الفصل الرابع

غادر الجريدة وموظفو الإدارة يتأهبون للانصراف. خطر له أن ينتظر قليلًا ليلقي نظرة أخيرة على إلهام، فوقف ضمن الواقفين تحت مظلة محطة للبص. إشعاعها اللطيف لم يزل ناشبًا في خياله، وقد تخفف من عبء البحث إلى حين بوضع ثقته الكاملة في الإعلان. وجرى هواء مائل للبرودة في جو أبيض امتص لونه من سحاب ناصع البياض، فأضفى على الدنيا حلمًا رائقًا. ورأى إلهام وسط مجموعة من الشبان والشابات وقفوا أمام الجريدة متبادلين كلمات سريعة وابتسامات قبل الافتراق، ثم عبرت الفتاة شارعًا جانبيًّا للجريدة إلى محل صغير يُدعَى فتركوان واختفت داخله. تبعها بلا تردُّد، ثم نظر إلى الداخل من خلال حاجز زجاجي، فرآها جالسة إلى مائدة منفردة، وتبين حقيقة المحل وهو مطعم الشطائر ومشرب للعصير والقهوة. دخل كأنما يقصد البوفيه ثم لمحها — مصادفة — فتهلل وجهه، ومضى إلى مائدتها في أقصى المحل، والنادل يضع أمامها طبقًا بالشطائر وكوبًا من عصير البرتقال: مصادفة جميلة جدًّا، هل تسمحين لي بمشاطرتك المائدة؟

قالت دون حماس ودون فتور: تفضل.

وطلب غداء كغدائها، وزاد انتعاشًا بإشعاعاتها التي ترفعه إلى مستوى غير مألوف في علاقاته مع الناس. وشعر ببهجة غريبة: لا شك أني أبدو ثقيلًا، ولكن هكذا يبدو الغريب.

– إني أرحب بالغرباء.

– شكرًا، أقصد أن لهفة الغريب على التعرف بالناس تنفرهم منه؟

– ليس في مشاركة عابرة كهذه ما ينفر إطلاقًا.

وشكرها، ثم تناول أولى شطائره.

– لعلك ذاهبة إلى السينما؟

– كلا، ولكننا نستأنف العمل في الجريدة بعد ساعتين أو أكثر قليلًا، ولما كان بيتي في أقصى الجيزة والمواصلات كما تعلم، فإنني أفضل كثيرًا أن أتناول طعامي هنا.

– وهل تبقين هنا طول الوقت؟

– بعض الوقت وأتمشى على النيل البعض الآخر.

وراحا يتناولان طعامهما. واسترق — كلما وجد فرصة — النظر إلى فيها وهو يمضغ الطعام، وإلى أصابع يديها، متمليًا ما أمكن زرقة العينين في البشرة السمراء.

– ماذا ترين في الإعلان، هل يحقق المقصود منه؟

– هو كذلك دائمًا.

قصد أن يوقظ حب استطلاعها، ولكنها لم تتماد في الكلام، فقال: كم تهمني النتيجة!

– ألا تعرف شيئًا حقًّا عن الرجل الذي تبحث عنه؟

– عندي صورة وبعض معلومات طفيفة.

ثم بعد لحظة تفكير: إني موفد للبحث عنه من قبل والدي العجوز الذي كان يعرفه في الزمن القديم.

وقرأ في عينيها الصافيتين تساؤلًا، فقال باسمًا: معاملات قديمة.

– مالية؟

– لا تخلو من هذا الجانب الهام.

أن تحقق أحلام لم تخطر بالبال هو ما يطمعك في المستحيل، وهذه الفتاة من معدن يخلق النشوات.

– لم أشعر من قبل بمثل هذا الشعور!

فرفعت حاجبين مقوسين متباعدين في تساؤل إنكاري، فقال مفسرًا: الغربة، والأمل، وصحبتك اللطيفة.

– فيما يتعلق بصحبتي أرجو ألا تكرر أقوالًا أسمعها كثيرًا ولم أجد لها معنى.

– تسمعينها في الإدارة؟

– مثلًا.

– هل أنت سعيدة في العمل؟

– هه!

– هل تتركينه للبيت في حينه؟

– إني أعتبره عملًا لا محطة.

وفكرته الثابتة عن الجنس الآخر لا يمكن أن تتغير. هو في نظره سلسلة من المخلوقات الوحشية الفاتنة الباحثة عن الغرام بلا مبدأ. أمه، وقريناتها، وفتيات الكنار الليلي، وعطفة القرشي. وحتى نشوته الصاعده إلى فوق لم تستطع أن تزعزع هذه الفكرة الثابتة، ومع ذلك لم يشأ أن يجردها — في خياله — من ثيابها، وهي عادة مزمنة لم تفارقه. تجريدها من الثياب غير مجد لأن سحرها لا يستقر بموضع بالذات، شائع كضوء القمر. وبه جانب مجهول تتعلق به الآمال كمستقر أبيه. ولن يتحقق سروره بها كسروره بالأخريات، أي بالبهلوانيات، والألفاظ الجارحة، والأفعال الشائنة، والعبث الهمجي الوقح. هي شيء فريد. وفي ساعات قلائل كشفت له عن طبيعة ثانية فيه، وعن ذوق لم يذق به الأشياء من قبل.

– ومع ذلك فانظري إلى عنايتك بأظافرك!

لاح في وجهها الاحتجاج في صورة طابع جدي، وقالت: عنايتك بشعرك ليست دون ذلك!

– اعتبري ملاحظتي طريقة غير مباشرة للإعجاب.

ثم مستدركًا بنبرة اعتذار وهو ينظر إلى اللوز الوردي المغروس في البنان: عندما أعود إلى الإسكندرية سأحمل منك أجمل ذكريات القاهرة.

– لِمَ لَمْ تعلن في فرع الجريدة بالإسكندرية؟

– الإعلان جزء من البحث ليس إلا.

وهمَّ بأن يدفع ثمن الغداء لها، ولكنها أبت ذلك بإصرار، فعدل عنه قائلًا: لو أردت أن تفعلي نفس الشيء لما رفضت.

فقالت ضاحكة: ولا هذه.

وفي مرآة مثبتة في الجدار الأيسر ضبطها وهي تتفحصه باهتمام، فارتاح لذلك جدًّا. ليكن تأثيره فيها كتأثيره في الأخريات. وتذكَّر الأسرار التي كشفها في ماضيه القصير فابتسم. النوافذ والغابات والروائح الفطرية الفاتنة. وقامت لتذهب فصافحها مودعًا، ولكنه لم يتبعها رغم رغبته الشديدة في ذلك. وأدرك أنه من المحتمل جدًّا أن يطلع نزلاء الفندق وصاحبه على الإعلان، وأن علاقته بمن يبحث عنه لن تخفى على أحد. ولما أخبر خليل أبو النجا ومحمد الساوي عن المكالمة التليفونية المنتظرة قال العجوز: إذن أنت تبحث عن أبيك؟

فتورد وجهه وأحنى رأسه بالإيجاب.

– وكيف فقدته؟

– فقدته كما فقدني، وها أنا قد قدمت للبحث عنه.

– لا شك أنها قصة عجيبة!

وتضايق من الأسئلة المطوقة، فقال: بل عادية جدًّا فأرجو استدعائي عند الطلب.

الشاب الذي يبحث عن أبيه، هكذا سيطلقون عليه. وسيقولون ويتقولون. وهزَّ كتفيه استهانة. ولزم الاستراحة أكثر الوقت، وكلما رن التليفون تعلق به بصره. ووقعت مكالمات غير مجدية، فاتصل به سيد سيد الرحيمي الحلاق ببولاق، وثان مدرس لغة عربية، وثالث سائق ترام، وقابلهم واحدًا فواحدًا، كما قابل الدكتور من قبل، ولكن لم يكن لأحد منهم علاقة بمن — يبحث عنه. أين من يبحث عنه إذن؟ ولِمَ لَمْ يتصل به كما فعل الآخرون؟ وإذا كان قد مات أفلم يترك ابنًا أو قريبًا؟ وتذكر نقوده التي تتناقص باستمرار بجزع شديد. ومن حوله جلس كثير من النزلاء، وتطايرت رائحة القهوة والسجائر، ولكن أحد لم يلق إليه بالًا، وكأن الإعلان لم يقرأه أحد وهو ما حمد الله عليه. ولكن ما عسى أن يصنع إذا تتابعت الأيام بلا نتيجة؟ ماذا لو نفد المال ولم يظهر الأب؟ أنت قواد أو بلطجي؟ وعهد النبي دنيال الذي مضى كعبير طيب بددته الريح. عرف حب الأم وإغداقها المال بلا حساب، وعرف مسرات الحياة بلا خوف أو ندم. وقالت الحياة جميلة وأنت زهرتها. وحتى عند الوعي بحقيقة الأمر خضعت لها باعتبارها مصدر كل شيء. وأنت ترقص في ملهى الكنار الليلي صاح مخمور أكل الغيظ قلبه: يا ابن بسيمة!

فكانت معركة دامية وتناثر الزجاج، ولا شيء يحمي السمعة السيئة إلا القبضة الحديدية. وما دامت بسيمة قد دُفنت فلا أمل إلا إذا جاء الأب. وقال أحد القاعدين في الاستراحة: القطن! كل شيء يتوقف على القطن!

لم؟ أهو رحيمي آخر؟ وهو لولا الإعلان ما تصفح جريدة. حتى أنباء الذرة وغزو الفضاء جاءته عن طريق السكارى بملهى الكنار. وتساءل رجل آخر: وهذه الحرب التي تهدد العالم ألا تضمن لنا القطن؟

– لن تكون كالحروب الماضية.

– أجل إنها لن تبقى على شيء.

– القطن، والفول، والبهائم، والخلق.

فتساءل الصوت الأول: وأين الله خالق كل شيء وحافظه؟

أين الله حقًّا؟ هو عرف اسم الله ولكنه لم يشغل باله قط. ولم تشده إلى الدين علاقة تُذْكَر. ولا شهد النبي دنيال ممارسة عادة دينية واحدة فهو يعيش في عصر ما قبل الدين. وقضى عليه بأن يمضي أجمل أوقات النهار بين ثرثارين أغلبهم من الريف. ورائحة السجائر تختلط دائمًا برائحة البصل الأخضر. وإذا اشتدت مرارة الصبر تسلَّى بتخيل إلهام أو زوجة عم خليل أبو النجا. والهواء ضروري جدًّا، والنار لا غنى عنها. وسوف يصمت إلى الأبد دون أن ينبس لسانه بجواب يخرجه من حيرته. وإذا لم يلب أبوه النداء أفليس من الخير أن تنفجر الذرة لتهلك كل شيء؟ الخوف، والجوع، والماضي الملوث؟ ومرة حانت منه التفاتة إلى التليفون فرأى زوجة عم خليل بمجلسها الذي رآها به أول مرة. إذن عادت! ودقَّ قلبه باعثًا حرارة جنونية في كافة المراكز المتلهفة. الجسم الصارخ، والنظرة المتآمرة مع الغرائز. ونسى التليفون والرحيمي وإلهام، وصعد إلى حجرته في الدور الثالث وانتظر وراء الباب. ثم سمع وقع أقدام صاعدة فخرج إلى الطرقة فالتقيا في منتصفها. وتظاهر بالمفاجأة، وقال: حمدًا لله على سلامتك.

فشكرته بابتسامة، فقال: تركت خلفك وحشة حقيقية.

فجادت بهزَّة شكر من شعرها الأسود، وسارت في طريقها المفضي إلى سلم الدور الرابع، غير أنه همس بجرأة: الإسكندرية.

تباطأت حتى وقفت تقريبًا على بعد ياردة منه متسائلة: الإسكندرية؟

– عطفة القرشي!

قالت مقطبة: لا أفهم شيئًا!

فقال بإصرار: إن كنت نسيت فأنا لا يمكن أن أنسى.

– أنت مجنون؟

قالتها بثبات زعزع ثقته فتساءل: أليست …

ولكنها قاطعته وهي تمضي في سبيلها: لعبة قديمة وسخيفة.

واستدرك قائلًا قبل أن توغل في الابتعاد: على أي حال تقبلي إعجابي.

واعتمد على الدرابزين حتى يتمالك أنفاسه. حتى تبرد بعض الشيء النار الحامية. وتملكته لحظة جنون، فتمنى لو يهلك جميع من في الفندق ليخلو لهما وحدهما. كما عصف به الجنون ليلة المطاردة التي اندفعت من ساحل الصيادين بالأنفوشي. وإذا بعلي سريقوس يهبط السلم وهو يدندن بموال صعيدي فجره إلى موقفه بإشارة، وقال بمكر: سمعت صوتًا يناديك لعله صوت الست.

– الست؟

– حرم عم خليل؟

– كلا، لعلها الحجرة ١٦، أنا قادم من عند الست وهي تدخل شقتها.

– ربما، وستتأكد بنفسك، ولكن هل تقيم الست في شقة؟

– شقة عم خليل فوق السطح.

– وأين كانت طوال الأيام الماضية؟

عند أمها، إنها تزورها أيامًا كل شهر.

ورمق ظهر عم خليل — وهو نازل — باحتقار ومقت، وكره فكرة العودة إلى مجلسه بالاستراحة فغادر الفندق. تمتع بشمس ترسل أشعتها من سماء صافية، في جو يتيه ببرودة لطيفة محببة، ورغب في المشي بنهم، فمشى بلا هدف وهو يأسف على أنه لا يجد فراغ البال لمشاهدة القاهرة. وتذكر أن مدة الإعلان ستنتهي بعد يوم فمضى إلى جريدة أبو الهول، والحق أنه كان يرصد ميعاد الذهاب إلى الجريدة ليرى إلهام من جديد. وجد إحسان الطنطاوي مشغولًا بزبون، فصافح إلهام، ثم جلس على الكرسي بين المكتبين. توقفت عن دق الآلة الكاتبة وسألته: لا جديد؟

أجاب وهو يفيق نهائيًّا من لفحة الجحيم: مكالمات ومقابلات غير مجدية.

– الصبر طيب.

تابع أصابعها فوق أحرف الآلة بارتياح خفف عنه متاعبه. وبدا عنقها طويلًا وهي خالعة جاكتتها وفي صفحته اليسرى لاح خال. ورغم سعادته برؤيتها فاجأه حزن طارئ لا تفسير له. وتبين أن إحسان الطنطاوي ينجز إعلان وفاة، فحاصرته ذكريات الليلة الأخيرة لأمه. ووضحت له تعاسة مركزه في الوجود إذ يعتمد كلية على شبيه بالسراب. وحانت في تلك اللحظة التفاتة سريعة من إلهام إليه؛ فانشرح صدره وتجاهل همومه. وفرغ إحسان الطنطاوي من إعلان الوفاة، فحياه قائلًا بشيء من الخبث: تجديد؟

ضحك وهو يحني رأسه في تسليم، ثم سأله: جاءني كثيرون أما هو فلا حياة لمن تنادي، ما تفسير ذلك؟

– الإعلان من هذا النوع يتطلب المثابرة.

– ولكن المفروض أن الرجل معروف على أوسع نطاق.

– أنت لا تعرف سوى اسمه، وما عدا ذلك بالسماع عرفته، ولا يمكن أن تقطع في ذلك برأي حاسم، وأنا رجل عشت في مختلف الأوساط بالقاهرة زهاء ثلاثين عامًا ولم أسمع عنه.

– ولكني أصدق تمامًا من أرسلني للبحث عنه.

– إذن ففي المسألة سرٌّ ستكشفه لك الأيام.

تفكَّر قليلًا، ثم قال: عندي له صورة قديمة أُخِذَت له منذ ثلاثين عامًا.

– نضيفها إذا شئت إلى الإعلان فتضاعف من فائدته.

وأراه الصورة فتفحصها، ثم تمتم بإعجاب: يا له من شخصية!

وانتظر صابر في إشفاق أن يلاحظ الرجل وجوه الشبه بينه وبين صاحب الصورة، ولكنه لم يلاحظ شيئًا، ومضى يتحدث عن الإعلان الجديد وتكاليفه. ووافق صابر على الاقتراح مرغمًا، ثم غادر الجريدة وهو يفكر في نقوده التي تتناقص يومًا بعد يوم، والتي سيضحى بعد نفاذها معدمًا كمتسول. وذهب إلى فتركوان، فجلس إلى مائدة إلهام ينتظر. ولما رأته ترددت في شيء من الارتباك، ولكنه أزال ترددها بوقوفه مرحبًا. وبمجرد أن جلست طلب الغداء من الشطائر والعصير، وتصرف بلا كلفة ليبدد دهشة اللقاء. وإذا بها تقول: رأيت الصورة!

– حقًّا؟

– أنت تشبهه!

– تعنين الرجل؟

هزَّت رأسها موافقة وهي ترمقه بارتياب، فلم يجد بدًّا من اختلاق كذبة جديدة، فقال: إنه أخي.

– أخوك! معقول جدًّا، ولكن لماذا لم تقل ذلك من الأول؟

فابتسم ولم يجب، فسألته: ومن الفتاة الجميلة؟

– كانت زوجته رحمها الله.

– آه، وهل … أعني أخاك … كيف …

– اختفى قبيل مولدي، خلاف ثم اختفاء كما يقع أحيانًا، وأخيرًا بعد ثلاثين عامًا أرسلني أبي العجوز للبحث عنه.

– حقًّا إنها قصة مثيرة، ولكن لم تعتقد أنه شخصية معروفة؟

– هكذا قال لي أبي، ولعله مجرد استنتاج، ولكن العجيب أن إحسان الطنطاوي لم يلاحظ الشبه بيننا عندما أريته الصورة فهل حدثك عن ذلك بعد ذهابي؟

– كلا، رغم وضوح الشبه، ولكن رأس الأستاذ إحسان مشغول بالحسابات.

وجاءت أطباق الشطائر فبدأ الغداء. وعند ذاك قال معتذرًا: آسف على تطفلي، ولكني وحيد في المدينة، والفراغ يوشك أن يقتلني.

فقبلت عذره بابتسامة، وسألته: كيف تمضي وقتك؟

– في الانتظار.

– هذا ممل جدًّا، ثم إن البحث غير الانتظار.

– نعم ولكنه لا يخلو من فترات انتظار.

– وماذا تفعل في أوقات الانتظار؟

– لا شيء.

– غير معقول.

فقال برجاء: من هنا تلمسين مدى حاجتي إلى صديق.

ووشى تورد وجنتيها بتشربها الإشارة، فتشجع قائلًا: وأنت الصديق!

شربت قليلًا من الماء ثم واصلت الطعام، فتساءل: ما رأيك؟

– قد تكون مغاليًا في ظنك.

– هذه الشئون تعرف بالقلب.

– يمكن أن نتقابل كلما جئت لتجديد الإعلان.

فضحك قائلًا: إذن فأنت تريدينني على أن أواصل الإعلان إلى الأبد؟

– ما دام يهمك العثور عليه.

– هو ذلك، ولكن إذا أثبت الإعلان عقمه فسوف أستأنف البحث.

ورفعت كوب البرتقال فرفع كوبه قائلًا: صحتك.

– أنت تشجعني على الحذر منك.

وشربا وهما يتبادلان الابتسام. وقال أنه ما كان يطاردها لو كانت مكان الأخرى عند ساحل الصيادين. وقال أنها عزيزة جدًّا وهو يحبها. ومن الفتاة الجميلة؟ عجيب موقع السؤال من أذنك. ولكنها لم ترها في الليلة الأخيرة. ولم تر كفنها النحيل كلا شيء.

وقال بدهاء: أشكرك جدًّا.

وجدت في الشكر فخًّا ولكنها لم تبد احتجاجًا. وحل صمت سعيد فانغرست بذور التفاهم، وطريق البحث شاق، ومحرق، وطويل، فيحتاج إلى استراحة من الظل الظليل.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤