في الليل!

سار الشياطين وتفرَّقوا كلٌّ إلى هدفه؛ ليقوموا بعملية مسح شامل للجزيرة، اللحظات تمرُّ عصيبةً، كلُّ واحد من الشياطين يدقق السمع ويُنصت بشدة كلما سَمِع أيَّ صوت أو حركة.

ابتعد الشياطين عن بعضهم وتفرقوا داخل البوص والغاب وشجيرات الحطب الكثيفة.

وفجأة أحس «أحمد» بيد ضخمة تُمسك به من ظهره وصوت غليظ يأمره بالتوقف: قف مكانك لقد وقعتم في أيدينا، مَن أنتم؟ انطق بسرعة!

التفت «أحمد» ليرى هذا الرجل ويتبيَّن ملامح هذا الشخص الضخم، لكن الظلام كان يُخفيها، ولحيته الثائرة الكثيفة تجعل رأسه كبيرًا وفظيع المنظر، ثم أحس «أحمد» بجسم صُلب أسفل ذقنه فالتفت ليرى رجلًا ضخمًا كالثور وفي يده بندقية، وهزَّ الرجل «أحمد» بطرف البندقية هزة قوية، وقال له: انطق مَن أنتم؟ وما الذي جاء بكم إلى هذا المكان وفي هذه الساعة؟

تمالك «أحمد» أنفاسه وردَّ في ثبات: نحن طلبة من كلية الزراعة جئنا في رحلة صيد، وأنتم كما ترون الجو شديد البرودة، فنزلنا نبحث عن خشب أو حطبٍ جافٍّ نُشعله ونشوي عليه ما صدناه.

فقال الرجل: هل معك أحد آخر؟

رد «أحمد»: طبعًا معي زملائي.

فقال الرجل الذي حمل البندقية: أنت كاذب.

فرد عليه «أحمد»: ولماذا؟ لا شيء يستحق الكذب.

فقال الرجل: غادروا هذا المكان فورًا، وإلا ستمزَّقون وسنواريكم في هذا البوص، انظر كل شبر في هذا البوص فيه رجل يحمل بندقية. فحاول «أحمد» أن يتغابى عليه ليعرف منه شيئًا: ولماذا؟ هل هناك حرب؟

فزأر الرجل وقال: حرب، ماذا تقول؟ أتهزأ؟ لولا أنكم طلبة لواريناكم داخل هذا البوص … انصرف من أمامي.

وحاول «أحمد» أن يفتح حوارًا، ولكن البندقية كانت مصوَّبة إليه، بينما الرجل الضخم ما زال ممسكًا بملابسه من ظهره، ثم قال: اسمع. العيون عليك حتى تخرج من هذا المكان أنت وزملاؤك وإلا ستكون نهايتكم هنا الليلة.

رجع «أحمد» ويده تتحسَّس مسدسه في الظلام. ولكن كان على يقين بأن استخدام السلاح فيه مخاطر كثيرة للجميع.

في نفس اللحظة كان «بو عمير» و«مصباح» و«فهد» يتسللون من خلال أعواد البوص كأنهم عصافير رشيقة، وفجأة توقف «بو عمير»، وأشار بيده إلى رفيقَيه أن يتوقفَا ثم مال عليهما، وقال: إني أسمع تمتمة كلمات على بُعد خطوات. انتظرَا حتى أستكشف الأمر.

تسلَّل «بو عمير» في خفة كأنه يتجرد من ملابسه لا من أعواد الغاب والبوص حتى اقترب من مصدر الصوت، وسمع عدة أشخاص يتكلمون فيما يُشبه الهمس، لكن سكون الليل يُفشي سرَّهم.

اقترب «بو عمير» أكثر، فسمع أحدهم يقول للآخر: أشعل لي السيجارة، إن الضيف في أمان.

فقال له الآخر: كيف والدنيا قد انقلبت عليه، وأنا متأكِّد أن أصحاب البضاعة موجودون الآن في البحيرة يبحثون عنه، إنهم لن يتركوه.

فقال الرجل الأول: لقد نقلوه الليلة إلى جزيرة «أبساك» وعليه حراسة شديدة. الجن نفسه لن يستطيع أن يصل إليه.

فقال رجل ثالث: لقد سمعت أن أصحاب البضاعة معهم طائرة هليكوبتر.

رد الثاني: إن أصحاب البضاعة من بينهم شخصيات كبيرة.

رجع «بو عمير» في سرعة خاطفة يتسلل من بين البوص والغاب ثم وضع يدَيه على فم «مصباح» و«فهد» كي لا يتكلما. ثم ابتعدوا سريعًا حتى اقتربوا من المركب.

وفي نفس الوقت وجدوا «رشيد» و«أحمد» قد وصلوا إلى المركب: فاتجه «أحمد» إلى «بو عمير»، وسأله: أين «خالد» و«قيس» و«باسم»؟

بو عمير: إننا لم نقابلهم. لقد وجدت …

ولم يكد يُكمل الجملة حتى سَمِع الجميع صوت طلق ناري، فأسرع «أحمد» يجري ناحية الجنوب تجاه بقية الشياطين، وحين التقى بهم أوشكوا أن يُخرجوا مسدساتهم، ولكنه طمأنهم بإشارة من ضوء البطارية.

حين وصل «أحمد» إليهم كان «خالد» يلهث من شدة التعب والجري. فقال له «أحمد»: ماذا حدث؟

فقال «خالد»: لا شيء. غير أن «قيس» أحدث صوتًا قويًّا داخل البوص حين سقط، فسمعنا صوتًا غليظًا ينادي: قف مكانك … ثم سمعنا طلقة كالبرق تمرُّ من فوق رءوسنا.

فقال «أحمد»: هيَّا بنا فورًا … لا بد أن نخرج من هذه المصيدة … إن كل هذا البوص مملوء بأفراد العصابتَين … لا بد أن نكون خارج هذه الدائرة فورًا … لم يكن «أحمد» قد عرف شيئًا من «بو عمير» عمَّا حدث حتى هذه اللحظة … وحين خرجوا إلى المركب وغادروا الجزيرة إلى عرض البحيرة بعيدًا عن هذه المصيدة، صاح «بو عمير»: لقد وجدت «النورس الغريب».

دُهش الجميع، وقالوا في صوت واحد: ماذا؟ وأين؟ فقال «بو عمير»: إنه الآن في جزيرة «أبساك».

أحمد: وكيف عرفت؟

بو عمير: هذا البوص مملوء بالأسرار … لقد سمعت بعض الرجال يتكلمون داخل البوص، وسمعت أحدهم يقول للآخر: إنهم نقلوه إلى جزيرة «أبساك» وعليه حراسة شديدة، وهؤلاء من العصابة التي تُخفيه، وأرجح أن العصابة الأخرى منتشرة في البحيرة ولها أفراد داخل هذا البوص.

باسم: أقترح أن ننزل ونحاصر هؤلاء الرجال ونسوقهم رهائن حتى نعرف مكان القبطان، وبهذا ننقص مقاومة العصابة.

أحمد: مخاطرة غير مأمونة ربما نصطدم بغيرهم، ونقضي الليل كله في معركة دون أن نجنيَ شيئًا. أقترح أن نتوجَّه الآن إلى جزيرة «أبساك»؛ فالموجود من أفراد العصابتَين هنا لن يغادر الجزيرة قبل طلوع الفجر، وبذلك نكسب الوقت ويكون هؤلاء كلهم بعيدين عن منطقة الصراع، يا عم «عثمان»: لقد اقتربت ساعة أكل الصيد، لقد كنَّا نريده مشويًّا، الآن اجعله مطبوخًا، وأكثر لنا الشوربة، حتى تبعث فينا الدفء والحيوية؛ فإننا مقبلون على صيد ثمين.

نظر «أحمد» في ساعته. كانت تقترب من الحادية عشرة. ثم قال لعم «عثمان»: افْرِد الشراع وانطلق إلى جزيرة «أبساك».

انطلق المركب يشق الماء ويدفع الأمواج الصغيرة، كان روح المغامرة قد سرَت فيه أيضًا، وانهمك عم «عثمان» في إشعال الموقد وإعداد الطعام، بينما أخرج «أحمد» الخريطة وصوَّب إليها ضوءَ البطارية، وأشار بقلمه إلى جزيرة «أبساك»، ثم قال: إنها أكبر قليلًا من جزيرة «المقطوعة» التي كنَّا فيها، ولأجل هذا ستكون المهمة صعبة، وسيكون الرجال من أفراد العصابتَين كثيرين ومنتشرين في كل شبر من هذه الجزيرة. لكن عندي أمل كبير في إنجاز المهمة في وقت قصير لأسباب، منها: كثافة البوص والغاب، وانتشار العصابة بصورة فردية، أي إنهم أفراد منتشرون، فمن السهل صيدهم واحدًا واحدًا. وكذلك الظلام كثيف نستطيع أن نتحرك فيه بسرعة وبخفة؛ فنحن مدربون على الخوض في مثل هذه الصعوبات، وما هو أصعب منها، كذلك معنا مسدساتنا الكاتمة للصوت وهي أنسب شيء في هذه الأماكن المحدودة.

صمت قليلًا ثم قال: سنبدأ النزول إلى الجزيرة في الساعات الأولى من الفجر، ونتسلل بحذر لنصل إلى القبطان قبل شروق الشمس، وإلا فلن نعرف بعد ذلك ما الذي يمكن أن يحدث؟

قطار الليل يمضي بساعاته والمركب يطوي صفحة الماء مسرعًا إلى جزيرة «أبساك»، ورائحة اللحم تفوح، والبطون الخاوية تتوق إلى الطعام الدافئ في هذا الليل البارد.

الساعة تقترب من الواحدة بعد منتصف الليل، عم «عثمان» يكشف أواني الطعام كي تبرد، بينما بعض الشياطين أخذَتهم سنةٌ خفيفة من النوم اللذيذ تحت هذه السماء المظلمة بعيدًا عن الضجيج والزحام في صمت لا يقطعه سوى صوت المركب وهو يدفع الماء.

عم «عثمان» ينادي «أحمد»: لقد اقتربنا من جزيرة «أبساك»، باقٍ من زمن الوصول حوالي ثلث الساعة.

نظر «أحمد» إلى الجزيرة التي تبدو للعين كأنها سفينة ضخمة سوداء اللون في هذا الليل المظلم.

دعا «أحمد» عمَّ «عثمان» إلى التوقف، وأيقظ «أحمد» الشياطين النائمين، وجهَّز عمُّ «عثمان» الطعامَ، وانقسموا إلى مجموعتَين؛ فإن مساحة المركب لا تكفي لأن يجلسوا متحلِّقين جميعًا حول أواني الطعام.

رشيد: أريد بعض الشوربة الدافئة مقدمًا.

باسم: ألَا تملأ معدتك بالطعام أولًا.

خالد: إنه يريد أن «يسخن» المحركات حتى تهضم جيدًا؛ فضحك الجميع. ثم قال «أحمد»: هل ترون الطعام؟ إننا نأكل في الظلام!

فقال «بو عمير»: الشيء الوحيد الذي نراه ولو كان تحت الماء هو الطعام، إن الإنسان وقت الجوع ينسى كلَّ شيء إلا الطعام.

قال «باسم»: فليحافظ كلٌّ منكم على نصيبه حتى لا يضلَّ الطريق إلى بطن أخرى في هذا الظلام. فضحك الجميع، وامتدَّت الأيدي تتشابك فوق الطعام. لحظات تمرُّ والأيدي تعبث في الأواني ثم يفرغونها من الطعام، فتكلم «قيس» بعد أن أنهى تناول الطعام: أول مرة في حياتي آكل بهذا النهم.

قال «بو عمير»: أكلتُ كأنني لم آكل منذ عام.

وقال «باسم»: شكرًا يا عم «عثمان»، إنك لطباخ ماهر.

أحمد: فلنغسل أيديَنا ونتأهَّب.

فهد: وأين سنغسل أيديَنا؟

أحمد: في الحمام الكبير.

فهد: وأين الحمام الكبير هذا؟

أحمد: على جانب المركب، في ماء البحيرة.

ضحك الجميع، وانحنوا ليغسلوا أيديَهم في ماء البحيرة، ثم شربوا الشاي، ثم قال «أحمد»: الساعة الآن تقترب من الثانية، سنقترب من الجزيرة في حذرٍ شديد ودون إحداث ضجيج، وبهذا تكون الساعة قد أوشكَت على الثانية، ويكون أمامنا حتى طلوع الفجر ساعتان، نستطيع أن ننجز فيها المهمة؛ فالجزيرة كما تبدو لا يستغرق البحث فيه أكثر من ساعة، ربما أقل … ممنوع استخدام البطاريات، الإشارة نقيق الضفدع، ومَن يشعر بالخطر أو يحتاج إلى مساعدة فليُحدث صوتًا لنقيق الضفدع.

انطلاقنا سيكون على مراحل، سأنطلق أولًا لمسافة عشرة أمتار ثم أتوقَّف، ثم تتبعوني واحدًا بعد الآخر، وسننطلق في اتجاه واحد حتى نقلل من فرص التعامل معهم والاحتكاك بهم. فلنهبط إذن من هذا «السرب الصغير».

نزل الشياطين وتجمَّعوا عند حافة الماء، فهمس «أحمد»: سأنطلق من هذه الناحية باتجاه الغرب ثم اتبعوني بعد لحظات.

انطلق «أحمد» في حذر، وابتعد عن الشياطين قدر عشرين خطوة، ثم توقَّف وانحنى، وقبع داخل البوص ينتظر بقية الشياطين، واستدار ينظر في الظلام، وفجأة سقط على الأرض. لقد ظهر شبح ضخم، وعاجَلَ «أحمد» بضربة قوية فسقط بين البوص فأحدث صوتًا في نفس اللحظة. كان «بو عمير» قد اقترب، فرأى الشبح الضخم في الظلام، فأيقن على الفور أن «أحمد» في خطر، فاقترب منه، وفي لمح البصر كان قد سدَّد له ضربة خاطفة، فانهار الشبح الضخم، فتكوَّم على جانبه، فقفز «بو عمير» بكل قوته، وأعطاه ضربة أخرى فتمدَّد فاقد الوعي.

وفي تلك اللحظة وصل «خالد» ثم بعده «قيس» ثم بقية الشياطين، ورأوا «أحمد» وهو يتحسس رأسه، وهذه الجثة الضخمة إلى جواره. فقال له «بو عمير»: أتشعر بألمٍ؟ فلترجع أنت وتبقى مع عم «عثمان» تنتظرنا في المركب.

قال «أحمد»: لا، إنني على ما يرام، إنها آلام خفيفة … وتحسَّس «أحمد» أشياءه ومسدسه. لكن الطين والوحل كان قد لطخ ثيابه.

أدرك «بو عمير» أن الضربة كانت قوية، فقال ﻟ «أحمد»: تأخَّر أنت وسأتقدم أنا … اتبعوني كما اتفقنا.

انطلق «بو عمير» داخل البوص يتحسس طريقه، وفجأة سمع صوت همس، فاقترب من مصدره حتى أصبح على مقربة مترين أو أقل، فسمع صوتًا … يقول: إن البوص يتحرك كثيرًا الليلة، رغم هدوء الريح.

فردَّ عليه صوت آخر: إن أفراد العصابة الأخرى منتشرون في كل أنحاء البحيرة، ويتحركون في كل مكان، لكنهم لن يصلوا إلى شيء. إن الضيف في «البركة السرية».

لكن «بو عمير» انشغل عن سماع بقية الحديث بشيء آخر؛ فقد أحسَّ بجسم صلب في مؤخرة رأسه، ثم سمع صوتًا هامسًا يقول له: لا تلتفت وإلا هشمتُ رأسك، تراجع ببطء.

تراجع «بو عمير» خطوتين، وقبل أن يتمكَّن من الالتفات أحسَّ بضربة قوية وهوى إلى الأرض، وقبل أن يُغمى عليه، أحدث صوت نقيق الضفدع الإشارة المتفق عليها بين الشياطين. في ثوانٍ كان الشياطين في طريقهم إلى الصوت، وفي نفس اللحظة سمع الرجل البوص يتحرك في قوة فأسرع بالهرب.

لم تمرَّ لحظة حتى وصل الشياطين إلى مكان الصوت، وأدركوا «بو عمير» قبل أن يقضيَ عليه ذلك الرجل ومَن معه. أضاء «أحمد» بطاريته وقرَّبها من وجه «بو عمير» الذي كان يتألم، وأشار لهم اتجاه الرجل الذي فرَّ هاربًا منه.

وبدأت المطاردة في هذا الظلام الموحش المخيف؛ إنها مطاردةٌ تُشبه مطاردة الذئاب لفريسة تحاول الوصول إليها عن طريق حاسة السمع. كان «أحمد» قد تأخَّر عند «بو عمير» ومعه «باسم» حتى يُفيق، ولما أفاق «بو عمير» قال ﻟ «أحمد»: القبطان قريب في هذه الجزيرة.

أحمد: وكيف عرفت ذلك؟

قال «بو عمير»: لقد سمعت بعض أفراد العصابة يتهامسون ويقولون إنه هنا في «البركة السرية».

فقال «أحمد»: وأين هذه البركة؟

ردَّ «بو عمير»: آه، لا أدري. هذا ما سمعتُه قبل أن يضربني ذلك الرجل في الظلام ويهرب هو ومَن معه.

أحمد: ولماذا يهربون؟ لا. إنهم لم يهربوا، إنهم أسرعوا إلى رئيس العصابة يخبرونه بقدوم العصابة الأخرى. يجب أن نسابق الزمن قبل أن تتعقَّد الأمور أكثر. لتبقَ هنا في مكانك.

بو عمير: لا. ولماذا أبقى؟ لا بد أن أصل إلى هذه «البركة السرية». سار «أحمد» ومَن معه في نفس اتجاه الشياطين، ومضَت المطاردة في هذا الليل داخل هذه الكُتَل الضخمة من البوص والغاب.

كان «قيس» قد توقَّف ثم قال لمن معه: لقد توقف صوت الأقدام، وأظن أنهم رابضون في مكان ما. علينا أن ننطلق في شبه دائرة ثم نُطبق عليهم. وكان «أحمد» قد وصل مع «بو عمير» و«باسم»، واشتركوا معهم في الخطة وقال «أحمد»: نريد أن نتمكَّن من هؤلاء قبل أن يصلوا إلى بقية أفراد العصابة فينبهوهم إلى وجودنا.

وأمسك كلٌّ منهم بمسدسه الكاتم للصوت. لقد بدأت اللحظات الحرجة؛ البوص والجزيرة كأنهما ساحة قتال، أفراد العصابتَين ينتشرون في كل مكان، كلٌّ منهم يحمل سلاحه ويتربص بالآخر من أجل كلمة. كلمة بعشرة ملايين من الجنيهات، كلمة من ذلك القبطان تُخبر أيًّا منهم عن مكان المخدرات، فهو الوحيد الذي يعرف مكانها؛ لأنه الوحيد الذي أخفاها.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤