأوقعه من جديد
في (كمد) شديد …
رافقيه أنت يا كيبريس إلى الوطن،
أبعدي عنه (العواصف) الشريرة،
احميه على طريق العودة!

•••

كيبريس، إليك أصلي أيتها الإلهة المباركة.
رحلة طيبة في البحر (امنحي أخي البعيد)
بغير أن …
ما اقترفه ذات يوم، قد كفَّر عنه.
لتحمله الريح وأمواج البحر
كما لو كانت سفينةً سعيدةً
إلى ميناء الوطن.
كيبريس، أنتِ أيتها الإلهة المنتقمة،
تتبعي آثار دوريخا! لا تجعليها تتباهى
بأنه وقع مرةً ثانيةً في غرامها الملتهب.

•••

من الناس من يحبون جيوش الفرسان،
ومنهم من يرى أن جحافل المشاة أو السفن
هي أجمل شيء على الأرض،
أما أنا (فأجمل شيء) عندي هو ما يحبه القلب.
ذلك سهل التصور على كل إنسان،
فهيلينا، التي فاقت الكل في جمالها،
هجرتْ زوجها، أفضل الرجال،
ذهبتْ وأبحرتْ إلى طروادة٥
لا في ابنها فكرتْ، ولا عادت
بها الذاكرة إلى أبويها الحبيبين،
لأن كيبريس أغرتْ قلبها بالحب.
طرية …
وخفيفة هي الحواس (؟)،
تدعني أتذكر أناكتوريا البعيدة،
خطوتها الخفيفة،
والنور الساطع من وجهها،
(فهُما) أحب إليَّ من جيش الليديين الجرَّار
ومحاربيهم المدججين بالسلاح.
ليس ممكنًا أن (تكون السعادة الكاملة)
من نصيب الإنسان،
ولكن المشاركة،
هذه الصلاة …
قريب مني، وأنا أبتهل الآن إليك
وجهك ونعمتك، يا سيدتي هيرا،٦
يا من أسَّس عبادتك في قديم الزمان
قُواد الجيش الأتريديون.
لما تمَّت مهمة الحرب الهائلة
(ووصلوا) إلى …
فكوا مراسيهم هنا،
غير أنهم لم يستطيعوا أن يبلغوا الوطن
قبل أن ينادوك أنت وزيوس، الذي يرسل ريح السفر.
(الأغاني) المقدسة ما زالت (تتردد) اليوم
كما كانت تفعل من أزمان بعيدة
تكريمًا لكما، (وترقص) جَوقة الفتيات في العيد السنوي
هنا في المرعى حول …
أنعمي عليَّ يا هيرا … دعيني أعود إلى وطني.

•••

… أعطينا، يا أيتها الإلهة المباركة،
… والمجد و…
(أعطينا يا كيبريس)!
اجعلي سفينتنا ترسو آمنةً على الشاطئ،
اجعلينا … نطأ الأرض السوداء من جديد …
العاصفة تدوِّي؛ الملاحون لا يريدون أن يبحروا؛
لأنهم يخافون العواصف الشديدة،
يتمنون أن تنتهي الرحلة ويرسوا على البر،
وفي أي اتجاه أرادوا أن يسيروا،
فحمولتنا على ظهر السفينة،
… ستمتهن، لأن أولئك …
يتدفقون جماعات … لكي يستولوا …

•••

توقظ فيَّ الشيخوخة الأحزان …
ترتعش الأقدام، ورُكبي يصيبها العجز.
والشيخوخة تحفر آثار الزمن على الجلد
في كل مكان،
بينا (وإيروس) يجري خلف الفتيات وخلف الشبان.

•••

… خذي القيثارة إذن
وغننا عنها، عن تلك التي تحمل أزهار البنفسج المعطرة في صدرها.

•••

… ولكن عليكن أن تتذكرن
كل ما أتيناه في زمن الشباب من أعمال جميلة.
كم من أشياء سعيدة وجميلة تمتعنا بها،
(وكم) كانت المدينة مزدحمةً بالرقصات …

•••

مثلما أراكِ الآن جالسةً أمامي،
لا تبدين شبيهةً بهرميونه،
لكن تشبيهك بهيلينا الشقراء
شيء يليق بك،
بقدر ما يسمح بذلك للفانين.
لكن ينبغي أن يعرف قلبك دائمًا …

•••

… أناديك، فتعالَي إذن يا جونجيلا،
أنت يا أبانثيس ومعك القيثارة،
بينما تجلِّلك روعة الشباب وسحره.

•••

أنتِ يا جميلة، معطفك يسلب العقل مِن كل مَن يراه،
السعادة تغمرني، حتى أفروديت
لن تجد (فيه) شيئًا تأخذه عليك.
ولهذا أصلي …

•••

مرات عديدة …
… لأن الذين أحسنتُ إليهم
تعودوا في معظم الأحوال أن يسيئوا إليَّ
… أنت؛ أريد أن أحتمل هذا …
وأنا نفسي أعرف هذا …

•••

أنتِ نفسك كنت فتاةً صغيرةً من قبل،
وفي الجَوقة كان صوتك يرن في وضوح.
كل هذا تفكَّري فيه،
ومن مثل هذا القلب
أفيضي علينا نعمة السرور،
لأننا نسير الآن في الطريق إلى العرس،
أنتِ نفسك تعرفين ذلك تمامًا،
دعي الفتيات يسرن بأسرع ما يمكن،
وَلْتكافئك الآلهة أبدًا!
انظري، ما من طريق
يوصلنا نحن البشر
إلى الأوليمب العالي …

•••

… في (ظلام) الليل
والبنات أمام بات مخدعكما
يغنين بالليل، حتى الغسق،
أناشيدهن الحلوة
في حبك أنت والعروس العذراء.
ثم يوقظك الصباح، يا أيها العريس الشاب،
اذهب إلى أصحابك (حتى تستطيع)
أن ترى النعاس،
كما تفعل (البلابل) الشجية …
١  نسبة إلى أتريوس، وهو والد أجاممنون ومينيلاوس قائدي الحملة المشهورة على طروادة.
٢  عند بورا: وأنتِ تردين عليه بضحكتك الساحرة التي جعلت القلب يرفرف في الصدر.
٣  أوصاف لأفروديت التي كانت تلقب ﺑ «القبرصية» أو «البافية» نسبة إلى الشاطئ الذي نزلتْ إليه عندما خرجتْ من البحر.
٤  أود كذلك أن أقول إنني سمعت عن سافو أنها كانت ترفع قدر نفسها على بعض أولئك النسوة اللاتي كن يعتقدن أنهن من الأثرياء، وأنها كانت تقول: إن ربات الجمال (الموزاي) قد أغنينها حقًّا وجعلنها جديرةً بالحسد، وحتى لو ماتت فلن ينساها الناس Ael. Aristid or: 28:5i: إليوس أرستيديس (مات في سنة ١٨٩ب.م.) كان أحد الخطباء والسفسطائيين المحدثين، وقد وردت العبارة في إحدى خطبه.
٥  هكذا في طبعة تروي، أما بورا فيقرأ البيت هكذا: وخربتْ شرف طروادة بأجمعها.
٦  هي ابنة خرونوس وريا، وشقيقة زيوس كبير الآلهة وشريكة حياته، وقد عُرفتْ بأنها إلهة السماء التي تمثل الزوجات وتحمي الزواج، كما اشتهرتْ بشدة غَيرتها على زوجها الذي لم تقف نزواته عند حد.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤