أحمد أبو خَطوة

١٢٦٨ﻫ–١٣٢٤ﻫ

يتصل نسَبُه بالإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما، وجدُّه السابع أبو خطوة مدفون في «مطوبس»، وجدُّه الحادي عشر محمد أبو خطوة أول من نزل من الأسرة في بلدة كفر ربيع بمركز تلا في المنوفية، وقد هاجر إليها بعد موت أبيه سالم المدفون بالحدين بالبحيرة، ومن أجداده: السيد عبد الرحيم القنائي صاحب الضريح المشهور بقنا.

وقد وُلِد الشيخ أحمد أبو خطوة في ٢٠ ذي القعدة سنة ١٢٦٨ﻫ ببلدة كفر ربيع، ونشأ بها فحفظ القرآن وبعض المتون، ثم سافر للقاهرة لطلب العلم بالأزهر في ١٦ شوال سنة ١٢٨١ﻫ، واشتغل فيه بقراءة الفقه على مذهب الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان.

ومن شيوخه الشيخ محمد البسيوني البيباني، والشيخ أحمد الرفاعي الفيومي، والشيخ عبد الرحمن البحراوي، والشيخ عبد الله الدرستاوي، والشيخ حسن الطويل.

وكان أكثرُ تحصيله للعلوم العقلية على الشيخ حسن الطويل، ولازم صحبته، وتخلَّق بأخلاقه، وتلقَّى عنه في داره العلومَ الحكمية والرياضية وكثيرًا من كُتبها، مثل: «شرح الهداية» للمبيدي، و«الطوالع»، وأكثر «المقاصد والمواقف»، و«إشارات ابن سينا» بالشروح لنصير الدين الطوسي والإمام الرازي، و«المحاكمات»، وبعض كتاب «النجاة» لابن سينا، و«أشكال التأسيس» بشروحها في الهندسة، و«تحرير إقليدس»، وفي الهيئة: «شرح الجغميني»، وتذكرة «نصير الدين الطوسي»، وفي الحساب: خلاصة بهاء الدين العاملي بشرح البورصاوي، و«المعونة»، وشرح ابن الهائم، وغيرها، وفي المنطق: «القطب» بحواشيه، و«المطالع»، و«الخبيصي»، و«إيساغوجي»، وغيرها.

وامتُحن للعالمية والتدريس في ١٨ صفر سنة ١٢٩٣، وكان مجلس الامتحان مكوَّنًا من الشيخ عبد الرحمن البحراوي والشيخ عبد القادر الرافعي الحنفيين، والشيخ أحمد شرف الدين المرصفي والشيخ زين المرصفي الشافعيين، والشيخ أحمد الرفاعي والشيخ أحمد الجيزاوي المالكيين، برياسة شيخ الأزهر ومفتي الديار المصرية الشيخ محمد المهدي العباسي، فلما امتحنوه أُعجبوا به إعجابًا شديدًا لجودة تحصيله وشدة ذكائه فأجازوه، إلا أنه أخَّر التدريس لاشتغاله بتتميم ما كان يقرؤه على الشيخ حسن الطويل، ثم ابتدأ في القراءة بالأزهر سنة ١٢٩٦ﻫ فقرأ به الكتب المتداولة به وغيرها، وتخرَّج عليه جمْعٌ من الأفاضل، منهم: الشيخ محمد شاكر، والشيخ محمد حسنين العدوي، والشيخ محمد بخاتي، والشيخ سعيد الموجي، والشيخ محمد الغريني، والشيخ مصطفى سلطان.

ثم جُعِل مفتيًا لديوان الأوقاف فكانت له اليدُ الطُّولَى في إصلاحه، وعاون مَن به على تحسين أموره بجودة عقله وحُسن رأيه، وحسبُك أنه دخله وإيرادُه مائة وعشرون ألف دينار وخرج منه وإيراده يربو على مائتَي ألف دينار، ثم نُقِل عضوًا في المحكمة الشرعية الكبرى بالقاهرة، ورأس المجلس العلمي للنظر والفصل في القضايا الكبرى، ثم انتُدب للمحكمة العليا بعد ذلك فكانت له اليدُ الطولى في إصلاحها، ومنع شهادات الزور، وإصلاح حال المحامين، وكانت وفاته في شوال سنة ١٣٢٤ﻫ عليه رحمة الله.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤