مفهوم السعادة وروح النشاط عندنا وعند الغربيين

١

السعادة مطمح البشر الأعلى ومنزعهم الأسمى، كلٌّ منَّا يعشقها ويتوق إليها، ويَكُدُّ وراء الحصول عليها، ينشدها دومًا لنفسه، ويتمناها كل يوم لأصدقائه، ويذكرها في أكثر مخاطباته، ويبحث عنها في معظم حركاته.

فما هي هذه السعادة التي نُسبِّح بذكرها بهذه الصورة؟ وما هو هذا المطمح الذي نتوق إليه بكل ما لدينا من قوة؟

كلنا نعرفها، فلا نشعر بحاجة إلى تعريفها، كلنا نسعى إليها، فلا نرى لزومًا لتحديد معناها.

يقولون: «إن الأمور تتبيَّن بأضدادها.» فلْنحاول إذن أن نتبيَّن معنى السعادة بالمعاني المضادة لها. كلنا يعرف أن السعادة هي نقيض الشقاوة والتعاسة، وأن الشقاوة رفيقة الألم. فيمكننا أن نقول بهذا الاعتبار: إن السعادة هي «فقدان الألم»، وبتعبير آخر هي «الخلو من الآلام».

غير أن «السعادة» بهذا المعنى ما هي إلا «خيال مُحال»، إذ إن كل إنسان مُعرَّض لشيء من الآلام، أما الخلو من جميع أنواع الآلام فمن الخيالات التي لا يمكن أن تتحقق في هذه الحياة.

ففي حياة كل فرد من أفراد البشر ضروب من الآلام وضروب من اللذات، فإذا نسبنا السعادة إلى أحدهم، لم نعنِ بذلك أنه لم يتعرف بالألم، وأنه قضى حياته خاليًا من الأتراح، بل إننا نعني أن لذَّاته كانت غالبةً على آلامه. كما أننا إذا نعتنا حياة أحدهم بالشقاء، فإننا لا نقصد من ذلك أنه لم ينَل حظًّا من اللذات، أو أنه قضى جميع أيام حياته بالآلام، بل نقصد أن آلامه كانت غالبةً على لذَّاته.

فيمكننا أن نقول بهذا الاعتبار: إن السعادة «هي محصلة الحياة الانفعالية.» أو بتعبير آخر: هي «النسبة بين اللذات والآلام، والأفراح والأتراح.»

ولا حاجة إلى التفصيل.

إن للذَّات والآلام ضروبًا وأنواعًا عديدة، وقُوًى وقِيَمًا متفاوتة؛ فمنها ما هو مادي ومنها ما هو معنوي، وما هو خفيف وما هو شديد، وما هو قيِّم وما هو تافه. ومن اللذات ما يُنسي مئات الآلام، ومن الآلام ما يذهب بتأثير عدد كبير من اللذات. كما أن ما نتذكره من الآلام أو اللذات الماضية، وما نتوقعه من الآلام واللذات الآتية، كثيرًا ما يعمل عمل الحالية منها، ويقوم مقامها. فكم من الذكريات الماضية تستر الانفعالات الحالية مؤلمةً كانت أم ملذة! وكم من الآلام المتوقعة تمنعنا من التمتع باللذات الحالية! وكم من اللذات المنتظَرة تجعلنا لا نبالي بالآلام الراهنة!

فإذا قلنا «النسبة بين اللذات والآلام»، يجب أن نعنيَ اللذات والآلام بأوسع معانيها ومن جميع أوجُهها، وإذا قلنا السعادة «هي تغلُّب اللذات في الحياة على الآلام»، يجب أن نشمل بنظرنا جميع أنواعها، مع كل ما نحس ونشعر به من ذكريات الماضي، وكل ما نؤمِّل ونتوقع حدوثه من حوادث الآتي.

وبهذا المعنى، بهذا المعنى فقط، يمكننا أن نقول: «إن السعادة هي النسبة بين لذَّات الحياة وآلامها.»

ومع هذا يجب ألا ننسى أن التعبير عن الحادثات النفسية والأمور المعنوية على شكل دساتير رياضية مجرَّدة، لا يخلو من محاذير عديدة؛ فإن مثل هذه التعبيرات إذا أُخِذت على إطلاقها قد تكون مثارًا للأغلاط، ولذلك تحتاج — على كل حال — إلى بعض التقييدات والتوضيحات.

لا يشك أحد مثلًا أن نسبة العشرة إلى المائة كنسبة المائة إلى الألف، فكل منَّا يعلم أننا إذا قسمنا مائة شيء على عشرة أشخاص، وإذا قسمنا ألف شيء على مائة، نحصل على نتيجة واحدة في كلتا الحالتين. إلا أنه يجب علينا ألا ننسى أن هذه «الوحدة في النتيجة» إنما تكون بالنسبة إلى الأشخاص المقسوم عليهم فقط، أما بالنسبة إلى الأشياء نفسها، وبالنسبة إلى الأشخاص بأجمعهم، فالنتيجة تكون متخالفةً في كل من هاتين الحالتين. إن عدد الأشياء التي تصيب كُلًّا من المقسوم عليهم سيكون عشرةً في كلتا الحالتين، ولكن عدد الأشخاص الذين سيأخذون حصةً من تلك الأشياء سيكون عشرةً في الحالة الأولى ومائةً في الحالة الثانية، فإذا كانت النتيجة واحدةً بالنسبة إلى كل واحد منهم، فإنها لن تكون واحدةً بالنسبة إلى مجموعهم.

إن تساوي النسبة بين اللذات والآلام عند شخصين مختلفين، لا يستلزم تساوي الشعور عند الاثنين؛ إذ إنه قد يكون في حياة الأول لذَّات كثيرة مع آلام كثيرة، وفي حياة الثاني لذَّات قليلة مع آلام قليلة، ولا شك في أن شعور الأول سيختلف في هذه الحالة عن شعور الثاني، وإن كانت النسبة بين اللذات والآلام متساويةً عندهما كل المساواة.

نفهم من ذلك أن السعادة لا تتعين بمجرد ملاحظة النسبة بين اللذات والآلام فحسب، بل إنها تختلف حسب القيمة المطلقة والشدة الذاتية لكل منها أيضًا.

وأعتقد أن هذه الملاحظة الأخيرة هي وحدها تُفسِّر لنا الفروق العظيمة التي تتجلَّى بين نظرنا إلى السعادة وفهمنا لها، وبين نظر الغربيين إليها وفهمهم لها.

فإننا نُوجِّه أنظارنا في الدرجة الأولى نحو عنصر الألم، ونهرب منه قبل أن نفكر في عنصر اللذة ونُقدِم عليها. أما الغربيون فإنهم بعكس ذلك، يُوجِّهون أنظارهم في الدرجة الأولى نحو عنصر اللذة ويطلبونه، قبل أن يفكروا بالألم ويهربوا منه.

فكأن شعارنا في الحياة هو؛ «أقل ما يمكن من الألم!» أما شعارهم فهو «أكثر ما يمكن من اللذة!»

نحن نفتش عن السعادة في «قلة الألم» قبل كل شيء، ولو علمنا أن ذلك يستلزم قلة اللذات أيضًا، في حين أنهم يبحثون عن السعادة في «كثرة اللذات» أكثر من كل شيء، ولو علموا أن ذلك يستلزم «الكثرة في الآلام والمشقات» أيضًا.

إننا نكتفي بلذَّات قليلة خشيةً من الآلام الكثيرة، في حين أنهم يتكبَّدون المشقات الكبيرة أملًا في لذائذ قوية.

وهذه هي أهم المميزات في نظري بين نفسيتهم ونفسيتنا، وحياتهم وحياتنا.

وأما السبب الأصلي في هذا التفاوت فيما أعتقد؛ فهو «تلازم اللذة والفعالية» في نفوس الغربيين تلازمًا شديدًا. فإن هذا التلازم يجعلهم لا يعبئَون «باللذات السكونية»، وينزعون نحو «اللذات الفعَّالة»، فلا يلتفتون إلى «اللذات السلبية»، بل ينهمكون في «اللذات الإيجابية».

٢

إننا نقول دائمًا عندما نقارن بين حياتنا وحياة الغربيين: «إنهم أهل جد ونشاط، ورجال عمل وإقدام، وليسوا مثلنا مستسلمين إلى الكسل والخمول.» ولا ريب في أننا بقولنا هذا نكون قد نطقنا بحقيقة ناصعة لا مجال لإنكارها بوجه من الوجوه.

غير أننا نضيف غالبًا إلى هذا الحكم حكمًا آخر، فنقول: «إنهم ليسوا مثلنا مُكِبين على اللذات والملاهي!» إني أعتقد أننا بقولنا هذا نكون قد تجاوزنا حدود الحقائق الراهنة، ودخلنا في ساحة تستوجب المناقشة والنظر.

فإذا استطلعنا آراء الغربيين الذين زاروا بلادنا وعاشوا بيننا، وجدنا أنهم يفكرون في هذا الأمر الأخير، بعكس ما نفكر به نحن تمامًا؛ إذ نراهم يندهشون لفقدان الملاهي وقلة الأفراح عندنا، ويتساءلون باستغراب شديد كيف أننا نعيش هذه المعيشة المحرومة من أنواع الملذات.

فما منشأ هذا الاختلاف الكبير؟ وما سبب هذا البَون الشاسع الذي يظهر بين حُكْمنا على الغربيين وبين حُكْمهم علينا؟ كيف؟ ولماذا؟ نحن نقول إن الغربيين لا ينهمكون مثلنا في الملذات والملاهي، في حين أنهم يدَّعون بأننا لا نشعر مثلهم بالحاجة إليها؟

إن السبب في ذلك بسيط جدًّا، وهو أننا نفهم اللذة والتسلية خلاف ما يفهمها الغربيون؛ نحن نفتش عن اللذة في السكون والدعة، أما الغربيون فإنهم يعتبرونها ملازمةً للحركة والفعالية. نحن نعتبر على الأكثر الحركة والفعالية من الأمور المزعجة، فلا نُقدِم عليها إلا عند الضرورة، ونميل لذلك نحو الملاهي والملذات التي لا تتطلب منا فعاليةً كبيرة. وأما الغربيون فإنهم يجدون أكبر ملذاتهم في الحركة، فيُقدِمون عليها لأجل التسلية، ويميلون لذلك نحو الملذات والملاهي التي تحملهم على الفعالية الشديدة.

إن مقارنةً بسيطةً بين النزهات المألوفة عندنا والنزهات الشائعة عندهم تكفي لإظهار هذه الفروق بكل وضوح وجلاء؛ فالنزهة عندنا ليست إلا الخروج إلى البرية والجلوس في ظل شجرة، والاضطجاع على بساط، والاستلقاء على الأعشاب، وتناول الطعام أو تعاطي الراح بين أغاريد الطيور وخرير المياه. ولربما زاد على كل ذلك تشنيف الآذان باستماع أغانٍ شاجية، وإقرار العيون بالتفرُّج على رقصات راقصة. ومع كل ذلك لا تخرج النزهة عادةً عن الجلوس والأكل والشرب، والاستلقاء، والتفرُّج والاستمتاع، فلا يتخللها بصورة عامة إلا شيء قليل من الحركات البسيطة التي لا تستلزم فعاليةً كبيرة.

أما النزهة عند الغربيين فإنها قبل كل شيء «وسيلة حركة»، و«مظهر فعالية»، فلا بد من أن يكون فيها سلسلة غير قصيرة من الحركات والفعاليات؛ بين ركض وقفز، ولعب وقنص، وإنشاد ورقص.

ولهذا السبب، أي لاختلاف النظر بيننا وبين الغربيين في فهْم الملذات والملاهي بهذه الصورة، نحن نظن أنهم «لا يلتفتون كثيرًا إلى الملذات»، في حين أنهم يقولون عنا ﺑ «أننا لا نشعر بكبير حاجة إليها.» وأما إذا لاحظنا هذا الاختلاف، وقايسنا بين حياتنا وحياة الغربيين باعتبار «اللذات» بمعناها العام، اضطُررنا للتسليم بأن الغربيين أحرص منَّا على الملذات، وأشد إغراقًا منَّا في الملاهي.

وكل سائح في أوروبا يجد في رأس كل خطوة يخطوها دليلًا قاطعًا على ذلك؛ فيرى في الشوارع والحدائق، وفي الأرياف والغابات، وعلى الجبال وفوق الثلوج، وفي الأنهار وعلى ضفاف البحار، لا سيما في أوقات الاستراحة وأيام العُطَل، أُناسًا كثيرةً تروح وتغدو لأجل التسلي والتلهي، وهي تتمشى أو تتزلج، تركض وتقفز، تُجدِّف وتقنص، تسبح وتلعب، تغنِّي وترقص، وبتعبير أقصر: تتحرك وتتحرك وتتحرك، بنشاط عظيم وابتهاج شديد، بدون أن تشعر بتعب وكلل، وبدون أن تستسلم للفتور والملل. ويشاهد في كل محل وسائل لهو كثيرة أُوجِدت وأُسِّست لأجل تسهيل مثل هذه النزه المحركة والألعاب الفعالة؛ من جمعيات ونوادٍ وآلات، ومبانٍ وطُرق، وحتى من مدائن وقصبات.

فإنه يرى من هذه الوسائل والمؤسسات، ومن تلك الألعاب والحركات، ما يجعله يحار في توفيقها مع الجد والعمل. وكثيرًا ما يقول في نفسه — متحيرًا ومستغربًا: «كيف يتمكن الغربيون من القيام بالأعمال الجدية بين هذه الملاهي الكثيرة؟ وكيف يجدون وقتًا للدرس وللشغل بين كل تلك الأوقات التي يقضونها في اللعب واللهو؟»

ولا ريب في أن هذه الحالة تبدو لنا في الوهلة الأولى غريبةً في بابها، غير أنه يجب علينا ألا ننسى أن «الميل إلى التلذُّذ» الذي يتجلى في نفوس الغربيين، لم يكن «ميل تلذذ مقرون ببطالة وكسل»، بل هو «ميل تلذذ ملازم للحركة والنشاط». كما أن «شغف التلهي» الذي يخفق في قلوبهم لم يكن «شغف تلهٍّ مقرون بالسكون والخمول»، بل هو «شغف تلهٍّ ملازم للفعالية والإقدام». ولا يوجد فرْق كبير بين «النشاط في اللعب» وبين «النشاط في العمل» من الوِجهة الروحية؛ فإن الذين ينزعون إلى «فعالية التلهي»، يلتذون بطبيعة الحال من «الفعالية» بوجه عام، فيكونون ذوي قدرة واستعداد لإظهار «فعالية العمل» بوجه خاص.

ولذلك يجب أن نقول: «إن الأوروبيين أهل جد وعمل، بقدر ما هم منهمكون في اللهو والترف.» لا، «إنهم أهل جد وعمل، على رغم ما هم غريقون فيه من اللهو والترف».

وإذا حاولنا أن نستعرض الخصال التي تعمل في إنجاح الأوروبيين عملها العميق، نرى في مقدمتها هذه الخصلة المهمة؛ ألا وهي ميلهم إلى الفعالية وشغفهم بالحركة، واعتيادهم ربط اللهو بالفعالية، وتجافيهم عن السكون والخمول، ولو كان ذلك في سبيل التلهي والتسلية.

ولا ريب في أن هذا الميل والشغف، وهذا الاعتياد والاستعداد، لَمِن أهم نواقصنا وأعظم حوائجنا.

إن هذا الميل والشغف والاستعداد موجود في صغارنا، كما هو موجود في صغار الأوروبيين؛ فإن أطفالنا أيضًا مثل أطفالهم، يشعرون بحاجة شديدة إلى الحركة، ويُظهرون انهماكًا مستمرًّا بالفعالية، ويغتبطون اغتباطًا واضحًا باللعب.

غير أن ما ألِفناه من الآداب الاجتماعية، وما اعتدنا من الأساليب المعاشية، وما نشأنا عليه من التربية الأخلاقية، تتحد في الضغط على هذا الميل والاستعداد ضغطًا قويًّا ومستمرًّا؛ فتحُول دون نموهما نموًّا كافيًا، بل تُضعفهما شيئًا فشيئًا، وينتهي الأمر بأن تقضيَ عليهما قضاءً يكاد يكون مبرمًا.

فإن الآباء الذين يُرَبون الأطفال في بيوتهم، والمعلِّمين الذين يتعهَّدونهم في مدارسهم، والكهول الذين يحاولون أن يكونوا قدوةً لهم في بيئتهم، كلهم ينظرون إلى أبسط مظاهر هذا الميل بنظر العداء، ويعتبرونها ضروبًا من الجموح والوقاحة، ونوعًا من سوء الأدب وقلة الحياء؛ فيجتهدون لذلك لمحاربتها محاربةً مستمرة، ويسعَون لإلزام أولادهم السكون بجميع ما لديهم من قوة وتأثير، ووسائل ترهيب وترغيب. فإنهم يُضعفون بهذه الصورة حاجة الفعالية وميل الحركة المغروزة في نفوس أطفالهم، فيزيلون استعدادهم للاغتباط بالنشاط، حتى إنهم يُولِّدون فيهم ميلًا قويًّا للراحة والخمول.

ولا حاجة إلى الإثبات أنه إذا ما تجرَّد الأطفال بهذه الصورة من ميل الفعالية في سبيل اللهو، وحُرِموا بصورة تدريجية من شغف الحركة عن طريق اللعب، لا يمكنهم أن يكتسبوا استعدادًا للفعالية عندما يبلغون أشُدَّهم، فلا يجدون في نفوسهم شغفًا بالعمل ورغبةً في الجد عندما تتطلَّبها الحياة منهم.

ولهذا السبب نرى الشرق لا يزال يتخبَّط في دياجير الجمود والخمول تجاه الغرب الذي صار يلتهب بفعالية حماوية، فأصبح لا يعرف معنًى للحياة بدون حركة ونشاط.

فيجب علينا أن ننتبه إلى هذه الحالة انتباهًا تامًّا، وأن نُبدِّل طُرق التربية التي درجنا عليها تبديلًا كُليًّا، فنعتقد اعتقادًا جازمًا بأن «ميل الفعالية والنشاط» من أهم الخصال، كما أن «الاغتباط بالفعالية» من أثمن القُوى التي تضمن نجاح الأفراد والأمم في معترك الحياة.

فكل من لا يسعى لتقوية هذا الميل وتنمية هذا الاستعداد، لا يستحق أن يُسمَّى مربيًا، وكل من يسبب انطفاء هذا الاستعداد وزوال هذه القوة من نفوس الأطفال — سواء كان ذلك بقصد أو بدون قصد — يكون قد أساء إليهم إساءةً كبرى.

٣

فإذا فهمنا هذه الحقائق فهمًا تامًّا، وأخذنا نعمل بموجبها عملًا مستمرًّا؛ رأينا أن روح الحركة والنشاط تدب في نفوس أجيالنا القادمة دبيبًا متزايدًا.

عندئذٍ يتغير نظرنا إلى السعادة وفهمنا لها تغيُّرًا كُليًّا، فإنها تصبح في نظرنا — مثل ما هي في نظر الغربيين — غير قابلة للانفكاك عن الفعالية والنشاط، ويتولد حينئذٍ في نفوسنا من جرَّاء هذا التغيُّر قوة عظيمة، تُخلِّصنا من مستنقعات الجمود والخمول التي نتخبَّط فيها الآن، وتسوقنا إلى الجد والكد بحماس واغتباط.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤