٤ تقارير في يوم واحد

كانت عصابة مثلث الأشرار المكوَّنة من قارئ الأفكار «مالمو»، والقنَّاص الرهيب مستر «ون بولت»، والزعيم «كاتسكا» قد أُصيبت على يد الشياطين اﻟ «١٣» بهزيمةٍ بالغة؛ فقد استطاع الشياطين القضاء على مستر «ون بولت» وعلى «كاتسكا»، فأصابوهما في معركة دارت في الجبل، بينما استطاع «مالمو» الفرار.

لم يكن الشياطين اﻟ «١٣» متأكِّدين ممَّا فعلوا، حتى وصلهم تقرير رقم «صفر» عن المعركة … واتضح منه أن مستر «ون بولت» ما زال حيًّا … وكان التقرير الذي وصل مهمًّا جدًّا للشياطين ليعرفوا ماذا يفعلون بعد المعركة.

وكانت «إلهام» بعد عودتهم إلى المقر السري قد أسرعت إلى غرفة التقارير، بعد أن بدأت الإشارات الحمراء تظهر مُعلنةً عن تقرير جديد: من رقم «صفر» إلى «ش. ك. س»:

إن الصراع الدامي الذي دار بينكم وبين مثلث الأشرار نموذجٌ رائع لبطولتكم. لقد استطعتم وحدكم ودون معاونةٍ من المنظمة أن تخوضوا المعركة معهم ومع أعوانهم، وأن تنتصروا … ولكن كونوا على حذر …

إن «كاتسكا» قد انتهى، ولكن قارئ الأفكار «مالمو» ما زال حيًّا … ومستر «ون بولت» مصاب بجراح بسيطة يُعالَج منها في مكان ما. أعتقد أنه خارج «بيروت» … لهذا فإنني أتوقَّع جولةً جديدةً بيننا وبينهم. وقد غيَّرتُ مكاني، ومن الصعب على قارئ الأفكار أن يعرفه الآن، إلَّا إذا وقع أحد رجالي في يده كما حدث في المعركة الماضية؛ ففي هذه الحالة يمكن بواسطة قدرته العجيبة على قراءة الأفكار، أن يعرف المكان … ولكني وضعت كل الاحتياطات حتى لا يحدث هذا.

شيء آخر مهم … إنهم لم يعرفوا مقرَّكم السري لحسن الحظ، ولكن إذا وقع أحد منكم في قبضتهم فستكونون مهدَّدين بالخطر … لهذا فإنني أرجو أن تستبقوا مقركم المؤقَّت، وأن يكون معروفًا لعدد محدود منكم، أقصد المجموعة التي كانت فيه، وهم: «أحمد»، و«عثمان»، و«إلهام»، و«بو عمير»، ومن الممكن أن تذهبوا إلى مقر ثالث ممتاز أعددته لكم، وسأعطيكم عنوانه في آخر هذا التقرير.

سيصلكم تقرير آخر في هذا المساء فلا تتحرَّكوا قبل أن يصلكم هذا التقرير … وإنني أُكرِّر شكري لكم.

وعادت «إلهام» بالتقرير إلى الشياطين تقرؤه عليهم … ولم يكن منهم في صالة الاجتماعات إلَّا المجموعة التي تحدَّث عنها رقم «صفر»، فقالت «إلهام»: من الواضح أن رقم «صفر» يُريد أن نبقى نحن فقط في «بيروت».

أحمد: معه حق … فكلما زاد عددنا؛ زاد خطر أن يتمكَّن مثلث الأشرار من الوصول إلى واحد منا.

عثمان: إنه لم يعد مثلثًا؛ فقد انتهى واحد منهم وهو «كاتسكا»!

أحمد: من يدري؟ … إن من السهل عليهم إحضار ثالث؛ ولهذا فإنني أُفضِّل أن أظل أُطلق عليهم هذا اللقب حتى ننتهي منهم جميعًا!

بو عمير: سأدخل لأنام فقد قضينا بضعة أيامٍ مرهقة.

وسرعان ما ساد الهدوء المقر السري … فقد راقت فكرة النوم لبقية الشياطين، فأوى كلٌّ منهم إلى غرفته، ولكن «أحمد» بعد أن استلقى على فراشه لم يستطع أن ينام؛ كان يُفكِّر … إن «مالمو» هذا لا يجب مهادنته … إنه سيجد وسيلةً لقراءة أفكار أي واحد منهم … وفي إمكانه أن يصل إليهم مرةً أخرى، وفي محاولة ثانية للقضاء على رقم «صفر» بواسطتهم، وللانتقام لهزيمته، ومصرع «كاتسكا» …

ولكن كيف السبيل إلى معرفة مكان «مالمو» … و«ون بولت»، وهو جريح؟ هل يلجأ إلى مستشفًى؟ إنه بالطبع ليس بهذه السذاجة؛ لأن من السهل العثور عليه … إذن فسوف يأوي إلى مكان ما، ثم يطلب طبيبًا … في هذه الحالة من الممكن الوصول إليه أيضًا، ولكن بصعوبة؛ فيجب الاتصال بجميع أطباء «بيروت» لمعرفة الطبيب الذي ذهب لعلاجه.

ومضى «أحمد» يُفكِّر، حتى غلبه النوم في النهاية فاستسلم له … وعندما استيقظ كان الظلام قد هبط على «بيروت»، ولم يكد يخرج إلى الصالة حتى وجد بقية الشياطين جالسين، وقالت «إلهام»: مفاجأة!

التفت إليها «أحمد» فقالت: تقريرٌ خطير من رقم «صفر»! سيُسافر «مالمو» ومستر «ون بولت» إلى «القاهرة»!

أحمد: «القاهرة»؟!

إلهام: نعم … ورقم «صفر» يرى ألَّا نُسافر، وأن نتركهما؛ فقد ينسحبان من الميدان نهائيًّا.

أحمد: لو كانا يُريدان الانسحاب لما ذهبا إلى «القاهرة» ولعادا إلى بلادهما. إنني أُفضِّل أن نُسافر فورًا خلفهما!

إلهام: بالمناسبة لقد صدق حدسك … فقد أرسلا في استدعاء ثالث، وسيلحق بهما هناك. وقد استطاع رقم «صفر» بوسائله أن يحصل على نص البرقية التي أرسلها «مالمو»، وهذا هو نصها:

إن المنظمة التي جئنا للقضاء عليها في غاية القوة والبطش … وقد استطاع رجالها أن يقضوا على «كاتسكا» … سنذهب إلى «القاهرة» لإعادة التفكير فيما يجب أن نفعله … وقد تقرر الانسحاب مؤقَّتًا على الأقل، فأرسلوا لنا من نتحدَّث معه، وليلحق بنا في فندق «ميريديان» ﺑ «القاهرة».

أحمد: هذه فرصتنا للقضاء عليهم، خاصةً «مالمو» هذا … أرسلي إلى رقم «صفر» رجاءً منا أن يُوافق على سفرنا للقاهرة.

وافق بقية الشياطين على اقتراح «أحمد»، وأسرعت «إلهام» إلى غرفة التقارير، وأرسلت الرجاء إلى رقم «صفر»، ثم عادت إلى القاعة في انتظار رده.

وجاء رد رقم «صفر» سريعًا، وأسرعت «إلهام» إلى غرفة التقارير.

قال عثمان: إنه رابع تقرير هذا اليوم!

أحمد: إن العصابة التي نعمل ضدها في غاية الخطورة كما قال رقم «صفر» في تقاريره، ومن يدري؟ … لعل هناك معلومات جديدةً ذات أهمية خاصة عنها.

وساد الصمت فترة، ثم عادت «إلهام» تحمل في يدها التقرير الرابع، وكان كما توقع «أحمد» في غاية الأهمية:

من رقم «صفر» إلى «ش. ك. س»

وصلني الآن تقريرٌ خطير. إن ما حدث حتى الآن بيننا وبين مثلث الأشرار ليس إلَّا بدايةً بسيطة … إن هؤلاء الثلاثة ينتمون إلى منظمة من أقوى منظمات العالم السفلي … وهي منظمة «ورلد ماسترز»؛ أي سادة العالم، واختصارها «و. م».

وهذه المنظَّمة تسعى للسيطرة على العالم كلِّه بواسطة عددٍ كبيرٍ من أعتى المجرمين. وتضم هذه المنظَّمة عددًا كبيرًا من الشخصيات البارزة في العالم لا يعرف أحدٌ حقيقتهم … وقد قرَّرت المنظمة منذ شهور أن تفتح لها فرعًا في «بيروت»؛ سعيًا للسيطرة على عالم المال والبترول في الشرق الأوسط، باعتباره أغنى منطقة في العالم الآن. وقد شاءت منظمة «الورلد ماسترز» أن تبدأ عملها بالقضاء عليَّ شخصيًّا والقضاء على الشياطين اﻟ «١٣» بعد ذلك. وقد علمتُ أنهم صُعقوا عندما اكتشفوا أن مثلث الأشرار لم يستطِع القضاء علينا، بل نحن قد قضينا على واحد من أهم أعضائه هو «كاتسكا» … لهذا قرَّرت المنظمة أن تُرسل عددًا كبيرًا من رجالها إلى المنطقة لسحقنا تمامًا … فلا تتحرَّكوا حتى تصلكم تعليمات جديدة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤