الفصل الخامس

تعب البصر من تفحص الوجوه. وشوارع القاهرة الزاخرة بتيارات البشر والسيارات كأمواج البحر في الأيام العاصفة. وسحب الخريف الواردة من الإسكندرية يتبدد أكثرها قبل الوصول إلى سماء القاهرة، ولكن ذكريات الإسكندرية مشتعلة أبدًا في القلب المنتظر. ولم تعد استراحة الفندق مرهقة مذ عادت المرأة من رحلتها، ولكنها في الحق معذبة. وليس نادرًا أن ترى بمجلسها إلى جانب زوجها وأنت ترصدها من أقصى الاستراحة، ولها نظرة دسمة موحية تتفجر همساتها كالشرر. وكم من محاولات فاشلة بذلت للانفراد بها في طرقات السلم، وقد تدري بها من بعد فتفسدها عليك ثم تجيء إلى مجلسها ساخرة. وهي لا ترد ابتسامة وتتجاهل أي إشارة، ومن خلال حيرة ضبابية تلتمع بوارق إغراء لاسلكية. وكلما جن جنون الإثارة تمنى الهلاك لجميع من بالفندق لينقض عليها في الخلاء الصامت. في هذه الحالات الجنونية تنزوي إلهام في ركن كالندم عند طغيان الجريمة. ويفيق أحيانًا على روائح السجائر، والبصل، وأحاديث القطن، والقمح، والحرب المدمرة. لعلهم مثلك يجرون وراء أمل شبيه بما يعدك به أبوك المفتقد. ومن صميم ذهوله استيقظ مرة على صوت محمد الساوي وهو يهتف: صابر أفندي … تليفون.

وثب في انتباه حاد واندفع نحو المكتب. هل أخيرًا؟ وتأهبت جميع حواسه لسماع الكلمة الموعودة.

– آلو؟

– حضرتك صاحب الإعلان؟

أجاب وهو يحس بدبيب دموع الراحة في أقصى مسالك عينيه: نعم، من حضرتك؟

– أنا الرجل الذي تطلب فيما أعتقد.

– سيد سيد الرحيمي؟

– نعم.

– هل الصورة صورتك؟

– نعم.

ازدرد ريقه بصعوبة، ثم قال بصوت متهدج: كيف أقابلك؟ أي مكان تحدده؟

– ولكن لماذا تريدني؟

– فلنؤجل ذلك للمقابلة.

– أفضل أن تعطيني فكرة قبل المقابلة.

– لكن ذلك متعذر بالتليفون ولا ضرر من المقابلة ألبتة.

– هل يمكن أن أعرف من أنت؟

– اسمي منشور في الإعلان.

– أعني مهنتك أو عملك؟

– من الأعيان.

– ولم تريدني؟

– ستعرف ذلك في الوقت الذي تحدده، وكله خير.

وسكت الصوت قليلًا، ثم قال: تعال الآن، إليك العنوان: فيلا ١٥ شارع التلبانة بشبرا.

سأل عم خليل وعم محمد عن العنوان، ولكنهما لم يعرفاه، وقال له الساوي: أسماء الشوارع تتغير كل ساعة، اذهب إلى شبرا أولًا ثم اسأل هناك عن الشارع.

وذهب إلى شبرا. وحرق ساعات النهار في البحث والسؤال مندفعًا بإصرار محموم، ولكنه لم يجد أحدًا قد سمع عن الشارع. ولما أعياه التخبط ذهب إلى قسم شبرا، وهناك تأكد من عدم وجود شارع بهذا الاسم. تدعى إلى فراغ اليأس. هل أخطأ السمع؟ هل عبث به عابث؟

ورجع إلى الفندق وصوت الشحاذ يعلو بالمديح فكره كل شيء إلى حد المرض. ولما رأى المرأة في مجلسها المألوف امتزجت كراهيته برغبة عنيفة دموية. وأخبره الساوي أن شخصًا سأل عنه في التليفون أكثر من مرة، ورجح أنه نفس الشخص الذي طلبه أول النهار، فعاوده الأمل، وقال أنه أخطأ السمع بلا شك، وأن الرجل استبطأه فكرر السؤال عنه. وتمتم عم خليل: وفقت إن شاء الله؟

فأجاب متظاهرًا بالمرح: في الطريق.

وخطف من المرأة نظرة ثم مضى إلى مجلسه بالاستراحة منهوك القوى. وتسللت إلى المكان كآبة مساء الخريف فأضيئت الأنوار. واختفت المرأة فازدادت الكآبة كثافة. لا شك أن الرجل سيعيد المكالمة. وإذا بالساوي يلوح له بالسماعة فهرع إليه: آلو.

– صابر؟ فات النهار ولم تأت؟

– لكني لم أجد الشارع.

– هل بحثت عنه حقًّا؟

– طول النهار تقريبًا … التلبانة رقم ١٥ بشبرا.

– حقيقة أنك حمار.

وضحك ضحكة طويلة قبل أن يغلق السكة. أعاد السماعة وغادر الفندق. انتفض طوال الوقت من الغضب. عابث، كلب، وغد. هكذا يُرَد إلى نقطة البدء ودون بادرة أمل. وذهب إلى بقالة الحرية بكلوت بك، فاشترى زجاجة كونياك، وأعدَّ له الرجل عشاء سمك. يوم عبث ويأس فلا أقل من أن يختم بسهرة مستهترة. وشرب بسرعة ودون أدنى اهتمام بالنقود التي تُنْفَق. كأيام النبي دنيال. عندما قالت له الدنيا جميلة وأنت زهرتها. وهواء الإسكندرية المعربد المليء بالفتن. أما هذه المدينة فلا يلقى فيها إلا العناء. وكل ساعة تمر تقربه من النهاية المخيفة. وماذا بعد الانتظار والجري وراء المجهول في الظلام؟ وإذا خطر له أن يمتهن مهنة أمه فسيكون هزءة رجال الليل بالإسكندرية. واللكمة التي كانت تؤدبهم تنقلب راحة مبسوطة لخدمتهم. الجريمة دون ذلك يا أوغاد. لعل عابث التليفون واحد منكم فالويل لكم. وامرأة الفندق متعة يرغب فيها منذ عهد الأنفوشي، وإلهام عبير طيب، ولكن ما قيمة أي شيء قبل العثور على الأب؟ وتبسم بالنشوة رغم رائحة السمك. ومضى يسير تحت البواكي المقطبة. وحن إلى الرقص في الكنار الليلي، والشوارع السنجابية المغسولة بماء المطر. والهواء المنبعث من الهدير الذي يغطي الأجساد بغلالة سمراء. ومس دمه جنون حيواني كليلة المطاردة. وأمه كانت تدخن النارجيلة وتحكم الرجال. وعندما تجلس لمناقشته تجلس كملكة. وقالت له افعل ما تشاء، ولكن لا تسرف، فلا عدو لنا إلا الفقر. وقالت له اعشق كل يوم امرأة، ولكن لا تجعل لإحداهن من سلطان عليك. وهام على وجهه في الليل كالثور. وفي ملهى الكنار تعبث الأيدي تحت الموائد عبثًا فاضحًا. ولكن أين سيد سيد الرحيمي؟ وهتف بصوته المليء «يا رحيمي»، ثم راح يدندن بالأغنية الإسكندرانية: «ما تبطل الشقاوة وتعال عندنا». وبحكم الكونياك والسمك والهم جرد الزوجة من ثيابها وعبث بها بوحشية. ورجع إلى الفندق عند منتصف الليل فوجده غارقًا في النوم. ودخن سيجارة في حجرته الأثرية ثم نام. واستيقظ. انتبه إلى أنه استيقظ على صوت وفتح عينيه. ثمة ظلمة عميقة والنافذة لم تنضح بأي نور. ثم سمع نقرًا خفيفًا متقطعًا على الباب. جلس وهو يرهف السمع، فعاوده النقر الخفيف الحذر. مدَّ يده إلى مفتاح الكهرباء فأضاء المصباح العاري، ثم مضى إلى الباب وفتحه بخفة. وما أن تحركت الضلفة عن فرجة حتى مرق منها شخص، ثم ردَّ الباب وراءه بسرعة. اشتعل يقظة وهو يحملق فيها، ثم غمغم بذهول نشوان: أنت؟

نظرت فيما حولها بحركة تمثيلية مازحة كأنما فوجئت بخطأ لم يجر على البال وتمتمت: أين أنا؟ أخطأت المكان؟

وحبكت الروب حول صدرها نصف العاري، وعضت على شفتيها لتئد ابتسامة، فجذبها إلى صدره، إلى بيجامته المبعثرة، وشعره المنكوش، وضمها إليه بقوة تعادل الصبر المعذب الطويل.

– أما أنا فإني أنتظر مائة عام.

واتجها ملتصقين نحو السرير. وفي الطريق أطفأ النور.

– ألم تصادفك متاعب؟

– كلا.

هي أدرى بأمرها وهو لا يهمه شيء. ورفع شفتيه عن ثغرها لحظة ليسألها: لم أعرف اسمك؟

– كريمة.

فهمس في أذنها من خلال أنفاس حارة: جدًّا.

إذن فأنتِ من النوع المقتحم! لم أفطن إلى طبعك بسبب دهائك الجميل. وفي الوقت المناسب لا يردك شيء عما تريدين. ما أحلى الحب في الظلام. وتحقق حلم الجنون في دوامة من الذهول. وانصهر التأمل في وقدة طاغية. وسبحت موجة من النار في الظلمة الدامسة. واستحكمت لحظات النسيان المطلق فالتهمت الماضي، والحاضر، والمستقبل.

– قلت أنك أكثر من كريمة!

– وأنت؟

وتسللت إلى أنفه رائحة خفيفة، ولكنها مثيرة، جمة الذكريات. وتوقع أن يسمع هدير البحر. حتى تواصل تردد الأنفاس كصدى رنين الأوتار بعد توقف العزف. ورأى الظلمة مرة أخرى. سواء فتح عينيه استطلاعًا أم أغمضها شبعًا وارتياحًا. وقال بصوت منغوم: في الدنيا أشياء تستحق عليها التهنئة حقًّا.

– سيجارة من فضلك.

أشعل لها سيجارة وهو يقول: ظننتك غير مدخنة.

– نادر جدًّا ما أدخن.

وترك العود يعكس على جسدها ضوءه، ولكنها نفخته فساد الظلام، وانتشرت رائحة فسفورية خفيفة.

– لم ألمس فيك طوال الأيام الماضية إلا المعاندة؟

– ولا المعاندة! أنا لا أبدي شيئًا.

– أما أنا فصارحتك بكل شيء من أول يوم.

فضحكت قائلة: عندما رأيتك قادمًا منذ عشرة أيام قلت لنفسي هذا هو.

فهتف بانتصار: الإسكندرية؟

– كلا، لا أقصد هذا، ولكنني قلت هذا هو رجلي.

– والإسكندرية؟

– أنت تختلق حكايات لا أصل لها.

– حقًّا؟

– ولم أكذب عليك؟

– عجيب أن يُخلَق مثلك مرتين!

– يجب ألا يسرقنا الوقت حتى لا تحدث حوادث.

– كيف أمكنك المجيء؟

– أخذ المنوم فنام، متاعبه كلها تتجمع عند النوم.

– ولكنك خيبت ظني، طالما قلت لنفسي إذا كانت هي فتاة الإسكندرية فقد يعني هذا أنني سأوفق في البحث.

– تعني أباك؟

– نعم.

– ما حكايتك بالضبط؟

– نشأت وأنا أظن أبي ميتًا، ثم أخبرني ثقة بأنه حي، هذه هي الحكاية باختصار.

– لعلك تبحث عن المال؟

– ولكنه ليس كل شيء، الذي يهمني الآن أكثر من سواه أن أسمع منك أنك ستجيئين كل ليلة؟

– كلما وجدت فرصة.

فقبلها قبلة طويلة هادئة، فقالت بشقاوة: كلما راق لي ذلك.

فتشمم عبير صدرها بامتنان، وقال بتوسل: لا تنكري الإسكندرية.

– أنت مجنون بخيال، واحذر أن تكون كذلك في حكاية أبيك!

فقال بوجوم: أودُّ لو كان ذلك كذلك لأريح نفسي.

– همك أكبر مما ظننت.

– نعم، ولكن همي الجديد بعد هذه الليلة أن أبقى هنا أكبر مدة ممكنة.

– وماذا يمنعك من ذلك؟

بعد تفكير: إذا نفدت نقودي قبل العثور على أبي وجب علي الرجوع إلى الإسكندرية.

– ومتى تعود إلينا في تلك الحال؟

– عليَّ أن أبحث عن عمل هناك.

فشبكت أصابع يدها في أصابع يده، وقالت: لا.

ارتفع انتباهه إلى القمة، فعادت تسأله: ولم لا تبحث عنه هنا؟

– غير ممكن.

– كلك ألغاز، ولكني أخبرك بأن النقود ليست مشكلة.

خفق قلبه، وقال مقتبسًا من جو الكنار الليلي: الظاهر أنك مليونيرة.

فقالت في مباهاة: هذا الفندق، والمال، كل شيء باسمي أنا.

– والرجل موظف عندك؟

– كلا، هو المتصرف في ماله طالما أنه على قيد الحياة.

– على أي حال هذا لا يعني شيئًا بالنسبة إلي.

وخجل من مكره الساذج رغم الظلام، فقالت: لندع الله أن يهديك إلى أبيك فهو حل أيسر من غيره.

– هذا ضروري ولو أنني لن أهتم منذ الساعة بشيء سوى انتظارك.

وأحاطها بذراعه، ولكنها تزحزحت إلى حافة السرير قائلة: اقترب الفجر ووجب الذهاب.

ورجع إلى سريره بعد أن أغلق الباب وعناقها لاصق به كالعبير. واستلقى في ارتياح عميق فسرعان ما زحف عليه التخدير. وقال أنه يشعر لأول مرة بأنه يحتمل أن يستغني عن أبيه، ولكن عندما لوح له الساوي بسماعة التليفون هرع إليه كالريح، ثم هتف بجزع: ألو؟

وإذا بصوت جاد يسأل: صابر سيد صاحب الإعلان؟

– نعم أنا هو.

– أنا سيد سيد الرحيمي فماذا تريد؟

– لا بد من مقابلتك.

– أنا منتظرك بمحل فتركوان، هل تعرفه؟

– نعم، سأكون عندك في خلال دقائق.

وأجال عينيه في المحل حتى رأى رجلًا جالسًا إلى مائدة إلهام، لم يشك لحظة في أنه صاحب الصورة. بل إنه لم يكد يتغير في مدى الثلاثين عامًا، عدا انتشار المشيب في سوالفه، وانطباع تجاعيد غير ملحوظة إلا عند التدقيق حول فيه وتحت عينيه. نظر صوبه في رهبة حقيقية إذ وجده أضخم وأفخم من أي خيال. واتجه نحوه حتى حدس الرجل شخصيته فنهض لاستقباله فتصافحا، وصابر لا يحول عنه عينيه.

– صابر أفندي؟

– نعم، وسيادتك صاحب الصورة بلا ريب.

وجلسا والرجل يقول: أنت شاب في عز الشباب، ويخيل إلي أني رأيتك قبل الآن، أين يا ترى؟

– أنا في الأصل من الإسكندرية، وأنزل الآن في فندق القاهرة بشارع الفسقية، وأمشي كثيرًا في شارع كلوت بك وميدان المحطة، وقد جلست أكثر من مرة إلى هذه المائدة.

– لا شك أني رأيتك في أحد هذه الأماكن، فأنا أزور الإسكندرية من آن لآن، وأمر كل يوم بميدان المحطة، وليس نادرًا أن أجلس في هذا المحل.

فهتف صابر: هذا أعجب ما سمعت، ولو أنني لا أذكر أني رأيتك من قبل إلا بالتخيل، ولكن متى اطلعت على الإعلان؟

– منذ أول يوم.

– حقًّا؟ ولكنك لم تتصل بي إلا اليوم!

– بلى، ذلك أن الإعلان يدل على أنك لم تستطع الاهتداء إلي بالطريق العادي على حين أنني رجل معروف جدًّا، ولا أيسر من الاهتداء إلى بيتي أو مكان عملي، لذلك تجاهلت نداءك، ولما لمست إلحاحك لم أر بدًّا من الاتصال بك.

– هذا عجيب حقًّا فإني لم أصادف أحدًا يعرفك، ولا رقم لك في الدليل.

– لندع ذلك الآن وخبرني عما تريد؟

– الحق أني أريدك أنت، ولكن ألا تلاحظ شيئًا يا سيدي؟

ونظر في وجهه متوقعًا أن يلاحظ الشبه بينه وبين الصورة، ولكنه خيب ظنه فقال بجزع: انظر إلى وجهي.

– ماذا في وجهك؟

وهنا سمع صوتًا يهمس: أستاذ صابر!

التفت نحو الصوت فرأى إلهام واقفة. نهض فصافحها، ثم همَّ بتقديمها إلى أبيه، وإذا بالرجل يمد لها يده قائلًا: إلهام، كيف حالك؟

وقبلت الفتاة يده باحترام فهتف صابر: إذن أنت تعرفينه!

فسأله الرجل دون اكتراث بدهشته: خبرني متى عرفت ابنتي؟

فصاح صابر: ابنتك! رباه!

وبسرعة غير متوقعة غادرت إلهام المكان قبل أن يستطيع منعها، وقال الرحيمي بهدوئه الذي لزمه طيلة الوقت: كثيرًا ما أسمع كلامًا لا معنى له، ومنه ما يمسني شخصيًّا، ولكني لا أكترث لذلك ألبتة، خبرني الآن عما تريد؟

جلس صابر في حال من الانحلال التام، وبحركة آلية قدَّم له الصورة الجامعة بينه وبين أمه التي رأى نصفها في الإعلان، ووثيقة زواجه بأمه، وشهادة ميلاده، وشهادة تحقيق الشخصية. نظر الرجل فيها واحدة بعد أخرى وهو هادئ كتمثال. وبكل برود وضع كلًا منها فوق الأخرى، وبحركة سريعة حاسمة راح يمزقها إربًا. صرخ صابر، وانقض عليه يريد أن يمنعه، ولكن بعد فوات الأوان. أمسك بثنية الجاكتة وصاح به: أنت تمحو وجودي محوًا فالويل لك.

فقال الرجل دون أن يخرج عن هدوئه المثير: ابعد عني، لا ترني وجهك، دجال كأمك، ولا شأن لي بك، اذهب.

ودفعه عنه، فتقهقر حتى اصطدم رأسه بحافة البوفيه.

واستيقظ. فتح عينيه وهو يتنفس بصعوبة، فرأى الحجرة الأثرية على ضوء النهار الذي ينضح به الشيش. وأدرك أنه عار تمامًا تحت الغطاء، فتذكر الليلة المنطوية بجميع ملابساتها، وتنهد بارتياح، ولكنه شعر — لشدة انفعاله بالحلم — بإعياء وحزن.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤